رغم حرصه على اللين، بدا صوته منخفضًا ساخرًا عن غير قصد. ولم تكن ملامح المساعدَين اللذين دخلا الغرفة مبشّرة بالخير.
أدار إيجيد رأسه إلى الخلف قليلاً، حتى لا يشعر الآخرون بعدم الارتياح، فقد كانت عادةً حزينة نشأت بسبب سوء فهمٍ طويل الأمد.
ابتسم دوهير بأدب ونظر إلى الطاولة:
“كنت تتناول الطعام، أعتذر.”
“لقد انتهيت من الأكل.”
رغم أن عبارته بدت مهتمة، إلا أن نظراته كشفت رغبته في الفرار. ربما كان ما قاله ساخرًا بدوره، فكره إيجيد ذلك وخفّض بصره. عندها سمع شيئًا غريبًا.
قال فيز مترددًا:
“جلالتك، لديّ أمر أودّ اقتراحه. ربما يكون من الجيد استدعاء الآنسة دْسِف إلى القصر الإمبراطوري.”
رفع إيجيد رأسه بسرعة:
“لِمَ ذلك؟”
“…..”
تجمّدت ابتسامة دوهير، فأسرع فيز متسائلًا ببراءة:
“مهلا، لقد سأل فقط لأنه لا يفهم ما تقصده!”
كاد دوهير أن يتفوّه بتعليق لاذع على رئيسه، لكنه ابتلع كلماته، وابتسم مجددًا وقال بهدوء:
“لست متأكدًا بعد، لكن يبدو أن جلالته بحاجة إلى محادثة مع الآنسة آنّي ميل دْسِف… لأي سببٍ كان. يبدو أنه يمرّ ببعض التحديات، ففكرتُ أن نخلق له فرصة لذلك.”
تدخل فيز مجددًا بعجرفته المعتادة:
“مهلًا، إن كانت تجيد سبع لغات، فربما نتمكن من تعيينها كمساعدة جديدة.”
أمال دوهير رأسه في حيرة، فيما تابع فيز، متفاخرًا بصوت أعلى:
“لقد عرف جلالته منذ وقت طويل، أليس كذلك؟ من النادر أن نجد امرأةً ذكية بهذا الشكل. لذا، لم يكن غريبًا عليه أن يُعلن بفخر عن الآنسة دْسِف.”
أطلق فيز العنان لغطرسته كلما سنحت له الفرصة مؤخرًا.
لكن دوهير أشار إليه بإصبعه نحو شفتيه، وقال بخفوت:
“ششش.”
أغلق فيز فمه، مندهشًا من حِدّة الإشارة.
أخذ دوهير نفسًا عميقًا، ونظر نحو باب غرفة الطعام المغلق. كان يعلم أنه إن دخل دون إذن حقيقي، فربما يلقى حتفه، وتستقبله جدته في العالم الآخر بذراعين مفتوحتين.
لكن… رغم المظهر المهيب الذي اتخذه إيجيد مؤخرًا، ظلّت ملامح ذلك الفتى النقيّ الذي خذلَه شقيقه الأصغر حاضرةً فيه.
لم يعرفوا سببًا واضحًا لذلك، لكنهم قرروا أن يساعدوه.
تنهد دوهير، متعبًا من ليلٍ طويل قضاه مع القلق.
‘آه… لم أتخيل يومًا أن أكون خادمًا مخلصًا يخاطر بحياته هكذا’
لقد بدا له كأن الأمس فقط هو اليوم الذي لم يكن يعرف فيه شيئًا عن العالم، فإذا بهذا الشخص يقتحم عالمه ويقلبه.
لكن، ما الذي بوسعه فعله؟ إنه مساعد الإمبراطور، ويتقاضى أجره من أموال الشعب، فلا خيار أمامه سوى الوقوف إلى جانبه.
لن يقتلني… أليس كذلك؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 13"