طق طق طق
“سيدتي أليكسا، حان وقت دواء السعال.”
“…”
طق طق طق.
طق طق طق.
“آه، مزعج.”
كان رأسي يرن بصخب ويؤلم بسبب آثار الثمالة.
كان أحدهم يطرق الباب باستمرار.
“أي مجنون يأتي إلى منزلي منذ الصباح؟”
تمشيت بتثاقل وفتحت الباب،
هممم… هل غيّرنا ديكور البيت؟ السقيفة تبدو فجأة أكثر فخامة لسبب ما……
قفَز قلبي،
“آآآخ!!!! أعتذر!!!!! أنا فقط!!!!”
“من هناك؟”
فور فتحي للباب صرخت قتاة وهي تطرح نفسها على وجهها أرضًا. ما الخطب معها؟ وما زي الخدم هذا؟
هل تتنكر؟
“أرجوكِ اغفري لي… فقط حياتي… لدي إخوة جائعون…!! من دوني سـ….”
“أقول من أنتِ”
“ن…نعم؟ نعم سيدتي أليكسا… ليلي… هيك! اسمي ليلي، هيك!!”
الآن الفتاة تصدر شهقات فواق.
لماذا ترتعش بهذا الشكل المزعج، كأنني فعلت لها شيئًا.
ما هذا الاسم، هل هو لقب؟
“من هي ليلي هذه؟”
“هيك! لقد بدأت أخدم السيدة أليكسا منذ الشهر الماضي… هيك!!”
“كفى اهتزازًا، لست وحشًا.”
“هيك! أعتذر!!!! ارتكبت ذنبًا عظيمًا!! أرجوكِ فقط حياتي!!!”
تطأطئ الفتاة مرة أخرى مذعورة، ترتعش وتنساب الدموع من عينيها، وكأنها أمام شخص سيقتلها — بدا الوضع خطيرًا بعض الشيء. لو ماتت هنا من صدمة، فلن يكون لدي أي مبرر؛ ألن أُستجوب وأتهم؟
“اسمعي، أهدئي. قلتِ أن اسمكِ ليلي، أليس كذلك؟ حسنًا يا ليلي. لن أفعل أي شيء.”
“…..حقًا…؟”
“نعم.”
“ألن… ألن تقتليني؟”
“ماذا… ماذا تقولين؟ لماذا سأقتلك، هل من العدل أن تتهميني بمحاولة القتل هكذا؟”
آه، شعرت بالانزعاج بلا داعٍ خشية أن يلطخ اسمي، فاستثارتني الفكرة.
ليس هناك أبوان لتنظيف الفوضى بعد أخطائي، لذا على اليتامى أن يكونوا حذرين دائمًا.
لو تركت وصمة جنحة بسيطة فلن أجد عملاً.
“.. قالوا إن السيدة أليكسا تقتل الخادمات عندما تكون بحالة مزاجية سيئة…..”
“ما هذا الهراء؟ وأيضًا لستُ تلك الأليكسا.”
“هر… هراء؟ سيدة أليكسا، ماذا تقصدين….”
“? أليكسا ليست هنا.”
“سيدة أليكسا! لماذا تفعلين هذا…”
“لست أليكسا.”
“سيدتي أليكسا!”
هل هذا روبوت أليكسا؟ من هي الأليكسا التي تبحث عنها هذه الفتاة بهذا الإصرار؟
أدرت ظهري وجلت بنظري الغرفة. ربما تكون هذه فتاة التقطتها البارحة وأنا ثملة…
“يبدو أن الشخص الذي تبحثين عنه ليس هنا…..?”
وأنا أتكلم شعرت بشيء غريب للغاية.
في الأساس غرفتي ليست بهذا الحجم؟
تلك الغرفة الضيقة التي بالكاد أطيل فيها ساقي كيف اتّسعت فجأة لتصبح بحجم ملعب؟
منذ الصغر غرفتي مكدّسة بأدوات منزلية وملابس (الفقر يجعل التخلص من الأشياء مستحيلاً) فلماذا هنا فراغ كبير؟
ما أراه هو سرير وطاولة ونافذة زجاجية كبيرة تملأها أشعة الشمس. نافذة زجاجية كبيرة تشبه نوافذ الكنيسة تحتل واجهة الغرفة وتملؤها ضوءًا، ومع ذلك لا تستطيع أن تغيّر الجو الكئيب للغرفة.
“ما هذا المكان؟”
“أين أنا؟”
***
“سيدة أ… أليكسا؟”
الفتاة تناديني بحذر وهي ترى أنني عاجزة عن الكلام.
“هل ربما….”
“هل أليكسا التي تبحثين عنها……”
أدرت ببطء. نظرت إلى قمة رأس الفتاة التي تثني رقبتها.
“أنا؟”
“سيدة اليكسا، ماذا تقولين… أنا حقًا لا أعلم… أعتذر!…. آسفة!!”
هدأت الفتاة التي كانت على وشك البكاء مرة أخرى.
أنا أيضًا امرأة، لكني أكره البكاء لأنني عايشت صعاب الحياة منذ زمن؛
لقد استمعت لها بما فيه الكفاية سابقًا، وإن استمرت بالبكاء فسأغضب حقًا، وإذا غضبت فستصاب هذه الفتاة بمزيد من النوبات.
“هل أنا أليكسا؟”
“…..آ… أليكسا؟”
“أقول هل أنا أليكسا أم لا.”
“..ن… نعم!!! نعم نعم!! أليكسا! من فضلك لا تتكلمي كثيرا!!! وإذا كنت تعانين من السعال فإن رئيسة الخدم تقترح أن تتناولي الإفطار اليوم أيضًا في غرفتك!”
زفرت وأنا أنظر إلى الفتاة المتجمدة تمامًا.
لا أعلم لماذا تشعر هذه الفتاة برهبة تجاهي، لكن لا شك أن وجهي الحاد قد يسبب انزعاجًا للبعض، وربما هي إحدى هؤلاء.
رغم أنها مبالغة بعض الشيء.
وأنا أنظر إلى الفتاة المرتعشة التي لا تجرؤ على مواجهتي يتكون شعورٌ غريب في داخلي، وشعرت برغبة في دخول الحمام. آه، لقد شربت البارحة.
“أين الحمام؟”
“ماذا؟! نعم!! هناك!!!!!”
تبعت إصبع الفتاة الذي يشير إلى يمين الغرفة وشخرت ببطء.
ما هذا، الغرفة بها حمام أيضًا؟ رائع.
الحمام ممتاز. أين أنا؟ هل يوجد فندق كبير كهذا في سيول؟
المساحة الواضحة تبدو وكأنها مئة وخمسين بيونغ (تقريبًا)، يا إلهي تكلفة الإقامة… ماذا أفعل؟
من الذي وضعني هنا، يا لهذا الأحمق، لا يمكن أن يكون جيوكّي الذي يعرف ظروفي يفعل هذا، فلا بد أن هناك مجنونًا…
و أنا أصرّ على أسناني دخلت لإنهاء حاجتي الملحة.
آه، نمت من دون أن أزيل مساحيق التجميل، ويبدو أن وجهي قد امتلأ بالزيوت.
منذ قليل بدأ وجهي يحكّني بخفة، لا بد أن بثورًا ظهرت.
مزعج للغاية.
تمتمت متبرّمة وأنا أقف أمام حوض غسل الوجه.
حتى الصنبور هنا من الرخام.
اللعنة، أجرة الإقامة…
ششش!
رششش!
رميت وجهي بالماء البارد المنهمر بقوة.
شعور منعش وكأن صداع السُكر يخف قليلًا…
غسلت وجهي خمس أو ست مرات، ثم رفعت رأسي.
أمام مرآة كبيرة موضوعة فوق المغسلة.
؟
عيني تحكّني. ربما تخيلت شيئًا. رمشت.
؟؟؟
دعكت عيني.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما هذا؟؟
ما هذا الشيء المشعِر؟؟؟
ما هذا الوحش الذي أراه الآن؟؟؟؟
“آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ!!!!!!!!!!!!”
صرختي تصدح مجلجلة في الحمام، ففتحت الفتاة الصغيرة الباب فجأة.
“أليكسا!!! ما الذي يحدث!!!!!!!”
“هذا!!!!! هذا!!!!!!!!”
“لماذا!!!!!! ماذا جرى لوجهكِ يا أليكسا!!!!!!!!”
“هذا!!!! ليس وجهي!!!!!!!!”
“لكنّه وجهكِ!!!!!! إنه أنتِ حقًا!!!!!!”
“قلت لكِ ليس كذلك!!!!!!!!! لستُ أنا!!!!!!!!!!!”
صرخات ليلي المذعورة ترافق صرختي حتى شعرت أن طبلة أذني ستنفجر.
التقطت أنفاسي. عليّ أن أتماسك وأواجه هذه الوضعية الملعونة كما هي.
نظرت مباشرة إلى المرآة.
أمامي يقف مخلوق يشبه الـ”يِتي” الذي رأيته يومًا في كتاب قصص مصوّرة.
جسد ضخم مغطى بالكامل بالشَعر.
لكن على عكس ذلك المخلوق الأبيض، كان غطاء الشعر هذا بلونٍ بني قاتم.
ولهذا بدا أكثر قرفًا.
وفوق ذلك، يبدو أنني… أنثى بالفعل.
(تحققت من ذلك قبل قليل أثناء قضاء حاجتي، ولم يكن هناك شيء إضافي.)
شعر طويل أسود لم يُقصّ أبدًا، منسدلاً كالمكنسة على ظهري، متشابكًا، دهنيًّا، خشنًا، حتى المكنسة المصنوعة من القش أرقى منه.
أما وجهي، فلم يبقَ ما يثبت أنه وجه إلا عينان دائريتان لامعتان باللون الذهبي،
تبرزان وسط الشعر الداكن.
“أنا… وحش؟”
“آآه؟ كيف… كيف عرفتِ…”
ليلي شهقت مذعورة، ثم وضعت يدها على فمها بسرعة، كأنها لم تنتبه لما تفوّهت به.
“آسفة!! ما الذي قلته للتوّ!!!”
“أنا… وحش؟”
“آآآه!!! سامحيني!!! أرجوكِ لا تقتليني!!!!!!!”
ها هي تبدأ من جديد. أطلقت تنهيدة طويلة.
“ليلي، لن أؤذيكِ.”
اللعنة، ما هذا الحوار الكوميدي الذي كأنني سمعته في مكان ما من قبل.
لكن عليّ أن أتأكد من شيء مهم من هذه الفتاة.
“قولي لي بصدق… من أنا؟”
“….أل… أليكسا الوحش…….”
“ال… وحش؟”
“آآآه!!! لقد أخطأت!!!! أرجوكِ سامحيني!!!! كل الناس ينادونكِ هكذا فظننت… أنك تعلمين!!!!”
ذا بيست؟
وحش؟
سواء بالإنجليزية أو بالترجمة المباشرة، يبقى “وحشًا”!
“أنا وحش؟”
“ماذا…؟”
“تستطيعين قول الحقيقة. ذاكرتي مشوشة الآن. هه…”
بدت ليلي وكأنها تأثرت بنبرة صوتي المرهقة، فاندفعت تشرح بتوتر:
“أليكسا… لقد أصابك سحر!!! سمعتُ أنكِ كنتِ جميلة جدًا في الأصل!!
لكن ساحرة حقدت عليكِ، فألقت عليكِ تعويذة!!!”
“حقدت عليّ؟”
“نعم!! في يوم ما، وأنتِ في عطلة بهذا القصر، جاءت ساحرة في يوم ممطر. بدت رثّة المظهر، لكنكِ طردتِها قائلة إنها بائسة. عندها غضبت، فألقت عليكِ لعنة!! ومن ثم تحوّلتِ إلى وحش!!! في الأصل أنتِ أميرة جميلة من أميرات المملكة!!!”
“ما هذا… أهو الجميلة والوحش حرفيًا…؟”
لكن… هذا حقًا يبدو وكأنه قصة الجميلة والوحش.
التفاصيل كلها متطابقة بشكل غريب.
إهانة الساحرة، ثم تلقي لعنة، ثم التحوّل إلى مخلوق مكسو بالشعر…
حتى أن شكلي يشبه قليلًا وحش ديزني!
حسنًا، ما أدركته الآن أن هذا ليس العالم الحقيقي.
لا سحر ولا أميرات في كوريا القرن الحادي والعشرين.
غريزتي، التي لا تنفك عن استشعار الخطر أينما كنت، تؤكد لي:
أنا لست في كوريا. ولست لي هانبيول.
لم أولد من جديد، بل… يبدو أنني تجسدت في هذا الجسد المكسو بالشعر المسمّى أليكسا.
تجسد في رواية؟؟
اللعنة، هل علقت داخل رواية؟
لكن، لماذا أنا هكذا؟
أليس من المفترض أن أتقمّص شخصية فائقة الجمال، محبوبة من الجميع، خارقة الكاريزما؟
بشرة ناصعة، شعر ذهبي، فضي، وردي… على الأقل شعر بني لامع؟
لماذا أنا وحش؟
لماذا أنا “ذا بيست”؟
اللعنة، أنا امرأة!!!
حتى لو لم أكن فاتنة مغرية، فعلى الأقل كان يجب أن أكون بشرية عادية، أليس كذلك؟
ما معنى أن أكون مخلوقًا مشعِرًا بشعًا كهذا؟
“أنا… وحش؟”
“ن…نعم؟؟”
“أنا وحش؟؟؟”
–
تابعو حسابي على الانستقرام @beecatchuu لمعرفة اخبار الروايات ومزيد من المحتوى 🩷
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 2"