كان بإمكاني رؤية قطرات المطر تتساقط على سحر الحماية ، يبدوا و كأنه الترحيب بأوائل الشتاء .
بينما جلست على مقعد في الحديقة و نظرتُ إلى السماء بهدوء ، غطاني راجنار ببطانية .
“هل تعلمين ، إنه الشتاء قريباً .”
“الشتاء …”
لا أصدق أن الشتاء قد وصل بالفعل .
لقد مر عام واحد فقط ، ولكن قد حدثت الكثير من الأشياء .
كوّنتُ أسرة ، تعلمتُ الكثير ، قابلت راجنار ، كوّنت صداقات …
في البداية ، بدت لي هذه الحياة اليومية الهادئة و كأنها حلم هادئ سيوقظني منه شخص ما بعد فترة ، لكن الأمر تغير الآن .
‘لقد نجوت بعد كل شيئ .’
بعد التغلب على الشتاء البارد ، سيكون الشتاء الذي التقي به مرة أخرى دافئ جداً .
‘أليس التغيير الأكبر بالنسبة لي هو وجود راجنار بجانبي ؟’
لقد كان من الطبيعي أن يقع في حب ماريا التي قابلها في المهرجان .
لكن راجنار بجانبي الآن ، لذا لن يحدث ذلك .
حتى لو حاولت التخلص من راجنار ، الذي أصبح أثمن أصدقائي في حياتي اليومية فلن أستطيع .
‘ألا يعتقد راجنار هذا ايضاً ؟’
عندما كنت أفكر في الأمر ، شعرتُ بنظرة و أدرت رأسي لأرى راجنار يحدق بي ويبتسم .
“لماذا تبتسم ؟”
“لقد مرّ عام منذ لقاءنا الأول ، مر عام بالفعل !”
كان صوت راجنار مليئاً بالبهجة .
طارت ذكريات الماضي المظلمة بسبب تلكَ الإبتسامة المشرقة .
في منتصف الحديث بصوت متحمس ، أردنا إقامة حفل خاص بنا للإحتفال بالذكرى السنوية الأولى .
رأيتُ عدة مظلات تمر أمامنا في الغابة .
“أمي ؟”
“أرى لينوكس و ريكاردو أيضاً .”
بالتأكيد قد كانوا في المنزل منذ فترة ؟
في العادة ، لا يخرجون بدوننا ، لكن هل ذهبوا إلى مكان قريب لفترة من الوقت ؟
“…هل قالوا إلى أين هم ذاهبون ؟”
“لا ، لا .”
تساءلتُ إلى أين هم ذاهبون .
ولأنه كان راجنار ، بمجرد أن التقت عينانا اومأنا في نفس الوقت .
“هل ترغب في اتباعهم ؟”
“لنتسلل .”
بمجرد أن انتهينا من الكلام قفزنا من على مقاعدنا .
أحضر راجنار مظلتين و بدأنا في مطاردة الكبار .
لكن هل أخذ فترة طويلة جداً لإحضار مظلة ؟
لقد تأكدتُ أنهم كانوا يسيرون في نفس الإتجاه لكن لم يكن لهم أى أثر .
“أين ذهبوا ؟”
“لقد حجبهم المطر .”
لقد كان بإمكاني رؤية حذائي يتسخ في الوحل ، لكن لم يكن بإمكاني الراحة .
يُمكن أن نضيع في الغابة إن واصلنا ، لذا تحركنا بقوة أكبر .
كان منظر المطر المتساقط من النافذة فاتناً بالتأكيد .
لم يكن هناكَ شيئ مزعج أكثر من المشي تحت المطر بقوة .
بدأت قدمي المصابة ترتجف و تتألم بسبب المطر المتساقط من السماء .
‘…هل كان يجب ألا أخرج ؟’
إنهم أمامي مباشرة لذلكَ كنتُ أعتقد أنني سأكون قادرة على اللحاق بهم ، لكن يبدوا أن هذا كان كثيراً على ساقي .
‘لقد كانت وتيرتي بطيئة على أى حال .”
سيكون هذا كثير فعلاً للحاق بالبالغين اللذين كانت خطواتهم كبيرة بالفعل .
كانت ساقاي تؤلماني و تصرخان بأنهما لا تستطيعان الحركة .
ألن يكون من الأفضل لو حملني راجنار ؟
‘لا ، لا يُمكنني التسبب بالمتاعب للآخرين للأبد . و هي تمطر اليوم .’
من الواضح أنها كانت تمطر قليلاً عندما غادرنا ، لماذا تمطر بهذه الغزارة الآن ؟
ناداني راجنار بينما كان وجهي على وشكِ البكاء و لقد كانت السماء ينهمر منها دموع عنيفة .
“دافني ، هل يُمكنني حملكِ ؟”
“إنها تمطر …”
ابتسم راجنار إلى صوتي الكئيب .
“لن أخسر أمام المطر !”
“لكن ، كل يوم . كل يوم . راجنار يحملني .”
“أنا من يريد حملكِ ، حسناً ؟”
“….إذاً ، اعذرني .”
“بالطبع !”
راجنار فقط أطول من بقليل ، لكن لماذا يكون مطمئناً جداً ؟
أمسكتُ بظهره و أمسكتُ المظلة .
حملني راجنار .
حفيف .
بلوب بلوب .
أصبح صوت المشي على الأرض الرطبة و البرك وكأنها قطعة موسيقية من الغابة .
هل هناكَ موسيقى تتناسب مع طقس اليوم غير هذه ؟
“دافني ، كما تعلمين .”
“هاه ؟”
“أُحب أن أحمل دافني ، لذا لا داعي للشعور بالعبء .”
“شكراً ، رارا .”
أنا معجبة بكَ لأنكَ دائماً ما تفكر بي أولاً . «الاعجاب دا مش مشاعر حب لسة ??»
لدرجة أنني أعتقد أنني محظوظة لأنني أصبحتُ صديقته الأولى و هو صديقي الأول .
“رارا ، أنا حقاً أحبكَ .”
“نعم . أنا أحب دافني ايضاً !”
في المقام الأول ، لستُ وحدي .. ورارا دائماً بجانبي لذا لستُ خائفة من غابة كهذه .
بالتفكير في الأمر بهذه الطريقة ، لقد كانت مسيرتنا مختلفة هذه المرة لذا كان لدىّ الوقت للنظر حولي .
ثم رأيتُ شيئاً صغيراً قرمزي اللون تحت شجرة ليست ببعيدة .
“ماهذا ؟”
“ماذا ؟”
أدار راجنار رأسه بسبب رد فعلي .
راجنار الذي كان بصره أفضل مني حدق في هذا الشيئ و عرف ماهيته .
“يبدوا كالثعلب .”
“ثعلب ؟”
لابدَ أننا قد تعمقنا في الغابة لدرجة أن الحيوانات البرية بدأت تظهر .
“أمم ، لكنه يبدوا غريباً بعض الشيئ .”
“غريب ؟”
نظرَ راجنار في اتجاه الثعلب .
“يبدوا مختلفاً عن صورة الثعلب التي رأيتها في الكتاب . أنه صغير جداً .”
“ربما صغير الثعلب ؟”
“ربما ؟”
كيف يُمكن لثعلب صغير أن يتجول بمفرده في هذه الغابة الكبيرة ؟
سيكون الأمر خطيراً إن تمت مهاجمته من قِبل الحيوانات الأخرى .
“إن كنتِ قلقة لنذهب و نرى ، إن هرب لا يُمكننا مساعدته .”
لكن الثعلب كان بطيئاً لدرجة أنه لم يكن لديه القوة للهروب .
“هل هو ميت …؟”
نزلتُ من على ظهر راجنار و أحنيتُ رأسي وبدأنا في مراقبة الثعلب معاً .
لحسن الحظ ، كان بإمكاني رؤية تنفسه يتحرك صعوداً وهبوطاً و تأكدنا أنه لازال حياً .
“لابدَ أنه لم يأكل جيداً ، لهذا السبب لا يمتلك القوة .”
سمع الثعلب صوتنا ، فتح أعينه و حركها .
حاول تحريك رأسه لكن عندما أدركَ أنه لا يملك القوة استسلم و أغمض عينه ، بدى أنه لا ينوي الهرب .
“ألم يجد طعاماً عندما كان صغيراً ؟”
“أظن ذلك .”
ربما يكون قانون البرية أن يموت جوعاً بهذه الطريقة .
ومع ذلكَ ، برؤية هذا لم أُشح بنظر عنه بسهولة .
وكان الأمر نفسه بالنسبة لراجنار ، لم يكن هناك مجال لإزالة نظرته عنه .
“أوه ، بالتفكير في الأمر .. لدىّ شيئ للأكل .”
تذكرت أنني وضعتُ التفاحة الصغيرة التي التقطتها من الحديقة في حقيبتي في وقت سابق ، و اخرجتها بسرعة .
“هل يُمكنكَ الأكل ؟”
كما لو أن المخاوف لم تكن مشكلة كبيرة ، فتح الثعلب عينه ببطء بعدما شم رائحة التفاح .
“هل تريد أن تأكل ؟”
عندما أحضرت التفاح رفع رأسه بعناية و فتح فمه بصعوبة .
قرمشة –
صوت مفعم بالحيوية أُصدر على الفور .
أخذ الثعلب قضمة ووقف وبدأ يأكل من التفاحى كما لو كان شخص ما سيقوم بخطفها .
لحسن الحظ ، لقد كان من الجيد رؤيتنا له وهو يأكلها بصوت طقطقة .
“هذا لطيف ، صحيح ؟”
“نعم . من الصعب أن تكون جائعاً .”
لأن كلانا يعرف حزن الجوع ، لابدَ أنه كان من الصعب أن نرحل بعيداً .
بعد ذلكَ ، بعد أن إنتهى من تناول التفاحة حصل على بعض القوة .
“إذاً ، هل نتوقف ؟”
“قبل أن نرحل ، سأمنح الثعلب ايضاً هدية .”
فتح راجنار مظلته و أعطاها للثعلب الذي كان يأكل التفاحة بشغف .
ابتسم بفخر وهو يرى أن قطرات المطر التي كانت تسقط قطرة أو قطرتين تحت الشجرة الآن لا تصل له .
“على الأقل لن تمطر علينا ، دعينا نذهب سيتم توبيخنا !”
بدا راجنار خائفاً وهو يلف ذراعيه حوله .
أصبح الجو الدافئ بسبب الثعلب و التفاح مرحاً .
ابتسمنا بفرح و عدتُ إلى ظهر راجنار مرة أخرى .
“إذا ، وداعاً أيها الثعلب .”
“وداعاً يا ثعلب !”
إنه لأمرٌ محزن أن يكون لقائنا مع الثعلب الصغير قصيراً جداً ، لكن لا يُمكننا أخذه معنا .
بدأنا نتحرك مرة أخرى تاركين الأسف وراء ظهورنا .
بالإستماع إلى صوت المطر على المظلة ، لقد كان المطر يضعف بالفعل .
لكن على عكس هذا ، أصبحت الغابة أكثر كثافة و ظلاماً .
كانت هناكَ مشكلة ، شعرتُ وكأن الغابة تقودنا إلى أعماق أكبر .
“إنه مفترق طرق .”
لم يكن هناكَ آثار أقدام للناس اللذين تقدموا أولاً ، لذا لم نستطع التقدم بسهولة .
“هل ننتظر مجيئ الكبار ؟”
اضطررنا للتوقف لبعض الوقت بسبب ماواجهناه من صعوبات .
ثم بدأ صوت صغير يأتي من الخلف .
اقترب صوت الصرير منا بشكل تدريجي ثم توقف بجانبنا تماماً .
خفضت رأسي عندما سمعت الصوت .
ثم رأيت الثعلب الصغير الذي رأيناه منذ قليل .
كان الثعلب ينظر إلينا بأعينه المستديرة التي تشبه الأزرار و تلمع .
“أعتقد أنه تبعنا .”
“ماذا أفعل ؟ ليس لدىّ أى طعام لأقدمه له الآن .”
أنزلت حاجبىّ بأسف .
ثم حدقَ فينا الثعلب و بدأ يركض إلى الأمام .
على وجه الدقة ، بدأ الركض نحو المسار الأيسر في مفترق الطرق .
عندما وقفنا بدون فعل أى شيئ ، وقفَ طويلاً وبدأ ينظر لنا .
“بغض النظر عن نظراته ، أنه ينظر لنا صحيح ؟”
“ألا تعتقدين أنه يطلب منا اتباعه ؟”
كما قال راجنار ، بدأ الثعلب يركض مرة أخرى عندما سرنا نحوه .
بينما كنا نشاهد الثعلب يركض بقوة ركضنا خلفه حتى لا نضيعه .
“رارا ، إحذر حتى لا تسقط !”
“عليكِ التمسك بي جيداً يا دافني حتى لا تسقطين !”
عندما كنا في خضم مطاردة الثعلب قلقنا بشأن بعضنا البعض .
بدأنا نتعمق أكثر في الغابة .
لم يمضِ وقت طويل ، ظهرت الغابة الكثيفة واحدة تلو الأخرى لدرجة أن المشهد قد حُجبَ تماماً .
“هل هذا هو الطريق الصحيح ؟”
في اللحظة التي شعرت فيها أن الطريق لم يكن صحيحاً و أردتُ العودة إلى الوراء .
أخيراً توقف الثعلب عن الركض .
يتبع …
بالمناسبة دا الثعلب اللي ف الغلاف✨✨
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "60"