“ما هي الإجابة إذن؟”
“……”
“لن أقول شيئًا مهما كانت إجابتك، فقط أخبرني.”
“الإجابة هي خمسة.”
يا له من وضع مربك للغاية.
لقد حُلَّ اللغز بشكل صحيح، فلماذا لم يكتب الجواب؟
أردتُ إقناعه، لكن شعرتُ أن أي كلمة أقولها الآن قد تأتي بنتائج عكسية.
[< التـحكـم بالـعقـل >: مُفعل.]
بينما امتلأت الساعة الرملية، لم أستطع أنا أيضًا التحرك أو اتخاذ أي إجراء، تمامًا مثل ديتريش.
–فووووش!–
ارتفعت ألسنة اللهب بعنف، حتى بدا أن ديترِيش يواجه صعوبة في تحمل الحرارة، وبدأ العرق يتصبب منه بغزارة كالمطر.
فجأة، تذكرتُ أحد العناصر التي بحوزتي.
كان بحجم يناسب راحة يدي، عبارة عن جسم صغير كروي الشكل.
إنه ما يُعرف بـ “قنبلة الماء”.
عند إلقائها، تنفجر مُطلِقة تيارًا هائلًا من الماء.
“لن يكفي ذلك لإخماد النار، لكنه قد يخفف الحرارة لبعض الوقت.”
أفترض أنني قد أستسلم…
إذا لم يكن ينوي الاستماع لي، فماذا يمكنني أن أفعل؟
أشعر أنني بذلت جهدي بالفعل.
فالمُهِم أن نغتنم الفرصة عندما تُتاح، أليس كذلك؟
رغم ذلك، لم أستطع تجاهل شعور غريب يعارضني داخليًا؛ لم أرغب في مشاهدة شخص يحترق أمامي ويموت.
“كُوونغ! كُووونغ!”
هاه؟
نظرتُ نحو الباب لأرى كتلة فرو صغيرة تركض نحونا وهي تحمل حقيبة صغيرة بفمها.
‘ما الذي تفعله هنا؟ هذا خطير!’
كنت أنوي أن أُري ديترِيش هذه الكتلة الصغيرة لاحقًا، لكن بالتأكيد ليس بهذه الطريقة!
توقفت الكتلة الفروية ثم دخلت إلى السلة الموضوعة في الزاوية.
“ما الذي تفعله الآن؟”
في تلك اللحظة، لم أستطع إخفاء دهشتي وأنا أراقبه.
كان يحمل بين أسنانه كرة صغيرة بحجم وجهه تقريبًا.
تلك الكرة…
“كوونغ!”
ألقت الكتلة الكروية الكرة الصغيرة، وفي اللحظة نفسها انطلق تيار مائي من داخلها، متفرقًا إلى عدة مسارات غمرت المكان بالماء.
“كيف… كيف حصلت على ذلك؟”
لا أعرف كيف أو لماذا أحضرت هذه الكرة في هذا التوقيت بالذات، لكن الحرارة الخانقة خفّت قليلًا، رغم أنها كانت تُشعرني وكأنها تحاول إذابة جلدي قبل ذلك.
لكن النار المشتعلة في السقف بدأت تذيب أجزاءه، وبدأت الحطام تتساقط كأنها قطرات شمع مذاب.
لحظة… إذا استمر الوضع هكذا…
لم يمر وقت طويل حتى سقطت قطعة خشبية من السقف.
اندفعتُ تلقائيًا دون تفكير.
“احترس!”
“……!”
لم أكن قلقة على نفسي، فأنا لن أتأذى حتى لو أصبت.
بذهن خفيف، قفزت لأغطي ديترِيش وأحميه من الحطام المتساقط…
[إذا منعت الضرر عن ديتريش، فسيتم تحويل الضرر إلى خادمة القصر شارلوت كعقوبة.]
ماذا؟
أدركتُ أن هناك خطبًا ما عندما شعرتُ بألم رهيب في ظهري.
“آآآآآه!”
الألم… لا يحتمل!.
كان شديدًا لدرجة أنني لم أستطع منع نفسي من الصراخ. شعرت بألسنة اللهب تلتهم ملابسي وجلدي معًا.
“……أنتِ!”
بدا على وجه ديتريش، الذي كان تحت جسدي، مزيج من الصدمة والذعر.
قبل لحظات، لم أشعر بأي ألم، لكن يبدو أن هذا الألم جاء نتيجة لتفعيل العقوبة.
تقطّرت حبات العرق من جبيني بغزارة.
[تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.] [تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.] [تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.] [تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.] [تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.] [تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
ظهرت عشرات الإشعارات، لكنها لم تفد بشيء في تخفيف الألم.
[تفعيل قدرة < التـحكـم بالـعقـل >.]
الألم… لا يطاق.
بدأ وعيي يتلاشى تدريجيًا.
ضغطتُ بقوة لا شعورية على كتف ديتريش، محاوِلة الحفاظ على توازني.
“……أسرِع.”
“……”
“اكتب الإجابة.”
إذا كتبها، ستنطفئ النار وسينتهي هذا الألم.
لم أستطع الاستمرار، فسقطتُ بجانبه دون أن أستطيع مقاومة ذلك.
“كوونغ! كيوووو!”
شعرت بكتلة الفرو الصغيرة تقفز في المكان حولي وكأنها أصيبت بالذعر.
نظرتُ إلى السلة الفارغة بجانبي.
استخدمت كل قنابل الماء، أليس كذلك؟
كم تبقى من الرمل في الساعة؟
يا إلهي… لا أستطيع الرؤية بوضوح.
“……ديتريش، أسرع.”
وسط وعيي المتلاشي، لمحتُ ديتريش وهو يلتقط قطعة الطباشير.
لكن بدا لي أنه سيستغرق وقتًا أطول في الكتابة مما أستطيع تحمله.
توقفت ألسنة اللهب عن التسلق على جسدي، لكنها لم تختفِ تمامًا.
ظل الألم يتمركز في ظهري ويستنزف ما تبقى من قوتي.
قبل أن أفقد وعيي بالكامل، رأيت بطاقة بيضاء تسقط من السماء وتطفو أمامي.
ثم…
[ديتريش حصل على “المسحوق”.]
ظهر إشعار جديد أمامي.
“حالتكِ تبدو…”
“…أنا بخير.”
خرجت الكلمات بصوت متعب دون أن أشعر.
“أشعر وكأنني سأفقد الوعي حقًا.”
متى ستشفى هذه الجروح؟
رغم أنني كنت أحاول إقناع نفسي بأن الألم سيتلاشى مع الوقت، إلا أن الشعور كان أكثر من أن يُحتمل.
“انتظري قليلًا.”
“…ماذا؟”
غادر ديتريش الغرفة فجأة. إلى أين يذهب الآن؟.
لكن الألم كان شديدًا إلى درجة أنني لم أستطع حتى سؤاله.
اختفى أيضًا ذلك الكائن الصغير المكسو بالفرو، الذي كان يدور بانشغال حولي قبل لحظات.
إلى أين ذهب الاثنان؟.
[رئيس الطابق الأول يشعر بالفضول تجاه ‘ديتريش’.]
ظهرت نافذة النظام أمام عيني فجأة.
حتى حالة رئيس الطابق الأول تصلني عبر هذا النظام؟ يا له من أمر غريب.
رغم الألم الذي كان يشتت ذهني، لم أستطع منع نفسي من الاندهاش.
[الرئيس المتحمس يستعد للعبة التالية.] [الوقت المتبقي حتى بدء اللعبة: 11 ساعة و59 دقيقة و59 ثانية.]
بعد 12 ساعة، سيطرأ تغيير على هذا القصر.
كان ديتريش حتى الآن يتجول بين الغرف بحثًا عن “الشظاية”، ولكن منذ أن استيقظ رئيس الطابق الأول، ستتغير قواعد اللعبة.
ولكن… متى سيعود ديتريش؟
“أحضرت الجرعة.”
تفاجأت.
تملكني الذعر عندما سمعت الصوت قرب أذني والتفتُّ بسرعة.
“…أحضرت الجرعة؟”
“نعم.”
‘ من أين حصل عليها؟ ‘
جلس ديتريش على ركبة واحدة وبدأ بدهن الجرعة الباردة على ظهري.
“آه! هذا مؤلم!”
“…اصبري قليلًا، وستتحسنين.”
عندما تجهمت من شدة الألم، توقفت يد ديتريش للحظة، ثم استأنف وضع الجرعة على جروحي بحذر.
وبعد فترة قصيرة، بدأ الألم يخف تدريجيًا.
لم أكن أستخدم أدوات العلاج على نفسي من قبل، لأنني لم أكن بحاجة لها.
كان جسدي يشفى تلقائيًا دون ألم.
لكن يبدو أن العقوبة جعلتني أشعر كأي شخص عادي.
“لكن، ديتريش… من أين حصلت على الجرعة؟”
لماذا كان بحوزته جرعة علاجية؟
“جمعتها أثناء تجولي في الغرف.”
جمعها واحتفظ بها ثم استخدمها عليّ؟
رغم أن تعابير وجهه كانت تعكس شيئًا من الشعور بالذنب، لأنني تحملت الأذى بدلاً منه، شعرت أنا بالحرج.
‘ ربما يجب أن أعوّضه وأحضر له بعض الجرع لاحقًا.’
لا بد أن أفعل ذلك.
“آمل أن تتجنبي التصرف بتهور مرة أخرى.”
“…”
“لماذا قفزتِ هكذا؟ ماذا لو متِّ بسبب تهوركِ؟”
الحقيقة أنني لم أكن أتوقع تلقي عقوبة. لكن، الموت؟ لا أعتقد أنه كان سيحدث.
لأنني، ببساطة، عالقة في هذا القصر ولن أتمكن من الموت بسهولة.
على أي حال، لن أكرر هذا التصرف مرة أخرى.
لقد كان الألم لا يُحتمل.
وأصبح لدي يقين بأن هذا القصر لن يسمح لي بالرحيل بسهولة.
“بِكيونغ!”
عاد ذلك الكائن المكسو بالفرو متأخرًا، وهو يحمل شيئًا في فمه.
هل هذه جرعة أيضًا؟.
من أين جاء بها؟.
نظر إلى ظهري المتعافي، وأمال رأسه الصغير وكأنه متعجب.
كان يبدو لطيفًا. ولكن… هل هذا هو الكائن نفسه الذي كنت أعرفه؟
في اللعبة، لم يكن سوى حيوان أليف صغير لا يفعل شيئًا سوى الترفيه.
أما الآن، فهو يركض ويفكر وكأنه مدرك لما يحدث.
لكن محاولتي لفهم ما يجري لم تفد. لا يمكنني التحدث معه، ولن أحصل على إجابات.
وبدون كلمة، أدار الكائن الصغير رأسه واستعد للمغادرة.
“انتظر…!”
“إلى أين تنظرين؟ ركّزي معي. لم تجيبي بعد.”
كان ديتريش ينظر إليّ بعينين ثاقبتين، غير مكترث بالكائن الصغير، وكأنه غير موجود.
“ماذا؟ على ماذا لم أجب؟”
نسيت ما كنا نتحدث عنه بسبب انشغالي بالكائن الفروي.
رفع ديتريش حاجبيه في دهشة، وكأنه لا يصدق.
“قلتُ لكِ ألا تكرري هذا التصرف مرة أخرى. هل هذا واضح؟”
كانت قبضته حول ذراعي قوية، وكأنه لن يتركها حتى يحصل على الإجابة.
“…حسنًا، فهمت.”
أخيرًا، ارتاح بعد سماعه جوابي وترك ذراعي.
كنت قد قررت مساعدته، لكنني لم أخطط لأن أكون بهذه الحماسة.
كنت أريد فقط أن أساعده “بحدود”.
لكنني وجدت نفسي أتجاوز تلك الحدود تدريجيًا.
رغم أنني لم أكن أعلم أنني سأتعرض لعقوبة كهذه.
“وهناك أمر آخر أريد أن أسألك عنه.”
“أنا؟ ماذا تريد أن تعرف؟”
“عيناكِ…”
“عيناي؟”
“إنهما زرقاوان الآن، لكن هناك لحظات تتحولان فيها إلى اللون الأحمر.”
“…ماذا؟”
أحمر؟ ما الذي يعنيه ذلك؟.
إذا كان يتحدث عن التحولات في سلوكي عندما يتحكم النظام بي، فهذا منطقي…
هل كانت عيناَي تتغيران خلال تلك اللحظات؟.
هذا جديد بالنسبة لي.
كنت دائمًا أتساءل لماذا كان لون عينيّ مختلفًا عن الشخصية الأصلية في اللعبة.
“عندما دخلتُ القصر، كانت عيناكِ حمراوين. وعندما تغيّر سلوككِ فجأة وأصبحتِ أكثر لطفًا، تحولتا إلى اللون الأزرق.”
لقد فوجئت بحدة ملاحظته.
يبدو أن ديتريش أدرك أن النظام يتحكم بي في تلك اللحظات.
“هل تصرفاتكِ لها علاقة بتغير لون عينيكِ؟” __________________________________________
رئيس الطابق=الوحش الBoos الي بيظهر بنهاية كل مرحلة/طابق
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
التعليقات لهذا الفصل " 13"