لم يستطع إيجيد أن يكبت مشاعره تجاه آني أكثر من ذلك.
انتظر ستة أعوام، لكنه لم يعد قادرًا على الانتظار عامًا آخر.
وما زاد الأمر تعقيدًا، أن آني كانت تمرّ بفترة تعافٍ من انفصالها، وربما لم تكن مستعدة للدخول في علاقة جديدة، لذا كان عليه أن يكون مراعيًا لحالتها.
كان يعيش صراعًا داخليًا.
فعلى خلاف طبيعته الهادئة، جلس على عرشه وأمسك بمشروب.
عادة ما يغادر المكان بسرعة، مدركًا أن النبلاء يهابونه، لكنه الآن لم يستطع حتى قول شيء، ولو كانت آني أمامه. لم يكن أمامه سوى أن يواسي نفسه بالكحول.
كانت هذه ثاني مرة في حياته يشرب فيها بهذه الكثرة.
ومضت أيام قليلة، دون أن يعلم أحد بما يعتمل في صدره.
شعر وكأن عامًا كاملاً قد مضى، رغم أن الساعة لم تكد تمر.
حتى عندما ظل يضع علامة “X” على تقويم الأيام، لم يكن ذلك يجعل الوقت يمرّ أسرع.
ذهب إلى المعبد، وصلّى بصدق، راجيًا أنه حين يفتح عينيه ذات صباح، يجد أن مزيدًا من الأيام قد شُطبت من تقويمه.
كان يدرك أن هذا تفكير سخيف، لكنه لم يستطع تحمّل الأمر بطريقة أخرى.
لقد مرّ أسبوعان منذ انفصال آني.
وكان ذهنه منشغلاً دومًا بالتفكير في ما يمكنه فعله من أجلها.
أراد أن يمسك يدها، أو يختار لها ثيابًا أنيقة، أو يقدّم لها أي خدمة، لكنه خشي أن يبدو ذلك مشبوهًا في نظرها.
فهي آني…
امرأة ذات شخصية صريحة، لا تحب أن تكون مَدينة لأحد. لم يكن عليه أن يبالغ.
ومع ذلك، لم يستطع أن يبقى مكتوف اليدين.
فأمضى ليالٍ عديدة وهو يُفكّر فيما قد يُسعدها.
لا بد أن هناك شيئًا تريده، دون أن يُشعرها بالثقل. شيئًا قد يُضحكها، ولو قليلًا.
وبينما كان غارقًا في التفكير، خطرت في ذهنه فكرة.
‘هذا صحيح! فطيرة الليمون!’
> “كارلا، إنها لذيذة حقًا.”
كاد قلبه ينفجر من الفرحة، وهو يراها جالسة في الشرفة، تأكل فطيرة الليمون، قطعةً قطعة، مستخدمةً شوكة صغيرة.
مع ابتسامة مثل تلك، حتى كنوز القصر الإمبراطوري لا تُقارن.
تمتم لنفسه بأنه يريد أن يُولد في حياته القادمة على هيئة فطيرة ليمون… أو شوكة صغيرة.
وبعدها… أنشأ بوتيكًا.
ولكي تتوفر لها تشكيلة واسعة من الملابس، في حال غيّرت رأيها، قام إيجيد بخفض أسعار تلك المتاجر دعمًا لها من ماله الخاص.
وكان هناك أمر آخر…
فقد كانت معجبة بالرجل المجتهد في عمله. بل، في الواقع، كانت تراه جذّابًا.
فانطلق إلى ساحة المعركة مستندًا إلى معلومات ثمينة سمعها صدفة.
حتى لو لم تره آني، ستصلها الشائعات.
لقد أراد أن يأسر قلبها بشجاعته ورجولته.
ومن يهتم إن كان أصغر منها بأربع سنوات؟
غرس سيفه في جسد ملك العدو الذي أعلن الحرب.
كان يرى أن إيذاء رأس الدولة أفضل من إيذاء الآلاف من الناس.
ولعلّه يفوز بآني أيضًا.
بالطبع، في بوركوس، تحدّث الناس عن طاغيةٍ متوحّشٍ لفترة من الزمن.
“لو كنتُ رجلاً عاديًا، لكنتُ ذهبتُ… وتحدّثتُ معها.”
ابتسم إيجيد بمرارة، وهو غارق في الاكتئاب.
كان ممتنًا لأنه وُلد ابنًا للإمبراطور، وعاش في رغَد العيش، لكن لم يكن أحد يتوقع أن يواجه مثل هذه المحنة، ولا حتى آني نفسها.
لقد فشل في حبّه الأول، مرة واحدة.
لكن حبّه الثاني، والثالث… كان دائمًا آني.
كانت هي الوحيدة التي كسرت رتابة حياته. كانت كلماتها وأفكارها وسلوكها جديدة، طازجة، كخضرواتٍ قُطفت للتوّ.
كم سيكون سعيدًا لو تمكّن من لقائها، أو تبادل النظرات معها، أو حتى قبّلها.
تنهد إيجيد، فقد أصبحت حياته كلّها تتمحور حولها، لكنه لا يملك قلبها.
“أحتاج إلى التحدث معها بشكل صحيح…”
وفي تلك اللحظة، سُمع طرق خفيف على باب غرفة الطعام.
“عذرًا، جلالتك. هل يمكنني الدخول؟”
“ادخل.”
عندئذٍ دخل مساعداه الأنيقان، اللذان يحظيان بشعبية بين الخادمات.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 12"