لم يدوم ذلك الظلام طويلا حتى ابصرت مجددا وهي في حالة هلع وتتعرق وتنفسها سريع جداً ولكنها هدأت تدريجياً بعد بضعة ثواني وبدأت تنظر حولها بأستغراب، حيث كانت تجلس على كرسي وامامها طاولة مليئة بالحلويات والكعك اضافة الى كوب من الشاي الساخن امامها. كانت في حالة ذهول ولكن اكثر ما جعلها تستغرب هو المكان حيث كانت تجلس. كان مليئ بالنقوشات والاثاث القديم الذي يمتد عمره لسنوات قديمة للغاية. حتى انفتح الباب ودخلت فتاة شابة من لبسها كان بأمكانك التعرف انها اشبه بالخادمة. دخلت وهي تحمل صندوق ولكن بمجرد رؤيتها اصيبت بالصدمة والقت بالصندوق على الارض. فزعت ماري وهي تنظر اليها بصدمة، وذلك الصندوق كان مليئ بالمجوهرات التي سقطت. 

_ألم تقومي بتغير ملابسكِ انستي؟! قالت الخادمة ذلك بفضول يملؤه غضب. 

لم تتحدث ماري ولكنها بقيت صامتة وظنت انها في غيبوبة او ما شابه. ولكن اصرار الخادمة وتحدثها معها جعلها تشعر بالخوف لذا بدأت تبتعد تدريجيا عن مكانها حتى لاحظت في الزاوية يوجد مرآة كبيرة، حينها شاهدت فتاة بشعر اشقر كالذهب واعينها لم تكن بنية ولكن زرقاء. كانت تنظر بالمرآة بفضول واخذت تلمس وجهها وجسدها المنحوت تماما ويختلف كليا عما كان عليه. انغمست في افكاره حتى ضربت الخادمة يدها في الطاولة بغضب وهي تصرخ. «ما خطبها؟انها مزعجة!» كل ما كانت تفكر فيه ماري هو ذلك فقط وهي تنظر اليها. 

_ماري هنري! نطق احدهم بأسمها مما جعلها تنتبه اليه ولكنها… نظرت الى يمينها وشمالها ولم تجد الذي نادها. 

_انني هنا…. بالاعلى! تحدث ذلك الشخص ونظرت الى الاعلى لتجد قط بفرو ابيض فوق رأسها تماما يحلق في ارجاء الغرفة. ماري تحب القطط كثيرا ولكن ذلك القط يمتلك ابتسامة خبيثة وشريرة للغاية. 

_مبارك لكِ. اصبحت جزءاً من هذا العالم! 

تأكدت ماري ان ذلك القط هو من قام بالنداء عليها لذا صرخت بهلع وخرجت من غرفتها بعد دفع الخادمة، وهي تركض بفستانها الحريري ذو لون هادئ وخافت. كلما تقدمت اندهشت اكثر من ذلك المنزل وتوقفت في منتصف احدى الممرات ونظرت خلفها لترى ان كان يتبعها حتى رأته يقترب اليها

_تبا، يجب ان اهرب ابعد من ذلك! 

استمررت بالركض وصادفت في طريقها العديد من الاشخاص الذين حاولوا ايقافها حتى انتهى بها الامر امام بوابة المنزل. حيث كان يقف الحراس ويمنعونها من الخروج. نظرت ماري الى يمينها وكان الطريق مسدوداً ولكن الى يسارها يوجد حائط ليس شاهقاً كثيرا وخلفه اشجار تبدو وكانها غابة، لذا ركضت الى هنالك واستطاعت التسلق ولكنها عند نزولها اذت كاحلها. على الرغم من ذلك لم تجعله عائقاً واستمررت بالركض وتوقفت بعد ان قطعت مسافة طويلة واخذت تلتقط انفاسها. بعد بضعة ثواني اوجهت نظرها بحدة الى الشجيرات الى يمينها، بدت وكأنها تمتلك اعين!. ما هي الا ثواني حتى خرجت يد من تلك الشجيرات وسحبتها الى الداخل. فوجئت ماري واوشكت على الصراخ ولكن ذلك الشخص اغلق فمها بيده الضخمة وهو يضمها الى صدره. ابعدت ماري يد ذلك الشخص وابتعدت عنه حتى رأت انه كان رجلا كلا من عينيه وشعره باللون الاسود. رجلا عادي كباقي الرجال ولكن هنالك هالة حوله وشيء يجعله جذاباً!! انبهرت به لثواني ثم بصقت على وجهة ونهضت من مكانها وهي تحاول عدم الضغط على كاحلها المصاب

_من انتِ حتى تقوم بسحبي بتلك الطريقة؟ ايها الوغد! 

كان مذهولا من شتمها اياه واخذ يمسح وجهه بيدهِ وقال بهدوء تام

_انخفضي قبل ان يشاهدوكِ

_أتمزح معي؟ قالتها بسخرية. من يشاهدني؟! 

اشار بأصبعه الى مكان في الغابة ونظرت اليه ماري لتشاهد رجال ضخميين للغاية. اخفضت ماري جسدها سريعاً واخذت تختلس النظر اليهم من الشجيرات بخوف وتفاجؤ. ابتسم ذلك الرجل الى تصرفها. 

_ما الذي يريدونه؟ سألته بفضول

_انهم يسرقون الماشية الخاصة بالقرويين. لذا احاول تلقينهم درساً. بالمناسبة أانتِ انسة من عائلة نبيلة؟ 

لاتفهم ماري اي شيء من هذا المكان وهي تظن انها في حلم ولكن مما رأته حتى الان شعرت بأنها يمكن ان تكون كذلك لذا اجابته بنعم حتى رد عليها بسخرية: 

_همم، على الرغم من ذلك لم تكن تصرفاتك تليق بفتاة نبيلة. وكأنكِ….. احدى اولئك الفتيات!! 

اثار ذلك الكلام استفزازها لذا ردت عليه قائلة بغضب

_ماذا عنك؟ أتدعي الرجوله في حين انك لا تستطيع حتى قتال اولئك الرجال وتختبئ هنا فقط وتلقي بكلماتك البذيئة الى فتاة مثلي!! اي فتاة بالتأكيد ستشعر بالخزي منك!