“أعتذر، لقد قالت الانسة انها تريد رؤية الآنسة سيريس قبل العودة الى المنزل……”
“حسنا. تفضل بالدخول.”
بعد ان استردت جوليا عافيتها الى حد ما، الحقتها سيريس باحدى الاكاديميات.
على الرغم من ان جوليا كانت ذكية لدرجة انها علمت نفسها القراءة، الا انها كانت بحاجة الى تعليم لائق.
عادة، تستأجر الاسر النبيلة معلمين خاصين، لكن بارونية درو لم تستطع تحمل مثل هذا الترف.
لحسن الحظ، كانت هناك اكاديمية في العاصمة تعنى بتعليم الصغار. وكانت مؤسسة تدار مباشرة من قبل العائلة المالكة، لذا كانت تكاليفها منخفضة نسبيا.
بعد انضمامها الى الاكاديمية، اخذت جوليا تزور المحل مرارا بعد انتهاء دروسها لتلتقي بسيريس.
“أيتها الآنسة جوليا، هل انتِ جائعة؟”
“انا جائعة.”
“ارجوكِ انتظري لحظة واحدة.”
أومأت برأسها موافقة.
بفضل هذا، أصبح الكرسي الصغير الذي أعده مارك خصيصا لجوليا يستخدم بكثرة مؤخرا.
استقرت جوليا في مقعدها، وأخذت تتأرجح بساقيها جيئة وذهابا وهي تراقب المحل بفضول.
“يا هذا! أيها النذل الـ……”
نظرة واسعة العينين.
“……يا صديقي. أليس هذا طعامي؟”
“ماذا تقول أيها الاحـ……”
نظرة واسعة العينين.
“……أقصد، لا تنبس بمثل هذا الهراء. هذا بوضوح ما طلبته انا.”
“هاها، اوه، هل هذا صحيح؟”
“هاها!”
كلما ظهرت جوليا، تلاشت اللغة الفظة التي عادة ما تملأ المحل كالسحر.
حتى أولئك الذين كانوا على وشك الانفجار بالغضب كانوا يبتلعون كلماتهم عندما تلتقي عيونهم بحدقتي جوليا البريئتين المستديرتين.
“جوليا؟”
بينما كان المرتزقة يدفنون وجوههم في أوعية حسائهم في صمت، دخل أحدهم المحل قاطعا الصمت.
“أختي.”
سيريس، حتى قبل ان تخطو عبر المدخل، كانت قد خمنت سبب الجو الهادئ غير المعتاد.
رأت جوليا تأكل بسعادة قطعة من كعكة أعدها مارك، فأطلقت سيريس تنهيدة صمت.
“لقد أمرتكِ ألا تأتي الى هنا.”
“لماذا؟”
“انه خطر.”
“لماذا هو خطر؟”
“انظري عن كثب.”
أشارت سيريس نحو المرتزقة الذين يتناولون وجباتهم.
“هل يبدو اولئك الاشخاص لطفاء بالنسبة لك؟”
سعال!
فجأة اندلعت سعلات خجولة بين المرتزقة.
‘يا صاح! غط وجهك! ستصرخ ان رأت وجهك القبيح.’
‘غط وجهك أنت أولا يا أحمق!’
بينما زاد عدد المرتزقة الذين يدفنون وجوههم أعمق في أوعيتهم، أومأت جوليا بجدية.
“انهم يبتسمون لي كلما رأوني.”
“……”
“انهم لطفاء.”
استدارت سيريس لتنظر الى المرتزقة، وعيناها الضيقتان حادتان ومستفسرتان.
تحت نظرتها الثاقبة، انتشرت ابتسامات محرجة على وجوههم.
بعضهم كانوا نفسهم الذين تسببوا في المشاكل في اليوم الاول لسيريس في المطعم.
على الاقل، انهم يشعرون بالحرج.
“مع ذلك، لا تأتي الى هنا مجددا.”
“……”
“أجيبي.”
“حسنا.”
شاهدت سيريس جوليا تومئ، فأطلقت تنهيدة قصيرة اخرى.
انها سريعة الموافقة دائما.
لكن كان لديها شعور بأن الفتاة الصغيرة ستظهر غدا ايضا.
انها عنيدة بشكل مفاجئ لحجمها.
“أختي، قولي ‘آه’.”
رفعت جوليا ملعقة مليئة بالكعكة، تعرضها على سيريس. المشهد جعل سيريس تضحك رغما عنها.
حسنا، سأتغاضى عن الامر لأنكِ لطيفة.
***
“ابحثوا عنه…… ارجوكُم ابحثوا عنه…… نحيب.”
برج السحر – المؤسسة التي يتوق عدد لا يحصى من السحرة الى الانضمام اليها والتي لا يسكنها الا الاكثر براعة.
في الطابق العلوي جدا من البرج، في حجرة سيد البرج.
كانت الغرفة، التي غمرتها اشعة الشمس من نافذة كبيرة، منظمة بلا عيب – باستثناء وجود واحد مبعثر.
“نحيب…… حجر سحر الجليد…… ارجوكم ابحثوا عنه.”
انسدل شعر الرجل الطويل بلون النبيذ الى الارض، يجرفه كالمكنسة وهو يزحف ويئن وينتحب على الرغم من غياب الدموع الفعلية.
لوكا، سكرتيره، شاهد المشهد بوجه لا مبال قبل ان يتحدث.
“لورد شيان، أليس من الافضل ان تكف عن تنظيف الارضية وتنهي هذا الامر؟”
“لا! سأستمر في هذا حتى تجدوا حجر السحر!”
“أنا متأكد ان فريق التنظيف سيقدر تفانيك.”
الرجل الذي كان يرمي بنوبات الغضب وهو يركل بساقيه لم يكن سوى شيان دي ديفريكا، سيد برج السحر.
شيان دي ديفريكا، على الرغم من كونه أميرا لامبراطورية ديفريكا، غادر القصر الإمبراطوري في سن مبكرة لمتابعة دراسة السحر وأصبح تابعا لبرج السحر.
بحلول سنوات مراهقته المبكرة، كان بالفعل بارعا في التلاعب بالطاقة السحرية بسهولة، مما لفت انتباه الكثيرين. وفي الثانية عشرة من عمره، نال لقب ‘حارس الطاقة السحرية’، وهو امتياز يمنح لاكثر السحرة تميزا. وقبل عامين، في سن العشرين، ارتقى الى منصب سيد البرج.
أصبح هذا ممكنا بفضل تقليد برج السحر الذي يقضي بتعيين سيد البرج استنادا فقط الى المهارة، بغض النظر عن العمر أو الخبرة.
“حجر سحري……”
نوك نوك.
صوت نقرة.
“هنا الوثائق التي طلبتها.”
“نحيب.”
“ارجوك اتركها هناك.”
“……البرودة المنبعثة منه…… نحيب…… حجر سحري……”
“حسنا اذا، اعتن بنفسك.”
حتى بينما كان شيان يئن بأسى، كان الناس يدخلون ويخرجون من غرفة سيد البرج باستمرار.
جاء البعض لتسليم الوثائق، وآخرون للتنظيف أو التنظيم.
ومع ذلك، لم يعِر احد اي اهتمام لسيد البرج وهو يزحف على الارض.
تجنب الجميع التقاء نظراتهم وغادروا بأسرع ما يمكن.
حتى ان البعض استخدم سحر عزل الصوت على آذانهم لتجنب سماع صوته أثناء عملهم.
“اننا نبحث بالفعل، لذا ارجوك انتظر قليلا.”
اذا لم امنحه شيئا ليعمل عليه، فسيبقى هكذا طوال اليوم.
تنهد لوكا، سكرتير شيان، بعمق واقترب من سيد البرج، الذي كان ينوح الان بصوت عال. دفع لوكا جانب شيان بكومة من الاوراق، حاثا اياه على الابتعاد عن منتصف الارضية حيث قد يتعثر به شخص ما.
على الرغم من ان لوكا حاول دحرجته نحو الحائط لابقائه بعيدا عن الطريق، الا ان مناحات شيان ترددت في ارجاء برج السحر، مما سبب صداعا للجميع.
“يجب ان تصل الاخبار قريبا.”
“متى سيكون قريبا؟ كم سننتظر؟”
رفع شيان رأسه قليلا وهو متمدد على الارض، وعيناه تلمعان بالامل.
“قريبا جدا.”
“ومتى يكون ‘قريبا’؟”
“عاجلا.”
“ومتى يكون ‘عاجلا’؟”
“……”
قرر لوكا ان المزيد من المحادثة لا طائل منه، فرفع شيان من الارض. نفض الغبار عن ظهره وسوى شعره المبعثر بسرعة، ثم تنهد لوكا مرة اخرى.
“سيصل اللورد اسيريان قريبا.”
“متى سيصل حجر سحري؟”
“……”
عندما نظر لوكا الى شيان، الذي جسد الان حجر السحر في شخصه، اختار التزام الصمت.
“نحيب.”
عاد شيان ليرتمي على الارض بنحيب درامي، مبطلا كل جهود لوكا لتقويمه.
“ما خطبه الان؟”
“لقد وصلت.”
قطع صوت مألوف الفوضى.
انحنى لوكا باحترام وهو يتعرف على الوافد الجديد.
اسيريان دي ديفريكا.
ولي عهد امبراطورية ديفريكا والاخ الاكبر لشيان، سيد البرج.
“حجر سحري……”
“حجر سحر؟ هل اضاع ذلك الصبي حجر سحر؟”
أمال اسيريان رأسه في حيرة.
ايا كان هذا الحجر الخارق، اذا اضاعه، ألا يمكنه شراء آخر؟ لماذا يثير كل هذه الضجة؟
“لقد شاهد مقطع فيديو مؤخرا، وهو هكذا منذ ذلك الحين.”
“مقطع فيديو؟ أي مقطع؟”
“انضم الى البرج ساحر مبتدئ مؤخرا وقام بتحميل مقطع فيديو. أثناء زيارته لمحل سحر في المدينة، اكتشف حجر سحر مثيرا للاهتمام وسجله بكرة التسجيل.”
“وماذا بعد؟”
لماذا لا يشتريه ببساطة ان كان مهووسا به الى هذا الحد؟
“الحجر كان شيئا احضره شخص ليبيعه في المحل. ومع ذلك، قرر البائع ألا يبيعه وغادر.”
بعد مشاهدة هذا المقطع، ظل شيان يتصرف بهذه الطريقة منذ ذلك الحين – يتخلى عن وجباته ونومه، ويعيد تشغيل المقطع بلا نهاية.
“نحيب، جوهرتي الزرقاء……”
“أطلق عليها اسما؟ انها ليست ملكه حتى، وقد اعطاها اسما؟”
“ليست هذه المرة الاولى. من الافضل تركه وشأنه.”
ضيّق اسيريان عينيه على أخيه، الذي كان يئن على شيء لا يمتلكه، وقد أطلق عليه اسما وكأنه ملكه الخاص.
على الرغم من ان هذه لم تكن المرة الاولى التي يتصرف فيها شيان بهذه الطريقة……
“اذا، انه ليس حجر سحر عادي؟”
“لا، انه حجر سحر من سمة الجليد.”
“سمة الجليد……”
هذا يفسر رد فعل شيان.
أصبحت أحجار سحر سمة الجليد شبه مستحيلة المنال في الامبراطورية.
كانت تتداول أحيانا في الماضي، لكن في مرحلة ما، أصبحت نادرة للغاية.
“كل هذا بسبب ذلك الدوق المتجمد اللعين!”
جلس شيان فجأة، يصرخ باحباط.
“متى سيتوقف ذلك الرجل عن عزل المنطقة الشمالية؟”
“لا أدري.”
“نحيب، مواد سمة الجليد لا تأتي الا من هناك!”
تباً لدوق بيرسيا!
كان حاكم الشمال قد أغلق المنطقة منذ ثلاثمائة عام، قاطعا تدفق مواد سمة الجليد التي كانت تتسرب الى الاسواق.
“على الاقل، هو يقوم بعمله.”
انحنى ثغر اسيريان في ابتسامة باهتة.
“انه يتولى أمر الغابة السوداء كلما ظهرت. على الاقل، هو لا يتهاون مثل بعض الناس.”
ارتجاف.
شيان، الذي كان يفرغ احباطه، تراجع ببطء نحو زاوية، محاولا بوضوح الهرب من نظرة اسيريان.
“هل سمعت عن الغابة السوداء التي تشكلت للتو خارج العاصمة؟”
“لا…… لا أظن انني سمعت عن ذلك……”
“تم ابلاغك بها الاسبوع الماضي في العاشرة والنصف صباحا.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات