من الواضح أنني فقدت الوعي في الغابة و سقطت ، لكن المكان الذي استيقظت فيه كان غرفتي .
أدرت رأسي بثقل و رأيت والدتي نائمة .
‘لماذا أنا هنا …’
بدأ العقل المذهول في العودة ببطء حيث غطاه الهواء النقي .
بدأت أحداث الليلة الماضية تمر وكأنها مشهد في فيلم .
لقد فقدته عقلي و أخبرت راجنار أشياء ما كان يجب أن يعرفها .
كان الأمر و كأنني أنا من قمت بوضعه في السجن …
“را ، رارا .”
ماذا فعلت ؟
شعرت بالرعب و فعلت أشياء لم يكن يجب أن أفعلها .
لم يكن يجب أن يحدث هذا .
على الأقل ما كان يجب أن أكون لئيمة و قاسية معه .
استيقظت على الفور ونهضت من على السرير وأنا شاحبة .
بينما كنت اتأوه ، سمعت صوتاً ينادي بإسمي كما لو أن والدتي قد استيقظت أيضاً .
“دافني ؟ هل أنتِ مستيقظة ؟”
“آه ، أمي . لا ، يجب أن أذهب إلى رارا . رارا بسببي .”
كان يجب أن أخلص موقف أمس و أتحدث عنه .
لم يكن هناكَ سوى أصوات متعثرة ، مزيج من نفاذ الصبر و أصوات مرتبكة .
“لحظة لحظة ، دافني .”
“رارا سيُحبس هناك بسببي ، لذا يجب أن أخرجه .”
أمسكت بي أمي و أنا على وشكِ الهروب .
كافحت وصرخت أنني يجب أن أذهب الآم ، لكن عندما أدركت أنه لا جدوى من ذلك ، أطلقت نفساً خشناً .
“سأوصلكِ إلى هناك ، لذا إرتدي ملابسكِ أولاً .”
“………”
غيرت ملابسي بهدوء بمساعدة والدتي .
‘هل أستحق هذه الملابس الدافئة ؟’
لابد أن راجنار يرتجف في هذا المكان البارد ، هل يُمكنني فعل هذا حقاً ؟
عندما كنت أفكر في الأمر بعيون فارغة وجدت نفسي في الغابة فجأة .
عندما وصلنا ، لم يبقى أى شيء .
“ماهذا ….”
اختفى السجن الكبير بدون أى يترك أى أثر ، سواء إرتفع في السماء أو سقط في الأرض .
نظرت حولي ولم أستطع أن أجد أى شيء ، على الرغم أنه كان من الواضح أنه نفس المكان .
كأنه لم يكن موجوداً في المقام الأول .
كان هناك الكثير من الدماء في المكان الذي كان موجوداً فيه السجن .
‘مستحيل …’
لم أعد أرغب في تخيل المزيد لذلكَ أمسكت برأسي و جلست .
“أمي ، إن هذا غريب . أنا متأكدة أن رارا كان في السجن بالأمس .”
“حتى عندما وصلت في الصباح الباكر لم أجد أى شيء .”
جعلني صوت ريكاردت الحزين أبكي ، قائلة أنه لا يُمكن أن يحدث هذا .
“لا يُمكنه الخروج بمفرده علينا مساعدته !”
“حقاً . لقد رحل راجنار مع السجن عندما أتيت في الليل بحثاً عنكِة.”
حتى لينوكس الذي كان معه ، قال بصوت جاد بهذا الوضع الذي يُشبه الكذبة أنه كان حقيقياً .
“هذا لأنني قد قلت له كلمات قاسية . من الواضح أن رارا سيكون خائفاً أكثر . ماذا يجب أن أفعل ؟ كيف فعلت هذا …..”
بغض النظر عن مدى خوفي ، لم أستطع تركه .
كان يجب أن نجد طريقة لحل الأمر معاً بدلاً من إستخلاص النتائج بمفردي مثل الحمقاء .
بخلاف ذلك ، عندما حاولت حر الأمر بمفردي ، تم إفساد كل شيء بسببي .
“آسفة . آسفة .”
جلست و انفجرت في البكاء .
راجنار البرئ ، تم التضحية به من أجل رغبتي في البقاء على قيد الحياة من خلال سرد قصتي له بصوت عال .
لا علاقة له بالإثنين اللذان قتلا والدتي .
لم أستطع كبح الدموع التي تتدفق و انفجرت بالبكاء .
“رارا ، أنا آسفة . لم يكن علىّ أن أفعل ذلكَ ! أعتقد أنني فعلت هذا لأنني كنت جبانة ، أنا أسوأ من أى شخص!”
لو كنت فقط حاولت ألا أهرب من هذا المصير الذي قيدني بالقوة منذ البداية .
لو قبلتُ الموت الممنوح لي .
إذا كنت فقط قبلت الموت الذي جاء مرة أخرى بدون أن اتجنبه ، فلن تموت أيها الغالي .
مع كل هذه الأفكار ، و الكلمات المؤذية التي قلتها لراجنار طارت في قلبي كالخنجر .
لقد سممت هذا الطفل حتى أنني قد جعلته يبتلعها بنفسه .
من يجرؤ على مغفرة هذه الخطيئة ؟
أو عائلتي التي فقدت فرداً آخر من العائلة ؟
من خلق هذا العالم ؟
مهما صليت و توسلت لن يعود إلىّ ، فما فائدة هذه الصلاة ؟
“آههه.”
شوهدت الأسرة التي كانت في حيرة من أمرها بسبب هذه الصرخة المدوية .
شعرت بإندفاع و معانقتي لكنني لم أستطع التوقف عن البكاء .
“أنا ، أنا قتلت رارا و دفعته بعيداً .”
“لا ، لا يا دافني .”
سمعت أصواتاً تُريحني لكنها لم تكن مطمئنة .
قبول العزاء لن يهرب إلا مما إرتكبته من خطأ .
لم أستطع حتى الشعور بالطقس البارد ، وبعد البكاء لفترة طويلة فقدت الوعي بدون أن أدركَ ذلك .
***
تمكنت من العثور على دافني عند الفجر لكن هذه المرة ذهب راجنار .
مع العلم أن راجنار قد إختفى ، لم تستطع دافني التحكم في مشاعرها و سقطت من شدة البكاء و بدأت تُصاب بالحمى .
تفاجئ جميع من في بينديكتو بالحدث المفاجئ .
نظرت كلوي إلى دافني التي إنهارت مرة أخرى و أخرجت التنهيدة .
‘كيف حدث هذا ؟’
شعرت كما لو أن كل المصائب قد جاءت دفعة واحدة و لقد كان رأسي ينبض ويتألم .
‘أين هو الخطأ ؟’
شعرت كلوي أنها كانت مسؤولة عن كل هذا ووضعت تعابير قاتمة على وجهها .
‘بغض النظر عن مدى خطورة الأمر ، لم يكن يجب أن أضع راجنار هناك .’
حتى لو طلب مني راجنار أن آخذه إلى هناكَ ، ماكان يجب أن أستمع له .
‘كان من الجيد لو نظرت إلى دافني بشكل صحيح .’
لم تكم لتتجول في هذا الطريق المظلم مرة أخرى في تلكَ الليلة الباردة ، ولم تكن لتفعل أى شيء تندم عليه .
كان يجب أن أبرم صفقة مع أكسيليوس ، لا ، كان يجب أن أمنعها من الخروج في المقام الأول .
لقد تُرك كل شيء مع الأسف ، لكن الماء الذي انسكب مع الأسف لا يُمكن التقاطه .
لقد كانت طفلة بدأت تشعر بالسعادة شيئاً فشيئاً الآن ، لكن كل هذه السعادة قد تحطمت إلى أجزاء .
إستمر الموت في النظر إلى دافني كـفريسة .
شعرت دافني التي كانت لاتزال تهرب من الموت بالشفقة على نفسها وأراجت طرده بدلاً من ذلكَ .
“أريد أن أعطيها الحب بدلاً من الأسف ، لكن لماذا تقف الأمور في طريقي ؟”
مسحت كلوي الدموع من عينيها .
في هذه الحالة لن يتم أى شيء ، لم تستطع البكاء و الوقوف ساكنة .
“على الأقل ، من الآن فصاعداً لا أريد أن أراها تبكي .”
ربما كان عليها إتخاذ هذا الإختيار في وقت سابق .
لم تعد كلوي قادرة على الوقوف وهي تراقب إبنتها تعاني .
وقفت كلوي .
كان هناكَ الكثير من العمل الذي يتعين عليها القيام به قبل أن تستيقظ دافني .
كان هناكَ عزيمة حازمة في عينيها الحمراوتين .
***
“كيف حال دافني ؟”
بناء على كلما أكسيليوس توقفت يد كلوي التي كانت تتحرك بسرعة .
لكن بعد أن رآها تتحرك بسرعة مرة أخرى في لحظة تنهد أكسيليوس .
“هل مازالت مريضة ؟”
لقد مر أسبوع بالفعل ، ولم يكن هناك أخبار لذلك كان قلقاً و قام بزيارة القمة .
ومع ذلكَ ، ركزت كلوي في عملها ولم يكن لديها ما تقوله ، لذلكَ لم يكن أمام أكسيليوس أى خيار سوى زيادة قلقه أكثر فأكثر .
فكر أكسيليوس في دافني بتعبير جاد .
‘لابدَ أنها كانت خائفة جداً .’
عندما رأى أنها كانت تتمتم أنها لا تريد أن تموت ، لابدَ أنه كان شيئاً خطيراً .
‘قيل أنها تعرضت لسوء المعاملة في الماضي . هل مرت بشيء مشابه من قبل ؟’
بسبب هذا التفكير شعر أكسيليوس وكأنه سيصاب بالجنون .
عندما إكتشف أن دافني كانت إبنة الشريرة ، أعتقد للحظة أن الإساءة التي تعرضت لها دافني كانت مماثلة للغاية .
‘لو كنت عرفت ما في قلب هذه الطفلة ولو لمرة لما كانت خائفة بهذه الطريقة .’
لابدَ أن ذكرى وفاة والدة دافني ستكون ذكرى مريعة بالنسبة لها مرة أخرى .
كان يجب أن أعتني بذلكَ بما أنني بالغ ، كان يجب أن أحميها أكثر حتى لا تتوتر .
ضرب أكسيليوس نفسه على رأسه مرة أخرى وشعر بالشفقة .
يبدو أن كلوي قد ألقت نظرة سريعة على تلكَ الضوضاء العالية ، لكنها أعادت نظرتها إلى الأوراق مرة أخرى .
“لا يُمكنكِ حتى زيارتي ؟”
“لا ، لا أستطيع .”
“هل لابأس إذا لم تكوني مع دافني ؟ قد نجده .”
“هناكَ الكثير من العمل الذي يتعين علىّ القيام به قبل أن تستيقظ دافني . سأكون مشغولة لبعض الوقت .”
لم تنهض كلوي حتى تختم الأوراق .
“الشتاء هنا وها أنتِ مشغولة جداً . ما الذي يحدث بحق الجحيم ؟”
مع تعبير أكسيليوس المليء بالفضول ، قالت كلوي بهدوء كما لو أنه كان لا شيء .
“سنترك إمبراطورية كليمنس .”
***
لقد مر أسبوع عندما فتحت عيني مرة أخرى .
“رارا …”
بعد أسبوع ، مازلت لم أتمكن من العثور على راجنار .
حنيت رأسي عندما قال لينوكس وريكاردو أنهما آسفان .
لم يرتكب الإثنان أى خطأ ، لكنهما قد غادرا الغرفة بهدوء بعد قراءة وجهي .
نظرت إلى الهواء بذهول شديد ، سمعت شخصاً قادماً .
ابتسمت والدتي المتعبة الوجه بمجرد أن رأتني .
عند النظر إلى زوايا فمها ، انفجرت بالبكاء الذي تحملته .
عانقتني والدتي بهدوء .
كان التربيت دافئاً لكن هذا لن يعفيني من خطاياي .
“أنا آسفة . هذا كله خطأي . العقد خاطئ . لا يجب أن يكون لديكِ مثل هذه الخليفة الغبية ، يُمكنكِ طردي .”
توقف التربيت .
فصلتني أمي عنها ببطء و نظرت إلىّ بنظرة و عيونها تلمؤها الدموع .
“أنتِ بالفعل إبنتي ، بغض النظر عن العقد لذا لا تقولي هذا . كل هذا كان خطأي بسبب إفتقاري لبعض الأشياء . دافني لم ترتكب أى خطأ .”
قالت والدتي مراراً وتكراراً أنها آسفة وأني لم أرتكب أى خطأ مثل التعويذة .
تمكنت من إدراك ما قالته والدتي مرة أخرى .
مات راجنار .
مات فقط بسببي .
مات نوري هكذا .
لن أنسى هذا الشتاء أبداً .
“دافني .”
فُتح فم أمي الذي كان يريحني منذ فترة
“لماذا لا نترك كليمنس ونسافر حول العالم ؟”
يتبع …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "69"