Chapters
Comments
- 1 - هذا الزواج لا بدّ أن يتم 2025-09-20
بعد حفل بلوغها بفترة وجيزة، انهالت عروض الزواج على إيلينا.
والدها، ماركيز روهينباك ، لم يكن راضيًا عن ذلك. ومع ذلك، أتى إليها بخبر جديد.
“وصلنا عرض زواج من الشمال.”
‘الشمال؟ هل يمكن أن يكون هو…؟.’
سرعان ما طردت إيلينا من رأسها ذلك الوجه الذي خطر ببالها للحظة.
كان لها ارتباط قديم بالشمال، لكن من غير المحتمل أنه هو من أرسل العرض.
بدا الأمر أكثر منطقية أن يكون والدها، مرة أخرى، قد تورط في مناورات سياسية قد تجرّ العائلة إلى الخطر، كما فعل سابقًا.
“العائلة التي أرسلت العرض من الشمال هي…”
جلجلة-.
انفتح باب المكتب فجأة بقوة، واقتحمه شاب لا يستطيع كبح غضبه.
“رائع حقًا، يا أبي.”
“هل تنوي إرسال أختي إلى الشمال؟ إلى تلك العائلة؟.”
يبدو أن ليزير كان يعرف شيئًا عن الرجل الذي خُطبت له أخته. الآن ازدادت فضول إيلينا لمعرفة هويته.
“ليزير، لم ننتهِ من حديثنا بعد.”
قالت له إيلينل ببرود وهي ترتشف شايها.
“لكن هذا كثير جدًا! ليس أي أحد، بل ذلك الرجل العاجز!.”
“هاه…”
نظرت إيلينا إلى والدها بدهشة، وهو يشيح بوجهه محرجًا.
“ليزير، لا تردد شائعات لا أصل لها. عائلة ديفونشاير تستحق الاحترام–.”
“ديفونشاير، هاه…؟.”
وفجأة ارتسم لحن في ذهنها:
“دوق ديفونشاير عاجز منذ زمن… فلا الفتيات تقبله ولا النساء تراه~.”
سواء كان حظًا أو سوء حظ، فإن دوق ديفونشاير ما زال بلا خطيبة.
رغم نفوذ عائلة ديفونشاير الكبيرة في الشمال، لم تكن أي عائلة ترغب بإرسال ابنتها إلى بيت مكروه من الإمبراطور ومحاط بالشائعات.
الكل كان يتساءل عن صاحب تلك الأغنية المحرجة، وكان طبيعيًا أن يبقى المصدر مجهولًا.
فمؤلفة تلك الأغنية الغامضة لم تكن إلا إيلينا روهينباك نفسها.
“لماذا…؟.”
استغربت إيلينا من سبب إرسال دوق ديفونشاير عرض زواج لها.
تساءلت إن كان قد اكتشف أنها هي من ألّفت تلك الشائعة السخيفة.
لكن بما أنه عرض زواج وليس رسالة شكوى، بدا ذلك غير محتمل.
‘هل يمكن أن يكون… تذكّرني؟.’
ذلك أيضًا غير محتمل.
لقد مضى وقت طويل، وعندما التقيا كانت قد أخفت هويتها.
مرّت صورة فتى لا يُنسى أمام عينيها، فارتسمت على شفتيها ابتسامة مريرة.
“اعتنِ بنفسك. سأذهب أولاً.”
“هل سنودع بعضنا هكذا؟ أنا لا أريد…”
“يمكننا ان نلتقي مرة اخرى…”
“إذًا لا بد أن نلتقي مجددًا!.”
‘لم أظن أن الأمر سيأخذ كل هذا الوقت.’
تذكرت إيلينا صديق طفولتها لوبيون الذي لم تعد تراه.
بعد ست سنوات من الآن، كان لوبيون، دوق ديفونشاير، سيموت في عالم بلا أحلام ولا أمل.
تضحيته كانت ضرورية لصحوة البطلة.
في وقت سابق من هذا الربيع، أدركت إيلينا أنها قد تجسدت داخل رواية “الى أزهار زنبق الوادي المتفتحة”.
بطلة تلك الرواية هي أناشا ديفونشاير، أخت الدوق الصغرى.
أناشا ولوبيون، وليّ العهد والأميرة لإمبراطورية
فالديون، فقدا والديهما بانقلاب نفذه عمهما.
ثم نُفيا إلى الأراضي الشمالية المليئة بالوحوش تحت ذريعة الرحمة.
حسب أحداث الرواية الأصلية، كان لوبيون سيقع ضحية لمرض هيبوراك القاتل المنتشر في الشمال.
وكانت أناشا ستعاني أيضًا تحت ضغط العائلة الملكية وإساءة شريكة لوبيون في زواجه المرتب، لتلقى مصيرًا بائسًا حتى بعد وفاته.
لم تستطع إيلينا أن تقف مكتوفة الأيدي وتشاهد صديق طفولتها الثمين يتعذب.
لذلك قررت أن تغيّر القصة الأصلية، حتى لو تطلب الأمر أن تُشيع عنه العجز لمنع إساءة أناشا.
في عالمها الأصلي وهذا العالم أيضًا، المجتمع تحكمه الشائعات والمال، فانتشرت الشائعة التي اخترعتها بسرعة.
انتشرت الشائعات من الأحياء الفقيرة حتى العاصمة، فأفسدت زواج لوبيون المرتّب وجعلته بلا زوجة بعد بلوغه.
‘أشعر بقليل من الذنب.’
لم تكن تتوقع أن يصلها عرض زواج بنفسها.
لكن بعد التفكير، لم يكن ذلك غريبًا.
فوالدها، ماركيز روهينباك، كان دائمًا يدعم عائلة ديفونشاير من وراء الستار كزعيم الجناح المحافظ.
إن احتاجت ديفونشاير إلى حليف، فسيكون روهينباك خيارها.
بينما اشترت الشائعات بعض الوقت، كان لوبيون على الأرجح قد أدرك أنه لا ينبغي أن يتزوج خطيبته الأصلية.
لكن الشائعات بدأت تتلاشى، وسرعان ما سيزداد الضغط عليه للزواج مرة أخرى.
أفضل طريقة لتجنب ذلك هي الزواج من أخرى.
“أبي، أنت تريد أن ترسلني إلى هناك لحماية ديفونشاير، أليس كذلك؟.”
كانت قد سئمت من مناورات والدها السياسية التي تعرض العائلة للخطر، لكنها أيضًا كانت تبحث عن طريقة لمنع موت لوبيون.
في القصة الأصلية، موته كان أيضًا إشارة إلى سقوط عائلة روهينباك بعد اتهامها زورًا بقتله.
وعند اتهامهم بقتل أحد أفراد العائلة الملكية، كان الخراب محتومًا.
شدّت إيلينا يدها المرتجفة في قبضة.
كانت بحاجة إلى كشف من يتآمر ضد عائلتها، لكن ذلك لن يتم فورًا.
حاليًا، منع موت لوبيون هو الأولوية.
ولتحقيق ذلك، عليها تطوير علاج للوباء بأسرع وقت.
مؤخرًا، كانت تبحث في كتب متنوعة لإيجاد علاج للمرض.
إن استطاعت الوصول إلى أرشيف ديفونشاير، حيث وجدت أناشا خيوطًا في القصة الأصلية…
ولم تكن تمانع أيضًا رؤية صديقها القديم مجددًا.
بهذا التفكير وضعت فنجانها وابتسمت.
“سأفعلها.”
“ماذا…؟ إيلينا، يجب أن تعيدي النظر.”
“أوافق. سأتم هذا الزواج.”
—
“إذن هذا هو الشمال!.”
رغم أن الوقت كان في أوائل الشتاء، كان محطة القطار الشمالية مغطاة بثلوج كثيفة كأنها لحاف أبيض يغطي الأرض.
وبما أن الثلج نادر في العاصمة، لم تستطع إيلينا إخفاء حماسها وهي تخطو خارج القطار.
شعرت بالثلج الطري تحت قدميها وهي تحدق حولها بعينيها الذهبيتين اللامعتين.
كانت رحلتها إلى الشمال قد نُظمت بسرعة لإتمام الخطبة قبل الزواج.
رغم أنها سمعت كثيرًا من القصص المقلقة عن قسوة البيئة، فكرت في نفسها:
‘يبدو أفضل مما توقعت.’
وبينما كانت تعجب بالجنة البيضاء، عاد خادمها هايدن بوجه متوتر.
“آنستي، الثلوج كثيفة جدًا ولا يمكن للعربات أن تسير.”
“حتى لو دفعنا أكثر؟.”
“نعم، العاصفة تجعل الأمر خطرًا.”
كانوا قد قطعوا الطريق الطويل إلى الشمال بالقطار، لكن يبدو أن المسافة بين المحطة وقصر الدوق كبيرة.
وبينما كانت تنظر إلى وصيفتها وخادمها يرتجفان، فكرت:
‘هل سنموت بردًا هنا؟.’
في تلك اللحظة، أعلن صوت حوافر الخيل عن وصول عربة غامضة توقفت أمامهم.
نزل منها رجل أنيق المظهر وانحنى باحترام.
“آنسة روهينباك، يشرفني لقاؤكِ.”
نظرت إليه إيلينا بفضول، فبادر بالتعريف عن نفسه.
“أنا نيكولان، مساعد الدوق ديفونشاير.”
كانت العربة، المحجوبة بالثلج، تحمل شعار عائلة ديفونشاير.
“تشرفت بلقائك، نيكولان.”
قالت بهدوء.
شرح أن الدوق نفسه كان ينوي استقبالها لكنه استُدعي على عجل، فجاء هو بدلًا عنه.
بالطبع، كان ذلك على الأرجح عذرًا مهذبًا، فالدوق الشهير في الشمال معروف ببرودته وعدم رحمته.
فكرت في نفسها.
‘لا بد أنه تغيّر كثيرًا منذ آخر لقاء لنا.’
صعدت إيلينا إلى العربة مع تابعيها المخلصين.
وبعد حديث رسمي قصير مع نيكولان، وصلوا إلى قصر ديفونشاير.
كان القصر الأسود القاتم ينبعث منه جو مخيف، كأن أحدًا لن يلاحظ إن مات شخص هناك.
“ليس غريبًا أنهم يسمونه بيت الأشرار.”
تمتمت، مدركة سريعًا أن هناك أمورًا كثيرة ستحتاج إلى تدبيرها.
ثم تحدث نيكولان.
“لقد وصلنا، آنستي.”
وبينما كان يخرج من العربة، رأت إيلينا الخدم مصطفين للترحيب بها.
أخذت نفسًا عميقًا لتهدئة نفسها، وكانت على وشك النزول عندما مدّ أحدهم يده لها.
رفعت نظرها ببطء، وتحدثت مؤكدة لنفسها.
‘هذا الزواج لا بدّ أن يتم، مهما حدث.’
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات