أخيرًا، يوم الحفل الخيري.
استيقظتُ مبكرًا صباحًا وبذلتُ جهدًا في التزيين.
وضعتُ المكياج بعناية، وارتديتُ الفستان الذي اخترته قبل أيامٍ، وعدّلتُ ملابسي.
ثم نظرتُ إلى المرآة.
‘همم، هل نسيتُ شيئًا؟’
انعكست صورتي في المرآة، مزينة بعناية فائقة.
فستان مخملي يغطي جسدي بالكامل، مع حزام مزين بالجواهر لإضفاء لمسةٍ مميزةٍ.
حقيبة يد صغيرة، ووشاح قصير مطابق للفستان للتدفئة، وأحذية مخملية.
كنتُ جاهزةً لأي حفل دون أي نقص.
أخيرًا، عندما ارتديتُ الأقراط التي أهداني إياها الدوق، اكتملت استعداداتي للخروج.
‘حسنًا، بهذا الشكل، لن تتذمر إيفا.’
تفحصتُ انعكاسي في المرآة، وأومأتُ برضا.
في تلك اللحظة، أطلّت إيمي برأسها داخل الغرفة:
“سيدتي، وصلت عربة من كلاوديوس!”
“حسنًا، قادمةٌ!”
هرعتُ إلى الأسفلِ.
كان الدوق قد أوقف العربة أمام المنزل ، وكان ينتظرني في الحديقة.
‘كيف يمكن أن يكون ظهرهُ فقط بهذا الجمال؟’
أعجبتُ سرًا.
كان الدوق اليوم يتألق بمظهر أرستقراطي.
يرتدي بدلة ثلاثية القطع تناسب جسدهُ تمامًا، مع معطف طويل فاخر.
كان غارقًا في التفكير، ويداه في جيوبه، ينظر إلى السماء الغائمة.
اقتربتُ منه بخطوات سريعة:
“لقد أتيتَ، سيدي الدوق؟”
نظر الدوق إليّ للحظة.
توقفتُ فجأة.
كل جزء من الدوق كان مثاليًا.
لكن الأجمل كان عيناه الزرقاوان الباردتان كبحرٍ في الشتاء.
عندما تحدق تلك العينان بي،
أشعر وكأن ذهني يصبح أبيض نقيًا…
“…”
لكن شيئًا ما كان غريبًا.
كان الدوق يحدق بي ببلاهةٍ دون أي رد فعلٍ.
ميلتُ رأسي:
“سيدي الدوق.”
“…”
“سيدي الدوق؟”
في تلك اللحظةِ،
“آه.”
رمش الدوق بعينيه، كأنه استفاق لتوه:
“آسف، كنتُ شاردًا في أفكارٍ أخرى.”
“أفكارٍ أخرى؟”
شعرتُ برغبةٍ في المزاح، فألقيتُ نظرة لوم لطيفة:
“هذا قاسٍ جدًا، تفكرُ بأشياء أخرى وأنا بجانبكَ؟”
“ماذا؟ لا، ليس هذا…”
بدأ الدوق يتلعثم، مراقبًا تعبيراتي.
وأنا أواجهه، فكرتُ بشيء وقح قليلاً:
‘يا إلهي، إنه لطيف جدًا…’
لا عجب أنه أخو إيفا.
هذا المظهر المرتبكَ لطيفٌ للغاية!
رجل وسيم كتمثال، ولطيفٌ أيضًا.
هذا غير عادل!
في الوقت نفسه، فتح الدوق فمه مترددًا:
“…في الحقيقة.”
ظهرت حمرةٌ خفيفة على خدِيه البيضاء:
“الآنسة آنسي اليوم… جميلة جدًا.”
“…”
“فقدتُ قدرتي على الكلاِم، فبدوتُ غبيًا. أعتذرُ.”
لو قال ذلك بمظهره المعتاد الواثق، لظننتُ أنه مجاملة وتجاهلتُ الأمر.
لكن أن يقوله بتعبير خجولٍ كهذا…
‘ماذا أفعل؟ أشعر بالحرجِ الآن!’
شعرتُ بوجهي يحترقُ.
أن يقول كلامًا محرجًا كهذا دون أن يبدو متكلفًا، بل صادقًا.
حقًا، لقد وقعتُ في حبهِ تمامًا، أليس كذلك؟
“ألستَ تمدحني كثيرًا؟”
تمتمتُ، وأنا أتجنب عينيه:
“حتى لو قلتَ ذلك، لا يمكنني أن أفعل شيئًا لك.”
أصبحت عينا الدوق جديتين فجأة:
“لا، لم أقل ذلك لأطلب شيئًا.”
“…”
“إنها مشاعري الصادقةُ.”
نظرتُ إليه بعيون متذبذبةٍ.
في كل مرة يتحدث الدوق هكذا، وينظر إليّ بنظراتْ دافئةٍ،
يصبح ذهني أبيضًا،
ويتصلب لساني، عاجزًا عن قول أي شيء.
لكن،
‘لا يمكنني أن أستمر هكذا إلى الأبد.’
ابتلعتُ ريقي.
كنتُ أعلم.
أن يعاملني الدوق بهذا القرب ليس بالأمر السهل بالنسبة له.
لذا، يجب أن أكون شجاعةً.
…ولو لتقليص المسافة بيني وبين الدوق قليلاً.
في الوقت نفسه، نظرت عيناه الزرقاوان إلى أذني وأقراط الزفير الوردي المعلقة بها:
“الآنسة آنسي تبدين جميلة مهما كانت الإكسسوارات التي ترتدينها.”
رسمت شفتا الدوق قوسًا ناعمًا.
كانت ابتسامة راضية:
“لكن… كلما رأيتكِ ترتدين الأقراط التي أهديتكِ إياها، أشعر بالرضى.”
“حقًا؟ هذا جيد.”
جمعتُ كل شجاعتي، وحاولتُ التحدث بطبيعيةٍ:
“أردتُ أن أبدو جميلةً في عينيكَ، وأن أرضيكَ…”
لكن، وبلا جدوى،
ارتجف صوتي في النهاية من التوتر.
“لذا ارتديتها عمدًا.”
بدت على الدوق ملامح المفاجأة:
“…حقًا؟”
“نعم.”
أومأتُ بحذرٍ.
لم أمتلكَ بعد الشجاعة لأعترف بمشاعري مباشرة .
لكن،
‘لا أريد كبح هذه المشاعر أو التحدث بشكل غير مباشرٍ.’
على الأقل، أردتُ أن يصل إعجابي العقلاني وتوتري بوضوحٍ.
في تلك اللحظة،
مال الدوق برأسه نحوي قليلاً، وهو يحدقُ بي.
‘ماذا؟’
رمشتُ بعينيّ.
المسافة التي تقلصت فجأةً.
نفَس دافئ يداعب شحمة أذني.
…تركزت كل حواسي على الدوق.
“يسعدني أنكِ تهتمين بي هكذا. لكن.”
كأنه يشاركني سرًا عظيمًا، همس الدوق بصوتٍ منخفضًا في أذني:
‘مهما كان مظهركِ، أو شكلكِ، حتى لو أصبحتِ الآنسة آنسي عجوزًا في يوم من الأيام.”
بينما كنتُ عاجزة عن التنفس، رفعَ الدوق رأسهُ وابتسمَ:
“في عينيّ، ستظلين دائمًا جميلةً.”
“…”
هذا هو حَدي!
كان قلبي يخفقُ بسرعةٍ كبيرةٍ، شعرتُ وكأنني سأفقدُ الوعي.
من أجل كرامتي وصحة قلبي، غيّرتُ الموضوع بسرعة:
“شـ-شكرًا. بالمناسبةِ، أين إيفا؟”
“قالت إنها ستذهبُ منفصلةً اليوم.”
هز الدوق كتفيه بخفة:
“سيصطحبها مساعدي، فلا داعي للقلق كثيرًا.”
“أوه…”
شعرتُ بوجهي يسخنُ.
يبدو أنني أظهرتُ إعجابي بالدوق كثيرًا.
وإلا، لما تركت إيفا المكان فارغًا هكذا؟
بينما كنتُ مرتبكةً، مد الدوق يده:
“هل نذهب إلى العربةِ؟”
“…”
نظرتُ إلى يده الأنيقةِ بإحساسٍ جديد.
تلك اليد التي ترافقني بطبيعيةٍ.
كان هناك وقت شعرتُ فيه بعدم الراحة حتى عند إمسَاكها.
في تلك الأيام، كنتُ أؤمن إيمانًا راسخًا أن الدوق سيكون مع سيرافينا، وأنني لا يجب أن أحبهُ .
لكن الآن…
“نعم.’
وضعتُ يدي فوق يدهِ دون ترددٍ.
تقلصت عيناه الزرقاوان بلطفٍ.
تلك العينان التي تنظران إليّ مباشرة، أكثر وضوحًا من بحر الصيف المتلألئ.
في تلكَ اللحظةِ، أدركتُ:
‘أنا… لا أريد أن أترك هذه اليد أبدًا.’
شعرتُ بالطمعِ.
تمنيتُ أن يظل هذا الرجل الجميل بجانبي مدى الحياةِ.
جرؤتُ على التفكير بذلكَ.
(ميري : مع السلامة أحبائي وانا تاركاكوا في أجمل مشهد، أشوفكم يومَ الأحد إن شاء الله 💞)
التعليقات لهذا الفصل " 110"