1
من الطبيعي كون الحياة غير عادلة.
في هذا العالم، يوجد أشخاص يملكون كل شيء حتى قبل أن يولدوا. وبالمثل، يوجد من يولد وهو لا يملك شيئًا. الاختلافات في الحياة طبيعية ولا يمكن ردعها.
لهذا السبب كما يقول الكثيرون، الحياة غير عادلة.
استغرق الأمر مني وقتًا طويلًا حتى أدرك تلك الحقيقة.
مرت أربع سنوات منذ ذاك اليوم، لكن ذكرياته لا تزال حيةً في ذهني.
يوم تجاهلت الألم الذي كان يجتاح خدي وخرجتُ إلى الشارع في إحدى الليالي الباردة غير حاملةٍ سوى حقيبة تحوي بعض الحاجيات الضرورية فقط.
***
قبل أربع سنوات.
“منزل ماركيز زرنر شارع لودنستراس. منزل ماركيز زرنر شارع لودنستراس… هارولد وينستون.”
كررت اسم المكان واسم الشخص المكتوب على الرسالة، كان عمها الذي لم تره منذ فترة طويلة.
وبعد المشي لبعض الوقت، وتكرارها للكلمات خشية نسيانها، بدأت ترى المباني الكبيرة والطرق الممهدة، وإن كان ذلك بنسبة بسيطة.
شارع لودن حيث يعيش الأثرياء. فسيح فاخر متسع لدرجة اللمعان. كان من الصغب التفكير في طريقة استطاعتهم الحفاظ على نظافته هكذا.
“هاا….”
بعد المشي لفترة طويلة حاملةً الأمتعة لعدة ساعات، كان نفسها قد انقطع ووصل حده. أنزلت الوشاح الذي غطى فمها وذقنها فرأت أنفاسها الساخنة تلفح هواء الفجر الشتوي البارد.
كان الجو باردًا والرياح عاتية بشدة. بعد المشي بشكل متواصل منذ الليلة الماضية كان من الطبيعي أن تفقد ساقاها قوتها.
لكنها لم تستطع التوقف هنا، بعد فرك خدها وأنفها قليلًا لتدفئتهما، استأنفت المشي بسرعة.
وكون الطقس باردًا بشدة فلم يتواجد طيف شخص في الشارع في هذا الوقت. وكان هذا من حسن حظها، إن رأى أحدهم فتاة منهكة رثة المظهر لاتصل على الفور بالشرطة وطردها كما يُطرد الفأر من المطبخ.
ظلت تمشي بحذر حتى وصلت لقصر بدا أفخم قصر في الشارع.
مكان حيث لا يمكن لعامة الناس أمثالها أن يطأوه.
رأت عند المدخل حارسًا يقف أمام البوابة الحديدية.
“….”
توقفت وأمسكت بحقيبتها البالية. ثم أخذت نفسًا عميقًا وتحدثت.
“مرحبًا سيدي. جئتُ لأرى رجلًا يدعى هارولد وينستون.”
اقتربت من الحارس الواقف والملل بادٍ على وجهه و تحدثت بأدب قدر إمكانها. ثم سلمته المال التي جاءت به من المنزل. كان كل ممتلكاتها التي ادخرتها من مصروفها. لكنه بدا مبلغّا صغيرًا للغاية في يد الحارس الكبيرة.
“هل تقصدين السيد هارولد مساعد الماركيز؟ ربما قد استيقظ بحلول الآن.”
لم تعرف إن كان سعيدًا بأدبها أو بسبب المال، لكن لحسن الحظ لم يطردها أو يوبخها، ما جعلها تشعر بالراحة وتتحدث بسلاسة.
ضمت يداها معًا ونظرت إليه بنظرات متوسلة.
“أرجوك، قد لا تصدّقني، لكنّه أحد أفراد عائلتي. من من فضلك اسمح لي برؤيته.”
“لكن المجيء دون موعد…..”
تبدلت نظراته بينها وبين المال، ثم أطلق تنهيدة خفيفة وأشار لها.
“اتبعيني.”
“حاضر!”
كادت تصيح فرحًا، لكنها تحكمت في نفسها وتبعته بسرعة.
كانت الحديقة كبيرة جدًا، واستغرق الوصول لباب القصر وقتًا طويلًا.
قبل الدخول، توقّف الحارس ناظرًا لها ببرود ثم تحدث.
“ابقي خارجًا حتّى لا تتّسخ الأرضيّة.”
‘ملابسي قديمة، لكنّني لست متّسخة.’
كادت ترد بغضب لكنها تراجعت.
لم تستطع الردّ على حارس عائلة من الطبقة الراقية، وفي النهاية، فقد كانت تبدو حقًا فقيرة حقًا بملابسها البالية.
بينما كنت تنظر لجواربها الممزقة ومعطفها المرقّع، نادى الحارس خادمة كانت تحمل أشياء في الحديقة.
أشار إليها وهمس بشيء ما، ثم نظرت لها الخادمة مشيرة برأسها ودخلت القصر.
“انتظري هنا ولا تجلبي انتباه أي شخص.”
قال ذلك وعاد إلى مكانه دون أن ينظر خلفه.
وقفت هناك تضم ساقاها معًا متشبثةً بحقيبتها.
“……”
بعد عشر دقائق من دخول الخادمة، بدأت صبرها ينفد.
كان الهواء البارد إلى جسدها ما جعلها ترتجف.
كانت الرياح قوية وشعرت أنها ستسقط في أي لحظة.
‘إلى متى سأنتظر؟’
مع ازدياد البرد، فكّرت في الدخول.
وفجأة، سمعت صوت الباب الثقيل يُفتح، فرفعت رأسها بسرعة ووقفت بشكل مستقيم متجاهلة البرد.
كان عمها واقفًا مع الخادمة، بشعر غير مرتب وملابس فوضويّة، كأنّه استيقظ للتوّ.
نظر حوله، وعندما رآها اقترب منها بتعبير منصدم.
“ريفن؟ هل أنتِ ريفن؟”
رغم وجهها المليء بالكدمات وآثار الدموع الجافّة، عرفها عمها الذي لم يرها منذ سنين طويلة.
أسرع ووضع معطفه على جسدها البارد المرتجف.
“ما الذي حدث لوجهكِ؟ ما الذي حصل بحقّ خالق الجحيم؟”
“……”
عندما رأت القلق في عينيه، شعرت برغبة في البكاء مجددًا.
تنفّست بعمق وارتمت في حضنه، وكان ذلك آخر شيء تذكرته من ذلك اليوم.
غلبها النوم من دفء حضنه وفقدت الوعي.
سمعت لاحقًا منه أنها كانت تعاني من حمى شديدة.
لم يكن ذلك غريبًا جدًا بعد مشيها لمدة نصف يوم في البرد القارس بملابس غير ثقيلة.
• ترجمة سما
رواية تانية جديدة~~~
“مش عارفة اي الهبل ال بعمله ده والله”
المهم بحبها اوي هتعجبكم إن شاء الله.
بمناسبة مش متأكدة هو عمها ولا خالها لما نتقدم في الفصول ونفهم ممكن ابقا ارجع اعدل بقا.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"