راعيةُ أغنامٍ من أحد الأرياف، تتحولُ فجأة إلى ابنةٍ غير شرعيةٍ لعائِلة نبيلة مرموقة.
كانت مهزلة لا تُصدَّق، لكن عندما تذكَّر حماس العائلة الإمبراطورية لدعم هذا الزواج…
“لا بُدَّ أنهُم يستمتعونَ برؤيتي أُخدع.”
فلْتنلكَ اللعنةُ، يا إمبراطور بيتلغيوس، و لْتنلها أيضًا عائِلةُ أنتاريس.
كانَ الإذلال ينهشُ قلبه، حتّى شعرَ أن حلقهُ ينقبض من الغضب.
لاحظَ تشارلز تجهُّم ملامح إيزار، فسأله:
“يا صاحب السمو، هل ستقبلُ حقًا بِتلك المرأة زوجةً لك؟ حتى أهل القلعة لن يقبلوا بها.”
“إذن، تقترِحُ أن أفسخ خطبةً رتَّبها الإمبراطور؟ بأسم أركتوروس؟”
“…أعتذر.”
“أما مسألة قبول القلعة لها أم لا، فذلك شأنٌ عليها وحدها مواجهته.”
مهما اشتدَّ غضبه، لم يكُن بوسعِه فعل الكثير.
لم يكُن أمامهُ سوى أن يتعهَّد بردّ هذا الإذلال أضعافًا مُضاعفة في يومٍ ما.
بخطواتٍ هادئِة، اقتربَ إيزار من النافذة.
و في تلكَ اللحظة، تلاشت امرأةٌ على صهوة جوادها في ظُلمة الليل.
ظهورها المُفاجئ و كشفها لمؤامرات عائِلة أنتاريس بدَوا و كأنهما تأكيدٌ على أنها ليست جُزءًا من مخططاتهم.
و معَ ذلك، صرَّ على أسنانه بأنزعاج، فيما تسلل إلى صدرِه شعورٌ خانقٌ أشبهُ بنارٍ غير مرئية.
لم يتوقع أن يرى هُنا، في هذا المكان، تلك المرأة التي لمحها ذاتَ مرّة و هيَ تخطو على تلال ملكيّته المغمورة بِوهج الغروب أكثر من كانت يومًا بعيدةً عنهُ، هامشيةً لا قيمة لها، كشبحٍ عابرٍ في سراب.
و فوقَ ذلك، ليست سوى ابنة غير شرعية.
مضغَ إيزار هذهِ الكلمة المقيتة في ذِهنه، ثُمَّ استدارَ، مُنصرِفًا عن صورتها التي تلاشت في الأُفق.
—
طوال رحلتها من قلعة أركتوروس عائِدةً إلى قصر أنتاريس، غرقت فريسيا في أفكارها.
ما الذي ينبغي عليها إصلاحهُ أولًا؟
كيفَ يُمكِنُها أن تعيشَ هذهِ الحياة المحدودة بأقلِ قدرٍ من الندم؟
كانَ إيزار رجلاً ذا كبرياءٍ شديد، فقد تولّى إدارة الدوقية مُنذُ صغره، و كانَ يمقُت الخيانة و الكذب أشدَّ المقت.
“عليَّ تصحيحُ حقيقةَ أنهُ خُدِع حتّى اللحظة الأخيرة قبل الزفاف.”
كانت تؤمن بأنَ تلكَ هيَ “الغرزة الأولى الخاطئة” التي تسببت في كُلِّ شيء.
“لا بُدَّ أن ألتقي بِه قبلَ الزفاف، بأي طريقة كانت.”
لِحُسن الحظ، نجحت محاولتها الأولى.
كانَ خضوعها التام حين أُعيدت إلى قصر أنتاريس قد جعلَ الحراس يتهاونون في مُراقبتها بسرعة. كما أن تذكّرها لعدد قليل من الأشخاص الذين أبدوا تعاطفًا معها في الأيام الأولى ساعدها في خطتها.
‘رغم أن ذلك التعاطف لم يدم طويلًا.’
بعد أن تسللت إلى قصر أنتاريس دونَ أن يلحظها أحد، استدارت فريسيا نحوَ الخادمة التي جاءت معها، ثُمَّ همست بأمتنان:
“شُكرًا لكِ، آنا… على مُساعدتِكِ لي.”
“أوه، لا داعي لذكر ذلك.”
“إنهُ شيءٌ بسيط، لكن أرجو أن تقبليه.”
“يا إلهي، لم أكُن أتوقع شيئًا.”
و رغم كلماتها المُتواضعة، أمسكت آنا بالدبوس الذي قدمتهُ لها فريسيا.
دوق أنتاريس لم يكُن يُخفي ازدراءهُ لأبنته “الوضيعة غير الشرعية”، لكنهُ رغم ذلك أمرَ بأن يكونَ مظهرُها لائِقًا.
لكن بالكاد تمكنت من التسلل إلى غرفتها عبر النافذة و تعديل ملابسها، حتّى اقتحمَ شخصٌ غير مُرحبٍ بِه المكان.
“ماذا تفعلين في هذهِ الساعة المُتأخِرة من الليل؟”
تصلّبَ جسدُ فريسيا للحظة، قبلَ أن تلتفت ببطء.
“… السيدة أتريا.”
“و لماذا النّافذة مفتوحة؟”
كانت تلك أُختها غير الشقيقة.
أتريا، بجمالها الإمبراطوري النموذجي، كانت تشِعُّ في ظلام الغُرفة بشعرِها الذهبي المُتلألئ كالهالة، و عينيها الزرقاوتين العميقتين. كانت بالفعل محبوبةٌ بينَ أوساطِ النُبلاء، ليسَ فقط لجمال ملامحها، بل أيضًا لِقوامها الممشوق الذي طالما أثارَ الإعجاب.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "10"