3
“همم….”
كانت الشمس قد غربت عندما استيقظت، عندما فتحت عينيها، لم يعد خالها موجودًا وسقطت الغرفة في الظلام.
شعرت بالخوف وحدها في الغرفة المضاءة بمجرد شمعة ضعيفة فحاولت النوم مجددًا، لكنها شعرت بجفاف حلقها.
لم تستطع ابتلاع ريقها حتى، مدّت يدها للطاولة بجانب السرير، لكنها قد شربت شاي الأعشاب الذي جلبه خالها بالفعل ولم يكن هناك كوب ماء حتى.
لم تستطع تحمل العطش لذا في النهاية سحبت الغطاء ونهضت بحذر من السرير. فكرت في الخروج وطلب الماء من أي شخص يمر، رغم أن خالها طلب منها ألا تغادر الغرفة، إلا أنها كانت عطشى بشدة، فقررت أنها ستخرج لبضع لحظات فقط.
أدارت المقبض بهدوء وخرجت من الغرفة. أدارت وجهها لترى إن كان هناك أي مارة.
كان الممر الطويل الضيق مظلمًا ومخيفًا دون أي مصدر صوت. ابتلعت ريقها بصعوبة ورفعت الشمعدان لإنارة الطريق أمامها.
رغم أنها لم ترتدِ شيئًا في قدميها إلا أن السجادة كانت ناعمة ومريحة للغاية فلم تصب بأذى.
بعد المشي بلا هدف لبضع دقائق، رأت غرفة يتسرب منها بعض الضوء.
فكرت أنها قد تكون خادمة تكمل أعمالها لأن النبلاء غالبًا قد ناموا بالفعل.
“المعذرة…….”
تحدثت بصوت خافت وفتحت الباب بحذر.
“…..!”
لم يكن هناك شخص في الغرفة، ولكنها وجدت بدلًا من ذلك، رفوفًا عديدة من الكتب.
دخلت بحذر ولم تستطع التحكم بفمها الذي اتّسع من الدهشة.
بالحكم على جودة الخشب الذي صُنّعت منه الكراسي والمكتب، فربما هي غرفة أحد النبلاء. ولكن بدلًا من أن تغادر فورًا، شعرت برغبة في الجلوس.
عندما عادت لوعيها، أدركت أنها تقف أمام المكتب.
كان هناك كتب وأوراق سميكة على المكتب. وعلى الأوراق كتبت معادلات وكلمات بخط فوضوي، بدا أن صاحب الغرفة قد حاول حلها حتى استسلم.
“……”
لم تعرف من هو صاحب الغرفة، لكنها افترضت أنه صغير في السن، لأنها قد حلّت مثل هذه المعادلات وهي في العاشرة من عمرها.
نظرت حولها مجددًا ولم تجد أحداً. فأمسكت بالقلم الذي كان في المحبرة.
قامت بحل المعادلة، لكنها لم ترغب في إهداء الورق الثمين، فقامت بحلها بخط صغير في زاوية ورقة ممزقة.
لم تلحظ حتى أن أحدهم كان يطرق على الباب وحلّت ما يُقدّر بحوالي 20 سؤالًا.
“….من أنتِ؟”
“…..!”
أدارت رأسها نحو الصوت ورأت شابًا يقف في الظلام، بدا في مثل عمرها تقريبًا.
كانت ملامحه الحادة واضحة ولمعان عينيه الفيروزيتين.
كانت ملابسه غير مزررة وشعره الذهبي الباهت أشعث. الأهم من ذلك، أنها لم ترَ شخصًا بهذا الجمال في حياتها قبلًا.
بينما كانت تحدق في وجهه بلا حراك، نظر لها لوهلة ثم نظر المعادلات التي حلّتها.
“….هل حللتِ هذه؟”
“ايه…..؟ اه أجل.”
كان واضحًا من ملابسه الفاخرة وسلوكه المتغطرس أنه صاحب الغرفة ومن النبلاء.
قد نشأت وهي ترى والدها يتذلل أمام سيده الكونت، لذا فقد كانت تعلم كيف يعامل النبلاء عامة الشعب أمثالها.
حتى وإن كانت قريبة لمساعد الماركيز، لم يكن ليستطيع فعل شيء لمساعدتها إن أساءت لأحد.
أحنت رأسها قليلًا ووضعت يدها خلف ظهرها بينما ينظر لها. لقد ولدت ونشأت كشخص من عامة الناس، لذا لم تملك أي فكرة عن آداب النبلاء.
“أ… أنا… أنا آسفة…”
تلعثمت وتجنبت النظر لوجهه، فردّ هو.
“ما الذي تقولينه؟”
‘أنتَ تسخر مني أيها…..’
انخفض الإعجاب الذي شعرت به تجاهه في لحظة، أدارت رأسها قليلًا لتجنب إظهار تعابير وجهها.
“…….”
أخذ يقلب في المعادلات والمسائل التي حلّتها والدهشة بادية عليه.
“هممم……. لا بد أنكِ ابنة أخت هارولد؟”
“أجل.”
“من عامة الناس إذن.”
“….أجل.”
نظر الصبي بعيدًا عن الورقة وتمتم كما لو أنه لم يقصد أنه تسمعه، كان صوته خافتًا مسموعًا في نفس الوقت.
“هذا مثير للاهتمام، ظننت أن جميع العوام أغبياء.”
‘لم أتحدث إلى نبيل من قبل، هل كلهم أغبياء لهذا الحد؟’
حركت حواجبها قليلًا ثم فتحت فمها.
“أجل أنا الأذكى.”
“…..”
أجابته فنظر لها بدهشة شديدة.
“يمكنكِ القراءة؟”
أومأت برأسها بدلًا من الإجابة على سؤال كهذا.
من المؤكد أن القليل فقط من العوام يستطيعون القراءة. لكنها استطاعت حل تلك المعادلات من الكتب التي كانت تقرؤها بعد أن مُنعت من المدرسة.
“حسنًا على أية حال، أليس لديكِ شيء لتخبريني به؟”
“……أنا آسفة لاقتحامي الغرفة ولمس أغراضك.”
“أعلم.”
تحدث الفتى وترك الورقة التي كان يحملها وأخذ يحدق في وجهها.
لم يسبق لها أن رأت عينان بمثل هذا اللون من قبل، لكنها كانت أكثر فضولًا بشأن نظراته.
“إذا قلتُ أنكِ جئتِ إلى غرفتي ولمستِ أغراضي فلن يتم طردكِ فقط، بل سيتم طرد خالكِ أيضًا.”
“….!”
لو كانت هي فقط من ستُطرد لاستطاعت التعايش مع الأمر، لكن تورط خالها كان قصة مختلفة.
ابتلعت ريقها بصعوبة وشابكت يداها خلف ظهرها.
“……أنا أعتذر حقًا….”
“لا بأس.”
أجابها الصبي بإيجاز، ولم يبدُ أنه يمانع حقًا. لكنها لم تفهم ثم لمَ قام بإخافتها منذ البداية.
وهكذا، التقطت الشمعدان الذي وضعته على المكتب.
“هل يمكنني الذهاب الآن؟”
“…أجل.”
تمتم الصبي لكنها شعرت أنه منزعج لسبب ما
‘ما هذا بحق خالق الجحيم….. من الصعب إرضاء النبلاء….’
تجعد جبينها قليلًا واستدارت لتغادر، لكن الصبي تحدث فجأة.
“هاي.”
“نعم؟”
لوّح الصبي بقطعة الورق التي كتبت عليها الحل وأظهر ابتسامة ملتوية.
“إن لم تريدي أن يعرف شخص بشأن هذا، فعودي إلى هنا غدًا.”
• ترجمة سما
رابط جروب التليجرام الفصول بتنزل فيه الأول
https://t.me/+XzTyaOuN6AIwMTg0
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"