Circumstances of being chosen as the Villainess's Favourite - 40
الفصل 40
“آه، لا، ليس الأمر كذلك…”
انكمشت السيدات كل واحدةٍ منهن على حدة.
“أولاً، علينا أن نحدد تعريف الصداقة.”
ضيّقت الأميرة عينيها وسألت بحدة.
“هل تعتقدن أن معاملة الآخر كخادمة هي ما يُسمى صداقة؟”
“…”
“…”
تجمّدت أكتاف السيدات في مكانها.
بالطبع، لا خيار آخر لهن.
فكل هؤلاء السيدات كن يتبعن سيرافينا.
والتابعون عادةً ما يقلدون سلوك من يتبعونه.
‘إضافة إلى ذلك… كان الأمر مريحًا لهن.’
كونهن تعاملنني كخادمةٍ فقط لأن سيرافينا كانت تفعل ذلك.
والآن، عندما أحاول التوقّف عن لعب دور الخادمة بفضل دعم الأميرة، بالطبع هذا لا يروق لهن.
نظرتُ إلى سيرافينا بنظرةٍ جانبية.
كان وجهها متجمّدًا كالجليد.
“هل قلتِ إن آنسي خدعتني؟”
استمرت الأميرة بتلك النبرة المزعجة.
“لكن ماذا أفعل؟ أُفضّل أن أكون مع آنسي الذكية على أن أكون مع أشخاصٍ أغبياء لا يستطيعون حتى التمييز بين الصداقة ومعاملة الآخرين كخدم.”
“لكن، أميرة، نحن…”
“على الأقل، عندما أكون مع آنسي، أستمتع كثيرًا. أما أنتن…”
نظرت الأميرة إلى السيدات من أعلى إلى أسفل، وقامت بتقويس شفتيها بابتسامةٍ ساخرة.
“لا أدري.”
ظهر الشعور بالعار على وجوه السيدات.
لكن كلام الأميرة لم ينتهِ بعد.
“كما أن عليكن جميعًا أن تحذرن من أفعالكن في المستقبل.”
كان ذلك تحذيرًا صارمًا.
“اسم عائلة دوق كلوديوس ليس خفيفًا لدرجة أن تتمكّن أي واحدةٍ منكن من التدخّل في علاقاتي.”
“…”
“…”
عند ذكر اسم عائلة الدوق، بدت السيدات فجأةً في حالةٍ من الصدمة.
“هاها.”
ضحكت الأميرة بهدوء ثم أعلنت.
“حفلة عائلة غوستو التي ستُقام في 5 يوليو، صحيح؟”
في تلك اللحظة، ظهرت على وجه سيرافينا علامات الحذر الشديد.
وكأنها تتحدّى ذلك، ألقت الأميرة قنبلة بكل جرأة.
“في نفس اليوم، سيُقام حفل في عائلة البارون آنسي.”
ثم تابعت الأميرة وهي ترفع صدرها بفخر.
“وسأحضر هذا الحفل.”
تصاعدت همسات النبلاء الذين كانوا يصغون دون إظهار ذلك.
“ماذا؟”
“هل ستحضر الأميرة كلوديوس؟”
في نفس الوقت، اختفى لون وجه سيرافينا تمامًا.
‘أوه…’
لم أستطع سوى أن أندهش داخليًا.
سواء كانت الأميرة تعلم ما تفعل أو لا، فإن كلمتها تلك سببت ضررًا كبيرًا لسيرافينا.
حفلة عائلة غوستو الصيفيّة.
إذا تحدّثنا عن أشهر الحفلات الاجتماعيّة في الجنوب، فإنها بلا شكٍّ تكون على رأس القائمة.
وكانت سيرافينا هي السيدة الأقرب إلى الابن الثاني لعائلة غوستو.
بطبيعة الحال، كانت سيرافينا نجمة الحفلة اللامعة.
كلما زاد تألّقها في الحفلة، كلما تعززت مكانتها في المجتمع الجنوبي.
ولكن، مهما كانت قوّة عائلة غوستو وسيرافينا…
هززت كتفي بلا مبالاة.
‘كيف يمكن أن تتغلّب على الأميرة الوحيدة لعائلة دوق كلوديوس؟’
بمعنى آخر، بإعلانٍ واحد من الأميرة، أصبحت المكانة التي كانت سيرافينا تتطلّع إلى الحفاظ عليها في خطرٍ كبير.
حقًا، هذه هي الطريقة المثلى لاستخدام السلطة.
أشعر أنني سأقع في حب الأميرة…
“اختيار الحفلة التي ستشاركن فيها يعود لكُنّ، ولكن… إذا لم أتمكّن من رؤية وجوهكنّ في حفلة عائلة البارون آنسي.”
في تلك اللحظة، ابتسمت الأميرة ابتسامةً شريرة.
“سأشعر بامتعاضٍ شديد، صدقًا.”
تبادلت السيدات النظرات بوجوهٍ شاحبة، كلٌ منهن تنظر إلى الأخرى.
“ماذا سنفعل الآن؟!”
“كيف تطورت الأمور إلى هذا الحد؟!”
نظرات قلق مرت بين السيدات.
أما الأميرة، فقد التفتت نحوي بشكل مفاجئ.
“لنغادر الآن. لا أرغب في البقاء هنا ولو لدقيقةٍ أخرى.”
أمسكت بمعصمي وسحبتني خارجًا وهي ترمق السيدات بنظرة ازدراء.
“لو بقيتُ مع هؤلاء الغبيات لفترةٍ أطول، سأصبح غبيةً مثلهم.”
وبهذه الكلمات.
سحبتني الآنسة بخطوات واسعة إلى الخارج.
حقًا، من اليوم فصاعدًا يجب أن أؤسس نادٍ للمعجبين.
سيكون اسم النادي المختصر هو “أ.إ.ح.م”: أحب إيفانجلين حتى الموت.
وأنا سأكون العضو الأول ورئيسة النادي!
* * *
‘كيف يمكن أن يحدث هذا؟’
لم تستطع سيرافينا تصديق ما كان يحدث أمام عينيها.
قبل لحظات، كانت إيفانجلين، أميرة عائلة كلوديوس، قد أمسكت بمعصم لاريت وسحبتها إلى الخارج.
المشهد بدا وكأنهما صديقتان حقًا…
‘هذا يثير غضبي.’
لم تستطع سيرافينا احتواء غضبها وعضت على أسنانها بإحكام.
إيفانجلين كلوديوس.
منذ اللحظة التي رأت فيها سيرافينا إيفانجلين لأول مرّة، لم تستطع أن تحبّها.
كانت ملامح وجهها جميلة كدميةٍ مصنوعةٍ بعناية.
شعرها الأشقر اللامع وعيناها الزرقاوتان المتألقتان.
كل شيءٍ فيها، من رُقي ومكانة وثروة، كان مثاليًا.
في البداية، كانت سيرافينا تعتزم كسب ود إيفانجلين واستغلالها لمصلحتها.
“لماذا يجب علي أن أشارك في شاي بعد الظهيرة مع الآنسة لوبيز؟”
… ذلك الصوت البارد.
كانت إيفانجلين هي الجدار الأول الذي واجهته سيرافينا في حياتها السهلة.
كانت الشخص الوحيد الذي لم يكن لطيفًا معها.
شعرت سيرافينا بأنها لن تستطيع أبدًا التغلّب على هذا الجدار الشاهق.
ولكن…
‘لماذا لاريت؟’
كيف استطاعت لاريت أن تكسب ود إيفانجلين بهذه السهولة؟
ليس ذلك فحسب.
مع مرور الوقت، تغيّرت لاريت بشكلٍ كبير.
لو كانت لاريت السابقة، لكانت الآن تستجدي العفو بعد أن يتم الضغط عليها إلى هذا الحد…
‘لماذا تسير الأمور بهذا الشكل؟!’
لم تستطع سيرافينا كبح غضبها وقبضت على المروحة في يدها بإحكام.
حتى أن عظام يدها البيضاء برزت تحت الجلد.
“حقًا، آنسة آنسي! كيف يمكن أن تكون مغرورة بهذا الشكل؟!”
في تلك اللحظة، رفعت إحدى السيدات صوتها بنبرةٍ متوتّرةٍ وهي تنظر إلى سيرافينا.
“أليس كذلك؟ لقد كانت الآنسة لوبيز دائمًا جيدة جدًا مع الآنسة آنسي!”
“هذه خيانةٌ حقيقية!”
لكن أصوات الانتقاد هذه كانت أضعف بكثير مما كانت عليه في السابق.
وفي تلك الأثناء.
تحدثت إحدى السيدات بتردد.
“لكن… لم أكن أتوقع أن تدعمها الأميرة بشكلٍ علني.”
في تلك اللحظة، شعرت سيرافينا بأن قلبها قد غرق.
حتى السيدات الأخريات بدأن يدركن مدى قرب إيفانجلين من لاريت.
ومع بداية الحديث، بدأت السيدات في الكشف عن مشاعرهن الحقيقية.
“بصراحة، لم نكن نرغب في معاداة الأميرة.”
“يبدو أن الأميرة بالفعل صديقةٌ للآنسة آنسي.”
“بالضبط، لقد فوجئتُ بأنها ستذهب لحفلة عائلة البارون آنسي.”
السيدة التي تحدثت أولًا تابعت بقلق.
“الآن بعدما أغضبناها، إذا لم نحضر تلك الحفلة، قد نواجه مشكلةً كبيرة، أليس كذلك؟”
لحظة، عن ماذا تتحدثن الآن؟
نظرت سيرافينا إليهن بارتباك، لكن الحديث لم يتوقف.
“بصراحة…”
نطقت إحدى السيدات وهي تنظر بحذرٍ إلى سيرافينا.
“آنسة آنسي ستصبح رئيسة عائلتها في المستقبل، أليس كذلك؟”
في الحال، أيّدتها السيدات الأخريات.
“صحيح، إنها وريثة العائلة. ربما كنا متعسفات جدًا في التعامل معها.”
“لم يكن هناك حاجةٌ لتصعيد الأمور إلى هذا الحد.”
وبينما كنّ يتحدثن، كان التغيير في مواقفهن واضحًا كما لو أنهن قلبن صفحةً جديدة.
بدأت السيدات يتبادلن النظرات المريبة، وكأنهن يتساءلن فيما بينهن: “لماذا فعلنا ذلك؟”
في هذه الأثناء، شعرت سيرافينا بجفافٍ في فمها.
‘لا، لا يمكن أن يحدث هذا.’
لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو.
“أوه، آنسة فايلن.”
ابتسمت سيرافينا بابتسامةٍ مصطنعة، مُحاوِلة إيقاف هذا الحديث.
ترجمة: بلوفياس