عند سماعهما كلمة الزيارة، احمرّ وجهَيّ غريجوري وسيرافينا.
ضحكت مع نفسي.
“وإلا لماذا قلتُ بأنني كنت مريضة؟”
لقد كان فخًا لإحضاركما إلى هنا!
“اعتقدت أن سبب مجيئكما دون تحديد موعد هو أنكما كنتما قلقين عليّ.”
“…لا، هذا-“
“لذا، شعرتُ بالأسف عليكما لإضاعة وقتكما، ولهذا السبب دعوتكما إلى السرير… سعال.”
سعلت سعالاً متعمدًا كما لو كنتُ أريد أن أجعلهما يستمعان.
لمعلوماتكما، أنا بصحةٍ جيدة جدًا الآن.
لقد مكثت في المنزل الريفي لبضعة أيام، وكنت آكل جيدًا، وأتناول وجبات خفيفة عندما أشعر بالملل، وأنام جيدًا.
ربما لهذا السبب وجهي لامع مثل بيضة مقشرة…
“على أي حال.”
احم.
أفرغ غريجوري حنجرته وبدأ يرفع صوته دون سبب.
“هل تعلمين كم من متاعبٍ وقعنا بها بعد أن تركتِ النزهة هكذا؟!”
…مالذي يقوله؟
نظرتُ إلى غريجوري وأنا أفكر في ذلك، لكنه واصل حديثه.
“أشعر بخيبة أملٍ كبيرة، أعتقد أنني سأضطر إلى إعادة التفكير في خطوبتنا.”
كيف فسرتَ صمتي على هذا النحو؟
قام غريجوري بتصويب كتفيه.
“لم يعد بإمكاني أن أظل مخطوبًا لامرأةٍ وقحةٍ مثلكِ!”
واو هل تغير الموقف إلى شيء كهذا حقًا؟
“سأخبر والدي أيضًا! هل تفهمين!”
صرخ غريجوري بصوت مهيب وألقى نظرة سريعة على تعابير وجهي.
كنتُ-… كنتُ عاجزةً عن الكلام.
فيمَ كان يفكر بحق السماء؟
من المؤكد أنه لا يعتقد أن ذلك شيء جيد، إذا قالها بقوة.
‘آ- آسفة! كنت مخطئةً جدًا! أرجوك سامحني لمرةٍ واحدة فقط!’
….توقّعَ أن أتشبث به هكذا، أليس كذلك؟
‘لا، ربما لو كنت أنا في الماضي، ربما كان الأمر كذلك’
التزمتُ الصمت لفترة من الوقت.
ثم هززت كتفي وبدأت في الكلام.
“على الرغم من أنه لا ينبغي أن أفعل، فقد فكرت كثيرًا في ذلك اليوم.”
“ماذا تقصدين؟”
“عندما سقطت سيرافينا يا غريجوري، لقد اعتنيتَ بها جيدًا.”
ثم رمقتني سيرافينا بنظرات قاتلة تنطلق من عينيها.
أعتقد أن هذا الموقف المخزي قد عاد لينعشها مرة أخرى.
حسناً، هذا ليس من شأني، أليس كذلك؟
“لأكون صريحةً، لو كنتُ أنا رجل، وخطيبتي جاثيةٌ على ركبتيها أمام امرأةٍ أخرى، كنت بالتأكيد سأجعلها تقف… “
“حسنًا، فعلتُ هذا لأن سيرا صديقة طفولتي!”
(ميري: عذر اقبح من فعل)
“نعم، أتفهم ذلك. بما أنكما صديقا طفولة، فمن الطبيعي أن تفكر بها بطريقةٍ خاصة.”
تظاهرتُ بالتجهم وأومأتُ برأسي.
“الأمر فقط، أدركت هذه المرة كم أنني ضيقة الأفقِ.”
“ماذا؟”
للحظة، نظر غريجوري إليّ بنظرة مريبةٍ على وجهه.
قابلت نظراته بعينين حزينتين.
“غريجوري، قلت أنك تريد إعادة النظر في خطبتكِ لي، أليس كذلك؟”
“كـ- كلا. هذا…”
“حتى وإن لم يكن الأمر كذلك، فقد أرسلتُ خطاب فسخ الخطوبة إلى الكونت جوستو.”
بدأ غريجوري مذهولاً، لكن أضفت بسخف.
“بالطبع، أفهم أنك لم تؤكد رسالة فسخ الخطوبة بعد. لا بد أنك كنت مشغولاً بالاعتناء بسيرافينا.”
“انتظري لحظةً. ماذا تقولين……”
“حسنًا، بصراحة، كانت حالة سيرافينا غريبةً بعض الشيء. لا بد أن ساقيها كانتا متعبتين جدًا لدرجة أنها ظنت أن رباط حذائهٕا غير مربوط بينما كان مربوطًا بشكل صحيح.”
هززتُ كتفي بخفة ونظرت إلى سيرافينا.
“لكنها كانت في النزهة، كانت تجلس طوال اليوم… من الغريب بعض الشيء أنها شعرت بأن رباط حذائها قد فتح. لذا قد يكون هناك خطبٌ ما في قدميها. لماذا لا تذهبين إلى الطبيب؟”
تصلّب وجه سيرافينا.
في الوقت نفسه، صرخ غريجوري.
“لاريت! ما هذا الهراء الذي تتفوهين به من البداية!”
“ما أقوله هو أنني لن أتدخل بينكما بعد الآن بلا آدب.”
ابتسمتُ بلباقة.
“ألم تقل هذا من قبل؟ أن الأصدقاء يجب أن يتمنوا السعادة لبعضهم البعض.”
“لاريت!”
“لذا، أنا أيضا أريد أن أتمنى لكِ السعادة، سيرافينا، أتمنى لكِ أنتِ وخطيبي السعادة أيضًا. آه، صحيح.”
تعمقت ابتسامتي قليلاً.
“أليس هذا خطيبي السابق الآن؟”
“توقفي عن العبث…!”
فقط عندما كان غريجوري يرفع صوته لمره اخرى.
“آنسة لاريت!”
ركضت إيمي نحوي في عجلة من أمرها.
سألت بتعبير حائر.
“إيمي، ما الذي يحدث؟”
“رسالة!”
رفعت إيمي رسالة.
على المظروف المصنوع من ورق صلب عالي الجودة، كان شعار العائلة مختومًا بالشمع الأحمر.
وردة وسيف.
العائلة التي تستخدم هذين الرمزين كرمز لها هي…
“لقد وصلت رسالةٌ من عائلة كلوديوس!”
ماذا؟
اتّسعت عيناي.
نظرتُ إلى أسفل الرسالة بشكل فارغ.
كُتِبَ على الجزء الخارجي من الرسالة الفاخرة بخط أنيق،
[إيفانجلين فون كلوديوس]
…هذا ما يقوله التوقيع.
لقد حدث ذلك
مُرسِلة الرسالة كانت إيفانجلين الابنة النبيلة الوحيدة لعائلة كلوديوس!
نظرت إليّ سيرافينا وغريجوري بوجوهٍ فارغة.
كانت عائلة كلوديوس من أعلى العائلات النبيلة مرتبةً .
“الأميرة كلوديوس؟”
بعد لحظة من الصمت
فتحت سيرافينا فمها للمرة الأولى.
“لماذا أرسلت لكِ الأميرة رسالة؟”
هذا غريب بعض الشيء
كبطلة محبوبة من قبل الجميع، كانت سيرافينا تدير صورتها البريئة والجميلة بشكل جيد.
الأشياء التي يمكن أن تضر بصورتها. او بمعنى آخر، سترمي كل ما يضرها للأخرين.
حتى الآن، الشخص الوحيد الذي رفع صوته في وجهي هو غريجوري، وسيرافينا تتظاهر بالضعف وتتراجع خطوة إلى الوراء.
لكن هذه المرة قامت حتى باستجوابي مباشرة.
هل أنتِ حقًا فضولية حول ما هو مكتوب في هذه الرسالة؟
حسنا، أنا لستُ ملزمة بالإجابة.
“أتساءل عن ذلك ؟ أنا نفسي لا أعرف السبب.”
هززت كتفي متظاهرةً بالخجل .
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "5"