َ:

الفصل 146

 

 

 

كتاب المناقشة المختار لهذا الاجتماع الأدبي كان رواية بوليسية شهيرة.

 

“القتل ليس حلاً سحريًا، وأن يستمر الشخصيات في الموت هكذا؟ هذا كثير جدًا! إنه مزعج!”

 

انفجرت الأميرة غاضبة أثناء قراءتها للكتاب.

 

كانت القصة تتحدث عن ضحية قُتلت أثناء محاولتها فضح الفساد، وتحقيق المحقق لكشف الحقيقة.

 

“حسنًا… القتل لإسكات الأفواه هو الأكثر فعالية، لكن…”

 

حاولت الأميرة تهدئة غضبها، لكنها رفعت صوتها مجددًا.

 

“حتى لو كان الأمر كذلك، أليس من السهل جدًا قتل الناس هكذا؟!”

 

‘مهلاً؟’

 

في تلك اللحظة، تشنجت كتفاي وارتجفت.

 

لأن احتمالية معينة خطرت في ذهني.

 

‘هل الوضع الحالي لا يشبه إلى حد ما هذه الرواية البوليسية؟’

 

الكاهن بيدرو، الذي فضح فسادًا مزعومًا.

 

نتيجة لذلك، تضرر سمعة عائلة كلاوديوس، مما أثر بدوره على مؤسسة الرعاية التابعة لهم، التي كانت تهدد أعمال الخير للمعبد الأعظم.

 

استفاد المعبد الأعظم من هذا بشكل غير مباشر.

 

لكن تلك الاتهامات لم تكن صحيحة.

 

تمتلك عائلة كلاوديوس وثائق موثقة من الإمبراطورية، وإذا أعلنوا عنها، سيتعرض المعبد الأعظم لضربة قوية بالمقابل.

 

إذن، لكي يهدئ المعبد الأعظم هذه المشكلة…

 

“…تكهنات فردية.”

 

تمتمت بهدوء دون أن أدرك.

 

التفتت الأميرة، التي كانت تلهث من الغضب، نحوي بعينين مستديرتين.

 

“ماذا؟”

 

“لحظة واحدة، إيفا.”

 

استأذنت من إيفا وغرقت في التفكير بعمق، حول كيفية رد فعل المعبد الأعظم بعد ذلك.

 

‘ماذا لو ادعوا أن هذا الفضح كان تصرفًا فرديًا من الكاهن بيدرو؟’

 

بهذا يمكن تفسير رد فعل المعبد الأعظم الفاتر.

 

‘الكاهن بيدرو ليس أحمق، لذا سيرفض بالتأكيد.’

 

لكن إذا مات الكاهن بيدرو واختفى، ستُحل جميع المشكلات بسهولةٍ.

 

أولاً، الموتى لا يتحدثون، فلن يتمكن من الاعتراض.

 

ثانيًا، الأسئلة التي أثارها الكاهن بيدرو، وموته نفسه…

 

أليس هذا كافيًا لخلق موقف يجعل الجمهور يشك في عائلة كلاوديوس؟

 

‘حتى لو قدمت عائلة كلاوديوس وثائق للرد، سيكون قد فات الأوان.’

 

التطورات التالية واضحة.

 

الجمهور، الذي سيكون قد ترسخت لديه الشكوك، لن يهتم بوثائق الرد.

 

‘هل أنا أبالغ في التفكير؟ لكن…’

 

عضضت شفتي بقوة.

 

‘إذا افترضنا هذا، فإن كل شيء يصبح منطقيًا.’

 

إذن.

 

نهضت من مكاني فجأة.

 

“لاريت؟!”

 

نادتني الأميرة بعينين مندهشتين كعيني أرنب.

 

“إيفا، يجب أن أقابل ديتريش فورًا.”

 

“حقًا؟”

 

بدلاً من سؤالها عن السبب، أومأت الأميرة ونهضت من مكانها.

 

ثم أمسكت بمعصمي وسحبتني بسرعةٍ.

 

“إيفا؟”

 

“ألم تقلي إنك تريدين مقابلة أخي؟”

 

“نعم؟ نعم، يجب أن أقابله، لكن…”

 

لحسن الحظ، كان الدوق اليوم في منزل عائلة كلاوديوس بالمدينة.

 

لكن…

 

“حسنًا، هو الآن في اجتماع حول مؤسسة الرعاية، لذا يمكننا الانتظار حتى ينتهي الاجتماع…”

 

“ألم تقلي إنه يجب مقابلته الآن؟”

 

“حـ-حسنًا، نعم، ماذا؟”

 

لم أجد ما أجيب به.

 

إذا كانت توقعاتي صحيحة، فإن مقابلة الدوق الآن هي أمر عاجل بالفعل.

 

لأن حياة شخص على المحك.

 

…هذا صحيح، لكن…

 

‘هل يجوز أن أقتحم المكان هكذا؟ ماذا لو كانت افتراضاتي خاطئة؟ ألن أكون مصدر إزعاج كبير؟’

 

امتلأ ذهني بالعديد من الهموم.

 

عندها، أنهت الأميرة الحديث بحزم.

 

“إذا قالت لاريت إن الأمر عاجل، فهو عاجل.”

 

“…إيفا.”

 

“لا داعي للتردد. إذا اتخذت لاريت هذا القرار، فلا بد أن هناك سببًا.”

 

كان صوتها يحمل إيمانًا راسخًا بي.

 

شعرت بأنفي يسخن فجأة.

 

“وبعدين، ماذا لو أصررنا قليلاً؟ لاريت هي حبيبة أخي، أليس كذلك؟”

 

في الوقت نفسه، ابتسمت الأميرة بعينيها.

 

“الحبيبة يحق لها أحيانًا أن تحظى بمثل هذه الامتيازات.”

 

بهذا انتهى كلامها.

 

وسحبتني الأميرة مباشرة إلى غرفة الاجتماع.

 

“الآنسة؟”

 

“ما هذا…؟”

 

نظر إلينا المسؤولون الإداريون الحاضرون في الاجتماع بعيون متسعة من الدهشة.

 

تلقت الأميرة كل تلك النظرات ورفعت ذقنها بكبرياء.

 

“أخي، تعالَ بسرعة. هناك أمر عاجل.”

 

بعد لحظة.

 

خرج الدوق بتعبير يوحي بأنه يعاني من صداع.

 

“إيفا، ما هذا بالضبط…”

 

قبل أن يوجه الدوق كلامه للـ أميرة.

 

“سيدي الدوق، بخصوص ذلك الكاهن. ألم يُدعَ بيدرو؟”

 

فتحت فمي بنبرة عاجلة.

 

“قد يكون ذلك الكاهن في خطر.”

 

بعد أن استمع الدوق إلى تفسيري، نهض فورًا.

 

“يجب أن أذهب بنفسي.”

 

ماذا؟ بنفسهِ؟

 

اتسعت عيناي بدهشة.

 

“إذا كانت تخمينات لاريت صحيحة، فإن الكاهن بيدرو في وضع خطير للغاية الآن. يجب نقله إلى مكان آمن في أسرع وقت.”

 

أمسك الدوق بجاكيته المعلق على الكرسي وواصل كلامه.

 

“لكن في مثل هذه الحالة، من المحتمل أن الكاهن بيدرو لا يعرف شيئًا. إذا أرسلنا وكيلًا، قد يعتقد أننا نحاول إقناعه.”

 

“لكن، حتى لو…”

 

“سيكون أكثر إقناعًا إذا ذهبت بنفسي وتحدثت إليه.”

 

بينما كان يسير بخطوات سريعة نحو الباب، التفت الدوق إليّ للحظة.

 

“شكرًا على نصيحتكِ، لاريت.”

 

“آه…”

 

ابتسم الدوق لي.

 

“لم أفكر في هذا الجانب… لقد كنتِ مساعدة كبيرة.”

 

بهذا انتهى كلامه.

 

ثم خرج الدوق من الغرفة على الفور.

 

 

* * *

 

 

قضى الكاهن بيدرو الليل بأكمله يراجع الوثائق.

 

ثم أدرك.

 

“…لا يمكن هذا.”

 

لم يتمكن الكاهن بيدرو من التغلب على شعوره باليأس، فأغلق عينيه بقوة.

 

الوثائق التي قدمها الكاهن الأول إيفانز كدليل على أن عائلة كلاوديوس كانت تكوّن أموالًا سرية.

 

كانت تلك الوثائق توضح كيف تم توزيع تبرعات كلاوديوس على المياتم، وكم من تلك التبرعات تسربت إلى أموال سرية.

 

في هذه العملية، كُتب أيضًا، بشكل تقريبي، مقدار الأموال التي تلقتها كل ميتم.

 

“هذا… العناصر والأرقام لا تتطابق إطلاقًا؟”

 

عض الكاهن بيدرو شفتيه حتى كادت تنزف.

 

“حتى لو أزعج ذلك الكاهن الأول إيفانز، كان يجب أن أتحقق منذ البداية…”

 

كل ما كان بإمكانه التحقق منه هو ميتم رومان الذي يديره.

 

ومع ذلك، كانت الأرقام المتعلقة بهذا الميتم الصغير مليئة بالأخطاء.

 

نظر الكاهن بيدرو بعيون متورمة إلى القائمة التي تقول إنها سُلمت إلى ميتم رومان.

 

<ميتم رومان، تخصيص شهري>

 

― دعم بقيمة 8 آلاف ديرك

 

― 30 كيسًا من القمح

 

― 5 براميل من الحليب

 

― 15 دجاجة

 

[※ يتم توزيع المواد الغذائية مرة واحدة أسبوعيًا، مقسمة من إجمالي التخصيص.]

 

لكن الكاهن بيدرو لم يسمع أو يرَ مثل هذه الكميات الكبيرة من المواد.

 

كل ما كان يتلقاه حتى الآن هو دعم بقيمة 3 آلاف ديرك فقط.

 

حتى هذا كان يأتي مرة كل شهرين أو ثلاثة، بعد توسلات وإلحاح، كما لو كان صدقة لمتسول.

 

بهذا الدعم وحده، كان من المستحيل إطعام وكسوة أكثر من عشرين طفلًا في الميتم.

 

لذلك، كان ينفق تقريبًا كل ممتلكاته الشخصية لرعايتهم…

 

“لو تلقينا الدعم كما هو مكتوب… لكانت حياة أطفالنا أفضل بكثير.”

 

تذكر الكاهن بيدرو الأطفال النحيفين بسبب سوء التغذية، فاحمرت عيناه دون أن يدرك.

 

“الوثائق التي أثارت الشكوك تبدو ضعيفة بعض الشيء. ألا توجد وثائق أخرى؟”

 

سؤال مراسل صحفي كان قد تجاهله، عاد الآن ليؤلمه بشدة.

 

كان ميتم رومان أصغر ميتم تحت إدارة مؤسسة الرعاية التابعة للمعبد الأعظم.

 

إذا كان حتى هذا الميتم الصغير مليئًا بالأخطاء في الأرقام…

 

‘إذن، الوثائق الأخرى ستكون أسوأ.’

 

ضاقت عينا الكاهن بيدرو.

 

إذن.

 

‘إذا لم تكن هذه الأموال التي قيل إن كلاوديوس استولت عليها كأموال سرية، فأين ذهبت الأموال التي كان يجب إيصالها؟’