وفور رؤية جيني لليكاردو تتذكر قُبلتها فتحمر وجنتاها وتستدير نحو الحائط بسرعة ، فيستغرب ليكاردو من الأمر ويرغب بالسؤال ولكن تذمر” فيوليت ” يمنعه : ماذا ؟ صحيحٌ انكَ انت من اخترتَ الغرفة ولكني انا التي رتبتها واخترتُ الأثاث برفقة السيدة ” اوليفيا “
يُكمل ” ليكاردو ” سيره نحو غرفة الطعام ويتنهد قائلاً : حسناً حسناً فهمتُ يا جروي الصغير
تغضب ” فيوليت ” قائلةً : من التي تنعتها بالجرو ايها المغفل ؟
ينظر ليكاردو نحو فيوليت بنظرة ساخرة ويقول بنبرة مستهزئة : انظري الى نفسكِ ، انتِ تنبحين مثل الجرو الصغير
يتفاجئ ليكاردو ومن ثم يبتسم إبتسامة متكلفة ويقول بنبرة واثقة : هذه هي اميرتي الذكية
يظهر صوت السيدة ” اوليفيا ” من داخل الغرفة وهي تقول : هيا انتما الأثنان يكفيكما شجاراً
يدخل ليكاردو الغرفة ويلمح جيني بنظره ويبتسم إبتسامة سعيدة ويغمزها قائلاً : هيا ايتها الأميرة ، لا بد انكِ تتضورين جوعاً
يحمر وجه جيني بأكمله فتحدق فيها بانسي بنظرات متكلفة في محاولة منها لمضايقتها وتهمس لها قائلةً : انهُ الربيع يا جيني ، انهُ الربيع
تسير جيني نحو غرفة الطعام مسرعةً في محاولة منها لتجنب كلام بانسي وهي تقول : فالتخرسي ايتها العزباء
تتفاجئ بانسي قائلةً : هاه ؟
يجلس الجميع على طاولة الطعام فتُحدق جيني بطرف عينها بليكاردو الذي يجلس امامها ويضحك برفقة ” ليو ” وتتحدث الى نفسها قائلةً وهي خجلة: لقد كبر حقاً ، لقد اصبح رجلاً حقاً ، طويل القامة ، ذقنٌ حاد ، رقبة طويلة ، ذراعان قويتان ، يدان كبيرتان ، وعضلات صدر…..
تزداد جيني إحمراراً وتتحدث الى نفسها قائلةً : ما هذه الأفكار المنحرفة التي تخالجني ؟
ينتبه ليكاردو لتحديق جيني به فيحدق بها بنظرات متسائلة فتسرع جيني وتنظر الى صحنها وتغرس الشوكة بطعامها بسرعة ، وفي لحظة ادراك يفهم ليكاردو سبب خجل وتحديق جيني به فتحمر اذناه خجلاً هو الآخر
يلحظ الجميع الأمر فيحدقون ببعضهم البعض بنظرات ساخرة
تقاطع السيدة ” اوليفيا ” الجو الساخر الذي يُسيطر على الغرفة بقولها لجيني : هل اخبرهم انا عن الأمر ام انت ؟
تبتلع جيني قضمة الطعام وتمسح فمها بالمنديل قائلةً بنبرة جادة وهادئة : انا من ستخبرهم
يشعر ليكاردو بأن الأمر جدي فتتحول نظراته لنظرات جادة مستفهمة وتتحدث جيني قائلةً : في الأمس واثناء تفحصي لكتاب والدتي سقطت منهُ رسالة اخرى ، كانت الرسالة من اجلي بشكل شخصي ، لذلك لم اُطلع الجميع عليها ، لم تكن الرسالة ذات محتوى مهمٍ جداً ولكن كان فيها امرٌ يجب على الجميع هنا معرفته ، واشارت والدتي الى اهميته الا هو ان الملكة ” كاثرين ” كانت تملك شقيقة اصغر منها تُدعى” جوليا “
يتفاجأ الجميع ويتحدث ليكاردو قائلاً : هل تقولين انني املك خالة ؟
تومئ جيني قائلةً : اجل ، ولكن لا اعرف مكان تواجدها ، لم تذكر امي شيئاً عنها سوى انها تعرّض نفسها للخطر ويجب علينا انقاذها
تتحدث فيوليت بنبرة جادة قائلةً : وكيف سنعرف من تكون ؟ واين هي الأن ؟
ينظر ليكاردو الى السيدة ” اوليفيا ” قائلاً بنرة جادة : ايتها الدوقة ، هل كنتِ تعرفين اي شيء عن هذه المرأة والتي هي خالتي ؟
تومئ السيدة ” اوليفيا ” وتتحدث بنبرة جادة : اجل ، ولكني لم اقابلها كثيراً في حياتي وبعد وفاة الملكة ” كاثرين ” لم اجد اي طريقة للتواصل معها او معرفة مكان تواجدها او ماذا كانت تفعل
يتحدث ليكاردو قائلاً بنبرة جادة : كان بأمكانكِ إخباري ايتها الدوقة
تتحدث السيدة ” اوليفيا ” قائلةً بنبرة جادة : بماذا سأخبرك ؟ اخبركَ بأن لديكَ خالة وانها تمتاك عيوناً ذهبية ولا اعرف مكانها فأبحث عنها ؟
ليكاردو : اجل ، كان بأمكانكِ إخباري بهذا تماماً ، يكفي انكِ كنت تعرفين حقيقة وجود علاقة قرابة تربط والدتي بوالدة الأميرة جيني واخفيتها عنا طوال هذه السنوات
السيدة ” اوليفيا ” بنبرة جادة : لقد اخفيتُ عنكم الكثير من الأمور خلال هذه السنوات ، لأنني كنتُ انتظر منك انت وجيني ان تبلغا العمر المناسب وان تجتمعا للأبد
يصمت ليكاردو ويعم الهدوء جو الغرفة فتتحدث جيني قائلةً : انها تمتلك عيوناً ذهبية نادرة لذلك لا بد ان يكون البحث عنها سهلاً ، فأي شخص سيرى عيوناً ذهبية كعيوننا لن ينسانا
تومئ الأميرة ” فيوليت ” قائلةً : لديها وجهة نظر
****
بعد تناولهم للإفطار يجلس ليكاردو على الأريكا ويتحدث بنبرة جادة ونظرات جادة : ايتها الأميرة ، هل يمكنكِ الجلوس ؟ هناك موضوعٌ مهم يجب عيكِ معرفته بسرعة
يتحدث ليكاردو بنبرة جادة جداً : حسناً ايتها الأميرة ، ما تحليلاتكِ لهجوم تلك الليلة ؟ اي تفصيل قد توصلتِ إليه اثناء وجودكِ في الجناح الملكي للقصر الملكي ل( فنلوريا ) ….
تقاطعه جيني قائلةً : مهلاً لحظة ، كيف عرفت اننا كنا في الجناح الملكي ؟
ليكاردو : لقد كان إيدن يتبعكم في تلك الليلة من اجل ضمان سلامتكم
ماكس الواقف خلف جيني : اذاً فقد كنا على حق ، فإيدن هو الذي نّوم الحارسين ( في الفصل 8 )
ليكاردو : في الحقيقة انا لا اعرف ما الذي حصل بالتفصيل ، لكن في ذلك الوقت كنتُ بالقرب من الغابة القريبة من العاصمة ووصلتني رسالة من إيدن يقول فيها ان الآنسة جيني تحاول دخول غرفة الملك ” لويس ” ، هل هذا صحيح ؟
جيني : اجل
ليكاردو : هل يمكنني معرفة ما الذي كنتِ تفعلينه هناك ؟
جيني : لم اتسلل للجناح الملكي لشيء محدد ، ففي ذلك اليوم كانت فرصتنا الوحيدة لدخول القصر الملكي وإيجاد بعض الأمور التي قد تساعد آرثر او حتى معرفة حقيقة مرضه ، ومعرفة السبب وراء قول الملك ” لويس ” عنه انهُ يعاني من مرض مزمن بالرغم من ان جسده سليمٌ تماماً ، ولماذا منعني من دخول القصر الملكي طوال ثلاثة سنوات الماضية
ليكاردو : حسناً ، انها الأسئلة نفسها التي تدور في ذهني كل يوم
جيني : لماذا سألتني ، هل تعرف شيئاً عن هذا الأمر ؟
تظهر نظرات جادة وحادة على وجه ليكاردو ويتحدث قائلاً : انا اعرف الكثير ، لكن بالنسبة لهذه الأسئلة فقد توقعتُ ان يكون جوابها لديكِ
جيني : عندما دخلت مكتب الملك ” لويس ” لم اجد شيئاً سوى ملفات لشراء زهرة تُدعى ( اريزة )
ليكاردو آرثر : اريزة !؟
جيني : اجل
ليكاردو : مممممم ، لم يسبق لي وان سمعتُ بها
جيني : ولا انا
بانسي : ولقد وجدنا اوراق مهمة عن الحفل الأقليمي الذي اقُيم قبل تسعة سنوات
تزداد نظرات ليكاردو حدة وجدية ويتمتم قائلاً : ممممم ، لنترك هذا الأمر لوقتٍ لاحق
جيني : حسناً ، هل بأمكانكَ اخباري بكل الذي تعرفه عن هجوم تلك الليلة والأوضاع الأن ؟
ليكاردو : وانا هنا لإخباركِ بكل شيء
يشبك ليكاردو يداه قائلاً بنبرة في كامل الجدية : حسناً ، بقيتي ثلاثة اشهر في الخارج بعد ذلك الهجوم الى ان التقيتِ بالسيدة ” اوليفيا ” بالأمس ، هل وصلتكِ اخر الأخبار او ما الذي يحصل في ( فلنرويا ) ؟
جيني : كل الذي اعرفه ان ( فلنرويا ) اصبحت اراضي من ( مارسيليا ) وقد تم وضع ابن الملك ” روبرت ” الثاني مسؤولاً عنها وان جميع افراد العائلة الحاكمة ل( فلنوريا ) قد قُتِلوا
ليكاردو : هل تملكين اي فكرة عن سبب الهجوم ؟
تنظر جيني الى بانسي الجالسة بجانبها وتتحدث قائلةً : لا نعرف لكننا خمنا ان سبب الهجوم قد يكون طمع الملك ” روبرت ” بمناجم ( فلنوريا )
ينظر ليكاردو الى جيني بنظرات مخيفة وحازمة : الم تفكري في انهُ ربما يكون السبب اكبر من هذا ؟
جيني تتحدث الى نفسها : ما بال هذه النظرات ؟
جيني وهي مترددة : مثل ماذا ؟
يتحدث ليكاردو بنظرات مخيفة قائلاً : الأمبراطورية ، ما الذي تعرفيه عن الأمبراطورية السابقة التي كانت تقع على هذه الأراضي ؟
جيني تتحدث الى نفسها : وما شأن هذا بموضوعنا ؟
جيني : الأمبراطورية ؟ كل الذي اعرفه يعرفه الجميع ، فقبل بضع عقود من الأن كانت جميع ممالك القارة متحدة تحت ما يسمى ( إمبراطورية ) إحداها دوقية ( مارسيليا ) و ( فلنوريا ) لكن ومع الأسف الشديد الشخص الذي حَكَمَ الإمبراطورية في اواخرها كان إمبراطوراً ظالماً استغل مكانته لإرضاءه نفسه وشهواته مما ادى الى إهماله لإمبراطوريته التي اصابها الجفاف والفقر والمجاعات ، في ذلك الوقت شعرت الدوقيات انهم يجب عليهم ان يضعوا حداً للذي يحصل ، لذلك قاموا بالتخطيط لإنقلاب كبير ضد الإمبراطور الظالم فجمعت الدوقيات جيوشها معاً وسُمي جيش الدوقيات بجيش ( الفجر المقدس ) ، خاضت الدقيات هذه الحرب ضد جيش الإمبراطور وتمكنت من التخلص منه والقضاء على نسله وقد سميت هذه الحرب ( حرب الضوء الكبرى )
وهكذا تم تطهير الإمبراطورية من آثار الإمبراطور الظالم ، ولكن كان هناك امر مختلف عن باقي الأنقلابات التي حدثت على مر العصور ، وهو انهُ لم يتم تعيين إمبراطور جديد من اجل قيادة الإمبراطورية ، بل اتفقت الدوقيات على ان تستقل كل دوقية بنفسها وان تهتم كل دوقية بشؤونها تحت مسمى مملكة ، ونجح هذا الأمر وبعد عدة سنوات بدأت القارة برؤية عصرها الذهبي
آرثر : هذا صحيح
ليكاردو : اجل ، لكن بعد عدة سنوات حدثت حادثة ، اتعرفين ما هي ؟
بانسي : اتقصد حادثة استعادة الإمبراطورية
ليكاردو : اجل ، ماذا تعرفون عنها ؟
جيني : بعد بضع سنوات من تقسيم الإمبراطورية ، عاد احد افراد العائلة الإمبراطورية ، لقد حاول إستعادة حقه بالعرش من خلال جيشه الذي بناه في السنوات ما بعد الإنقلاب الذي قامت به الدوقيات، لكن جيش الدوقيات كان اكثر قوة ، لذلك فشلت محاولاته في إعادة الإمبراطورية ، وقد قُتل على يد ملك ( مارسيليا ) في ذلك الوقت
ليكاردو : هذا صحيح
جيني : اذاً ؟ ما شأن هذا التاريخ بهجوم تلك الليلة ؟
ليكاردو : ماذا لو اخبرتكِ ان الهجوم مبنيٌ على اساس هذا التاريخ ؟
جيني : ماذا تقصد ؟
ليكاردو : ماذا ستفعلين لو ان حركة إستعادة الإمبراطورية عادت في هذا الزمان ؟
جيني وبانسي : هاه ؟
تتفاجأ جيني قائلةً : انتظر قليلاً ، هل حقاً هناك احدٌ يريد إعادة بناء الإمبراطورية من جديد
ليكاردو : اجل ، من تعتقدين انهُ برأيك ؟
جيني : هل هو الملك ” روبرت ” ؟
ليكاردو : كلا ، ذلك النذل ” روبرت ” ليس سوى بيدق بيد الشخص الذي يريد إعادة الأمبراطورية
تقع جيني في حيرة من امرها وتقول : ماذا ؟ اذاً من هو ؟
ليكاردو : هل اصبحت لديكِ فكرة الأن عن السبب الذي دفع ( مارسيليا ) لغزو ( فلنوريا ) ؟
جيني : اذاً فغزو ( مارسيليا ) ل( فلنوريا ) ليس سوى البداية
ليكاردو : تماماً
جيني : اذاً انتً تعرف من يكون ذلك الشخص الذي يحرك بيادقه ويريد إعادة النظام الإمبراطوري
ليكاردو : اجل ، وصدقيني انتِ لن تكوني سعيدة بمعرفة من يكون
جيني : لماذا؟
يفك ليكاردو تشابك قدميه ويأخذ نفساً قصيراً ويخرجه ويتحدث بنبرة جادة جداً : هل شعرتي ان هناك احداً قد تغير من حولك ، او شخصاً كان بعيداً عنكِ بالحفل في ذلك اليوم ؟ او شخصاً اختلفت طرق معاملتهِ لكِ ؟
جيني : لماذا تشير الى ان ذلك الشخص هو احدٌ اعرفه ؟
التعليقات لهذا الفصل "41"