كان الوقت فجراً، والشمس تتهيأ لتنشر ضياءها في الأرجاء، تخلل هذا الهدوء صوت طرطشة المياة، حيث كانت شابة صهباء _أو لنقل ذات شعر أحمر مشتعل_ تجلس أمام البحيرة وتلقي ما وقع في يديها من حصىً على سطح البحيرة لتقفز عدة قفزات متتالية قبل أن تهوى إلى القاع.

 

وعندها ظهر خيال رجل ضخم اخفى ضباب الفجر ملامحه قالت الشابة دون أن تلتفت: لقد تأخرت أيها القائد.

 

ثم رمت الحصاة في يدها على سطح البحيرة لتكرر ما حدث لسابقاتها. 

 

 

 

“لماذا أنت هنا؟ يفترض أن تكوني نائمة الآن؟ ” 

 

 

 

التفت الشابة نحوه بغضب: أهذه هي الأخلاق هذه الأيام؟ أن تعطى منوما غريبا لعروسك ثم ترحل دون أن تنطق بكلمة واحدة! ” 

 

 

 

خرج صاحب الظل من الضباب_وقد كان شابا طويلا عريض المنكبين شديد الوسامة،أسمر البشرة، شعره يصل اللذى كتفيه أسود كسواد سماء الليل وعيناه الفضيتان اعطت عنه انطباعا هادئا_ ثم سار بضع خطوات إلى أن جلس على مسافة منها وقال: ألست تستعجلين الأمر قليلاً؟ لا يزال حفل الزفاف على بعد أيام. 

 

 

 

“…” 

 

 

 

“على أية حال، ما الأمر؟” 

 

 

 

“لقد قلتها بنفسك، حفل الزفاف على بعد أيام… ” 

 

 

 

“ماذا؟ ” 

 

 

 

“أنت!… أنت حقاً!… أهذا كل ما يمكنك قوله؟! ” 

 

 

 

“…..” 

 

 

 

صرخت الفتاة باكية: يفترض أننا سنتزوج بعد ايام قليلة فقط، والآن أنت تغادر إلى ساحة المعركة دون علمي، لا وأضف إلى ذلك وضعت منوما في طعامي !! 

 

 

 

“…….” 

 

 

 

“أنت، أبي، جانيت، ليلى، سلفستر، رودريك و بياترس، كيف تفعلون هذا بي؟! من أنا بالنسبة لكم؟؟ أنا ولية العهد!! أنا زوجتك! أنا أكثر شخص معني بما يحدث!!” 

 

 

 

صرخ الشاب: ولهذا السبب فعلت ما فعلته كلوديا!  أنت ولية العهد، أنت أمل المملكة!! 

 

 

 

صرخت كلودبا بقهر: ولهذا السبب خططت لإخراجي مع بياترس وليغولاس بينما أنا نائمة؟ اكنتم تريدون مني الهرب في هذا الوضع؟! 

 

 

 

” نعم” 

 

 

 

“..! ” 

 

 

 

“كلوديا أنا… بعيدا عن السياسة و تعقيداتها…. أنا… أنا لا أستطيع أن…_ثم هز رأسه واردف قائلا_لا…كلوديا يجب أن نترك وراءنا بطاقة أمان…. ” 

 

 

 

“اها هكذا إذا…أنت لا تملك الثقة الكافية لتجلب النصر لنا في هذه الحرب أليس كذلك ماثاياس؟

لا اصدق أنني خدعت بك،وأنا من خلتك قادرا على تحمل مسؤولية هذه البلـ…..” 

 

 

 

“كلوديا!” 

 

 

 

“….” 

 

 

 

“هذا كثير علي كلوديا لا أستطيع! لا أستطيع دفن عروسي بيدي هاتين!” 

 

 

 

“…..” 

 

 

“ليس الأمر أنني لا أملك الثقة بنفسي، واكنني لا املك الشجاعة لموجهة خسارتك، هينيري ذلك الوغد لابد وأنه سيفعل شيئا بك أثناء غيابي مع والدك !” 

 

 

“…..” 

 

 

 

 

 

أمسك مثاياس بكتفيها وقال: كلوديا أول ما سيستهدفه هينري في هجومه هو أنت وليغلولاس، حياة جانيت بالفعل بين قبضتيه ويجب أن يضمن نجاح خططه بالكامل! يجب أن يضمن إختفاء أي شخص يحمل الدم الملكي كي ينجح تمرده! 

 

 

 

“…….” 

 

 

 

“ولهذا يجب أن تختفي ديا… يجب أن تختفي عن الأنظار.. أنتِ هي صمام الأمان في حال فشل خطة والدك!” 

 

 

 

تمتمت كلوديا قائلة:  أنا أحبك… 

 

 

 

“أيا كان ما ستقولينه لن…. ماذا؟” 

 

 

 

صرخت كلوديا باكية: أنا لن أعيد كلامي مرتين أيها الوغد!

 

 

 

“….” 

 

 

 

“إن كنت تريد معرفة ما قلته فعليك ان تعود… ” 

 

 

 

“…..” 

 

 

 

“عُد إلي حيا و توجني بنصرك ماثيو” 

 

 

 

“….” 

 

 

 

“لا تتركني أرملة بائسة وراءك!” 

 

 

 

احتضنها ماثاياس بقوة، كان الموسم صيفا بالفعل إلا أن رياح ذلك الصباح كانت ببرودة رياح الخريف. في ذلك الفجر بكت كلوديا بين ذراعي زوجها إلى أن اشرقت الشمس. 

 

 

 

في النهاية ابتعد مثاياس عنها وحدثها بصوت ذا نبرة منخفضة لا يخفي توتره: كلوديا… لن اسطيع أن اعدك بشيء… في ساحة المعركة حياتي لن تكون أبداً بيدي… ولكنني سأبذل جهدي للبقاء على قيد الحياة…. 

 

 

 

“….” 

 

 

 

“وداعاً كلوديا” 

 

 

 

ردت بحنق: يجب  أن تقول إلى اللقاء مثاياس… 

 

 

 

ابتسم مثاياس ابتسامة هادئة خفيفة، كان يبدو هادئا، وهذا تسبب بإضافة جاذبية أخرى إليه، جاذبية أخرى مؤلمة زادها شعاع الشمس الخفيف الملقى على وجهه ألماً  داخل قلب كلوديا. 

 

 

 

“….” 

 

 

 

“والآن هيا يجب أن ترحلي، لابد أن جناح الأميرات قد قلب رأسا على عقب بالفعل” 

 

 

 

“جنت بياترس على نفسها…” 

 

 

 

“إذهبي…” 

 

 

 

“أراك لاحقاً” 

 

 

 

قالتها ثم هرولت قليلا الى أن جاء صوته من خلفها_ وهو ما اجبرها على الألتفات_يحدثها قائلا: إبقي بأمان! 

 

 

 

رفعت صوتها قائلة: وأنت ايضا! 

 

 

 

ثم ركضت عائدة إلى القصر . 

 

 

 

وبعد أن اختفى حضورها من المكان تمتم مثاياس قائلا: إبقي بأمان، أرجوك إبقي على قيد الحياة… 

 

 

فكرت كلوديا وهي تركض عائدة نحو القصر…. 

 

ربما كانت بداية هذه المهزلة منذ أكثر من أربعة عقود… ولكن قصتي أنا كلوديا أبتدت منذ ثلاثة عشر ربيعاً، في خريف فتاة صغيرة ذات الخمسة أعوام….

 

 

 

꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧂ 

 

 

 

مرحبا يا رفاق، ما رأيكم باسلوب الكتابة؟ 

 

أعلم لازالت القصة في بداياتها ولكنني متحمسة بالفعل كونها أولى أعمالي 

 

لمن يهمه الامر انا فاشلة في تصوير الرومانسية قد تشعرون بجو عاطفي في البداية ولكن هذا لان المشهد كان مشهدا عاطفيا لزوجة تودع زوجها وتنفذ بجلدها. القصة بشكل اساسي تركز على الصراعات السياسية! 

 

حالما انهي اختباراتي سأنشر الصورة التوضيحية لهذا الفصل على حسابي في الانستجرام اضافة الى صور الفصول الأخرى

 

حساب الانستجرام: 

 

the_fighter_princess_a

 

 

دمتم في أمان الله👋🏼

 

اراكم في الفصول القادمة