“لماذا أنتَ هنا ؟”

“جئت إلى هنا لرؤيتكِ لبعض الوقت من جانب الكولوسيوم ….”

تنهد نارس تنهيدة صغيرة .

“لماذا أنتِ هنا ؟”

“…بسبب بعض الأشياء .”

على الرغم من الإجابة الغامضة ، لم يجرؤ نارس على السؤال .

على الرغم من أننا كنا في المقدمة إلا أن الموظفين لم يرونا بل مروا فقط .

أعتقد أنه كان سحراً للإختفاء ، هل هو ساحر أم ماذا ؟

استدرت لحل أى أسألة تخطر على بالي .

“هل أنتَ ساحر ؟”

“أستطيع إستخدام القليل من السحر و السيف .”

“لا يبدوا هذا القليل .”

لم ينكر كلامي و ابتسم قليلاً .

اعتقد أن لديه مهارات أفضل مما أعتقد .

“شكراً على المجاملة .”

كان هناكَ شعوراً بالفخر في الإبتسامة الخافتة ، لكنني سرعان ما تجنبت النظرة التي كانت نحوي .

أصدر كيكي صوتاً بين ذراعىّ و سحب رأسه .

“الثعلب هنا أيضاً .”

عندما رأى كيكي نارس بدى وكأنه كان سعيداً برؤيته و حرك ذيله .

“لقد أصبحت مدينة لكَ مرة أخرى ، شكراً لكَ .”

عندما تحركت للخروج من بين ذراعىّ نارس سحب نارس يده عني و نفض شعري الفوضوي برفق .

تحركت اليد الناعمة ببطء و توقفت بمجرد أن لمس مؤخرة رأسي .

“هل أنتِ مصابة ؟ يبدوا منتفخاً .”

اعتقدت أن الجزء الذي كان يلمسه بيده ينبض لكنه تحسن و انتفخ الآن .

“لا بأس . هل تسمح لي بالذهاب الآن ؟”

لم يوقفني نارس و سمح لي بالذهاب .

“في الواقع ، لقد تم اختطافي عن قصد اليوم . وذلكَ بعدما تعرضت للضرب .”

“عن قصد ؟”

“إنه مثل التحقيق السري .”

قلت له الحقيقة و ليس عذراً .

كان من الغريب مدى الهدوء ، لذلكَ أدرت رأسي لأن نارس تخلص من الإبتسامة الخافتى و نظر لي بتعبير صارم .

على وجه الدقة ، لقد كان ينظر إلى شعري و لقد كان الأمر محرجاً .

“هل تعرفين من ضربك ؟”

“…وماذا لو كنت أعرف ؟”

ابتسم نارس على سؤالي .

من الواضح أن زوايا فمه كانت تبتسم لكنه عيناه كانتا باردتين .

عدت خطوة إلى الوراء و نظرت حولي بسبب هذه العيون الباردة .

لحسن الحظ ، لم أرَ أى شخص من الطاقم ، أنا متأكدة من أنني إن بقيت هنا سيتم القبض علىّ قريباً .

“سأذهب الآن إلى مدخل الملعب و ألتقي بإخوتي ، شكراً لكَ على المساعدة .”

“هل تريدين أن أوصلكِ ؟”

هززت رأسي بعد هذا السؤال .

“لا ، يُمكنني أن أجد الطريق بنفسي .”

“يجب أن يكون الأمر خطيراً . يوجد الكثير من الموظفين في الجوار سوف أوصلكِ .”

“يمكن أن تتأذى .”

وبينما كنت أتحدث بحزم أمسكَ بكمي .

“دعيني أساعدكِ .”

“لماذا ؟”

نظر لي نارس قليلاً و غمغم .

“مازلت منزعج من تجولكِ بمفردكِ .”

“إذاً سأطلب منكَ معروفاً . هل ترغب في الذهاب معي إلى محيط الملعب فقط ؟”

سيكون من الرائع أن أحصل على المساعدة من نارس ، بذا قررت عدم الرفض بعد الآن .

أومأ برأسه قليلاً و سار نحوي .

بدأنا في المشي معاً .

“….حسناً ، لماذا تهتم بي ؟”

“هل أنتِ فضولية ؟”

ألا أشعر بالفضول حيال ذلك ؟

فكر نارس في سؤالي لبعض الوقت ثم قال :

“إذا كنتِ فضولية أجيبي عن سؤالي السابق ، من ضربكِ ؟”

لماذا يسأل عن الشخص الذي ضربني بإستمرار ما هو المهم ؟

لقد كان لدىّ هذا النوع من الأسألة ، لكنه لم يكن شيئاً أستطيع قوله ، لذلكَ فتحت فمي .

“لا أعرف . ربما يكون شخصاً يجلس في الأسفل هناك .”

“من الذي كان يقود الإختطاف ؟”

“الرئيس . لقد كان يقول أن الغرض من ذلك هو عرضهم في مزاد العبيد .”

“فهمت .”

كانت هناك إبتسامة ملتوية على زاوية فم نارس يقول شكراً على الإجابة و كأن هناكَ شيء قد تم حله .

هناكَ شيء لا أحبه ، لكن ربما لا أحب أن أكون في هذا الموقف ؟

“لماذا تهتم بي ؟”

“لا أعلم .”

“ماذا ؟”

بسبب كلمات نارس أوقفت خطواتي بشكل لا إرادي .

“أنا فقط لا أريد أن أراكِ في ورطة ، هذا كل شيء .”

“أوه ….”

لم أكن أعرف ماذا أقول لذا وقفت أحدق بفراغ ، لكن بناء على طلب منه بدأت في التحرك مرة أخرى .

يُمكن سماع أصوات أنفاس كيكي الصغيرة خلال الجو المحرج .

نظر إلىّ نارس و استدار بعيداً .

“هل كنتِ تهربين وحدكِ ؟”

“لا ، كنت أهرب مع فلور و كاسياس ….”

تذكرت الإثنان اللذان سقطا وهما يشتكيان من المعاناة .

هل سيكون الأمر بخير إن ألقى الإثنان نفسهما لأجلي ؟

مع مرور الوقت ، بدأت في القلق .

“يبدو أنكِ نجحتِ في الإقناع .”

هززت رأسي بتجاهل بعد كلمات نارس .

“لكن تم القبض على الإثنان مرة أخرى . لا أعرف ما إن كان بإمكاني إخراجهما بأمان .”

بالحكم على ما يفعلونه ، لا يبدوا أنهم سيتركونهم و شأنهم .

‘كان يجب أن أقابل إخوتي بسرعة … ألن تكون مشكلة كبيرة في هذا الوقت ؟’

لم يتم فتح تعبيري بسهولة لأنني اعتقدت أنهم إن ماتوا فلن يكون الأمر جيداً لأنهما قد ماتا بسببي .

لم يقل نارس شيئاً لفترة ، ثم توقف فجأة .

“لقد كنت أفكر في ذلكَ ، لكن ألن يكون من الممتع الابتعاد قليلاً ؟”

نظر إلىّ و إبتسم إبتسامة عريضة .

“أعرف مكان مكتب الرئيس .”

لقد كان تعبيراً شريراً إلى حد ما عكس ما رأيته من قبل .

من الواضح أنني التقيت به عدة مرات فقط ، لكن لماذا أعتقد أنني يُمكنني أن أقرأ هذه العيون ؟

“أعتقد أن أبواب السجن يُمكن التحكم بها من خلال مكتب الرئيس .”

بسماع ذلك كانت لدىّ فكرة جيدة .

“يبدوا أن أقدام عبيد الحرب في الكولوسيوم مقيدة بالأغلال ، ماذا سيحدث إن حررناهم ؟”

يجب أن تكون أداة سحرية يُمكن التحكم بها من خلال الذر الذي أخرجه إيميل من ذراعه .

إن كانت أداة سحرية يُمكنني تدميرها بالجرعة التي أملكها  .

تواصلنا بالعين و اومأنا برأسنا في نفس الوقت .

ثم توقفنا عن السير بإتجاه الملعب و عدنا مرة أخرى .

‘لا أعرف لماذا يقوم نارس بفعل هذا فجأة …’

بما أن هذا حدث ، أردت إنشاء حادث كبير و صاخب لصرف إنتباههم .

وعلىّ جعلهم يندمون على محاولة اختطافي .

لذا لا يُمكنني الخروج هكذا .

“يُمكنني الشعور بطاقة كبير من هناكَ ، أعذريني .”

“واااه .”

عندما منحته إذني ، أمسكَ نارس فجأة بي و حملني .

عندما فتحت عيناى على مصرعيهما على وضع الحمل المفاجئ كالأميرة ثنى نارس عينيه قليلاً و ابتسم .

“لإستخدام السحر ، أحب الاحتفاظ به بأكبر قدر ممكن .”

بعد قوله هذا لم أستطع قول لا و عانقت رقبته بشدة حتى لا أسقط .

تحرك نارس على الفور و بدأ في الجري .

كان سريعاً جداً لدرجة أنه لا يضاهي السرعة التي كنا نسير بها .

في غضون ذلكَ ، لم يكن هناكَ ضوضاء على الإطلاق مما جعلني مندهشة .

“من الآن ، سنقف في الأعلى .”

همس نارس في أذني همسة صغيرة ، غطيت فمي و فم كيكي .

سرعان ما تمكنت من رؤية الحشد .

“اللعنة ، أين هربت هذه الفتاة الصغيرة ؟”

“جيمع المخارج مغلقة ، لذا لم يخرجوا بعد !”

“ماذا تفعل ! ألم تُسمك بها بعد ؟ هل تعلم كم سنكون في ورطة إن خرجت من هنا بأمان ؟”

شوهد إيميل و هو يصرخ بقوة على العمال .

بدا و كأن الجميع قد اجتمعوا في مكان واحد بحثاً عني .

بدأوا يركضون بوجوه متيبسة ، لكنهم مروا بدون أن يرونا بسبب السحر .

بفضل ذلكَ ، تمكنا من العثور على مكتب الرئيس بأمان بينما كانوا مشتتين في مكان آخر .

كان من الممكن دخول مكتب الرئيس بشكل كامل بدون صوت لأن الباب كان مفتوحاً قليلاً .

أنزلني نارس و أغلق الباب بحذر و أغلق الباب و أغلق المزلاج .[المزلاج اللي هو الترباس معرفش بيقولو عليه ايه بقى ف باقي البلاد .]

عندما تحققت أن الباب مغلق تمكنت من التنفس بثوت عال .

كان مكتب الرئيس أكثر تعقيداً مما كنت أعتقد ، لكن كان هناك عدة أزرار لامعة على المكتب .

أُعجب نارس بالأزرار ذا المظهر الغريب .

“جميعها أدوات سحرية .”

سمعت تمتمته و بحثت في الحقيبة على جرعة إبطال السحر .

“ماذا لو دمرت كل هذا ؟”

“الكولوسيوم سيكون في حالة من الفوضى . لأن هذه الأزرار السحرية تسيطر على كل هذا المكان .”

“حقاً ؟”

ثم فجأة بدأ أحدهم يطرق على الباب .

“من بالداخل ؟ لا يُمكنكَ الخروج الآن !”

عندما لم يكن هناكَ إجابة لفترة طويلة شعر إيميل بالغرابة و بدأ في الصراخ .

بسبب هذا الصوت و بدون تردد ، صببت الجرعة على الأزرار بسخاء ، الموجودة على المكتب .

ومض الزر بضوء خافت ثم اختفى على الفور .

بعد فترة ، تحطم الباب بقوة و سرعان ما دخل إيميل و رجاله .

“لقد كنت أتسائل أين تختبئين أيتها الجرذة الصغيرة .”

بعد صوت إيميل نظر إلىّ نارس و سألني .

“هل إنتهيتِ ؟”

“لا ، هناك واحد آخر في ذراعه .”

“حقاً ؟”

قام نارس بسحب سيفه بتعبير خشن .

“لقيطة . لقد حاولت توظيف رجال ليس لديهم مكان يذهبون إليه و هكذا يتم الرد ؟”

كان إيميل غاضباً و أمر بالهجوم على الفور .

لكن كان من الأسرع أن يصل إليهم قبل أن يصلو إلى نارس .

ثم ركض إيميل و شد قبضته فجأة .

“آهغغ .”

أصدر إيميل صوتاً مؤلماً ووضع يده على وجهه ، ركل نارس معدته بدون أن يفوت فرصة و سعل و سقط على الأرض .

“آه . لا أعرف ما الذي تفكرون به يا رفاق ، لكنه عنصر اشتريته مباشرة من البرج بغض النظر عن مدى محاولتكم بقوة لن تستطيعو كسره .”

كان إيميل مستلقياً تحت أقدام نارس و يصدر صوتاً غاضباً ، وسمعة ضجة و كأن الكثير من الناس يركضون هنا .

“بغض النظر عن مدى قوتك لن تكون قادراً على هزيمة جميع رجالي . سوف يمر كلاكما بالجحيم !”

بمجرد أن تحدث إيميل رأينا الردهة خلال الباب المفتوح مليئة بالرجال .

“أنتم جرذان في القفص !”

عندما صرخ إيميل بتعبير ماكر على وجهه ، تخلص نارس فجأة من الزر الذي كان يمسك به و ركض و لفني في عباءته .

و في تلكَ اللحظة انفجر السقف الذي كنا نتواجد فيه بصوت عال .

بفضل نارس لم اتأذى لكن يُمكنني سماع صوت الصراخ .

“ماذا ، ماذا ، من أنتم !”

و تمكنت من سماع صوت مألوف من خلال الضباب و صوت الأعداء المذهولين .

“إنهم إخوة دافني !”

“أين أخفيتم أختي ، أيها الأوغاد !”

يتبع ….