Circumstances of being chosen as the Villainess's Favourite - 39
“يا لكِ من جاحدةٍ وقليلةِ أدبٍ، يا آنسة آنسي!”
“ألم ترِ كيف كانت الآنسة لوبيس كريمةً معكِ، هل أنتِ ممن يجحدون النعمة؟”
“أيستهويكِ قرب الأميرة حتى تتخلّي عن صديقةٍ قديمةٍ بهذه السهولة؟”
همم.
رفعتُ عينيَّ مضيقةً إياهما، أنظرُ إلى السيداتِ المتشنجاتِ يتبدى على وجوههنَّ الغضبُ تارةً بعدَ تارةٍ.
وبمجردِ رؤيتي لهيئتهنَّ المتوقدةِ حماسًا للمواجهةِ، خلتُ أن سيرافينا قد صاغتَ أذانهم بحديثٍ مشينٍ عني، مزينةً إياهُ بلمسةٍ من التظلّمِ الذي تتقنُهُ.
“آه…”
وفي الجانب الآخر، كانت سيرافينا تقف متوجّسةً، تنظرُ إليَّ بحيرةٍ ولا تدري ما تفعل.
لكن.
‘كلُّ هذا من تدبير سيرافينا، أليس كذلك؟’
دليل ذلك أنها تراجعت خطوةً إلى الوراء فقط.
لم تحاول حتى تهدئة الموقف.
حتى تلك الهيئة كانت تعكس سيرافينا المعتادة بدقةٍ تامة.
‘حقًا، هذا أمرٌ مُضحكٌ.’
كدتُ أن أطلق ضحكةً ساخرةً.
تتلاعب بالمحيطين بها بخبثٍ لتهاجم خصمها، ثم تتظاهر بالبراءة وكأنها لا علاقة لها بالأمر.
…أليس هذا مطابقًا لما فعلَتْهُ حين نشرت الإشاعات السيئة عن الأميرة؟
وفي تلك اللحظة، التقت عيناي بعينَي سيرافينا.
حركت سيرافينا شفتيها قليلًا.
“لاري.”
رسمت شفتاها الجميلتان قوسًا رقيقًا.
“ألم يكن من الأفضل أن تدعيني بهدوءٍ إلى صالون كلوديوس؟”
ثم ابتسمت سيرافينا بعينيها مرّةً أخرى، وبدأت تحاول تهدئة الموقف ظاهريًا بينما تؤججهُ خفيةً.
“كفى، كفى جميعًا.”
و بتأثرٍ يثير الشفقة.
“لاري لم تقصد أن تجرحني عمدًا، أليس كذلك؟”
أوه، انظروا كيف اختارت كلمة “تجرحني” بعنايةٍ هنا؟
أرخت سيرافينا كتفيها عمدًا كمن يستسلم للأسى.
‘كم هي متماسكةٌ في أسلوبها هذا.’
تأففتُ في داخلي.
بلغ الملل بي حدًا لم يعد يسمح حتى بالتثاؤب.
“لا أدري حقًا، لكن ربما أكون أنا من أخطأت بحق لاري…”
فالتفتت السيدات إلى سيرافينا بنظراتٍ مفعمةٍ بالأسى.
“يا إلهي، يا آنسة لوبيز!”
“هل أنتِ بخير؟”
“لا تحزني كثيرًا، فما ذنبكِ أنتِ؟”
وأثناء تعزيتهنَّ لسيرافينا، عُدنَ ليطلقن نظراتٍ نارية نحوي.
كانت عيونهنَّ تحمل شراسةً لافتةً.
“أهكذا تعجبكِ السلطة، يا آنسة آنسي؟”
“هل تفتخرين حقًا بما تحصلين عليه لأنكِ تتملقين الأميرة؟”
“حقًا، ألا تملكين ذرةً من الكرامة؟”
كانت سيرافينا تستمع إلى هذا الهياج بوجهٍ راضٍ، ثم هزت رأسها بضعفٍ مصطنعٍ.
“لا تفعلوا هكذا، فإن لاري تملك ظروفها الخاصة…”
لكنها لم تكمل جملتها.
“نعم، صحيحٌ.”
قاطعتُها وأنا أومئ برأسي بهدوءٍ.
“أن أكون صديقةً للأميرة، هذا حقًا رائعٌ.”
كما يقولون بالعامية، إنها متعةٌ خالصةٌ، أليس كذلك؟
ثم أعلنتُ ذلك بثقةٍ، وأخذتُ أنظر حولي بانتصارٍ.
وفجأةً، ساد الصمت المكان.
“…”
“…”
ما الخطب؟ ألم يتوقعوا أن أجيب بكلِّ هذه الجرأة؟
حتى السيدات، بل وسيرافينا نفسها، بدوا كأن الكلامَ قد انسدّ في حناجرهنَّ.
كان واضحًا من تشنج عيونهنَّ وشفاههنَّ وهنَّ يحدقن بي.
لكن، لسببٍ ما، بدت السيدات وهنَّ يقفزن غضبًا ككلاب التشيواوا الغاضبة…
“هاها.”
لم أتمالك نفسي فكتمتُ ضحكةً قصيرةً بيدي.
وفي الحال، احمرَّت وجوه السيدات كالجمر.
“أه، أ-أتسخرين منا الآن؟!”
“حتى لو اقتربت منكِ الأميرة مؤخرًا، أليست هذه وقاحةٌ مفرطة؟!”
يا للهول، حتى نباحهنَّ يشبه الكلب تمامًا!
‘لا، يجب أن أتوقف عن الضحك.’
عضضتُ شفتي السفلى لأكبح ضحكتي، ثم تكلمتُ بصوتٍ يحمل نبرة مرحٍ.
“آسفة، لم أقصد السخرية، لكن…”
لم أستطع أن أقول إنهنَّ أضحكنني لأنهنَّ يشبهن الكلاب الغاضبةَ.
فالتففتُ بالكلام بلطفٍ.
“لأنكنَّ تقُلنَ ما هو واضحٌ جدًا.”
“ماذا، واضح؟”
“ألم تسألنني إن كانت السلطة تعجبني، وإن كنتُ أفتخر بما أناله من تملق الأميرة؟”
ارتجفت أكتاف بعض السيدات لصراحتي.
“بالطبع لا بُدَّ أن يعجبني!”
رفعتُ رأسي بكبرياءٍ.
“في الأصل، من هنا لا يحب السلطة؟”
مَن لا خطيئة له، فليرجمني بحجرٍ، هذا ما أعنيه.
“…”
“…”
تجمدت السيدات، يمضغن شفاهَهنَّ دون كلام.
وضعتُ يدي على خصري، وحركتُ سبابتي وأنا أتابع.
“لكن في كلامكنَّ ما يحتاج تصحيحًا.”
“تصحيحًا؟”
“بالطبع، فأنا لا أحبُّ سلطة الأميرة فقط، بل كلُّ شيءٍ فيها يروقني.”
فالأميرة لدينا مليئةٌ بالفضائل، ألا تعلمن؟
ابتسمتُ وأكملت.
“مكانتها الرفيعة التي تتصدر الإمبراطورية تعجبني، وثروتها تعجبني، وجمالها الباهر يعجبني…”
“آنسة آنسي؟”
“طباعها الصريحة، ولطفها معي، كلُّ ذلك رائعٌ جدًا.”
هززتُ كتفيّ ببساطة.
“أنا فخورةٌ جدًا بأنني صديقة الأميرة.”
بجرأتي هذه، تبادلت السيدات النظرات دون أن تجرؤ واحدةٌ على الكلام.
وفجأةً.
“ما هذا الموقف؟”
تدخل صوتٌ أنيقٌ في الحديث.
التفتُّ، فإذا بالأميرة تقف حاملةً شتلات وردٍ بكلتا يديها، ترمقنا بنظرةٍ مائلة.
همم، سمعتُ أن هناكَ مكانًا صغيرًا في مقهى يبيعُ شتلاتِ الوردِ.
‘لم أتوقع أن تشتري شتلات الورد بهذه السرعة.’
أصبحت عيناي ضبابيتين من الدهشة.
كلُّ تلك الطاقة القتالية التي كانت تتصاعد، تلاشت كالبالون الذي نفد هواؤه، يا للعجب.
على أي حالٍ.
أؤيد هواية الدوقة المثمرة في جمع الورد…
“لا أفهم ما المشكلة حقًا.”
في هذه الأثناء، ضيقت الدوقة عينيها وهي تتفحص السيدات، ثم تقدمت خطوةً.
يبدو أنها سمعت كل ما دا حتى الآن.
طقطقة.
في صمت المكان، صدى صوت كعبيها وحده يتردد بوضوح.
“إذن، آنسة آنسي…”
نظرت إليَّ جانبيًا بنظرةٍ خاطفة، ثم رفعت أنفها مُتابِعَة.
“تقولين إنني، بسلطتي ومكانتي العالية وثروتي وجمالي المذهل، فخركِ ، أليس كذلك؟”
“…نعم، حسنًا.”
أجبتُ بترددٍ لا إراديٍّ، فهي محقةٌ لكن…
تزين نفسها بالمديح، والأعجب أن كل مديحها حقيقة!
“آنسة آنسي تريد مصادقة شخصٍ بارزٍ وجميلٍ ومذهلٍ مثلي، فما المشكلة؟”
رمشت الأميرة بعينيها الجميلتين وسألت.
“بل أنا من يشفق عليكنَّ، لا تعرفن متعة الصداقة أبدًا.”
“لكن، يا أميرة!”
صاحت إحدى السيدات بحماسٍ مفاجئ.
“آنسة آنسي لا يمكن أن تكون بمستوى يليق بمصادقتكِ!”
“همم؟”
رفعت الدوقة حاجبها باستنكار.
صرخت السيدات معًا.
“انظري كيف تجاهلت الآنسة لوبيز، صديقتها المقربة، وأنكرتها!”
“نعم، أنتِ مخدوعةٌ، يا أميرة!”
“أوه، إذن…”
انتشرت ابتسامةٌ بطيئةٌ على وجه الدوقة.
كانت كزهرة وردٍ تتفتح، ابتسامةٌ مشعةٌ حقًا.
لكنني، وأنا أراقب تلك الابتسامة…
‘آه!’
ابتلعتُ ريقي دون شعور.
‘الأميرة غاضبةٌ جدًا.’
لابتسامتِها معانٍ كثيرة.
تبتسم أحيانًا فرحًا، لكن عندما تُهان كما الآن، تتسع ابتسامتها أكثر…
‘تسحقُ خصومها بابتسامة.’
كما فعلتْ ذات مرّةٍ مع غريجوري في مقهى الإفطار.
وتوقعي لم يخب قطُّ.
ردت الأميرة بصوتٍ باردٍ ينضح بالبرد.
“أتقُلن إنني، أنا، أنخدع بكلماتٍ تافهةٍ من الآنسة آنسي كأنني حمقاء؟”
ترجمة ❤️✨ : مريانا