يا إلهي، أن أرى هذا الوجه الوسيم منذُ الصباح.
إنه ممتع للعينين، لكنه سيء جدًا لصحةِ قلبي…
ابتسمتُ بإحراج.
“هل نمتَ جيدًا؟”
“نعم، نمتُ بعمق.”
على الرغم من قضاء الليل متكئًا على الأريكة، بدا الدوق ديتريش منتعشًا تمامًا.
…يبدو أنني الوحيدة التي تشعر بألم في جسدها.
‘يجب أن أنهضَ.’
ربما بعض التمدد سيفيد.
بينما كنتُ أحاول النهوض بحذر، سألني الدوق:
“إلى أين تذهبين؟”
وفجأة، شدّ ذراعه التي كانت تحتضن كتفي بقوةٍ!
نظرتُ إليه بدهشةٍ.
“أم، الدوق؟ هل يمكنكَ تركي للحظةٍ…”
“لا أريد.”
ضيّق الدوق عينيه وابتسم بشكلٍ مرح.
احمرّ وجهي على الفور.
“لكن، هناك الخدم، وإيفا ستستيقظ قريبًا. يجب أن ننتبه لمن يروننا…”
“هذا قاسٍ جدًا.”
تنهّد الدوق بشكلٍ مبالغ فيه.
“بالأمس، كنتِ تقولين إنني وسيم مراتٍ ومرات.”
شككتُ في أذني للحظة.
‘ماذا؟’
في الوقت نفسه، أرخى الدوق حاجبيه ونظر إليّ كأنه مستاء.
“والآن، هل انتهيتِ من الإعجاب بمظهري؟”
“ماذا؟”
“هل تقصدين أن وجهي هو الشيء الوحيد الذي يستحق الإعجاب؟”
“ماذا؟!”
لا، لم أكن لأقصد ذلك…
في تلك اللحظة، مرّت صورة في ذهني.
ضوء القمر الأبيض ينسكب من النافذة.
رجلٌ أجمل من ضوء القمر نفسه.
وأنا، وجهًا لوجه مع الدوق الذي بدا وكأنه حلم، افترضتُ أن هذا حلم بالتأكيد.
في غمرة النوم، أصبحتُ أكثر صراحة، وخرجت من شفتيّ كلمات لم أكن لأقولها أبدًا في العادة…
“كيف يكون وسيمًا إلى هذا الحد…”
ولم يتوقف الأمر عند هذا.
“أن يكون الدوق بجانبي، يبدو أنني أحلم…”
حتى هذا الهراء قلتهُ !
‘آه، لا أعرف!’
صرختُ داخليًا.
يا إلهي، ماذا أفعل؟
أردتُ أن أختبئ في حفرة فأر على الفور…
غيّرتُ الموضوع بسرعة.
“أم، الدوق؟ في الحقيقة، أعددتُ هديةً بسيطة بمناسبة الإحتفال.”
“هدية؟”
لحسن الحظ، بدا أن الدوق استجاب لهذا.
أومأتُ برأسي بحماسٍ.
“نعم. لكن يجب أن تتركني لأتمكن من جلبها…”
كانت صناديق الهدايا مكدّسة تحت الشجرة في ركن غرفة المعيشة.
ابتسم الدوق بنعومةٍ.
“إذًا.”
فجأةً، رفعني ذراعاه القويتان.
ارتفع مستوى عينيّ بسرعةٍ.
“آه!”
تشبثتُ برقبتهِ بشكلٍ لا إرادي.
يا إلهي، حملني كالأميراتِ فجأةً!
قلبي سيتوقف من هذا! سأموت مبكرًا!
“الدوق، أنزلني من فضلكَ، يمكنني المشي بنفسي!”
“لا يمكن ذلك.”
لكنه هزّ كتفيه بمرح.
“لا أريد الانفصال عنكِ، بما إنكِ تريدين التحقق من الهدية.”
انحنت عيناه الأنيقتان بشكلٍ مرح.
“هذا هو الحل الوحيد، أليس كذلك؟”
ما هذا المنطق الغريب؟!
لكن قبل أن أحتج، سار الدوق بخطواتٍ واثقة نحو شجرة.
تحتها، كانت هناك أربعة صناديق هدايا بأحجامٍ مختلفة.
من بينها، تعرّفتُ على صندوقين.
أحدهما كان أزرار أكمام اشترتها إيفانجلين للدوق، والآخر كان ساعة اليد التي اشتريتها.
“هذه هي.”
هربتُ بسرعةٍ من أحضان الدوق.
نظر الدوق إلى ذراعيه الفارغتين بنظرةٍ متذمرة.
“هل كان عليكِ حقًا النزول بهذه السرعةِ؟”
‘…’
تجاهلتُ كلامه عمدًا، وانحنيتُ لألتقط صندوق الهدية.
“هذه… الهدية التي أعددتها.”
مددتُ الصندوق بخجلٍ.
نظر الدوق إلى الصندوق بعيونٍ متلألئة.
“هل يمكنني فتحهُ الآن؟”
اختفى هدوؤه المعتاد، وحلّ محله توقّعٌ طفولي.
كان يبدو كصبي صغير.
ابتسمتُ دون وعي.
“بالطبع.”
فتح الدوق الصندوق بحماسٍ.
بعد لحظة.
ظهرت ساعة اليد.
‘أتمنى أن تعجبهِ.’
ابتلعتُ ريقي.
لا أعرف الكثير عن الساعات، لكنني سمعتُ أنها من خطٍ راقٍ لعلامة تجارية متخصصة.
لكن عندما تخيّلتُها على معصم الدوق الأنيق، بدت الساعة بسيطة بعض الشيء…
“لأنكَ عادةً ترتدي ساعات يد…”
أغمضتُ عينيّ وجمعتُ كل شجاعتي.
“الساعة شيءٌ ترتديه دائمًا. لذا، أردتُ أن تتذكرني كلما تحققتَ من الوقت…”
‘…’
رمقتُ الدوق بحذر.
‘هل هناك داعٍ لكل هذا الإحراج؟’
لكن في تلك اللحظة.
“لم أتوقع هذا أبدًا.”
لمس الدوق الساعة بوجهٍ مغمور بالعاطفة.
“بما أننا أصبحنا حبيبين منذ وقتٍ قصير، ظننتُ أننا قد نتجاوز هذا العيد.”
“لا يمكن ذلك.”
عبستُ دون وعي.
“إنه أول عيد لنا كحبيبين. كيف يمكننا تجاهله؟”
“حقًا؟”
“بالطبع. بعد كل ما ساعدتني به؟”
أومأتُ بحزم.
“أردتُ بالتأكيد أن أعبر عن ذلك هذه المرة.”
“إذا كان ردًا على مساعدتي، فلستِ مضطرةً ،ذلك…”
“حسنًا، هناك شكر، لكن…”
أشحتُ بنظري.
شعرتُ بحلقي يجف وأنا أحاول قول شيءٍ محرج.
“الآن، أصبحتُ في علاقة أستطيع فيها الاعتناء بكَ بثقةٍ.”
‘…’
بدت على الدوق نادرًا تعبيرٌ مشوش.
“علاقة نعتني فيها ببعضنا…”
كرر الدوق كلامي، ثم تابع بنبرةٍ عميقة:
“هذا رائعٌ.”
“إذًا، هل أعجبتكَ الساعة؟”
عند سؤالي الحذر، ابتسم الدوق بإشراقٍ.
كان وجهه طفوليًا.
“بالطبع. شكرًا جزيلًا.”
ازدادت ابتسامتهُ وهو ينظر إلى الساعة.
“سأعتزّ بها.”
بدت عليه السعادة الحقيقية، فشعرتُ بالراحة أخيرًا.
“بالنسبة للساعة.”
فجأة، مدّ الدوق معصمه نحوي.
“هل ستضعينها لي؟”
‘…’
…أليس هذا تصرفًا متعمّدًا بسبب إيفانجلين؟
رد فعل على أنني وإيفانجلين صمّمنا
أساور الصداقة…
نشأت لديّ شكوك منطقية، لكن بدلاً من قول ذلك، أمسكتُ الساعة بهدوء.
بينما كنتُ أضع الساعة بعناية، تحدث الدوق إليّ بمرح وهو ينظر إليّ بدفء:
“لكن، يبدو أن الآنسة آنسي لا تعرف عني شيئًا حقًا.”
“ماذا؟”
ما الذي يعنيهُ؟
رفعتُ رأسي بدهشة، وتجمدتُ كتفيّ دون وعي.
كان وجهه مرحًا حتى تلك اللحظة.
لكن الآن…
“قلتِ إنكِ تريدين مني أن أتذكركِ عندما أنظر إلى الساعة.”
نظرت إليّ عيناه الزرقاوان الداكنتان بهدوء.
كانتا كأنهما هاوية، لو خطوتُ إليها لأغرقتْني.
نظراتٌ قوية، وكأنها ستبتلعني من رأسي إلى أخمص قدميّ.
“أنا أفعل ذلك بالفعلِ من دون الساعةِ.”
التعليقات لهذا الفصل " 123"