كان “إيجيد” رجلًا في غاية الجمال، بملامح لا تكاد تُصدق، لدرجةٍ تجعله يبدو أقرب إلى الكائنات الخيالية من كونه إنسانًا حقيقيًا.
لكن، كما هو الحال مع معظم الجمال الفائق، كانت المشكلة تكمن في أعماقه، حيث لا يظهر أي بريق من الطيبة أو النبل.
منذ اللحظة التي ظهر فيها “إيجيد”، كان واضحًا للجميع أن شيئًا ما ليس على ما يرام.
كانت وجوه الناس تَغُطُّها علامات الرعب، حتى قبل أن يقترب منهم. عبوسه الدائم، الذي يرافقه في كل مكان، كان ينذر بشيءٍ شرير، فلا يمكن أن يرتبط وجهه بتلك الصورة المثالية التي يُفترض أن يحملها ملكٌ صالح.
آني، التي كانت دائمًا ترفض تلك الحكايات المبالغ فيها عن “الطاغية الشبح”، كانت تلك اللحظة نقطة التحول. كانت أفكارها السلبية قد ترسخت تمامًا في يومٍ كهذا.
عيناه، المملوءتان بالحياة، كانتا تحملان شدةً تكفي لتحطيم قلوب أقوى الجنود وأمهر المحاربين.
لكن، رغم ذلك، توقفت “آني” عن الاهتمام به. فهو لم يكن الرجل الذي يمكنها أن تتعامل معه بسهولة، والأهم من ذلك أن “مقاطعة دْسِف” لم تكن بالمدينة الكبيرة التي تشعر فيها بالحاجة إلى مراقبته عن كثب.
ولم يكن “إيجيد” ليحضر المناسبات الاجتماعية إلا نادرًا. ورغم أنه كان يظهر في بعض الاحتفالات الكبرى، مثل حفلات أعياد الميلاد، إلا أن فرصها لم تلتقِ به وجهًا لوجه، بل كانت تكتفي بنظراتٍ خاطفة من بعيد.
وباختصار، كان وجوده في حياتها يشعرها بعدم الراحة العميقة، كما لو أن عبئًا ثقيلًا قد وقع على عاتقها.
“حسنًا… لقد رأيتُ العائلة الإمبراطورية مؤخرًا…” هكذا بدأت “آني” حديثها، دون أن تدري أنها ستدخل في أحداثٍ غير متوقعة.
في متحف الفن، حيث كان كل شيء هادئًا وجميلًا، حدث ما لم يكن في الحسبان. التقت “آني” صدفة بـ “اللورد جيركان”، أحد الرجال الذين قابلتهم قبل إعلانها رفض الزواج.
كان “جيركان” يُصرّ على الحديث معها، محاولًا إقناعها بالخروج من القاعة لقضاء بعض الوقت بمفردهما. رفضت في البداية، لكن مع إصراره، بدأ يتكلم معها بصوتٍ مرتفعٍ وبأسلوبٍ وقح، مما جعلها تشعر بالضيق الشديد.
وفي النهاية، اضطرت “آني” للخروج معه إلى مكانٍ هادئ، بسبب العلاقات الطويلة بينه وبين أسرتها. لكنها لم تكن لتتوقع ما سيحدث بعد ذلك: سُرقت قطعة فنية ثمينة من المتحف في اللحظة التي كانت فيها خارج القاعة.
ومع وجود شخصين فقط في المكان في تلك اللحظة، كان من الطبيعي أن تقع الشكوك عليها، رغم محاولتها التبرير والدفاع عن نفسها. لكن، نظرًا لعلاقة “جيركان” بعائلتها، لم يكن لديهما حجة قوية لإبعاد التهم.
حاولت أن تتماسك، لكن عندما فكرت بالأمر، شعرت وكأن رأسها سيتداعى من شدة الدوار، والعرق البارد يتسلل على ظهرها. لحسن الحظ، جاء فريقٌ من السحرة وفرسان النخبة الإمبراطوريين بسرعة، ليكشفوا الحقيقة في وقتٍ قياسي:
كانت السرقة من تنفيذ لص محترف. وكالعادة، أثبتت النخبة الإمبراطورية كفاءتها، وأن وجودها في تلك اللحظات كان بمثابة إنقاذٍ حقيقي.
‘لو لم تكن هناك مساعدة من العائلة الإمبراطورية، لبقيتُ تحت التحقيق لأيامٍ طويلة، وربما أكثر.’
التحقيق لم يكن سهلًا، خاصة أن الحادث وقع في متحفٍ يعرض أعمالًا فنية من إمبراطورياتٍ مختلفة.
لكن، في خضم هذه الفوضى، شعرت “آني” لأول مرة بالامتنان تجاه “إيجيد”. إذ لا شك أن قدرة الملك كانت قادرة على أن تصنع الفرق في مثل هذه المواقف الصعبة.
في تلك اللحظة، توقفت العربة أخيرًا أمام القصر الإمبراطوري. نظرَت “آني” من النافذة نحو القصر الفخم، الذي كان يلمع درعه الفضّي تحت أشعة الشمس، مشعًا ببريقٍ خاص.
تحت السماء الصافية، بدا القصر هادئًا، وكأنّه يختبئ وراء جدرانه الأسرار العتيقة، بدلاً من أن يكون مقرًا لحاكمٍ طاغية.
كانت “آني” تضيق عينيها بينما كانت تراقب ذلك البناء الضخم. ‘كلما زرت القصر، شعرت وكأنه يكبر أكثر وأكثر. يبدو وكأنّ البلاد نفسها تكبر…’
بعد نزولها من العربة، توجّهت مع “كارلا” إلى مكتب الضرائب، حيث كان هناك شخصان يقفان في صف طويل، يتحدثان بحماس.
“كارلا، بما أننا في العاصمة، هل يمكننا التوقف لحظة؟”
“إلى ليدور؟” سألت “كارلا”، التي فهمت ما تعنيه “آني” دون حاجة إلى توضيح.
“نعم، ليدور.” أومأت “آني” برأسها، وهي تذكر المخبز الشهير الذي كان قد افتتح فرعًا له في العاصمة، بعد أن كانت تتمنى ذلك.
“إذا لم أتمكن من الذهاب إلى هاركنون، على الأقل أريد تذوّق ماكرون ليدور…”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 4"