لماذا أفكّر بهذه الطريقة؟!
نظرت إليّ الآنسة إيفانجلين بقلقٍ.
“لاري، وجهكِ محمّر. هل أنتِ بخير؟”
“أوه، بالطبع. ربما لأن المتجر حار بعض الشيء.”
“غريب، لا يبدو حارًا لهذه الدرجة؟”
مالت إيفانجلين رأسها بحيرةٍ.
واستمر وجهي في الاحمرار أكثر…
“لنخرج. يبدو أن الملابس ليست خيارنا الأفضل الآن.”
شعرتُ أن وجهي سينفجر، فأسرعتُ بسحب إيفانجلين إلى الخارج.
وفي تلك الأثناء.
‘آه.’
توقفتُ فجأة.
رأيتُ ساعة يدٍ معروضة خلف واجهة زجاجية.
كانت بتصميم كلاسيكي من المعدن الفضي، ووجه الساعة بلون أزرق فاتح يذكّرني بلون عيني الدوق.
‘الآن وأنا أفكر في الأمر… الدوق يرتدي ساعة يد دائمًا، أليس كذلك؟’
ربما بسبب جدوله المزدحم، كان يتحققُ من الوقتِ باستمرار.
والأهم من ذلك، إذا كانت ساعة يد…
‘يمكنه ارتداؤها يوميًا.’
إذا نظر إلى تلك الساعة وفكّر بي، ولو للحظة.
إذا تذكّر أنني حبيبته…
‘……’
في تلك اللحظة، اتخذتُ قراري.
“إيفا، دعينا نلقي نظرة على الساعات للحظةِ.”
دخلتُ إلى المتجرِ.
في تلك الليلة.
“ابقي الليلة في منزلنا.”
أمسكت إيفانجلين بي بسرعةٍ بينما كنتُ أستعد للعودة إلى منزل عائلة آنسي في المدينة.
“يجب أن نقضي صباح إحتفال ذكرى ليليلا معًا، أليس كذلك؟”
لم أستطع مقاومة تلك العيون المتلألئة، فقررتُ البقاء لليلة في قصر عائلة كلاوديوس.
حسنًا، كان عليّ أيضًا أن أعطي الدوق هديته.
كانت إيفانجلين متحمسةً للغاية.
“في الواقع، كنتُ أرغب دائمًا في فعل شيءٍ معكِ، لاري.”
“وما هو؟”
أشارت إيفانجلين إلى شجرة تنوب كبيرة وُضعت في غرفة المعيشة، لا تزال خالية من الزينة.
“تلك الشجرة. دعينا نزيّنها معًا، حسنًا؟”
يبدو أنها خططت من البداية لتزيين الشجرةِ معي.
على الأرض، كان هناك صندوق مملوء بالزينة: نجوم، كرات، وأكاليل.
رفعت إيفانجلين كرة لامعة وابتسمت بحزن.
“عندما كنتُ صغيرة، كنا نزيّن الشجرة معًا في هذا الإحتفال.”
كلمة “عندما كنتُ صغيرة” وتلك الابتسامةُ الحزينةِ.
أدركتُ أن إيفانجلين تتذكر الماضي عندما كان والداها، الدوق والدوقة السابقان، لا يزالان على قيد الحياة.
“حقًا؟”
“نعم. لكن بعد وفاة والديّ، كان أخي دائمًا مشغولًا جدًا.”
هزت إيفانجلين كتفيها وعلّقت الكرة على الشجرة.
على عكس نبرتها الحزينة، كانت الكرة تلمع بشكلٍ جميل في الضوء.
“لذلك، كنتُ أزيّن الشجرة وحدي…”
ثم ابتسمت لي بحرارةٍ.
“أنا سعيدة جدًا لأنني سأقضي هذا العيد معكِ، لاري.”
بينما كنتُ أستمع إليها.
تذكرتُ فجأة لوحة من طفولة إيفانجلين رأيتها ذات مرة.
تخيّلتُ تلك الطفلة الصغيرة الشبيهة بالملاكِ وهي تعلّق الزينة على الشجرة بوجهٍ حزين.
‘……’
يا إلهي، ماذا أفعل؟
إيفانجلين الغاليةُ ، كيف أتحمل رؤيتها حزينة هكذا؟
شعرتُ بقلبي يتمزّق…
“أنا أيضًا سعيدة لأنني سأقضي العيد معكِ، إيفا.”
أجبتُ بألمع نبرةٍ ممكنة.
احمرّت أذنا إيفانجلين قليلاً.
“بالنسبة لقمة الشجرة…”
استدارت محاولةً إخفاء خجلها.
“يجب أن نضع نجمة. هذا هو الجزء الأهم.”
“حقًا؟”
“بالطبع. اليوم، قد لا يضع البعض نجمة، لكنني أعتقد أن الشجرة تبدو أجمل مع نجمةٍ.”
واصلنا الحديث بهدوء بينما نزيّن الشجرة بسرعةٍ.
وعندما بدأت الشمس بالغروب.
عاد الدوق أخيرًا إلى المنزل.
“أخي، لقد عدتَ؟”
“أهلاً بكم.”
كنتُ أنا وإيفانجلين، كلٌ منا ممسكةً بزينة في يدها، نرحّب بالدوق جنبًا إلى جنب.
بينما كان يخلع معطفه ويسلمه إلى الخادم، لاحظني الدوق وابتسم بعادته المميزة.
“آه، الآنسة آنسي.”
بعد الحفل الخيري.
أصبحتُ أنا والدوق حبيبين، لكن لم يتغير الكثير في الواقع.
كان الدوق لا يزال مشغولاً بالعملِ.
وكنتُ أنا وإيفانجلين نخرج معًا كما في السابق.
لكن إذا كان عليّ أن أذكر شيئًا تغيّر، ولو قليلاً…
‘تلك النظرة. ‘
أينما كنتُ، ومهما كنتُ أفعل.
عندما أرفع عينيّ فجأة، أجد الدوق ينظر إليّ بهدوءٍ.
في كل مرة، يبتسم لي بنظرةٍ دافئة.
تلك الابتسامة القصيرة تجعل قلبي يخفق بقوة، حتى أنني بدأتُ أقلق جديًا على صحة قلبي مؤخرًا…
“أخي، تعالَ إلى هنا.”
سحبت إيفانجلين ذراع الدوق بقوة نحو غرفة المعيشة.
ثم أشارت بفخرٍ إلى شجرة التي عملنا بجد لتزيينها.
“ما رأيك؟ أليست جميلةً؟”
رفعت إيفانجلين أنفها بغرور.
“أنا ولاري زيّناها معًا!”
كانت الشجرة، المغطاة بزينةٍ متنوعةٍ، تبدو رائعة.
لكن نظرة الدوق لم تكن متجهةً نحو الشجرة، بل إلى مكانٍ آخر.
بدا وكأنه ينظر إليّ، ثم.
“نعم، إنها جميلةٌ.”
ابتسم.
احمرّ وجهي فجأة، فتظاهرتُ بالانشغال بتعديل زينة الشجرة.
”….”
نظرت إيفانجلين إلينا بالتناوب بنظرةٍ مستاءة، ثم.
“حسنًا، يكفى.”
هزت رأسها كأنها سئمت.
“لنذهب لتناول العشاء.”
ثم سارت بخطواتٍ واثقة نحو غرفة الطعام.
“إيفا، انتظري لحظةً!”
“لم أكن أنظر إلى الآنسة آنسي، أعني، نظرتُ، لكن ليس بهذا المعنى…”
تبعناها أنا والدوق على عجل، ووجوهنا محرجة.
كان العشاء رائعًا.
خاصةً طبق الدجاج المحشو بالمكسرات والفواكه المتنوعة احتفالاً بعيد القديسة لايلا.
كان يذوب في الفم، حتى ظننتُ أنه ليس دجاجًا بل حلوى قطنية…
بعد انتهاء العشاء.
جلسنا في غرفة المعيشة، كلٌ منا يحمل كوبًا من الشاي.
“كوب قهوة، من فضلكِ.”
تحدث الدوق إلى الخادمة، ممسكًا بأوراقه كعادته.
ضيّقتُ عينيّ.
“هل ستشرب القهوة مجددًا؟”
عند نبرتي الحادة، تجمد الدوق ونظر إليّ.
“لطالما شعرتُ أنك تشرب الكثير من القهوة. إنها ليست جيدة لصحتكَ.”
“الآنسة آنسي؟”
“في المرة الأخيرة، مرضتَ بسبب الإرهاق، والآن أنتَ…”
أدركتُ فجأة أنني ربما بالغتُ في حدتي.
‘آه، هل كنتُ قاسيةً جدًا؟’
لم يكن عليّ التحدث بهذه الحدة.
في تلك اللحظة، تليّنت عينا الدوق.
“هل أنتِ قلقةٌ عليّ؟”
‘…’
ابتلعتُ أنفاسي.
‘ماذا أفعل؟’
كلما نظر إليّ الدوق بهذه الطريقة، يرتجفُ قلبي…
“يا إلهي!”
فجأة، صرخت إيفانجلين بنفاد صبر.
“هناك أناس آخرون هنا، أعين ترى! مفهوم؟”
ابتعدتُ أنا والدوق بسرعة، متفاجئين.
رفعت إيفانجلين صوتها مجددًا.
“أنا لا أمانع أن تكونا حبيبن، لكن افعلا ذلكَ عندما لا أكون موجودةً!”
ثم حدّقت في الدوق بعينين متوهجتين.
“خاصة أنتَ، أخي! توقف عن النظر إلى لاري بهذه الطريقة!”
“ما نوع تلك النظرة؟”
“تلك النظرة المليئة بالعاطفة، كما لو أنكَ أكلتَ مئة قالب زبدة!”
ارتجفت إيفانجلين كأنها تشعر بالاشمئزاز.
لكنني، في الحقيقة، كنتُ مستاءةً قليلاً من رِد فعلها.
‘لا، ليستَ كذلك.’
نظرات الدوق ليست مليئة بالزبدة، بل هي هادئةً، لطيفةً، ودافئةٌ…
التعليقات لهذا الفصل " 120"