كأن الحقل يزهر في عرسه الخاص تحت نور الشمس، والثمار تومض كحبات الياقوت تحت خيوط الضياء الدافئة.
وقفت آني في قلب هذا المشهد البهي، تحدق بسلتها الصغيرة ذات اللون الوردي، نصفها امتلأ بالفراولة الشهية المتلألئة.
على مقربة منها، كانت كارلا تعمل بنشاط مبتهج، وقد زينت رأسها برباط بسيط يزيدها حيوية طفولية، تلتقط الثمار بخفة وهمة كمن يجمع كنوز الأرض.
منذ لحظة وصولها، لم تعرف كارلا الكلل، وانهمكت في العمل بعزم الفقراء الذين لا يُفلتون فرصة فرح بسيطة.
فقد كانت تعلم أن هذه اللحظة بالنسبة لها لا تُقدّر بثمن.
آني، التي ولدت في عائلة نبيلة، لم تشعر يومًا بندرة الفاكهة، أما كارلا، التي انحدرت من عامة الشعب، فالفراولة كانت بالنسبة لها لذة نادرة.
رغم رقة آني واهتمامها بخادمتها، كانت تدرك أن هنالك حواجز لا تلين بين سيد وخادم، بين من يملك ومن يُمنح.
لهذا الحقل معنى آخر بالنسبة لكارلا، ولهذا كانت تعمل بلا هوادة، وقطرات العرق تنهمر على وجنتيها كندى صيفي.
تنهدت آني بمرح وهي تلعق شفتيها المُتعطشتين…
ونظرت إلى سلتها، كانت تلتقط فقط الأجمل، الأكثر احمرارًا، والأكثر امتلاءً كحبة تُغازل الحياة.
تقدمت آني بخطواتها الرقيقة نحو كارلا، تتفقد ثمارها بعين دقيقة، وحين اطمأنت، التقطت إحدى الحبات برفق بين أصابعها، وأودعتها فمها.
فاتسعت عينا كارلا الذهبية دهشةً:
“واو! كم هي لذيذة!”
ضحكت آني برقة كأن النسيم يتراقص بين شفتيها:
“إنها حقًا مذهلة… هذه الفراولة شديدة الحلاوة، أشبه بما يُزرع في حقول دوشامب.”
رفعت كارلا حاجبيها باستغراب طفولي:
“دوشامب؟ وأين تقع تلك الحقول؟”
أجابت آني بنغمة حالمة:
“إنها مملكة صغيرة تُعرف بمملكة حساء الفراولة، تتكئ على شاطئ بحر زير. قبل أعوام، ابتاعها ثري شهير، حتى أن الصحف تناقلت أخبار الصفقة. ولهذا يُطلق على هذا الحقل لقب ‘دوشامبريا’، لأن ثمره يُشابه ثمر تلك الأرض السعيدة.”
أمالت كارلا رأسها بانبهار:
“وحتى مع ذلك… مذاق هذه الفراولة لا يُصدَّق!”
ابتسمت آني كمن يعرف أسرار الطعوم:
“قرأت في أحد الكتب أن مذاق فراولة دوشامب يُشبه قطرات عسل تُسكب على اللسان… ربما سنحظى بتذوقها ذات يوم… قبل أن يأكلنا التراب.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 49"