بعد ايام اكتشفت ماري ان ذلك الفتى كان طالباً في نفس فصلها وهو منبوذ من قبل الجميع ويجلس دوماً في المقعد الاخير دون ان يتحدث مع احدهم او يغادر ويذهب بعيداً. بينما كانت تنظر اليه بفضول حتى انتهى الفصل وبدأ معلم الصف الخاص بهم بأخبارهم انه يجب عليهم تشكيل فريق من شخصين او اكثر للقيام بواجبهم. ما هي الا ثواني حتى جاء سايمون اليها مسرعاً وقال: 

_دعينا نفعل ذلك سوياً، ماري. قالها بابتسامة 

ابتسمت ماري هي الاخرى وكانت على وشك الموافقة حتى جاءت فتاة اخرى وامسكت به بقوة وقالت: 

_سايمون، يجب علينا ان نقوم بذلك سوياً! كانت تتحدث معه بنبرة لطف بينما تنظر الى ماري بنظرات مملؤة بالحقد بدت وكأنها تهديد. 

تملكت ماري الشجاعة في هذا الموقف وكانت على وشك ان تعارضها ولكن ما اوقفها هو قبول سايمون عرضها متجاهلا ماري للمرة الثانية. خيبتها زادت بالتأكيد وذلك الاعجاب الذي تكنه اليه في قلبها بدأ يضمحل تدريجياً. 

خرج سايمون وجميع من في الفصل، عدا ماري التي كانت تقف في مكانها وخيبة امل تغمرها. 

_كان يحاول استغلالك! قال ذلك الفتى المنبوذ

_وما ادراك؟! قالت ماري ذلك متسائلة

_هو يعلم جيداً انكِ متفوقة في دراستكِ ويحاول الاستفادة من ذلك. ان اردتِ بأم….. كان يوشك ان يخبرها بأن يقوما بذلك معاً ولكن شخص اخر قاطعهم

_مــاري. نادت احدى الفتيات اليها بنبرة لطيفة تغمرها السعادة… لنفعل ذلك معاً. انا كارينا! تعرفينني أليس كذلك؟ 

_نعم…. اجابتها بقليل من التردد، وهكذا حصلت ماري بالفعل على شريكة ولكن بالنسبة للفتى المنبوذ والذي علمت ماري فيما بعد انه يدعى [اندرو] لم تكن تعلم ان حصل على شريك ام لا… 

                       ____________________

في احدى المقاهي المغمورة رائحتها ببن القهوة والمخبوزات الطازجة. تجلس ماري مع شريكتها كارينا على احدى الطاولات وهن تقومن بالواجب. 

_كان يجب علينا فعله في منزلك ثم منزلي… المكان مزعج ولا استطيع التركيز!! قالت كارينا ذلك بشكوى

_لا اعتقد ان خالتي ستسمح بذلك! اجابتها ماري بينما هي تستمر بالكتابة. 

_ماذا عن والدتكِ؟ لما خالتكِ من تفرض رأيها؟! 

_والدتي ميته. فور ان قالت ذلك ماري تبدلت ملامح كارينا وتأسفت منها ولكن ماري اكتفت بالابتسام فقط وبعد دقائق امسكت كارينا بهاتفها واعتقدت ماري انه لثواني فقط ولكنها استمرت بذلك لأكثر من نصف ساعة لتتحدث ماري بقليل من التوبيخ والغضب: 

_أ بامكانك وضعه جانباً، انه يشغلك ويجعلني انا فقط من اقوم بالواجب! 

_اعتذر ماري ولكن فصل جديد من الرواية التي اقرأها قد صدر. اجابتها بحماس وهي لا تتوقف عن النظر في الهاتف

_انا ايضاً احب قراءة الروايات! 

_حقاً ماري!!؟ لم اكن اعلم بذلك، اي رواية مفضلة لديكِ؟ 

_ابنة الكونت الثرثارة. اجابتها بخجل وبحماس خفي

_ماذا؟ أليست تلك القصة سخيفة؟! شخصية البطلة ايضاً سيئة جداً، فهي تتحدث هنا وهنالك. قالت كارينا ذلك بعدم رضا واستهزاء

_كلا، ليس كذلك انها…. 

_لا عجب ان والدتكِ توفيت! فور ان قالت كارينا ذلك تغيرت ملامح ماري وتوقفت عن الكلام وقالت بنبرة باردة تحمل في داخلها غضباً: 

_ألا تعتقدين انكِ تتجاوزين الحدود؟! 

ما ان قالت ماري ذلك حتى ادركت كارينا ما مدى سوء ما قالته

_اعتذر ماري، لا اقصد الامر بهذه الطريقة!! فقط… الجميع تحدث له اشياء سيئة بسبب تلك الرواية حتى الكاتبة ذاتها! 

_الكاتبة!؟ ردت ماري عليها متسائلة

_نعم، الا تعلمين ان منذ بدء الرواية كادت شقيقة الكاتبة ان تدهس بسيارة وبعدها بأشهر ومع تقدم الرواية توفي والدها ثم اصيبت بقدمها وقيلَ ان حتى كلبها قد توفي. كانت دوماً تظن انه صدفة فقط ولكن مع كثرة الاحداث الشنيعة ادركت ذلك! ولعلها تكون لعنة. كل من قرأ تلك الرواية سرعان ما تبدأ تلك الاشياء السيئة من حوله بالحدوث. قلت ذلك لقلقي عليكِ لا اكثر. 

اندهشت ماري من سماعها لتلك الاقاويل. كانت دوماً مهتمة بتلك الرواية ولكن لم تفكر ولو لمرة واحدة بالبحث بعمق اكثر في شبكات التواصل الاجتماعي. تغيرت نظرتها تدريجياً لتلك الرواية بعد سماعها ذلك، واصبحت فضولية اكثر لمعرفة كيف حال الكاتبة وما الذي تفعله!!