كان كلويس يمتطي جواده، يسير ببطء عبر درب الغابة، ووراءه يتبعانه إدغار كايلرن وكورتيس لاغسلف. على عكس كلويس الذي بدا مستمتعًا، كان الاثنان يتجهمان بعبوسٍ واضح، ينمّ عن استياءٍ لا يخفى على أحد.
التفت كلويس إليهما، ثم أطلق ضحكة خفيفة وقال:
“من طلب منكما المجيء؟ كان بإمكانكما البقاء في البيت، تستمتعان بدفء زوجاتكما المحبوبات ولعبكما مع أطفالكما الصغار.”
فردّ إدغار دون أن يكبح تعبيره المتجهم:
“ابني الصغير، ذو الخمس سنوات، أرسل كايلرن، قال لي: ‘أبي، أليس من واجب الفارس أن يرافق سيده عند تحركه؟’ ”
تذكّر إدغار ابنه أرسيل، الذي يقول الجميع إنه نسخة طبق الأصل عنه. خصوصًا في طريقته المزعجة أحيانًا في قول الحقائق بصراحة.
اراد إدغار أن ينكر ذلك، لكنه لم يستطع إلا أن يعترف بالتشابه حين قالت زوجته الجميلة، التي لا تقول إلا الحق، بحنان: “عزيزي، انظر إلى أرسل، إنه حقًا نسختك!”
كان يظن أنه قد تخلّص من بعض عاداته المزعجة بعد الزواج، لكن يبدو أن ذلك لم يكن صحيحًا.
بجانب إدغار، كان كورتيس أكثر تجهمًا، وقال بنبرة مُثقلة:
“أما زوجتي فقالت لي: ‘هل جننت؟ كيف تكون فارسًا في خدمة الأمير ولا ترافقه في رحلة استجمامه؟’ ”
شعر كورتيس بدمعة تكاد تنسكب من عينيه.
زوجته، التي تقضي معظم السنة في حراسة الحدود الشمالية، لا تعود إلى العاصمة إلا شهرًا أو شهرين لتقضيهما مع العائلة، ثم تعود إلى مهمتها.
وكان هذا الوقت هو بالضبط تلك الفترة النادرة. أراد أن يبقى إلى جانبها، لكنها نظرت إليه بنظرةٍ كأنها ترى أحقر الرجال، وقالت إنها ستتولى تدريب الأطفال بنفسها، وأمرته بمرافقة كلويس فورًا.
وفي تلك اللحظة، كان ابنهما الأصغر، لوسكا، يبتسم بعفوية قائلًا: “إذًا، أبي، هل يمكنني استخدام سيفك؟”
نظر كلويس إلى الرجلين، اللذين بديا شاردين وهما ينظران بعيدًا نحو العاصمة بعيونٍ مليئة بالحنين، فلم يفهم لمَ كل هذا التعلق.
“هل هو بهذه الروعة حقًا؟” تساءل في نفسه.
لم يكن كلويس قد أحب أحدًا بعمق في حياته، ولم يعرف شيئًا عن شغف المراهقة أو الحب الأول الذي يبدو أمرًا طبيعيًا للآخرين. كان يرى نفسه محظوظًا بهذا.
“على الأقل، لن أقترف حماقات باسم الحب.”
كأميرٍ وليّ للعهد، كان عليه أن يحسب كل خطوة بحذر، وأن يضع كل قرار تحت مجهر العقل.
حتى زواجه كان يجب أن يكون نتيجة تخطيطٍ دقيق، خالٍ من العواطف التي قد تعرقل الحسابات السليمة.
“ظننت أن هذا سيجعل الأمور أسهل…”
لكنه عبس.
كان المكان الذي يقضي فيه الآن وقتًا مع أصدقائه المقربين إقطاعية ريفية بعيدة عن العاصمه.
في الأوقات العادية، وفي بداية الصيف حين تزدحم القصر الإمبراطوري بالأعمال، لم يكن ليتمكن من قضاء وقتٍ هادئ هنا. لكن قبل شهر، حدث ما قلب الأمور: وفاة خطيبته.
لم يكن يراها إلا في المناسبات الرسمية بالقصر، ولم يكن بينهما أي رابط عاطفي، لأن الخطبة لم تتم إلا في سن الخامسة والعشرين، بعد حسابات دقيقة أجراها الإمبراطور.
لو كان كلويس طفلًا مدللًا، لتمت خطبته في صغره كما يحدث عادةً، لكن طمع الإمبراطور في “النقش” أخر زواجه.
كان الإمبراطور فخورًا بابنه كلويس الذي وُلد حاملًا للنقش الملكي الذي لم يحمله هو نفسه.
“انظر، كلويس هو الوريث الحقيقي لدم إمبراطورية هاركيا!”
كان يريد أن يحمل أبناء كلويس نفس النقش، فاختار له عروسًا من عائلة أنجبت من قبل أطفالًا يحملون النقش.
بينما كان الأمراء الآخرون يُخطبون في طفولتهم ويتزوجون في العشرين، تأخرت خطبة كلويس حتى الخامسة والعشرين. توقع الإمبراطور أن يتزوج كلويس فورًا وينجب وريثًا، لكن كلويس رفض.
“سأتزوج بعد أن أنهي النزاع في الحدود الشمالية.”
كان يُعتقد أن النزاع لن يستغرق سوى أشهر، ووافق الإمبراطور ظنًا أن إنهاء النزاع سيسمح لكلويس بالتركيز على إنجاب وريث
لكنه بقي في الشمال عامين كاملين، ثم جاءت وفاة خطيبته لتعقد الأمور.
كان الإمبراطور في حالة ذعر. تأخر زواج كلويس عن الخطة أثار جنونه، والآن ماتت الفتاة التي كان من المفترض أن تصبح أميرة العهد.
حاول الإمبراطور ترتيب خطبة جديدة على عجل، لكن كلويس، بوجه خالٍ من أي تعبير، قال:
“صدمة فقدان خطيبتي كبيرة، ولن أفكر في خطبة جديدة حتى أستعيد توازني.”
لم يكن في نبرته أي أثر للحزن، بل كانت كلماته باردة وآلية.
أدرك الإمبراطور أن كلويس لا ينوي الزواج البتة. هبّ الإمبراطور غاضبًا، يصرخ آمرًا كلويس بالزواج وإنجاب وريث، لكن كلويس تجاهله تمامًا.
“ألستَ ابني الوحيد؟ سأريك إلى أي مدى يمكنك التمادي في غرورك! اخرج من القصر ولا تعُد حتى أستدعيك!”
ظن الإمبراطور أن تهديد كلويس بمنصب ولي العهد سيجبره على الخضوع، لكنه رد بهدوء:
“سأمتثل لأمر جلالتك.”
ثم غادر القصر دون أن يلتفت، وسرعان ما ترك العاصمة متجهًا إلى إقطاعية بعيدة.
“على الأقل، يظن اللورد هنا أننا مجرد أبناء عائلات نبيلة من العاصمة، بلا ألقاب رسمية.”
“أعرف، سيتعامل معنا بتسامح نسبي.”
لم يكن كلويس منزعجًا من ذلك، بل كان يفضل عدم كشف هويته كأمير، لأن ذلك سيثير ضجة مزعجة من الترحيب المبالغ فيه.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 179"