كانت راحتاه تلامسان وجنتيه المحترقتين كالنار، وصوتٌ متوتر يتسلل من بين أصابعه.
“واو… آني تحب الأخبار السحرية…”
ظل يضحك كأن أحدهم دغدغه بريشة، كانت ضحكته العذبه تخرج بلا إرادة.
كان من الجميل أن يرى آني بعد غيابٍ طويل، وأن يعرف عنها شيئًا جديدًا، حتى لو بدا تافهًا.
“بطريقة ما، أنتِ ذكية، مهذبة، ومتعلمة… لهذا السبب تشاهدين الأخبار السحرية، أليس كذلك…”
كان قلبه على وشك الانفجار.
بالطبع، أحزنه أنه لم يتمكن من الحديث معها كثيرًا، وأنها كانت خائفة منه، لكنه مع ذلك كان سعيدًا في هذه اللحظة.
هذه المرة، لم يكن عليه أن يستسلم بالقوة كما اعتاد.
ولكن، عندما تذكّر ما حدث، خفض إيجيد عينيه ببطء.
ظل قاتم ارتسم تحت رموشه الطويلة.
“كان ينبغي لي أن أرتدي نظارتي…”
كان نظره ضعيفًا، لذا كان بحاجة إلى نظارة.
لكن هذا اليوم كان أول مرة يرى فيها آني عن قرب، فرفع نظارته مرارًا… ثم وضعها جانبًا.
وفي النهاية، قرر تركها.
كان يعلم أنه إذا لم يستطع تحريك فمه من التوتر أمامها، فسيكون الأمر خطرًا.
لكنه ندم لاحقًا، فقد خاب أمله لأنه لم يتمكن من رؤية ملامحها بوضوح.
“رغم ذلك، بدت لطيفة…”
شعر بقلبه ينتفض.
حتى دون نظارته، كان حضور آني مؤثرًا.
سقط قلبه أمام بريق عينيها، ووقفتها المستقيمة، وصوتها العذب.
كانت عيناها تتلألأ بشدة، فلم يملك إلا أن يحدّق في الأرض.
تنفس إيجيد ببطء، ثم رفع جسده وجلس مستقيمًا على السرير.
“أريد أن أقول أكثر من عشر كلمات لآني…”
ومع أن يده القوية الموشومة بالأوردة كانت تمشط شعره الأسود، فإن التوتر لم يزُل.
لم يشعر بهذا القدر من الاضطراب حتى حين أخضع قلعة التنين.
ولكنه اليوم… ظن أنه قد يموت.
حول نظره قليلًا، فرأى نظارته ذات الإطار الذهبي، ومخطوطة موضوعة على الطاولة الصغيرة.
مد يده، وضع نظارته أولًا، ثم فتح المخطوطة ببطء.
وسرعان ما ظهرت الكلمات المألوفة أمام عينيه:
〈قائمة تحضير الاعتراف〉
رسالة حب
وردة
عطر بخاخ
خاتم ألماس عيار 400 قيراط
تغليف هدايا (※ مهم)
ارتدِ بدلة سانيل
هدايا عائلية ومكافآت للجراء
قم بتغطية الندبة بضمادة
…
كانت عيناه الحمراوان تلمعان بشدة.
ورغم كل ما أعدّه، بدت القائمة عديمة الفائدة الآن.
تذكّر بابتسامة مريرة ما حدث قبل أيام.
—
<قـبـل خـمـسـه أيـام، مـكـتـب الإمـبـراطـور>
كان إيجيد مستندًا إلى الحائط، يلمس صدره بيده اليسرى.
هدأ الثقل على قلبه قليلًا.
“حسنًا، أنا مستعد تمامًا.”
تحرك عنقه الشاحب الطويل، وشعر بالغثيان من التوتر.
في عقله، عض على شفته السفلى وسقط في دوامة من التفكير.
“الآن، ربما بدأت عائلة دْسِف بتناول طعام العشاء… أرجو أن يكون طبق شريحة اللحم المفضل لدى آني هو الطبق الرئيسي.”
في المستقبل، سيشتري لها إمبراطورية لتربية الأبقار إن أرادت.
بقرة تأكل الخضراوات العضوية وتتجول بحرية… قد يجعلها ذلك أكثر سعادة.
بعد أن رسم خطته في ذهنه، خلع نظارته وأمسك بها بين يديه.
أخذ وجهه يكتسب احمرارًا خفيفًا، فوق بشرته الخزفية الناعمة.
طـق~ طـق~
بمجرد أن تخيّل صورتها، بدأ قلبه ينبض بقوة.
“يا صاحب الجلالة! يا صاحب الجلالة! يا صاحب الجلالة!”
الشخص الوحيد الذي ملأ الممر الإمبراطوري بالضوضاء، كان مساعده…
فيز، من كُلّف بالمهمة السرّية في ذلك اليوم.
ومع لمحة سريعة نحو الباب المغلق، فتح دوهير الباب على الفور.
“جلالـتـك!”
التعليقات