الفصل 04
بالذكرى الخامسة لزواجنا، كنا أنا وجي يان شي نُحضِّر لرحلة إلى أوروبا.
نهارًا، كان يسرع في إنجاز أعماله في الشركة، حريصًا على إنهاء كل ما يمكنه قبل موعد السفر.
وليلًا، بعد عودته إلى المنزل، كان يمكث في مكتبه، يُخطّط للرحلة بتفاصيل دقيقة، ويتولى كلّ شيء بنفسه.
لم يكن عَلَيَّ القلق بشأن أي شيء. كلّ ما طُلب مني كان شيئًا واحدًا فقط. أن أكون معه، في مكان يستطيع رؤيتي فيه بِمُجَرَّدِ أن يَرْفَعَ رَأْسَهُ.
كان ذلك أمرًا سخيفًا.
جلستُ متكوّرةً على الأريكة، أقرأ رواية، وأستمع لصوت أنامله وهي تنقر على لوحة المفاتيح.
كنتُ أُلقي عليه نظرة بين الحين والآخر. ملامحه كانت جادة كأنه يعمل على مشروع بالغ الأهمية.
سألته، “مَا الدُّوَلُ الَّتِي سَنَزُورُهَا؟”
“فرنسا، ألمانيا، الدنمارك، فنلندا، السويد، والنرويج.”
أومأتُ برأسي، وفجأةً تذكرتُ شيئًا.
“هل ما زالت تشاو وان في ألمانيا؟”
تجمّد جي يان شي للحظة.
“لماذا سألتِ عنها فجأةً؟”
هززتُ رأسي، وعدتُ إلى القراءة.
“لا شيء، خطرت ببالي فحسب.”
ظلّ ينظر إِلَيَّ لبرهة، قبل أن يعود صوت الطباعة يملأُ الغرفةَ. لكنه بين حين وآخر، كان يُلقي عَلَيَّ نظرات سريعة.
لا أعلم لماذا، لكن ذكر تشاو وان كان يبعث في نفسي قَلَقًا غَيْرَ مُبَرَّرٍ.
مع ذلك، كانت علاقتنا قد انقطعت فعلًا منذ وقت طويل.
قبل خمس سنوات، حين أرادت عائلة جي تقوية علاقاتها التجارية، بَدَؤُوا بِالْبَحْثِ عَنْ زَوَاجٍ تَحَالُفِيٍّ لـ جي يان شي.
كانت تشاو وان معجبة به منذ زمن، وقد طرحت الأمر على زوجة أبي أكثر من مرة.
زوجة أبي لم تكن سوى بائعة بسيطة لبوظة التوفو في الشارع، لكنها بسبب شبهها البسيط بوالدتي استطاعت إدخال ابنتها لعائلة تشاو. غير أن عيشها لسنوات بالترف جعل طمعها في المال يتضخم.
آنذاك، لم تكن عائلة جي تستحق اهتمامها حتى.
لكن تشاو وان كانت مُصِرّة، وفي النهاية، طرحت زوجة أبي الأمر على والدي.
لم يُبدِ والدي رأيًا، لم يرفض ولم يوافق.
في تلك الليلة، اقتحمتُ مكتبه وأنا أحمل سكينًا من المطبخ، وقلتُ له مباشرةً، أنا أريد الزواج من جي يان شي، وإن لم يحدث ذلك، فسوف نموت جميعًا معًا.
كان والدي مجنونًا بما يكفي حتى لا يرتبك، حتى وهو يراني بتلك الحالة. فقط قال بهدوء، ‘حسنًا’ وطلب مني الخروج من المكتب.
وبالفعل، تم تأكيد زواجي من جي يان شي.
ثارت تشاو وان وزوجة أبي، وصرختا في المنزل أكثر من مرة. كنتُ أراقب نوبات غضبهنّ، وأراها مثيرة للشفقة ومضحكة.
زوجة أبي عاشت مع والدي أكثر من عشر سنوات، ومع ذلك لم تفهم بعد مدى جُنُونِهِ.
تلك نوبات الغضب لم تكن تُحرّك فيه شعرة. فهو نفسه الرجل الذي لم يرمش حين رأى جثة والدتي، بل وبعد شهرين فقط، كان قد وجد امرأة جديدة وتزوجها.
وبعد أن فشلت محاولاتهنّ الأولى، بدأت زوجة أبي وتشاو وان بمحاولات أكثر حدة لإيذائي.
وبما أننا كبرنا، لم تكن أساليبهنّ كما في الطفولة. لم يعدنَ يكتفين بتمزيق ثيابي أو صَفعي.
ذات مرة، في حفل، وضعوا لي مادة مخدّرة، وخططن لتسليمي لحُرّاس مستأجرين. لكن خطتهن كانت ساذجة وواضحة.
وعندما فهمتُ ما يجري، رتّبت الأمور بحيث تقع تشاو وان في الفخ بدلًا مني.
دخلت زوجة أبي الغرفة بصحبة عدد من الناس، متوقعة أن تُمسكني متلبسة، لكنها وجدت تشاو وان في السرير. جنّ جنونها، وحاولت الانتقام، لكنها لم تجدني؛ كنتُ في تلك اللحظة في سيارة جي يان شي.
بالطبع، لم أترك كأس النبيذ الذي قَدَّمَتْهُ لِيَ تشاو وان يذهب سدى، فقط استعملته مع الشخص المناسب.
بعد تلك الحادثة، لم تعد تشاو وان قادرة على البقاء في بكين. فَأُرْسِلَتْ إِلَى الْخَارِجِ.
فاتها حضور زفافي، وكنتُ أعتقد أن ذلك أمرٌ مؤسف نوعًا ما.
ومنذ غادرت تشاو وان البلاد، لم نلتقِ مجددًا.
حتى عندما اندلع الحريق في منزل عائلة تشاو قبل ثلاث سنوات، ومات فيه كلّ من زوجة أبي ووالدي، لم تعد إلى البلاد.
بل أحيانًا، كنتُ أتساءل إن كانت قد فارقت الحياة حقًّا في الخارج.
لكنني في الحقيقة لم أكن أكترث بما يكفي لأعرف.
سواء أَكَانَتْ حَيَّةً أَمْ مَيِّتَةً، لم يكن ذلك يعنيني على الإطلاق.
يُتبع….
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 4"