**الفصل الإضافي 3
2**كل يوم، يُزيّنونها بأبهى حلة وأجملها… فما الذي يمكن أن يُضاف بعد؟ وهل هذا ممكن أصلاً؟
عندما فتحت إيفي عينيها بدهشة وكأنها لا تصدق، متسعة العينين بملامح مندهشة، تبسمت الخادمات بلطف، ثم تحولن في لحظة إلى محترفات ينضحن بالجدية.
تناولت ثلاث من الخادمات أمشاطهن وأخذن يعتنين بشعر إيفي بدقة متناهية.
في الوقت ذاته، وقفت ثلاث أخريات على مقربة: واحدة تحمل ثوباً، وأخرى حذاءً، والثالثة زينة من المجوهرات.
قالت إحداهن: “اليوم، سنكتفي بدبوس صدر وتاج صغير.”
ثم عرضت الخادمات على إيفي مجموعة من الجواهر المُعدة مسبقاً، والتي تلألأت تحت ضوء المصابيح.
نظرت إيفي إلى تلك الأحجار الكريمة المشعة، وكأن الضوء يعمي عينيها، فغمغمت بملامح ذاهلة وهي تطرف بعينيها.
بدت في تلك اللحظة لطيفة للغاية، فابتسم الجميع بحنان وسرور.
في الماضي، كان الأطفال من العائلة الإمبراطورية، حتى وإن كانوا صغاراً، يُزيَّنون بمجوهرات ثقيلة كما الكبار.
لكن عندما أُثير موضوع ثقب أذني إيفي لارتداء الأقراط استعداداً للحفل، شحب وجهها فجأة.
“هل سيؤلم ذلك؟” سألت بقلق.
في تلك اللحظة، دخل كلويس الذي كان يزورها، ورأى خوفها فهتف بفزع:
“لماذا نُجبر الطفلة على تحمل الألم؟ فلنستبعد الأقراط!”
عند هذا القول، عادت السكينة إلى وجه إيفي.
غمغمت بصوت خافت: “لا أحب الألم…”
فأومأت رئيسة الخادمات وجميع العاملين برؤوسهم موافقين. بالطبع، لا داعي لإجبارها على تحمل الألم.
تفحص كلويس المجوهرات الأخرى بعناية، ثم أضاف:
“يبدو أن الخواتم قد تكون مزعجة، فلنستبعد أيضاً. أما القلائد… لماذا كل ما تبقى في خزائن الإمبراطورية عبارة عن أحجار ضخمة؟ إنها ليست جميلة، بل ثقيلة بلا داع. يجب أن نصنع لإيبفيان قلائد جديدة بحجم صغير يناسبها.”
بفضل هذا القرار، ابتهج الحرفيون التابعون للإمبراطورية وابتهلوا فرحاً:
“أخيراً! سنصنع مجموعة جواهر جديدة!”
“كم مضى على آخر مرة؟ جلالة الإمبراطور لم يكن مهتماً بالمجوهرات، فكنا نقضي سنوات في إصلاح القطع القديمة فقط…”
“لدي معلومات مذهلة! سمعت أن الأميرة تحب الفراولة!”
“حسناً، موضوع هذا العام سيكون الفراولة! ومن الآن فصاعداً، سنقسم الولاء للأميرة مدى الحياة، مفهوم؟”
“نعم! ولاءٌ وإخلاص!”
حتى لو لم يكن الإمبراطور مهتماً بالمجوهرات، فمن الواضح أنه لم يتحمل رؤية ابنته محرومة منها.
وهكذا، أصبحت الأميرة إيبفيان الزبونة الأهم لهم في الوقت الراهن.
مع استقرار الإمبراطورية وتدفق الأموال إلى خزائنها، حصلت ورش العمل الإمبراطورية على ميزانيات وفيرة.
لكن ما فائدة المال إذا لم تكن هناك طلبات من العائلة الإمبراطورية؟ فهم لا يستطيعون صنع مجوهرات جديدة دون أوامر مباشرة.
لذلك، قضوا سنوات في إصلاح القطع التالفة من الحروب أو إعادة تهيئة القديم منها.
“نريد صنع شيء جديد! مجموعة جديدة كلياً!”
كانت هذه صرختهم الداخلية، حتى ظهرت الأميرة.
منذ اليوم الذي أُعلن فيه رسمياً عودة الأميرة إيبفيان حية، بدأ الحرفيون بالعمل بلا كلل.
امتلأت دفاتر رسوماتهم بمئات التصاميم التي فاضت بالإلهام.
وأخيراً، جاء الأمر بصنع مجموعة جديدة بمناسبة عيد ميلاد الأميرة الثامن.
تحولت الورشة الإمبراطورية إلى مهرجان من الإبداع.
واليوم، كان اليوم الأول الذي ترى فيه إيفي تلك الجواهر المصنوعة خصيصاً لها.
قالت إحدى الخادمات: “بدلاً من الأقراط والخواتم، صنعوا تاجين إضافيين.”
ثم حملت تاجاً بحذر وبدأت تشرح لإيفي كيف صممه الحرفيون وما الذي أرادوا التعبير عنه.
استمعت إيفي بعيون جادة، تتأمل كل كلمة.
“قالت معلمة الآداب إن كل هذه الأشياء تخصني.”
وذكرت أيضاً أنه بعد عشر سنوات، ستتمكن من إعارة هذه الجواهر لأصدقائها المقربين، بل وحتى تقديمها كهدايا.
“إذن، سأعير بعضها لإيرين لاحقاً، وسأهديها الكثير أيضاً!”
تذكرت إيفي كيف أعطتها إيرين الكثير من الملابس عندما كانت تفتقر إليها، قائلة إنها لا تحتاجها.
بفضل ذلك، استطاعت إيفي ارتداء ثياب جميلة حتى في الأيام التي لا ترتدي فيها الزي المدرسي.
“وبفضل إيرين، حصلت أيضاً على شريط مماثل من مدام كريبيل.”
كم كانت سعادتها عارمة عندما امتلكت لأول مرة تلك الأشياء المتلألئة.
حفظت إيفي في ذهنها تفاصيل المجوهرات التي شرحتها الخادمات بعناية.
قررت أن تطلب من الحرفيين صنع قطعة مطابقة لأجمل قطعة بينها، لتهديها لإيرين.
“وسأهدي شيئاً لأرسيل ولوسكا أيضاً.”
تخيلت إيفي للحظة كيف سيبدوان بأشرطة أو تيجان، ثم استدركت:
“لا، ربما لا يناسبهما ذلك. سأهديهما أساور أو قلائد بدلاً من ذلك.”
بعد تفكير طويل، اختارت إيفي تاجاً مزيناً بحجر أحمر صغير في المنتصف، محاطاً بأحجار أخرى صغيرة بمسافات متساوية، يتسم بالجمال الرقيق.
واختارت لعنقها دبوس صدر على شكل وردة حمراء كبيرة.
بعد اختيار المجوهرات، حان وقت اختيار الثوب.
كانت ثياب الحفل قد أُعدت مسبقاً بعشرات الألوان المختلفة.
اختارت الخادمات عدة خيارات، ثم اختارت إيفي ما أعجبها، وتم تبديل ملابسها في لمح البصر.
نظر المسؤولون عن الثياب إلى إيفي بعد أن ارتدت ثوبها، وهم يشدون قبضاتهم بحماس.
كانت الأميرة الصغيرة تبدو رائعة باللون الأصفر.
ارتدت بلوزة بيضاء أولاً، ثم فستاناً أصفر فاتحاً فوقه.
زُينت الأكمام بشريط كبير، وبُطن أول طبقة من التنورة بشرائط حمراء صغيرة متقاربة، مما أضفى مظهراً لطيفاً لفستان الحفل.
حرص المصممون على أن يكون الثوب خفيفاً ومريحاً، مصنوعاً من أقمشة ناعمة ومنفوشة، حتى لا تتعب الأميرة الصغيرة خلال الحفل.
أضافوا زخارف زهرية واختاروا حذاءً مريحاً ملفوفاً بحرير أبيض ناعم.
كانت إيبفيان، بمظهرها هذا، تجسيداً حياً لما حلمت به الخادمات يوماً بصنعه وتزيينه.
نظرن إلى هذا العمل الفني اللطيف، المكتمل بفضل الأميرة، وكتمن دموع الفرح.
“هذا هو! لهذا السبب ما زلت أعمل في القصر!”
في الإمبراطورية، كانوا يصنعون عشرات الثياب الإمبراطورية سنوياً لحفلات مختلفة.
لكنهم جميعاً كانوا يحلمون بصنع ثياب لأطفال، خاصة لفتاة صغيرة.
أقمشة ناعمة، وكشكشة ودانتيل وافر، وأحجار صغيرة متلألئة…
أشياء تجعل الأطفال، بل وحتى الكبار، يبتسمون تلقائياً عند رؤيتها.
وأخيراً، بفضل الأميرة البالغة من العمر ثماني سنوات، تحقق حلمهم.
الآن، وقفت إيفي مرتدية تحفتهم الفنية، متوجة بتاجها، كملاك صغير هبط لتوه من السماء.
شعرها الذهبي اللامع، عيناها الخضراوان النقيتان المتلألئتان دائماً، وخداها الناعمان المحمرّان من توتر وتوقع الحفل.
“كيف استطاعوا أن يدفعوا طفلة كهذه إلى الغابة لتموت؟”
تذكر الجميع أفعال أصحاب النزل الشريرين، وشعروا بالرضا لأن عقابهم كان قاسياً: قضاء حياتهم في عمل شاق بلا توقف، بعيداً عن النور حتى آخر نفس.
حتى لو لم تكن لطيفة أو محبوبة أو أميرة، فمن يحاول قتل الأطفال يستحق العقاب.
طردت الخادمات هذه الأفكار من رؤوسهن في هذا اليوم الجميل، وعادوا للعمل بحيوية.
كان لا يزال هناك وقت قبل بدء الحفل، وكان على إيفي القيام بمهمة أخرى.
قادتنها الخادمات إلى غرفة كبيرة داخل القصر الجانبي، وفتحن الباب بفخر قائلات:
“انظري هنا، كل هذه الهدايا وصلت لسموكِ!”
“كل هذا…؟” تمتمت إيفي بذهول.
ضحكت الخادمات وقالت: “نعم، بالطبع!”
منذ أسبوع، بدأت الهدايا تتدفق إلى القصر بمناسبة عيد ميلاد إيفي.
في البداية، أراد الإمبراطور رفض قبول هدايا الآخرين، خشية أن يتحول الأمر إلى منافسة مبالغ فيها.
لكن الوزير الأول نصحه قائلاً:
“إن رفضتم، سيبحثون عن طرق أخرى لإرسال هدايا أغلى. هذه أول مناسبة تحتفل فيها الأميرة بعيد ميلادها رسمياً في مكانتها. فلتسمحوا بذلك هذا العام، ويمكنكم وضع قيود العام القادم.”
وافق كلويس على هذا الرأي. في الحقيقة، كان يرغب في رؤية الكثيرين يحتفلون بعيد ميلاد ابنته.
وهكذا، قُرر قبول الهدايا منذ أسبوع قبل الحفل حتى صباح يومه.
تدفقت الهدايا من كل حدب وصوب: من ممالك مجاورة بعيدة، إلى أصدقاء إيفي في الأكاديمية، وصولاً إلى العاملين في القصر الجانبي.
تم فحص كل هدية بعناية من قبل فرسان الحرس الإمبراطوري للتأكد من سلامتها، ثم وُضعت في هذه الغرفة.
جالت إيفي بنظرها على أكوام الهدايا التي كادت تصل إلى السقف.
سرعان ما أدركت رئيسة الخادمات ما تبحث عنه، فقالت:
“سمو الأميرة، هدية جلالة الإمبراطور هناك.”
وأشارت إلى الحائط.
عندما نظرت إيفي إلى الحائط، أضاء وجهها بفرح لم يسبق له مثيل.
ركضت نحو الحائط بخطوات سريعة، ووقفت أمام لوحة معلقة هناك، تلوح بيدها وهي تهتف:
“أمي!”
كانت لوحة لليليان، أعدتها كلويس بطلب من رسام القصر.
لم تستطع إيفي إشاحة نظرها عن اللوحة، غارقة في فرحة عارمة.
تبادلت رئيسة الخادمات والخادمات الأخريات النظرات، ثم ابتسمن.
كان واضحاً تماماً: من بين كل الهدايا التي تلقتها الأميرة اليوم، لن يضاهي شيء هدية الإمبراطور.
* * *
بعد ساعة، وقفت إيفي تحمل باقة زهور مصنوعة من أزهار نادرة لا تتفتح إلا مرة كل عشر سنوات.
نظرت إلى ما أمامها: دمية دب، دمية أرنب، ومئات الصناديق التي لم تُفتح بعد.
وكعكة مزينة بالزهور الطازجة…
لم تكن قد تلقت مثل هذا الاحتفال من قبل، فتصبب العرق من جبينها.
“لكن… أليس هذا كثيراً جداً؟”
تساءلت في نفسها: لماذا لا تنتهي الهدايا مهما فتحت منها؟
─── ・ 。゚✧: *. ꕥ .* :✧゚. ───
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "208"