الأجواء الحاليّة لم تكن مواتيةً على الإطلاق لكلاوديوس، وكان الجمهور مستعدًّا لعدم الاقتناع بأيّ ردود عاديّة.
لكن ظهرت تلك “الردود العاديّة”.
كان الشخص الذي أثار في البداية شكوكًا حول تكوين أموال غير مشروعة لدى كلاوديوس…
الكاهن بيدرو نفسه.
“أعترف بروح التوبة، إنّ الشكوك التي أثرتها حول عائلة كلاوديوس الدوقيّة كانت دون التحقُّق الدقيق من الحقائق.”
لكن هذه المرّة، لم يكن المكان الذي دوّن كلام الكاهن بيدرو صحيفةً صفراء تافهة تنشر الإشاعات.
بل كانت إحدى أبرز الصحف في الإمبراطوريّة.
انتشر صوته كالموجات.
“لقد أظهرت تساهلًا بعدم التحقُّق الدقيق من المستندات التي كنت أزعم أنّها تثبت تكوين الأموال غير المشروعة، لكن بعد التحقُّق المتقاطع من المستندات، اكتشفت العديد من النقاط الضعيفة.”
“إن أردتُ الدفاع عن نفسي، فتلك المستندات تلقّيتها مباشرةً من المعبد الأعظم، ولم أتخيّل أبدًا أنّها قد تحتوي على أخطاء، لكنّني أعلم جيّدًا أنّ هذا مجرّد عذر.”
“أعتذر بصدق عن تسرُّعي في طرح الموضوع علنًا دون التحقُّق من المستندات، ممّا تسبّب في ضرر كبير لأخلاقيّة مؤسّسة كلاوديوس في خطواتها الأولى.”
في الوقت نفسه، قدّمت عائلة كلاوديوس الدوقيّة أدلّة تثبت عدم تكوينها لأموال غير مشروعة.
كانت مستندات موثّقةً من الإمبراطوريّة نفسها.
لم يكن هناك مجال للتشكيك في مصداقيّة هذه المستندات.
“كنتُ حقًا فضوليًّا، فقد قال المعبد الأعظم إنّ كلاوديوس كانت تسحب التبرّعات تحت ذريعة الأموال غير المشروعة، ممّا منع دعم دور الأيتام في الخطوط الأماميّة بشكل كافٍ، لكن كلاوديوس قدّمت دليلًا على عدم تكوينها لهذه الأموال.”
“إذن، إلى أين اختفت تلك الأموال الضخمة التي سُمّيت بالأموال غير المشروعة؟”
بعد أن طرح هذا السؤال…
واصل الكاهن بيدرو حديثه بنبرةٍ حماسيّة.
“علاوةً على ذلك، هناك نقطة مريبة، وهي أنّ شخصًا ما حاول استهداف حياتي.”
“لقد أنقذتني عائلة كلاوديوس الدوقيّة، وتحقّقوا من هويّة من حاول استهدافي وأخبَروني، كان مرتزقًا، لكن لم يُعرف بعد مَن الذي استأجره.”
تنفّس الكاهن بيدرو بعمق، ثمّ طرح سؤالًا آخر بنبرةٍ قويّة.
“إذا مُتّ، فمَن الذي سيستفيد أكثر؟”
في تلك اللحظة، أصدرت كلاوديوس بيانًا أشعل النار بمزيدٍ من الوقود.
<من المؤكّد أنّ الكاهن بيدرو تسبّب في ضرر كبير لعائلة كلاوديوس الدوقيّة.
لكنّنا سنسامحه.
فالكاهن بيدرو لم يكن سوى أداة استُخدمت، ولم يكن لديه أيّ نوايا سيّئة تجاه كلاوديوس.
كلّ ما في الأمر أنّه كان يحبّ الأطفال تحت رعايتهِ بصدقٍ.
سينتقل الكاهن إلى مؤسّستنا.
اتّفقنا على أن يخدم في المؤسّسة لمدّة عام بدون أجر كجزء من توبته عن هذا الحادث.
كما سيدعم “أطفال كلاوديوس” أطفال دار رومان للأيتام.>
رغم أنّه لم يكن ذلك عن قصد، إلا أنّ قبولهم السخيّ لخصم طعن ظهر الدوقيّة بسكين كان مذهلًا.
انقلبت الرأي العام بسرعة.
“يا إلهي، عائلة كلاوديوس الدوقيّة حقًا كريمة.”
“مهما يكن، فإنّ الكاهن بيدرو هاجم الدوقيّة دون أدلّة، هذه حقيقة.”
“هذا يعني أنّهم يفصلون بين العمل والعائلة بوضوح، أليس كذلك؟”
“بطريقةٍ ما، يُقارنون بالمعبد الأعظم من عدّة نواحٍ…”
عندما بدأ الكاهن بيدرو التنديد في البداية، أظهر المعبد الأعظم ردّ فعل فاترًا.
كأنّهم يحاولون سريعًا التبرُّؤ من تنديده.
في ذلك الوقت، اعتُبر هذا موقفًا حذرًا، لكنّه الآن يبدو تافهًا.
“بالمناسبة، إذا كان صحيحًا أنّ كلاوديوس لم تكوّن أموالًا غير مشروعة… فأين ذهبت تلك الأموال؟”
“صحيح، لقد اختفت كميّة ضخمة من التبرّعات.”
“ألا يجب أن نتحقّق من وجهة تلك الأموال؟”
اتّجهت الرأي العام نحو اتّجاه واحد، وفي النهاية، سحبت الإمبراطوريّة سلاحها، مكتب الضرائب.
“المعبد الأعظم هو مكان مقدّس !”
“كيف يجرؤون على تقييم بمعايير كهذه…!”
احتجّ المعبد الأعظم بشدّة.
لكن محاولتهم للقمع بالسلطة قوبلت بردود فعل باردة.
“حتّى لو كان المعبد الأعظم، إذا كانت هناك شكوك، ألا يجب عليهم توضيحها؟”
“كلام صحيح، هل يظنّون أنّ الأمر سيمّر هكذا دون تدقيق؟”
عندما ساءت الأمور كثيرًا، اضطر المعبد الأعظم لقبول التحقيق الضريبي على مضض.
وهكذا، تم الكشف عن مصير التبرّعات.
تبيّن أنّ التبرّعات كانت تتدفّق إلى كهنة المعبد الأعظم.
عندما تم تسليط الضوء على الحياة الفاخرة لبعض الكهنة، سقطت سمعة المعبد الأعظم إلى الحضيض.
“…ككبير كهنة يجب أن يقود الكهنة في الطريق الصحيح، أشعر بالمسؤوليّة الكاملة عن هذا الحادث، وأعتذر لشعب الإمبراطوريّة.”
في النهاية، لم يتمكّن كبير الكهنة من تحمُّل احتجاجات الناس، فحدثت سابقة غير مسبوقة بتقديمه اعتذارًا علنيًّا.
لكن النظرات تجاه المعبد الأعظم ظلّت غير وديّة.
على صعيد آخر، لم يتمكّنوا من لمس الأطراف الكبرى فوق رتبة الكاهن الأوّل.
لماذا؟
“كنت أظنّ أنّهم خطّطوا من البداية لقطع الذيل…”
بينما كان الدوق يتفحّص مقالات الصحف بعناية، ضحك ضحكةً ساخرة.
“لم أكن أتوقّع أن يكونوا دقيقين لهذه الدرجة.”
وكان ذلك لأنّهم من البداية ألقوا بكل الأعمال التنفيذيّة على كهنة دون رتبة الكاهن الثاني.
كان الكهنة من رتبة الكاهن الأوّل وما فوق قد أعدّوا منافذ للهروب هنا وهناك.
وهكذا، تمّ توريط الكهنة من الرتب الدنيا فقط، بينما لم يتمكّنوا من الإمساك بالرأس في كارثةٍ مروّعة.
“حقًا، إنّ استخدام العقل بهذا الشكل فقط موهبة بحدّ ذاتها.”
نقر الدوق لسانه باختصار، ثمّ التقط شيئًا كان موضوعًا على المكتب.
رماه برفق ثمّ أمسكه مجدّدًا.
بريق.
زرّ نحاسيّ يعكس الضوء بين أصابع الدوق.
وكان هذا الزرّ قد صودر من المرتزق الذي حاول قتل الكاهن بيدرو.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 149"