عندما استرجع ذكرى شخص سأله عن وجبته في وقتٍ سابق، أدرك أنه أجابه بلا وعي، قائلًا إنه سيأتي.
كان ذلك رد فعل انعكاسيًا نابعًا من فكرة مفادها: إن تخطّى وجبتين متتاليتين، فقد يُخصم من راتب الشيف الإمبراطوري.
تنهد إيجيد، فقد بقي مستيقظًا طوال الليل، ثم نهض وسار ببطء.
ولكن ما إن أصدر صوتًا خفيفًا، حتى تجمّد الطهاة في أماكنهم.
“يا صاحب الجلالة، تم تقديم وجبة الإفطار.”
ابتسم إيجيد شاكرًا، ولكن ما لبث أن سمع صرخة من داخل غرفة الطعام.
تـحـطّـم!~
“آسفة جدًا!”
“…..”
“سيدي! لديّ أم عجوز عزباء…”
“… اخرجوا.”
بمجرد أن نطق إيجيد بالكلمة التي كانوا يتمنون سماعها أكثر من أي شيء، تغيّرت وجوههم.
ركضوا خارج قاعة الطعام بسرعة خشية أن يغيّر رأيه.
ولم يبقَ في القاعة الفسيحة حتى نملة.
جلس إيجيد وحيدًا على المائدة، ينظر إلى الأطباق المتراصة أمامه، وهو يشعر بالاكتئاب.
رغم امتلاء الطاولة بالأصناف، نادرًا ما شعر برغبة في الأكل.
لم يكن في حياته من يبدأ الحديث معه سوى والديه وروبي.
أما الآخرون، فكانوا يبدأون حديثهم بجملة مثل: “يا صاحب الجلالة…” أو “سيدي… أستحق الموت، لكن دعني أعيش.”
كل من تجرأ على الحديث معه، تجمّد.
وإن ابتسم لهم، ارتعدوا وكأنهم رأوا حاصد أرواح.
بل حتى استنشاق الهواء نفسه بجانبه كان يُعد أمرًا مخيفًا.
الذين اضطروا للوقوف معه على انفراد، كانوا مغرمين بشكل خاص بكلمة “اخرج”.
في البداية، كان يشعر بالضيق من والديه لأنهما أنجباه.
لكنه لم يعد يحمل ذلك الشعور بعد اليوم.
وذلك بفضل سيدة فخورة التقاها صدفة في الكنيسة، قبل سبع سنوات.
بينما كان يأكل السلطة، احمرّ وجهه كما تحمرّ الطماطم الموضوعة في الطبق.
ذلك اليوم لا يزال حيًّا في ذاكرته.
كان ظهيرةً صيفية، وقد ساء بصره لأنه قضى الليلة الماضية يقرأ رواية عن التنانين.
ذهب إلى الكنيسة، وأجهد عينيه محاولًا تمييز الوجوه، ولكن ردود الفعل كانت أقسى من المعتاد؛ إذ ارتجف الجميع وتهرّبوا منه وكأنه طاعون متحرّك.
شعر بالأسى.
“كان ينبغي أن أجهّز نظارتي مسبقًا…”
ندمًا، تجنّبهم بصمت وتسلسل إلى الشرفة الخلفية.
وهناك، وجد نفسه أمام مشهد لم يكن في الحسبان.
> “حمقاء، لماذا تبكين؟”
صوتٌ نقي، أعذب من شاي الأعشاب الذي يقال إنه ينقّي الذهن.
كان يختبئ خلف إناء زهور كبير، أطلّ برأسه، فرأى فتاة قصيرة تحتضن امرأة تكبرها حجمًا وعمراً.
همست الفتاة:
> “تموتين لأنك لا تساوين شيئًا؟ هذا ليس عدلًا. إن وُجد شخص مثلك في هذا العالم، فأحضريه إلي. بين عامٍ واحد وعشرة أعوام، إن وُجد طفل يشبهك، فسأمنحه كل ميراثي.”
ثم استأنفت وهي تشهق:
“لا أحد، أليس كذلك؟ كل شخص مميز. هناك نسخة واحدة فقط منك، وواحدة فقط مني.”
كانت الفتاة بشعر بني قصير، يلمع كضوء القمر، وعينان أرجوانيتان تتلألآن كالجواهر.
بدت وكأنها ليست من هذا العالم.
في تلك اللحظة، فهم إيجيد لأول مرة في حياته ما معنى كلمتَي “جميل” و”جميلة”.
امرأة رائعة الجمال والروح، لا يستطيع أن يرفع بصره عنها.
جلس يستمع إلى القصة الدافئة، يستنشق الهواء البارد في الشرفة.
وبينما كانت كلماتها تنساب، قفز قلبه دون تردّد.
أمسك صدره الأيسر بكلتا يديه، وزفر نفسًا طويلًا.
رغم توتّره من أن يُفتضح أمر وجوده، بقي مستيقظًا هناك… فقط ليستمع إليها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"