في تلك الليلة،

لم تتناول إيفانجلين العشاء وانعزلت في غرفتها.

“بصراحةٍ، لا يوجد شيء سيء في الأمرِ.”

استلقت إيفانجلين على السرير، وهي تعيد التفكير في أحداث اليوم.

“أولاً، يبدو أن سمعة الآنسة لاريت قد تحسنت كثيرًا، أليس كذلك؟”

كان ذلك متوقعًا.

حتى الآن، لم يكن أفراد عائلة كلاوديوس المباشرون يحتفظون بصداقات وثيقة مع أي شخص.

لكن ديتريش وإيفانجلين، الأخوين، كانا مؤخرًا مقربين من لاريت.

وكانت هذه العلاقة وحدها كافية لجعل لاريت محط الأنظار في الأوساط الاجتماعية.

“وأنا أيضًا…”

خفت بريق عيني إيفانجلين قليلاً.

في نادي القراءة هذه المرة، اقتربت السيدات من إيفانجلين بودية ملحوظة.

“من كان يتوقع أن تحضر الآنسة إلى نادينا!”

“يا إلهي، هذه أول مرة أرى الآنسة عن قرب!”

تذكرت السيدات اللواتي احمر وجههن من الحماس.

بهذا، حققت إيفانجلين هدفها الأولي تقريبًا.

منذ البداية، بدأت إيفانجلين التقرب من لاريت لتخفيف الشائعات عن غطرستها.

من أجل ذلك، عملت بدقةٍ شديدة، حتى أنها كتبت عقد صداقة.

وأخيرًا، حصلت على نتائج.

ومع ذلك…

“… “

شعرت فجأة بألم في صدرها.

عضت إيفانجلين شفتيها بقوة.

“الآنسة لاريت بدت سعيدةً جدًا وهي تتفاعل مع الآخرين هذه المرة.”

كانت لاريت مستمتعة، وإيفانجلين نفسها حققت تحسينًا في سمعتها.

هذا يعني أن كلاهما حقق هدفه.

“لذا… يجب أن أكون سعيدةً أيضًا.”

عيناها الزرقاوان الصافيتان عادةً أصبحتا مكفهرتين كسماء مغطاة بالغيوم.

“لماذا أشعر بهذا السوء؟”

لاريت، التي كانت تضحك بمرح مع السيدات الأخريات.

لاريت، التي كانت تتحدث بحماس.

في تلك اللحظة، على الرغم من أن لاريت كانت بجانب إيفانجلين مباشرةً،

…شعرت بأنها بعيدة بشكل غريب.

“ربما، الآنسة لاريت…”

أمسكت إيفانجلين طرف الغطاء بقوة دون وعي.

“هل تفضل تكوين صداقات مع الأخرين أكثر مني؟”

برزت فجأة تساؤلات كانت مخفية في أعماق قلبها.

لكن إيفانجلين هزت رأسها على الفور.

“وماذا في ذلك؟”

أنا ولاريت أصبحنا صديقتين بعقدٍ فقط.

كل ما عليّ فعله هو الالتزام بشروط العقد.

بالتأكيد، هكذا كانت تفكر، لكن…

“…مزعج حقًا.”

لم تفهم قلبها الذي أصبح شائكًا كالقنفذ.

تذمرت إيفانجلين بعصبية ودفنت وجهها في الوسادة.

في الأوساط الاجتماعية بالعاصمة، توجد أندية اجتماعية كثيرة كالنجوم.

ركوب الخيل، الشاي، الموسيقى، وغيرها.

أنواع الأندية متنوعة للغاية.

لكن من بينها، كان هناك نادٍ بارز بشكل خاص.

اسمه “البيوني”.

نادي يضم السيدات “الأكثر تألقًا” في الأوساط الاجتماعية، حيث يُعتبر الانضمام إليه علامة على النفوذ الاجتماعي.

ومن بين أعضاء “البيوني”، كانت سيرافينا لوبيز الأكثر شهرة.

على الرغم من أنها تنتمي إلى عائلة لوبيز البارونية المتواضعة التي لا تملك إقطاعية، إلا أنها وصلت إلى مكانةً مرموقة في الأوساط الاجتماعية بفضل جمالها وطباعها الودودة.

لكن، على عكس شهرتها البراقة، كانت سيرافينا تشعر بالحرقة داخليًا.

كانت نفوذها تتضاءل لحظة بلحظة مؤخرًا.

والسبب كان تمردًا خفيفًا لكنه قاتل من السيدات الأخريات، اللواتي كن يتبعن كلام سيرافينا دائمًا.

“هذه المرة، حضرت الآنسة كلاوديوس حفل عائلة آنسي، أليس كذلك؟”

نعم، مثل هذه الأمور.

على الرغم من أن سيرافينا كانت حذرةً جدًا في إظهار عدائها لإيفانجلين علنًا،

كان الجميع يعلم.

سيرافينا تكره إيفانجلين بشدةٍ.

ومع ذلك، لم تهتم السيدات بحضور سيرافينا ولم يحترسن في كلامهن.

“صحيح. بل إن الدوق رقص الرقصة الأولى مع الآنسة لاريت!”

ارتعش طرف شفتي سيرافينا، التي كانت تبتسم بجمال، بشكل طفيف.

“غريب حقًا.”

لم يكن الأمر هكذا سابقًا.

كيف أقول، منذ أن ابتعدت لاريت عنها،

يبدو أن الأمور تتعقد باستمرار.

كأنها كانت بطلة هذا العالم سابقًا، لكنها لم تعد كذلك…

هذا الشعور الغريب بالعجز.

في هذه الأثناء، استمر الحديث عن لاريت وأخوي كلاوديوس دون توقف.

“الأمر أن عمتي من الجنوب، وحضرت حفل عائلة آنسي.”

تحدثت إحدى السيدات بنبرة منخفضة، كما لو كانت تشارك سرًا كبيرًا:

“ويقال إن الآنسة لاريت كانت جميلةً جدًا!”

“ماذا؟ تلك الآنسة لاريت الكئيبة؟”

“حسنًا، كانت هناك شائعات بأنها كانت لا بأس بها في صالون كلاوديوس أيضًا.”

لاريت، لاريت، لاريت!

كم مرة يجب أن أسمع هذا الاسم؟

“لو لم تكن تحت حماية الآنسة كلاوديوس، لما كانت شيئًا!”

كبتت سيرافينا رغبتها الجامحة في الخروج من هذا المكان.

“بالمناسبة، حفل الصيف لعائلة الكونت جوستو كان خاليًا تمامًا، أليس كذلك؟”

“لا عجب، فقد كان حفل عائلة آنسي ناجحًا للغاية.”

نظرت إحدى السيدات إلى سيرافينا بنظرة ساخرةٍ:

“حسنًا، حضره العديد من الشخصيات البارزة.”

في لغة الأوساط الاجتماعية، هذا يعني تقريبًا:

“الآنسة لوبيز ليست من الشخصيات البارزة التي تستطيع جذب الضيوف لحفل عائلة جوستو، أليس كذلك؟”

‘كيف يجرؤون!’

كادت سيرافينا أن تسحق المروحة بيدها، حيث برزت عروقها فجأة.

ومع ذلك، حافظت سيرافينا على ابتسامتها بكل قوتها.

ففي هذا المكان، من يغضب أولاً يخسر.

“الآن وأنا أفكر في الأمر، ألم تحضري الآنسة لوبيز حفل الصيف لعائلة غوستو بانتظام؟”

“سمعت ذلك أيضًا. كانت الآنسة لوبيز مشهورة جدًا في الجنوب.”

“حسنًا، لا توجد سيدة جميلة وودودة مثل الآنسة لوبيز، أليس كذلك؟”

غرقت عينا سيرافينا في برودة فجأة.

كان هذا الأسلوب هو الذي تستخدمه سيرافينا عادةً للنيل من السيدات الأخريات.

التظاهر بمدح الطرف الآخر، بينما تسأل بمكرٍ

“إذا كنتِ بهذا التألق، لماذا لم تحققي شيئًا؟”

‘هذا… ليس جيدًا.’

شعرت سيرافينا بجفاف في فمها.

على عكس الماضي، عندما كانت تُعبد، كان الجو في النادي الآن يميل إلى تجاهلها بمهارةٍ.

في الحقيقة، لا مفر من ذلك.

في أي نادٍ، يمكن أن تكون هناك ملكة واحدة فقط.

حتى الآن، كانت سيرافينا تحافظ على عرشها بقوة، لكن الآن، مع ضغط الآنسة ولاريت، كانت مكانتها تتقلص لحظة بلحظة.

“بالمناسبة، فوجئت أن الآنسة لوبيز لم تُدعَ إلى صالون كلاوديوس…”

“أنا أيضًا. ظننت أن الآنسة لاريت ستحاول بطريقة ما دعوتكِ.”

كلمات السيدات الحادة كالسكاكين طعنت سيرافينا مرة أخرى.

“حقًا، كم كانت الآنسة لوبيز تدعم الآنسة لاريت.”

“هذا حقًا نكران للجميل، أليس كذلك؟”

بهذا، أظهرت السيدات لسيرافينا إيماءة تقول:

“لن تغضبي، أليس كذلك؟ نحن فقط قلقون عليكِ.”

ثم واصلن:

“حسنًا، ربما لم ترغب الآنسة لاريت في إغضاب الآنسة.”

“ومع ذلك، كانت الآنسة لاريت مخلصةً جدًا للآنسة لوبيز سابقًا.”

“كانت صداقتهما صادقة جدًا. بصراحة، كنت أغارُ منهما.”

تحدثن بحرية وكأنهن قلقات على سيرافينا.

في هذه الأثناء، أدركت سيرافينا بسرعة النية المخفية وراء كلماتهن.

“يبدو أن صداقتهما كانت أضعف مما توقعنا؟”

“الآنسة لوبيز، بدون تضحيات الآنسة لاريت، ليست سوى لا شيء؟”

…هذا تقريبًا ما يعنونه.

“هه، حقًا.”