الفصل 07
كانت السنة التي أتممتُ فيها عامي العاشر، الأجمل في حياتي.
فيها كان جي يان شي بجانبي، وكانت أمي ما تزال معي.
في تلك الفترة، كان جي يان شي ينتظرني بعد المدرسة كلَّ يومٍ، لنعود معًا إلى المنزل.
كنتُ أحمل له أنواعًا مختلفة من الحلويات والهدايا الصغيرة، لأن أمي كانت تقول دائمًا إن الأشياء الجميلة يجب أن نُشاركها مع الأصدقاء.
لم يكن جي يان شي كثيرَ الكلام، لكنه، في كلّ مرّةٍ يسمع أحدهم يقول إنني بلا أُم، كان يهرع إليهم ويبدأ شجارًا معهم.
كان يقاتل بعنف، لكنني لم أخَفْ منه يومًا.
لأنه لم يكن أبدًا كذلك حينَ يكونُ معي.
لم يكن جي يان شي صديقي فحسب، بل كان فارسي أيضًا.
كنتُ أُحدِّث أمي كلَّ يومٍ بلا توقف، وفي كلّ قصةٍ كنتُ أحكيها، كان جي يان شي حاضرًا.
كانت أمي تُصغي دائمًا بابتسامة، ثم تقول، “يبدو أن يان يان تُحِبُّهُ كثيرًا.”
في ذلك الوقت، لم أكن أفهم معنى ‘الحب’.
كنتُ أعرف فقط أن وجود جي يان شي يجعلني سعيدة.
كانت أمي تمرّر يدها على رأسي بلطف وتقول، “طالما أن يان يان تملك صديقًا جيّدًا، فإن قلب أمها قد ارتاح.”
لم ألتقط ما بين السطور، ظننتُ أنها حقًّا سعيدة من أجلي.
لا أتذكّر متى بالتحديد، لكن حالة أمي بدأت تتدهور.
في كل مرّةٍ كنتُ أزورها، أجدها طريحة الفراش.
ظلت كما هي، حنونة، تبتسم لي بلُطف، لكنها صارت تزداد شحوبًا يومًا بعد يوم.
ظننتُ أنها مريضة.
طلبتُ من والدي أن يُحضر لها طبيبًا، لكنه قال لي، “لا تتدخلي في ما لا يعنيكِ، وإلّا فلن تريها مجددًا.”
فلم يكن أمامي سوى أن أُخبّئ قطع الحلوى في كُمّي، وأتمنّى أن تتحسن صحّتها لو أكلتها.
ثمّ، ذات يوم، طلبت مني أمي أن أُخفِيَ سِكّينًا وأُحضِرَهُ لها في زيارتي القادمة.
لم أفهم ما كانت تنوي فعله، لكنها قالت لي، “أنتِ فتاةٌ مطيعة، والفتاة المطيعة تُصغي لكلام والديها.”
في تلك الليلة، استيقظتُ مفزوعة من النوم. كان والدي هو من سحبني من سريري.
حبسني في غرفة العقاب.
قال إنني فتاةٌ سيئة، حاولتُ قتل أمي، وإنني لم أعد أستحق رؤيتها بعد الآن.
مكثتُ مَحبوسةً أسبوعًا كاملًا.
وحين خرجتُ، علمتُ أن أمي قد حاولت الانتحار باستخدام السكين التي أعطيتُها إياها، لكنها نُقِذت في اللحظة الأخيرة.
لم أكن أعرف لماذا أرادت أن تموت.
هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟
لكني لم أُمنح الفرصة لأسألها.
لم أعد أراها بعد ذلك.
كلُّ ما كنتُ أعلمه، هو أنني كدتُ أقتلها.
حين عدتُ إلى المدرسة، سألني جي يان شي لماذا تغيبتُ الأسبوع الماضي. تجاهلتُه.
بعد انتهاء الدوام، استوقفني في زقاقٍ وسألني ما الذي يحدث.
بكيتُ، وقلتُ، “أنا فتاةٌ سيئة، والفتيات السيئات لا يستحقن أصدقاء طيبين.”
وقف جي يان شي يُراقبني بصمت وأنا أبكي، وحين انتهيت، مدّ يده، ومرّرها على رأسي بلطف، تمامًا كما كانت تفعل أمي.
“حتى لو كنتِ فتاةً سيئةً، فأنا ما زلتُ صديقكِ، وسأبقى دائمًا إلى جانبكِ.
لكن أخبريني، ماذا حدث؟ ومن قال إنكِ سيئة؟”
رويتُ له كلّ شيء.
وحين انتهيتُ، ظلّ صامتًا لفترةٍ طويلة، ثم ضمّني إلى صدره.
“سأحميكِ.”
بعد ذلك، لم أرَ أمي مرةً أخرى.
ولم يبقَ بجانبي سوى جي يان شي.
كان يعلم أنني لستُ بخير، فأهداني جَرّةً زُجاجيّةً صغيرةً.
قال إنه سيصنع لي نَجمةً وَرقيّةً كلّ يوم، وحين تَمتلئُ الجَرّة، سيُحقِّق لي أُمنيَةً.
وقال إن ذلك سيستغرق وقتًا طويلًا، لذا يجب أن أفكّر جيّدًا.
لكنني كنتُ قد قرّرتُ بالفعل.
كنتُ أريد أن أبقى مع أمي وجي يان شي إلى الأبد.
لكن، قبل أن تَمتلئَ الجَرّةُ إلى الثُّلُثِ حتّى، كنتُ قد نَسيتُها.
يُتبع….
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"