استمتعوا 
“مـ، ماذا تقصدين بذلك؟ 
آه، نحن لسنا مرتبطين بأي شكل من الأشكال!”
لكن سرعة رده كانت بطيئة للغاية.
من ذا الذي سيصدق عذرًا يأتي بعد أن كشفت ملامحه كل شيء؟
“ذلك الخاتم.”
“هاه!”
“…….”
الآن، أشعر أنا بالحرج من قول هذا.
عندما رأت ردة فعل المدير المذعورة لمجرد ذكر الخاتم، 
شعرت سيريس بالدهشة.
ألهذه الدرجة أنت رجل سهل القراءة؟
الخاتم في يده اليسرى.
بدا مألوفًا نوعًا ما، فتأملته جيدًا، 
ولم تستغرق وقتًا طويلًا لتتذكر أين رأته من قبل.
‘أغني، عمتي.’
كان هو نفسه الخاتم الذي اعتادت عمّتها أغني ارتداءه في يدها اليسرى.
بالطبع، سيكون من السخيف الشك في وجود علاقة فقط بناءً على تشابه تصاميم الخواتم.
لكن أليست أغني من قدّمتها لهذا المكان أيضًا؟
مدير دار الرعاية الذي قدّمته أغني، 
كان يرتدي نفس الخاتم الذي ترتديه؟
‘كنت أشك بذلك…’
واتضح أن شكوكي صحيحة؟
ومرة أخرى، ألقت فقط بالطُّعم،
فإذا به يبتلعه بشغف محرج تقريبًا.
“ماذا؟ يبدو أن هناك سوء فهم…”
“عمي بدأ يشك في خيانة عمتي.”
“المعذرة؟“
بالطبع، كان ذلك كذبًا. 
لم تكن تعرف حتى كيف يبدو عمّها.
“ترددت شائعات بأنه يتواصل سرًّا مع قتلة مأجورين، 
ويقول إنه سيقطع رأس من يجده…”
“قتلة مأجورين؟“
ولكن مرة أخرى، ابتلع أرنولد الطُّعم بكل شغف.
رؤية وجهه الشاحب حتى بدا وكأنه مريض فعلاً جعلت سيريس تطلق تنهيدة خفيفة.
كيف يمكن لشخص بهذا الجبن أن يرتكب أفعالًا من هذا النوع؟
طَخ!
“آه!”
عندما ضربت يدها على الطاولة،
ارتجف المدير أرنولد وانهار على الأرض وكأنه يحاول الاختباء.
“حسنًا إذًا…”
ابتسمت له سيريس مجددًا.
“هل نخوض الآن حديثًا جديًّا؟“
وهو يواجه سيريس، التي كانت تبتسم بشفتيها لكن عينيها لم تبتسما أبدًا، ابتلع المدير أرنولد ريقه بصعوبة من جديد.
***
“لنذهب.”
“…….”
كانت عينا الطفلة المستيقظة الخضراوان صافيتين بشكل غير مألوف.
حدّقت بسيريس طويلًا بعينيها الواسعتين البريئتين،
ثم نهضت من السرير ببطء.
“هل سنعود إلى المنزل؟“
“نعم.”
‘قالوا إنك كنتِ تعيشين هنا منذ كنتِ في الرابعة.’
لقد مضت ثلاث سنوات تقريبًا منذ أن رأتها آخر مرة،
ومع ذلك لم تسأل الطفلة حتى من تكون.
“لماذا؟“
“لأننا لا يمكن أن نبقى هنا أكثر.”
“لماذا لا يمكن؟“
“لأن المكان سيء.”
“لماذا هو سيء؟“
“لأنهم لا يقدمون العلاج المناسب.”
“لماذا؟“
“……”
لسبب ما، رغبت في صفع الطفلة.
وهي تراها تسأل ‘لماذا؟‘ بعينيها الواسعتين مرة بعد مرة،
تنهدت سيريس بصوت خافت.
“لنذهب.”
وعندما مدت سيريس يدها، اتسعت عينا الطفلة الكبيرتان أكثر.
وبعد أن لمحت اليد الصغيرة التي كانت تمسكها سيريس بلطف، أخرجت الأداة السحرية الخاصة بالنقل الفوري.
‘لـ، لم أكن أقصد إطعامها اياه!’
‘وماذا إذًا؟‘
‘أغني! هي من قالت إنه إن أصبحت الطفلة مريضة وظلت هنا، فستجني الكثير من المال…!’
‘فأطعمتَ السمّ لطفلة في السابعة من عمرها؟
أنت حقًا لا تعي خطورة ما تقوله.’
‘كـ، كل ما قيل لي إنه دواء يُضعف الجسد! لم أكن أعلم أنه قاتل! أقسم!’
‘تأكّد أن تقول الشيء نفسه للحراس. أنك لم تكن تعلم شيئًا.’
‘الحراس؟ لا! ماذا سيحدث للمكان حينها؟ سأُدمَّر تمامًا!’
‘سواء تدمرت أم لا، لا يهمني… آه، في الواقع يهمني. 
سأحرص أن تدمر بأسوأ طريقة ممكنة.’
‘آاااه! سأُعيد كل رسوم العلاج التي حصلت عليها!’
‘هذا أمر بديهي. لكن كيف ما زلت تجرؤ على المساومة معي وأنت في هذه الحال؟‘
‘أغني، هي من وراء كل هذا، أليس كذلك؟‘
اتسعت ابتسامة مظلمة على وجه سيريس وهي تتذكر الحوار الذي دار بينها وبين المدير.
كما توقعت، كان المدير وأغني على علاقة غرامية.
وقد كانت أغني هي من خططت لكل شيء،
بينما تولّى المدير أرنولد تنفيذ الخطة.
تحت ذريعة الشفقة على أبناء أخيها الذين فقدوا والديهم في سن صغيرة، قامت أغني بتسميم أصغرهم، جوليا، بالدواء تدريجيًّا.
‘من أين حصلت على هذا السم؟‘
السم الذي تناولته جوليا.
كانت سيريس تعرف هذا السم جيدًا.
إنه من النوع الذي استخدمه أفراد العائلة الإمبراطورية في الماضي للتخلّص من أعدائهم بصمت.
وعلى عكس السموم الأخرى التي تظهر آثارها فورًا،
فإن هذا النوع يضعف الجسد ببطء ويؤدي إلى الوفاة،
مما يجعل من الصعب معرفة السبب دون الاستعانة بمعالج.
لكن عندما كانت غريس على قيد الحياة، أصدر الإمبراطور أمرًا بمنع زراعة هذا العشب السام وتوزيعه، ما أدّى إلى اختفائه تدريجيًا.
“جوليا، هل تذكرين ذلك الدواء السيء الذي اضطررتِ لتناوله؟“
“نعم.”
“متى بدأوا بإعطائك إياه؟“
“منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه إلى هنا.”
هل بدأ توزيعه من جديد؟
على أية حال، بعد أن تناولت جوليا السم كما خططت له أغني وسقطت مريضة، حُبست في دار الرعاية واستُخدمت كل وسيلة ممكنة لابتزاز أموال العلاج.
وكانت تلك الأموال تُقسَّم بين المدير أرنولد وأغني.
‘بمعنى آخر، الأموال التي استُدينت من المرابين ذهبت كلّها إلى جيب عمتي.’
لم يكن يهمها إن عانى أبناء اخيها من الفوائد القاسية.
لا عجب إذًا. فلهذا كانت جميع أماكن الإقراض تقدم قروضًا بفوائد باهظة جدًا؟
‘ما داموا قادرين على الاقتراض، فلا يهمهم الشروط مطلقًا.’
لم يكن يهم أنها لن تسدّد الدَّين، 
بل كل ما يهمها هو الحصول على المال.
ازدادت ابتسامة سيريس عمقًا وهي تستوعب كل هذه الحقائق.
“أختي، هل أنتِ غاضبة؟“
“…لا.”
واام!
وبينما تلاقت أعينها مع الطفلة، اختفى الاثنان من ذلك المكان.
   ( ( 
   („• ֊ •„) ♡ 
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد. 
~~~~~~
End of the chapter
             
			
			
		
		
                                            
التعليقات لهذا الفصل " 11"