بعد أن هدأت هجمة الوحوش، مسح إيزار الدم العالق على وجنته، و نظر حوله بعين حذرة.
كانوا قد تمكّنوا من أسر جميع أولئك الذين باغتوهم بالهجوم. من بقي منهم حيًّا بعد أن مزّقتهم السيوف، سُحِبَ جرًّا على الأرض من قِبل الفرسان ليُلقى بهم في نيران ضخمة اشتعلت في مكانٍ قريب.
و بين رائحة الاحتراق النفاذة التي لسعت أنفه، تكدّرت ملامحه بانزعاجٍ من هذه الإشارة المشؤومة.
‘هذا أمر غير طبيعي…’
وحوش تنشط في موسمٍ كانَ من المُفترض أن يكون آمنًا للتنقّل و السفر.
حادثة دينيب كانَ يمكن التغاضي عنها تحت ذريعة «بسبب بدايات الصيف».
“مرة قد تكون صدفة، أما مرتان… فقد تكون مصادفة مشؤومة بشدة.”
لكن في المرة الثالثة، تصبح المسألة حتمية.
سواء كانت لعنة طبيعية أم غضبًا من الآلهة، فإن جهله بالأسباب كانَ أكثر ما يثير الغيظ.
و معَ ذلك، كـدوق، كانت هناك أمور أخرى ينبغي عليه الاهتمام بها أولًا.
‘تشارلز، ماذا عن حال البقية؟ كم عدد الجرحى؟”
“فقط بعض الكدمات البسيطة في هذا الجانب.”
“إذًا، ماذا عن الرا…”
كانَ على وشك أن يسأل عن حال الراعية، لكنه سرعان ما أطبق فمه.
‘من الجيد أن أطلق عليها ذلك في داخلي فقط.’
لكن لم يكن من اللائق أبدًا أن يُشير إليها بـ”الراعية” أمام الفرسان و الحاشية الواقفين.
الراعية… الدوقة… زوجته.
زوجة…
بينما كانَ يتخبّط بين كلماتٍ مترددة و مربكة، تفلّتت من شفتيه أخيرًا كلمة لم يتخيّل يومًا أنه سينطق بها.
“و فريسيا…؟”
“عفوًا؟”
“أسأل، هل فريسيا بخير؟ لا بُدَّ أنهم حمَوها جيدًا من الوحوش، أليسَ كذلك؟”
ذلك الاسم الذي لم يكن يعرفه إلا من عهودهما في الزواج، لم يخطر بباله يومًا أنه سيتلفّظ به.
فـالأسماء التي نُبقيها حبيسة الفكر تختلف كثيرًا عن وقعها حين تُنطق علنًا.
حتّى الآن، كانَ لفظ اسم “فريسيا” —اسم زهرة لا أكثر— يثير في فمه شعورًا مزعجًا أقرب إلى الدغدغة.
كأنَّ الزهرة ذاتها قد ترسّخت في لسانه، و في حلقه.
رفع تشارلز حاجبًا للحظة عند سماعه اسم الدوقة يتردد من فم سيده، لكنه سرعان ما نقل له الوضع الذي تلقّاه.
“الوحوش قد اندفعت فعلًا نحوَ حيث كانت السيدة، لكن—”
“ماذا؟!”
“لا تقلق، السير دريك و السير ميسون تمكّنا من القضاء عليها جميعًا!”
أضاف تشارلز، لكن إيزار كانَ قد بدأ بالفعل في التوجّه نحوَ مؤخرة الموكب.
لم يكن يعلم حتّى ما شكل ملامحه في تلك اللحظة. لكن، لِحُسن الحظ، كانَ الظلام كافيًا لإخفاء كل شيء.
‘كنت أظن أننا قضينا على كل الوحوش.’
لم يكن هناك داعٍ لحصول أي حادثٍ بما أنها كانت تحت الحراسة الجيدة. لم يكن الأمر كما حدث حينَ ترك الراعية وحدها في القصر.
السير دريك موثوق به تمامًا.
مختلفٌ عن تلك المرة التي عثر فيها عليها مضرّجة بالدماء من الأشواك…
و حينما بدأت دائرة الملتفّين حول النار تتضح أمامه، تفلّت من فمه صوتٌ حاد.
“هل الجميع بخير؟!”
و عند نداء الدوق، سارع الفرسان إلى التجمع أمامه.
كانَ ينصت لتقاريرهم، لكنَّ عينَيه تجوّلتا دون وعي، باحثتَين بين من وقفوا قرب النيران المشتعلة.
و لحُسن الحظ، كانت الراعية واقفة هناك… سليمة. لم تكن مضرجة بالدماء، لكنها التفّت بشالٍ بطريقة حمقاء.
في البداية، شعر براحةٍ عند رؤيتها…
لكنّ حاجبيه ما لبثا أن انعقدا شيئًا فشيئًا.
‘ما هذه الهيئة؟’
وجنتها اليمنى و ثوبها من ذات الجهة مغطّيان بالأوساخ، و كأنها تدحرجت على الأرض.
و وقفت متكئةً على الخادمة التي ترافقها دومًا، بطريقة لا تخلو من الريبة.
‘و لِمَ هيَ الوحيدة التي تبدو بهذه الحالة؟’
الدوقة، من بين الجميع، هيَ التي بدت أسوأ حالًا حتّى من الخدم التابعين لها.
مقزز… كانَ المنظر كفيلًا بإشعال نار الغضب في صدره، لكن إيزار كتمها و سار بخطى حاسمة نحو المرأة.
“الدوق…؟”
بدت كـأرنبٍ تدحرج من تلة طينية، و هوَ لم يُعجبه ذلك.
و لم يُعجبه ارتجافها حينَ اقترب منها.
و لا تلك الخدوش على وجنتها، و لا آثار الوحل التي شوّهت مظهرها…
و لا حتّى تلك المرأة ذاتها.
مشاعره كلما نظر إليها… و كل ما يدور حولها، كل شيء.
“سير دريك!”
و بنبرةٍ صارمة، أمر إيزار، فـانحنى دريك على ركبةٍ واحدة فورًا.
لم يستطع إيزار إخفاء امتعاضه حينَ وقعت عيناه على حال فريسيا.
”ما الذي جرى هُنا بحق السماء؟ ألم يكن من المفترض أن تبقى برفقتها؟”
“أعتذر، سيدي… لا عذر لي.”
“إذًا، لن تمانع في أن تُعاقب وفقًا للقانون العسكري.”
تسمرت فريسيا في مكانها، تتابع المواجهة المحتدمة بين الرجلين بحبس أنفاسها، ثُمَّ نطقت فجأة، بدافع غريزي لا إرادي.
“دوق!”
كانَ السير دريك من الرجال القلائل الذين لا بُدَّ من وجودهم في المرحلة القادمة.
و فوق هذا، كانَ في هذه الحياة أحد القلائل الذين عاملوها بلطفٍ، و إن كانَ ذلك بدافع الشفقة.
“أرجوك… لا تُعاقب السير دريك. لقد كنا بأمان بفضله.”
“و ما حدث لي… كانَ فقط لأنني تعثّرت و سقطت، لا أكثر.”
“أحقًا؟”
و قبل أن تتمكن من تأكيد كلامها، أطلق إيزار ضحكةً مكتومة مفعمة بالسخرية.
ما أغاظه في تلك اللحظة أكثر من أي شيء، هوَ نبرة صوتها المستميتة للدفاع عن رجلٍ عجز عن حمايتها، أمام أعين الجميع.
ثُمَّ، دون سابق إنذار، جذبَ إيزار الشال الذي التفّت به بقسوة.
“لم أكن أعلم أن قدميكِ تمتلكان هذا الشكل أيضًا.”
كانت هناك آثار أقدام واضحة على الشال الذي انزلق عن جسد الراعية… آثار أكبر من أن تكون لامرأة، دالّة بما لا يدع مجالًا للشك أنها لم تكن من فعلها.
لطخات الطين و العشب كانت شاهدة صامتة على فعلٍ يائس… كأن أحدهم حاول أن يدهسها و يهرب.
و عند رؤية تلك العلامات، تصاعد مرارة حارقة في فم إيزار.
لماذا وافق ماركيز دينيب بسهولة على التعاون مقابل استخدام نبع الشفاء؟
الخوف من الوحوش كانَ غريزيًا، حتّى الفرسان المعتادين على التدريب المكثف يمكن أن يرتعبوا إذا غُفلوا.
لكن ذلك الرعب لا يمكن أبدًا أن يُتخذ ذريعةً لدهس سيدة القافلة، و محاولة النجاة على حسابها.
حتّى لو كانت ابنة غير شرعية… فـطالما كانت تلك المرأة زوجته أمام الناس، فـيجب أن تُعامَل على هذا الأساس.
انتزع إيزار الشال من بين يدي الراعية بعنفٍ كاد أن يُسقطها. رفرفت يداها في ذهول، غير أن إيزار كان قد ألقى بالشال نحو دريك بالفعل.
“فين دريك.”
“أمرك، سيدي.”
“اعثر على صاحب هذه الآثار، و سنناقش عقوبتك لاحقًا.”
“مفهوم.”
دون أن يتفوه بكلمة أخرى، طوّق إيزار خصر المرأة و سحبها نحوه بقوة.
“آه…!”
لكنَّ ملامحه سرعان ما تجعّدت في غضب، ما إن لمح ومضة ألم خاطفة على وجهها.
‘هاه… تبًّا.’
الهيئة الغريبة التي كانت تتكئ بها على خادمتها بدأت تُفسَّر له الآن.
لا بُدَّ أنها لوت كاحلها.
كائن مزعج حتّى النهاية.
تتطلب عناية في كل لحظة، تظهر في أحلامه دون استئذان، و الآن يُضطر إلى حملها بيديه.
كما فكّر ذات مرة، لم يكن في حياته نكبة أعظم منها.
و يبدو أن أفعاله فاجأتها، إذ سمع همهمة مذعورة عند أذنه.
“دوق…؟’
” توقفي عن هذا التململ السخيف.”
كانَ متسخًا بما فيه الكفاية، و أحلامه القلقة مؤخرًا جعلته شديد الوعي بها.
أنفاسها القريبة من أذنه، دفء يدها المرتبكة فوق كتفه… كل شيء فيها كانَ يستفز أعصابه الواحدة تلو الأخرى.
و معَ ذلك، دون أن يُظهر شيئًا، وصلَ إيزار أخيرًا إلى العربة المتروكة. و لحسن الحظ، لم تصلها الوحوش، فـكانت وسيلتهم الجاهزة للرحيل.
دفع الراعية المذهولة داخل العربة ثُمَّ صعد خلفها.
و كما حدث في قصر دينيب، جثا أمامها و ألقى بتوبيخ ساخط بصوته المتهكم.
“أصِيب كاحلكِ، أليسَ كذلك؟”
“نعم… “
“دعيني أراه.”
رفعت حاشية ثوبها بتردد، كاشفةً عن جواربٍ ملطّخة بالتراب.
سكن الصمت بينهما للحظة. لم يكن بالإمكان فحص الكاحل إلا بعد إزالة تلك الجوارب المحكمة التي بلغت ركبتها.
و أخيرًا، قطع إيزار الصمت ببرود:
“انزعيها أيضًا.”
و كأنها تلقت أمرًا عسكريًا، خفضت فريسيا رأسها سريعًا و بدأت تعبث عند ركبتها بأصابع متوترة.
تحاول بكل جهد ألا ينكشف شيء من بشرتها، و لكن أطرافها تجمدت عند موضع الشريط.
ما هذا الجنون؟
لماذا كانت حرارة وجهها تتصاعد بهذا الشكل في موقفٍ كهذا؟
العديد من الأشخاص أصيبوا، وأحد الخدم فارق الحياة بعد أن عضّه وحش…
لكن معَ كل احتكاك يصدر عن قماش فستانها، و معَ كل حركة خفيفة لخلع تلك الجوارب أمام إيزار، شعرت و كأنها تُغريه عمدًا، حتّى خفقان قلبها غطى على كل صوت آخر في أذنيها.
رغم أن كل ما يفعله… كانَ فقط فحص إصابةٍ طفيفة في الكاحل.
و عندما سقطت الجوارب أرضًا، انحنت فريسيا برأسها و همست بخجل:
“لقد… خلعتها.”
دون أن ينبس ببنت شفة، أخرجَ إيزار قطعة قماش نظيفة.
سبق له أن اتخذ هذا الوضع في قصر دينيب من قبل… يومها تساءل في نفسه : لماذا تصنع كل هذا الضجيج من أجل إصابة تافهة؟ لكن خجل الراعية الغريب هذا اليوم بدا و كأنه انتقل إليه أيضًا، فـجعله يشعر بحرجٍ لا مبرر له.
و لإخفاء هذا الإحراج، لفَّ الضماد بإحكامٍ زائد. و صوته الجاف جاء حادًا و مُعاتبًا.
“تُصابين دائمًا… تتدحرجين… تلوين كاحلكِ.”
“أه… نعم.”
“بارعة في هذا حقًا.”
“أه…”
“اصمتي.”
في النهاية، فقدت فريسيا قوتها، مثل نعجةٍ أُرهقت بعد حمّامٍ إجباري. حتّى أن أنينها الخافت من الألم أزعجه.
أنا سعيدة لأن إيزار يعاملني بلطف.
لكن… هل كنت أطلب الكثير لو طلبتُ قليلًا من الرقة؟
و وسط مشاعر خافتة من خيبة الأمل والندم، تمتمت فريسيا بصوتٍ بالكاد يُسمع:
“لماذا حدث هذا…؟”
“قيل لي إن هذا الموسم آمن…”
تنهد إيزار أخيرًا حينَ سمع قلقها المتكرر.
“رُبما يجدر بنا أن نسأل المعبد في العاصمة.”
“هل… هل يعلمون شيئًا؟”
“إنهم يتظاهرون بفهم مشيئة الآلهة، لذا لا بُدَّ أن لديهم عذرًا ما.”
لكنه لم يذكر أن ما يُثير اهتمامهم مؤخرًا لم يعد سوى رائحة الذهب.
في النهاية، كانَ بفضل جشع كهنة العاصمة أن تمكّن من إلغاء زواجه من هذه الراعية.
حينها، بدا الموقف بأكمله عبثيًا إلى حدٍّ لم يكن يملك حياله سوى أن يضحك… ضحكًا غاضبًا ممتزجًا بالمهانة. أما الآن…
في هذه الأثناء، كانت فريسيا غارقة في أفكارها، فـلم تلاحظ التبدّل الطفيف الذي طرأ على ملامح إيزار.
‘ماذا قيلَ لي حينَ مُنحتُ عامًا؟’
‹أصلي لأجل أمنيتك… و أمنيتي›
هل كانت تلك الكلمات تشير إلى هذه الفوضى؟ تذكّرت فجأة ما قاله الكاهن في دينيب ذات يوم:
‹في الماضي، كانَ أولئك المباركون من قِبل “آدامانت” يسمعون صوته، و كانَ ذلك ينطبق على الكهنة ذوي القوى الإلهية الكبيرة.›
‹لكن معَ مرور الوقت، انقطع ذلك الاتصال. لا نملك اليوم سوى التخمين… رُبما كانَ ذلك عقابًا على انحراف البشر عن طريق الإله.›
‘عقوبة على الانحراف عن درب الآلهة…’
فـهل سماع ذلك الصوت كانَ مقابل أداء واجبٍ ما؟ مقابل العام الذي مُنِحَ لها؟
‘رُبما أُفسّر الأمور كما يحلو لي.’
لكن تنهدًا خافتًا من إيزار قطع عليها شرودها و أعادها إلى الواقع.
“ها قد انتهيت.”
“آه…”
“احذري حينَ تتحركين.”
رغم قسوته في اللمس، و جفاف صوته، إلا أن الضماد كانَ مشدودًا بعناية دقيقة.
لقد اعتادت فريسيا الإصابات… حتّى أنها شعرت أن كل هذا لم يكن ضروريًا. حتّى ثيا كانت قادرة على لفّ الضماد مكانه.
‘ما الذي يدور في ذهن إيزار بحق السماء؟’
هل كانَ ذلك بدافع الواجب؟ أم بدافع المودّة؟ أم مزيجًا متشابكًا منهما؟
لكنها حينَ ترددت و نظرت إليه، مرت أمام عينيها لمحة وجهٍ كانت تشتاق إليه بشدة.
وجه ذلك الزوج الذي كانَ يطعمها التوت بخجلٍ و هيَ بين ذراعيه…
الرجل الذي كانَ يعتني بها بصمت في غرفة نومهما، حائرًا أمام غثيانها و آلام بطنها خلال الحمل…
و رغم أن تلك المرحلة انتهت بجراحٍ غائرة، إلا أن حنينًا لا مبرر له انبعث فجأة في قلبها. و قبل أن يبتعد عنها مجددًا، مدّت يدها نحوه بتردّدٍ خفيف.
“هل أُصِبتَ بشيء… يا دوق؟”
حتّى لو ضايقته، كانت تودّ لمسه طالما أنه لا يزال قريبًا.
في حياتها السابقة، كثيرًا ما راودها الحلم أن تُواسيه هكذا… في كل مرة غادر فيها القصر لقتال الوحوش، بدافعٍ خالص من المحبة فقط.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 44"