“الآن هذا ليس مكاناً يُمكن أن يمنحكِ السعادة .”
قامت أمي بالتربيت على شعري برفق بيدها اللطيفة .
ما مقدار التفكير الذي يجب على أمي فعله ، التي تدير متجراً ضخماً في كليمنس ، أن تفكر كثيراً وتتخذ مثل هذا القرار ؟
عندما أدركت أن كل هذا بسبب ، ذرفت دموع الندم .
“في النهاية ، كل ما يُمكنني فعله هو الهروب .”
كانت تلكَ هي الحقيقة المأساوية .
“إنه ليس هروباً . لا تفكري بهذه الطريقة . لأن هذا بسبب جشع والدتكِ .”
كيف يُمكن أن يكون هذا بسبب جشع والدتي ؟
عندما رأت أمي تعبيري الحزين ، قالت لي بخفة كما لو لم يكن شيئاً مميزاً .
“ألن يكون سيئاً للغاية إن بقت قمة بينديكتو في مكان واحد فقط ؟”
“لينوكس وريكاردو قبل أن يدخل كل منهما إلى البرج ،تجولا في القارة . ووسعا نطاق معرفتهما , ووسعا القمة .”
ملاحظة : قمة بينديكتو كلمة القمة بتدل على أعمال كلوي .
وبصوت أمي المشرق ، أيقظت رأسي الضبابي و تحدثت .
“…أمي . من فضلكِ أكملي ما قُلته في تلكَ الليلة.”
كانت كلمات مفاجئة ، لكن والدتي فهمتها على الفور وبدأت بهدوء في متابعة قصة الليلة الماضية .
“تم العثور على الكثير من الجثث و الدماء في قبو منزل الدوق . وهناك آثار دماء ملعونة تجاه العائلة الإمبراطورية .”
“لكن لم يكن هناكَ دليل قوي على أن ذلكَ كان لفرير . حتى خدم الدوق كان لديهم شهادات مختلفة في البداية .”
بدأ الغموض ينكشف أن المحاكمى التي انتهت بسرعة مريبة كانت غريبة أيضاً .
“إن كان الفاعل هو الدوق هيرونيس فهل كان سيُعاقب مثل والدتي ؟”
“لا ،لا أعتقد ذلكَ . أنا متأكدة من أنه سيحاول إيقاف الأمر بطريقة ما . وأنا متأكدة من أنه يُحاول إخفاء ذلكَ .”
“لكن لماذا يفعلون ذلك في والدتي الدوقة ؟ إنهم غير متأكدين .”
زحفت إبتسامة متكلفة على شفتي .
“آه ، هل كان ذلكَ بسبب الإتهام الزور ؟”
“أنا آسفة لأنني لم أستطع التحقيق أكثر من ذلك . حتى لو بحثت في جميع الطرق ، وكأنه هناكَ شخص ما قد حظر التحقيق …”
هل تعتقدين أن هناكَ شخص ما قد حظره ؟
هل يجب على الرواية الأصلية أن تجعل والدتي إمرأة شريرة ؟
“أنا أكره ناس الدوق ، وكل من دفعني أنا وأمي إلى الجحيم . لا أريد أن أراهم سعداء .”
كان فمي يبتسم و لكن تدحرجت دمعة من عيني .
“هل قام الدوق حقاً بتلويث سمعة والدتي البيولوچية ؟ إن كان الأمر كذلك فماذا أفعل الآن ؟ هل يجب علىّ الإنتقام ؟”
“هذا ليس إنتقاماً . كيف يكون إنتقاماً جعلهم يدفعون ثمن خطاياهم ؟”
ابتسمت بصوت خافت و الدموع في عيني على صوت أمي الهادئ .
سيتبعني الموت حتى النهاية مادمت على قيد الحياة .
مثل فرير التي هي المرأة الشريرة .
لكن ماذا لو لم تكن فرير شريرة ؟ ماذا لو نجوت و أبرأتُ إسمها ؟
ماذا سيحدث إن تم تصحيح كل ما هو خطأ ؟
ومع ذلكَ ، هل يُجبرني العمل الأصلي على المصير الذي يحيط بي ؟
أنا متأكد أنهم سيحاولون قتلي بطريقة أو بأخرى فقط ليحاولو إيقافي .
مع العلم أن هذا الموت لم يعد مخيفاً .
لأن راجنار قد مات بالفعل بدلاً مني ، لايوجد شيء مخيف أكثر من هذا .
لا يوجد سبب للتردد و لو قليلاً لأن راجنار الذي كنت قلقة بشأنه و بشأن العمل الأصلي ليس بجانبي الآن .
‘في النهاية لقد عدت فعلاً إلى القرار الأصلي .’
لقد قتلت راجنار حقاً بيدي و أخذت مكانه .
تمتمت و دفنت رأسي في كف يدي .
لقد كنت مسؤولة لوحدي عن موت راجنار .
بغض النظر عما أقوله ، لا يُمكنني أن أطلب مسامحة راجنار .
لن تتلاشى أبداً هذه الخطيئة وسيكون كابوساً آخر بالنسبة لي .
لكنني سأستيقظ مرة أخرى من هذا الكابوس ، حتى لا أفقد المزيد من الأشخاص الثمينين .
ستتبرأ ذنوبي بعد إتهامات والدتي الكاذبة و سينتهي الأمر برمته عندما أنهي إنتقامي .
‘للقيام بذلكَ ، يجب ألا يكون لدىّ قلب ضعيف . علىّ أن أكون قوية .’
قد يوجه شخص ما لي أصابع الإتهام لكوني لئيمة و شريرة ، لكن لا بأس .
‘أنا إبنة ااشريرة و أنا على ما يرام ، صحيح ؟’
بنظرة باردة دفنت المشاعر و العاطفة التي أكنها لراجنار بداخل قلبي .
‘أمي ، لنذهب إلى أوزوالد .’
أنكر سايمون ذلكَ عندما قرأ الرسالة مراراً و تكراراً .
لم تستطع اليد التي تُمسك الرسالة أن تقبل الحقيقة و كانت ترتجف .
“راجنار مات … وماذا عن دافني ؟ ماذا يحدث بحق الجحيم؟”
كانت أخبار الوفاة للصديق المقرب المفاجئة حقيقة ثقيلة بالنسبة لسايمون ، الذي كان لايزال طفلاً بغض النظر عن كونه ولياً للعهد .
لم يكن هذا هو الشيء الوحيد الذي لا يُصدق .
كتبت دافني دافني أن راجنار قد ماتت بسببها و أنها لا تريد مواجهة سايمون و أنها سوف تغادر كليمنس قريباً .
“لن أحصل على رد ؟ دافني ، أنتِ ….!”
لم يكن سايمون قادراً على تفتيت الرسالة فضعط عليها ببطء في يده .
“ماذا بحق الجحيم ؟ هل يعلم الدوق الأكبر ؟”
صرخ سايمون بصوت حاد بينما كان يحمل الرسالة .
بالنظر إلى وجه أكسيليوس الشاحب ، بالكاد إستطاع سايمون قبول أن هذه لم تكن مزحة سيئة .
قفز سايمون من مقعده و نهض .
“الآن ! خذني إلى قمة بينديكتو و الآن . لا ، دعنا نذهب إلى منزل دافني !”
قد تؤذي حركته المفاجئة أعين من حوله ، لكنه لا يستطيع أن يفقد كلا من أصدقائه المقربين .
ولكن أكسيليوس أحنى رأسه و شاهد سايمون يُمسك بمعطفه .
إنفجر سايمون من الغضب بسبب ردة الفعل الغريبة .
“غادرت بينديكتو بالفعل كليمنس اليوم .”
“لقد تلقيت الرسالة التي وصلت إلى القصر اليوم بالفعل وركضت لها ولكن …..”
بمشاهدة أكسيليوس يهز رأسه ألقى سايمون بمعطفه على الأرض .
“ماذا حدث في ذلكَ اليوم ؟ هل هناكَ شيء لا أعرفه ؟ ماذا حدث بحق الجحيم ؟”
بعد كلمات سايمون ، صمت أكسيليوس كما لو أنه لا يستطيع قول أى شيء .
عندما رأى عيون راجنار لأول مرة اعتقدت أن هذا الطفل يُعاني من مرض نادر .
لذلكَ لقد كان من المؤسف أن يموت فجأة ، لكن إن كان قد فهم ذلكَ فقد يتقبل الأمر .
هو حزين للغاية لدرجة أنه يريد إخراج جسده من العالم السفلي في الوقت الحالي و إحضاره ، لكن اللعنة .
لكنها غادرت دون حتى حضور جنازة راجنار ؟
“لابدَ أنه كان هناكَ شيء ما .”
إبتسم سايمون بتكلف و جلس .
لماذا إضطرت دافني فجأة إلى الرحيل مثل الشخص الآثم ؟
أصبح أكسيليوس و دافني محرجان كما لو كانا قد تقاتلا .
عند مشاهدة المسرحية أو لقاء الدوق ، كان لديها ردة فعل غريبة .
نظرَ سايكون إلى ذلكَ اليوم و إلى المواقف الواحد تلو الآخر .
ثم و كأن هناكَ شيء ما صدم رأسه و منحه التنوير .
“دافني ليست إبنة الرئيسية الحقيقية صحيح ؟”
“من بين النبلاء الوحيد الذي يمتلك العيون الذهبية … هو الدوق هيرونيس .”
“متى إشتعلت النيران في دار الأيتام ؟”
“لقد كان الشتاء الماضي .”
على حسب كلمات اكسيليوس أصبح وجه سايمون شاحباً .
“إن كانت هذه الطفلة على قيد الحياة فمن المحتمل أنها تبلغ من العمر ثمان سنوات الآن … هل من المحتمل أن تكون دافني إبنة الشريرة فرير ؟”
لم تكن هناكَ كلمة ، ولكن بالنظر إلى تعابير أكسيليوس إستطاع أن يستنتج الإجابة .
“هل طردهم الدوق الأكبر بعد أن عَلِمَ بذلك ؟”
تابع أكسيليوس وهو في حالة إرتباك بعد فترة وحيزة من سماعه الأمر .
“ربما يكون هذا قرار إتخذته دافني بمفردها . قالت في البداية أنها سوف تغادر حتى لا تزعج جلالتك .”
كان سايمون غاضباً من إجابة أكسيليوس الغبية .
“أنا غاضب لأنها تعتقد أن صداقتنا الثمينة ستنكسر لهذا السبب ، لكن أنتَ فقط إستمعت لها أيها الدوق الأكبر ؟”
“لا تخبرني أنها كانت قلقة بشأن الوقوف في طريقي ! كان الأمر متروكاً لي لأحدد من كان يجب عليه أن يتدخل من ولا يجب عليه هذا ! ليس الدوق الأكبر !ولا دافني ! لكنه فقط قراري !”
أغلق سايمون عينيه في يأس .
كان الشعور بالخسارة لفقدانه أحبائه دفعة واحدة مؤلماً ووحيداً كما لو أن قلبه قد أُخترق .
“بما أن راجنار مات ، كان يجب أن أحمي دافني .”
سايمون يُمكنه أن يرى خفقان قلبه لدافني الآن .
لم تكن مجرد مشاعر لصديق .
عن غير قصد ، فكر في الطفلة الدافئة التي أخفى عنها عيوبه للمر الأولى على أنها أكثر من مجرد صديقة .
يُقال أنه أدرك ما في قلبه لأنها أصبحت بعيدة .
لو كان أسرع قليلاً في ذلكَ اليوم لما هربت دافني .
‘أعتقد أنها لم تؤمن بي .’
قام سايمون من على كرسيه مُمسكاً بقلبه المُتحطم .
“هل قُلتَ أن الدوق هيرونيس ينتظر ؟”
“سمعت أنه يزوركم من أجل الخطوبة .”
“من الأفضل أن تعود الآن ، سيكون من الصعب أن نبدو جيدين معاً .”
تطرّق سايمون بنظرة هادئة أنه على وشكِ إحداث المشاكل .
“عُد ، سأحمي صديقتي بطريقتي الخاصة .”
طرد سايمون أكسيليوس و توجه إلى غرفة الجلوس الفاخرة .
جاء الدوق فجأة ، وعلى الرغم من تأخره عن الموعد ، إستقبلهم الجميع هل مهل ورحبو بهم .
كونلاند هيرونيس و زوجته يونيس هيرونيس و التي ستكون خطيبته في المستقبل ماريا هيرونيس و شقيقها كاستور هيرونيس .
جالساً في المكان الذي إجتمع فيه الإمبراطور و الإمبراطورة إبتسم سايمون .
سرعان ما تبعتها محادثة ودية و عشاء ، وتحول موضوع المحادثة بشكل طبيعي إلى حفل الخطوبة .
“ماريا لا تزال صغيرة ، لذلكَ أتسائل ما إن كان يجب على حفل الخطوبة أن يُقام بعد عيد ميلادها العاشر .”
على حد تعبير الدوق هيرونيس أومأ الإمبراطور برأسه قائلاً أن هذا مبرر .
“بعد ذلكَ ، بعد عيد مولد ولي العهد يُمكننا إصدار قرار رسمي .”
بينما كانت محادثة الكبار تتدفق بشكل طبيعي مثل الماء ، وضع سايمون فنجان الشاي الذي كان يشربه .
“أنا آسف ، أبي هناك شيء أريد أن أخبركَ به .”
بإذن من الإمبراطور إبتسم سايمون .
كان يعرف نوع الكلمات التي سوف يخرجها لكنه لم يشعر بأي ندم على إخراجها .
“ليس لدىّ أي نية للشروع في علاقة مع الآنسة ماريا هيرونيس .”
عند هذا الإعلان المفاجئ ألقى الجميع أعينهم على سايمون .
تجمد وجه كونلاند عند سماع الصوت الغير سار ، و أُصيب الإمبراطور بالذعر .
“ماذا تقصد ! هيرونيس هي طفلة ضرورية للعائلة الإمبراطورية .”
على عكس كلام الإمبراطورة ، سأل الإمبراطور بجدية وعيناه تلمعان .
“هل هناكَ أي سبب يجعلكَ تفكر في هذا ؟”
رد سايمون بقوة و بتعبير واثق .
“إن كانت العائلة الإمبراطورية بحاجة إلى العيون الذهبية ، ألا ينبغي أن تلمع بشكل جميل ؟”
مع تلاشي كلمات الإمبراطور قال كونلاند بصوت ساخر .
“أنتَ تتحدث كما لو أنه هناكَ فتاة أخرى بعيون ذهبية .”
أجاب سايمون كما لو كان ينتظر و نظر إلى ماريا وقال :
“أعرف طفلة بعيون ذهبية أكثر إشراقاً من اللون الذهبي العكر الخاص بالآنسة ماريا هيرونيس .”
سرعان ما أصبح وجه يونيس شاحباً .
على الرغم من أن الأمر بدى كما لو أنه مهين رتب سايمون الأمر بشكل جيد .
“لذا ، لن تكون الآنسة هيرونيس خطيبتي ولا ولية العهد ولا الإمبراطورة المستقبلية .”
‘إنه لأمرٌ مدهش ، لطالما تعرضت للإذلال بهذه الطريقة ، لا أعتقد أنه يوجد سبب في الإنخراط مع هيرونيس .’
لم يكن كونلاند قادراً على كبح غضبه بسبب تصريحات سايموت ، فقام من مقعده و غادر .
عند رؤية هذا المكان الفاسد ، ضحك سايمون مرة أخرى .
على الرغم من إستمرار عملية إقناع الوالدين ، إلا أن الدوق الأكبر سوف يهتم بالأمر .
تعهد سايمون بحماية دافني بطريقته الخاصة .
سيكون المكان خالياً إلى حين عودة دافني .
صديقي المسكين الذي مات مبكراً عزائه في قلبي ، على أمل ألا يقلق .
‘لا تقلق كثيراً يا راجنار ، سوف أحمي دافني حتى نلتقي بكَ .’
التعليقات لهذا الفصل "70"