“يا إلهي، إعتقدت أنك لن تتمكن من عبور هذا الطابق، لكنك فعلت ذلك، هاه؟”
تمتمت شارلوت بأسف تحت أنفاسها وهي تشاهد ديتريش الغارق في الدماء وهو يكافح.
لقد تمنت له الموت.
نزلت شارلوت من على الدرج، ووضعت خصلة من شعرها الذهبي الرائع خلف أذن واحدة.
إرتعشت تنورتها السوداء قليلاً، وكشفت عن لمحة من ساقيها.
لسبب غير معروف، تبع الدم على الأرض خطوات المرأة.
“لكن يبدو أنك لن تدوم طويلاً الآن. ماذا علي أن نفعل حيال هذا؟ “
” …… “
” حسنًا أعلم. وللإعتراف بمدى صعوبة الأمر عليك، هل أمنحك فعلًا خاصًا من < النعمة > ؟ “
<النعمة.>
لقد أصبح تعبير ديتريش مشوهًا بشكل رهيب بمجرد أن نطقت تلك الكلمة.
وكأن ما سمعه للتو كانت كلمة مروعة حقًا.
كان من الطبيعي أن يتفاعل بهذه الطريقة.
لم ترغب شارلوت أبدًا في رؤية ديتريش سالمًا.
لهذا السبب، إذا غادر ديتريش الغرفة سالمًا، لن تفشل أبدًا في وضعه في موقف محرج على الفور.
من بين كل المصاعب التي ألقتها عليه، كان ما وجده ديتريش صعبًا بشكل خاص هو فقدان بصره.
وبسبب ذلك، كان عليه أن يكافح في كل مرة يدخل فيها غرفة، معتمدًا فقط على حواسه المتبقية.
“سأفكر قليلاً فيما يمكن أن يساعدك بشكل أفضل… همممم… “
” …… “
” أوه ! ، هل يجب أن أعيد لك بصرك؟ “
إتسعت عينا ديتريش غير المبصرتين للحظة، ولم يكن يتوقع على الإطلاق كلمات شارلوت.
لكنه كان يعلم جيدًا أنه سيكون من الحماقة أن يثق بها.
مع نوع الشخصية التي تمتلكها شارلوت، ف هذه مشكلة.
“بالطبع، لن يكون ذلك مجانيًا ف لكل شيء ثمن، أليس كذلك؟ ”
كما هو متوقع.
أثبتت أفكاره الأولية أنها صحيحة.
“كعرض خاص، سأسمح لك بالإختيار هذه المرة. إختر خيارًا واحدًا. الأول، ستتخلى عن ذراعك أو ساقك مقابل إستعادة بصرك. أو الثاني، ستستمر في العيش على هذا النحو لبقية حياتك. أيهما ستختار؟!”
بعد قول مثل هذا الشيء، ضحكت شارلوت.
كانت تتطلع إلى إختيار ديتريش.
أي خيار سيكون مثيرًا للاهتمام بدرجة كافية بالنسبة لها.
لمعت عينا شارلوت الحمراوتان بشكل مقلق.
* * *
كان كل ذلك في لعبة كئيبة لا أمل فيها ولا أحلام.
وكان عنوان هذه اللعبة هو〈 قـصـر لـيندبـيـرغ 〉.
منذ فترة، كان هناك خصم كبير في حدث العطلة، وكنت متحمسًا جدًا لدرجة أنني ذهبت في جولة تسوق جامحة.
من بين الأشياء التي اشتريتها، كانت لعبة〈 قـصـر لـيندبـيـرغ 〉واحدة من مشترياتي العديدة التي قمت بها دون تفكير.
هل اشتريت حقًا لعبة مثل هذه؟ لقد اشتريتها دون التفكير فيها جيدًا، لكنني لم أستطع إلا تخمين أنني اخترتها بالخطأ.
حاولت إعادتها واسترداد أموالي على الفور، ولكن عندما رأيت الغلاف ومدى رعبه، انتهى بي الأمر بتجربتها.
ومع ذلك، لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى توقفت تمامًا عن اللعب.
تم ضبط صعوبة اللعبة على أعلى مستوى ، وكل ما حصلت عليه من لعب هذه اللعبة هو التوتر.
لكن لو كنت أعلم أنه سينتهي بي الأمر هكذا، لما توقفت.
“أعتذر عن فتح الباب الأمامي دون أن أطرقه أولاً. لقد أتيت إلى هنا لتجنب المطر، ولم أكن أدرك أنه قصر مأهول بالسكان.”
عندما رأيت الرجل واقفًا أمامي مباشرة، شعرت بابتسامة ساخرة تسحب زوايا شفتي.
كان الرجل لا يزال واقفًا خارج الباب الأمامي، غير قادر على دخول القصر.
كان غارقًا تمامًا في المطر لفترة طويلة.
شعرٌ أسود داكن كالهاوية، وعينان أرجوانيتان تلمعان بشدة حتى في عمق الليل.
أبرزت بشرته البيضاء ملامحه المميزة، ولا يمكن إنكار أنه كان رجلًا وسيماً.
كما لو كنت في غيبوبة، حدقت فيه للحظة قبل أن أتحدث دون وعي.
“ديتريش؟”
“هل تعرفين من أنا؟”
كما هو متوقع. لم أخطئ.
“كما توقعت….”
كنت أعرف بالضبط من هو هذا الرجل.
لأنه كان بطل اللعبة الذي لم يسبب لي سوى التوتر.
ذات مرة، تجسدت في لعبة تسمى〈 قـصـر لـيندبـيـرغ 〉
عشت في سلام دون أن أشعر حتى بمرور الوقت…
ثم سمعت صوت صاعقة، وصرير باب قديم متهالك.
مندهشةً، خرجت على الفور إلى الردهة، وهناك رأيت بطل اللعبة.
‘ هذا يقودني إلى الجنون. ‘
“…عفوً ، و لكن كيف تعرفينني؟ لم أخبرك قط بإسمي، سيدتي.”
أنا أعرفك لأنك بطل اللعبة.
بينما كنت أفكر في ما يمكنني أن أجيبه به، شعرت فجأة بنفسي أتجمد.
بعد ذلك مباشرة، تصلب لساني، وشعرت بحرارة متزايدة في عيني.
وسرعان ما تحرك فمي من تلقاء نفسه ضد إرادتي.
“من فضلك، تفضل بالدخول.”
“……”
“مرحبًا بك في قصر ليندبيرغ، عزيزي الضيف.”
ماذا حدث؟.
ما قلته للتو كان السطور الإفتتاحية للعبة ، تلك التي قيلت أثناء المقدمة.
ربما لأن اللعبة قد بدأت، لم أستطع التحرك كما أريد بعد الآن.
بدا الأمر وكأن الأشياء الوحيدة التي يمكنني قوله كانت سطور اللعبة.
“المالك شخص رحيم ومتواضع ، ومع ذلك فهو في الواقع يكره بشدة عدم إستقبال الضيوف بشكل صحيح.”
“……”
“أنا متأكد من أنه يرغب بشدة في الترحيب بك الآن، عزيزي الضيف. تعال إلى الداخل، من فضلك”
كان جسدي يتحرك من تلقاء نفسه.
بينما كان يقف أمام الباب، ويحوم فقط عند المدخل وغير قادر على اتخاذ خطوة إلى الداخل، عرضت يدي على ديتريش.
ستبدأ لعبة〈 قـصـر لـيندبـيـرغ 〉 بمجرد دخول ديتريش للقصر.
بعبارة أخرى، كانت هذه اللحظة هي فرصته الوحيدة للتراجع.
لأنه و بمجرد دخوله للقصر، سيظل محاصرًا فيه لبقية حياته.
حسنًا، هذا ما سيحدث لو لم يتمكن من العثور على < غـرفة الحـقيـقة >.
“……”
في مقدمة اللعبة، أعرب ديتريش عن امتنانه للترحيب به في القصر، ولم يتردد في الدخول.
ومع ذلك، على عكس ما كان عليه في اللعبة، كان ديتريش الآن يُظهر بعض التردد.
وشعرت أنه كان يشك بي.
‘ بالضبط! هذا كل شيء! فقط اذهب وارحل الآن! ‘
“…سيدتي، سألتكِ كيف عرفتِ اسمي؟. هل من الممكن أن تجيبي على سؤالي أولاً؟ “
لكن مرة أخرى، تحرك فمي بغض النظر عن إرادتي.
“لهذا السبب، سأخبرك إذا دخلت.”
لم أكن في مزاج يسمح لي بالابتسام، لكن زوايا شفتي تقدمت وانكمشت بغير إرادتي.
“……”
بدلاً من الدخول، كان ديتريش يقف خارج الباب، ويراقبني بعناية.
من رد فعله، من الواضح أنه كان يفكر في ما يجب فعله.
فقط اخرج من هنا! إذا كان الأمر مؤكدًا، فقط انصرف!
لا تسير في طريقٍ شائك مليء بالمصاعب دون سبب!
“…سأدخل.”
يإلاهي، كلا، ليس هذا!.
ومع ذلك، خطا ديتريش خطوة إلى داخل القصر وكأنه قد إتخذ قراره بالفعل.
وبعد أن دخل، أغلق الباب وكأنه ينتظر تلك اللحظة.
وفي الوقت نفسه، هزت صواعق البرق العنيفة وهدير الرعد القصر بأكمله.
ورفرفت الستائر بعنف، وإهتزت النوافذ وكأنها على وشك التحطم.
وفي تلك اللحظة، إسترخى جسدي الذي شعرت وكأنه دمية مربوطة بخيوط قبل لحظة فقط.
“هل استطيع سماع الجواب الآن؟.”
كلا، انتظر. هذه ليست المشكلة التي يجب مواجهتها الآن. أنت محتجز هنا…!
ومع ذلك، فمن المستحيل أن يكون قادرًا على إستيعاب الموقف الذي هو فيه حاليًا.
“…لقد عرفته للتو.”
“عفواً؟”
“اسمك … لقد عرفته بالصدفة.”
جعلت الإجابة الكاذبة لديتريش حاجبيه متجهين إلى المنتصف.
لكنني لم أشعر بالحاجة إلى إرهاق ذهني واختلاق بعض الأعذار.
هذا ليس ما هو مهم الآن.
“بالطريقة التي تسير بها الأمور، ليس من الممكن أن أجيبك بشكل صحيح على أي حال.”
كلا ، هنالك طريقة واحدة فقط ليخرج ديتريش من هنا
وهي الوصل إلى نهاية هذه اللعبة
يجب عليه أن يعثر على < غـرفة الحـقيـقة >.
‘ لكن الأمر لن يكون سهلاً. ‘
لايمكن الوصل إلى < غـرفة الحـقيـقة > إلا عن طريق المرور بجميع طوابق القصر الخمسة.
كان هذا القصر مكون من خمسة طوابق إجمالاً، ولم يكن من الممكن الوصول إلى < غـرفة الحـقيـقة > إلا بعد المرور عبر كل هذه الطوابق.
كان دخول القصر أمرًا بسيطًا، لكن الصعود إلى الطوابق كان قصة مختلفة.
على ديتريش أن يجد < غُرف > القصر للعثور على < المسحوق > و < شظية > وعندما يجد كل شظاية المسحوق يتم تجميعها في < قطعة > واحدة، وعندها سيكون قادرًا على المضي قدمًا الى الطابق الثاني .
إذا قمت بجمع كل القطع حتى الطابق الخامس ، وبمجرد جمع كل < شظايا المسحوق > ، أخيرا ً سيتم إنشاء < مفتاح > لفتح < غـرفة الحـقيـقة >.
بعبارة أخرى، كانت هناك ثلاث مراحل يجب المرور بها: المسحوق ، الشظية ثم المفتاح.
وإلى أن تكتمل كل هذه العمليات ، لايستطيع ديتريش مغادرة القصر ابداً .
“لقد تأخر الوقت، فلماذا لا نخلد إلى النوم؟ أعتقد أنه سيكون من الأفضل الإستعداد للغد.”
“… معذرة، سيدتي. من الصعب علي أن أفهم ما تعنينه الآن.”
“ستعرف ذلك غدًا على أي حال.”
أعرب ديتريش مرة أخرى عن تردده.
“ألم تقولي بأنكِ ستشرحين لي بمجرد دخولي للقصر؟ ولكن فجأة، تقولين إنه سيكون غدًا…”
بعد أن قال ذلك، تراجع ديتريش خطوة إلى الوراء.
ثم التفت برأسه قليلاً لينظر من خلال النوافذ العالية التي كانت تمتد عبر الجدار بالكامل، وصولاً إلى السقف.
“يبدو بأن المطر قد توقف.”
“نعم، يبدو الأمر كذلك.”
“لقد تدخل إلى هنا لتجنبه للحظة ، لذا الآن سأواصل طريقي.”
“……”
“كان من الوقاحة مني أن أدخل هذا المكان دون إذن.”
بإستخدام توقف المطر كذريعة، من الواضح أنه أراد الإبتعاد عني.
عندما إستدار ديتريش، أضاءت الشموع الجزء الداخلي الخافت من القصر، وألقت ضوءًا برتقاليًا ناعمًا على هيئته.
كانت ملابسه المبللة بالمطر ملتصقة بجسده، مما يحدد بوضوح الخطوط العريضة لملامحه الصلبة والعضلية.
راقبت ظهره بشفقة في عيني.
بعد فترة وجيزة، وصل ديتريش إلى الباب الأمامي، وبإحدى يديه، مد يده إلى مقبض الباب.
< clink ! >
ومع ذلك، كان الصوت الوحيد الذي أجابه هو إشارة إلى أن الباب مغلق بإحكام.
“ماهذا!…”
انطلقت عينا ديتريش نحوي بنظرة عدم تصديق.
“أوه، أعرف هذا المشهد.”
مرت الفكرة العابرة في ذهني … أن ما أراه الآن كان مشابهًا جدًا للمقدمة.
ثم شعرت بجسدي يتجمد مرة أخرى.
تمامًا كما كان منذ فترة، عندما أُجبرت على قول شيء ضد إرادتي.
‘ السطر التالي هو… ‘
كنت أعرف ذلك عن ظهر قلب لأنني لعبت هذا الجزء مرات لا تُحصى.
بتصميم ثابت، عاد ديتريش إلي.
” تباً! لماذا الباب مغلق؟!”
“……”
“رجاءاً أخبريني!!.”
عندما قابلت نظراته الأرجوانية، التي كانت مليئة بالنية القاتلة، تحدث فمي من تلقاء نفسه.
لذا، ما كنت على وشك قوله الآن لم يكن بإرادتي على الإطلاق.
“عزيزي الضيف أيها الأحمق ، أرحب بك في〈 قـصـر لـيندبـيـرغ 〉، لم يعد بإمكانك مغادرة هذا المكان حتى تجد < غـرفة الحـقيـقة >”
“… ما الذي تتحدثين عنه؟”
“إذا كنت ترغب في المغادرة، فأصعد إلى جميع الطوابق وابحث عن < غـرفة الحـقيـقة >. “
بغض النظر عن مدى عدم معقولية أو عدم تصديق هذا الموقف، كان كل شيء قد تم تحديده بالفعل في اللحظة التي خطا فيها خطوة إلى القصر.
لذا حتى يتمكن من العثور على < غـرفة الحـقيـقة >…
“لاً يُسمح لك بالمغادرة الآن.”
_____________________________________________
شرح ~
في لعبة 〈 قـصـر لـيندبـيـرغ 〉يجب على ديتريش أن يتجاوز خمسه طوابق للوصول إلى نهاية اللعبة ، وذلك عن طريق جمع <المسحوق> و<الشظاية> التي ستشكل <المفتاح> لتجاوز الطابق الآخر ، علماً بأن صعوبة المرحلة في الطابق الثاني ستكون ضعف الطابق السابق…البطلة الآن يتم التحكم بها من خلال النظام لاكنها تعرف بالفعل النصوص التي ستقولها لأنها سبق وأن لعبت اللعبة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"