ولسبب ما إستمر أكسيليوس و سايمون في تكديس الطعام على صحني و ظللت آكل حتى تنفجر معدتي .
بالكاد توقفتُ عن الأكل لأنني أخبرتُ الخادم أنني لا أريد تناول المزيد .
‘كنتُ اتسائل ما إن كان بإمكاني أكل ذلكَ فقط .’
بدلاً من ذلك , اليس من الرائع الأكل كثيراً ؟
أنا طبيعية .
انتهى العشاء بعد تناول قدر من الفواكه الرائعة و تركني سايمون قائلاً أن عليه العودة .
“هل يُمكننا أن نلتقي مرة أخرى ؟”
“إذا لم يكن جلالتكَ مشغول ، ألن نتمكن من التقابل ؟”
نظراً لأنه الأمير المتوج ، ألن يكون مشغولاً بالدراسة ؟
لكن سايمون بدى انه يريد مقابلتي بطريقة ما .
“أنا مشغول للغاية ، ولكن ليس لدرجة أنه لن يكون لدىّ وقت لقضاء وقت مع صديق .”
ابتسم سايمون و خرج إلى الدوق الأكبر بتعبير منعش .
على الرغم من أنها كانت تُمطر لم ينسى النظر إلى الوراء ولا التلويح بيده .
“حصلت دافني على صديق جديد .”
“أعلم .”
حتى عندما غادرت العربة لم استطع رفع عيني عن المكان الذي غادر منه سايمون .
لقد كنت سعيدة بتكوين صداقة جديدة و لكن لدىّ بعض القلق .
‘سيكون الأمر على ما يرام .’
ربما لأنه كان أكثر أهمية مما اعتقدتُ في الرواية ، لكن بعد الانفصال ، هل شعرت بالتوتر .
«سوري الجملة دي مهما اجيبها يمين شمال مش بتتفهم »
بغض النظر عن مظهري الكئيب ، إستدار أكسيليوس لي .
“ستريان بعضكما البعض في المرة القادمة ، أرجو أن تكوني صديقة جيدة لسايمون .”
“أنا ايضاً .”
تغير الجو عندما غادر سايمون .
عندما رأيتُ الغرفة للمرة الأولى لقد كانت بالتأكيد فراش عادي ، لكنه تحول الآن إلى فراش وردي لطيف .
كان هناكَ ايضاً الكثير من الدمى اللطيفة على السرير .
“ما رأيكِ ؟ لقد فعلناها بسرعة .. لكنها أفضل بكثير من ذي قبل ، صحيح ؟”
“أنا فقط سأبقى ليوم واحد و أذهب !”
تنهدت وسألت عن سبب هذا .
أمسكها وضحك ، لقد كان ردة فعلها مثيرة للإهتمام .
ثم قال بإبتسامة مشرقة .
“إذا كان بإمكان دافني تكوين ذكريات جيدة لمدة يوم واحد فقط فسيكون هذا جيد .”
هز أكسيليوس كتفيه و قال أن هذا لا شيئ .
وبينما كنتُ أنظر من فوق كتفيه قام الخادم و الخادمة بخفض رؤوسهم بإبتسامة ناعمة .
“أچاشي ، هل حقاً ستغني لي تهويدة ؟”
“إن كانت دافني تريد هذا ، فسوف أفعل .”
كيف يُمكن لرجل يُطلق عليه الدوق الأكبر أن تخرج منه هذه الكلمات بشكل مباشر ؟
عندما نظرتُ إلى الدوق الأكبر بنظرة غريبة ضحك متسائلاً عن السبب .
هززتُ رأسي .
لقد كان السرير الكبير مخيفاً بعض الشيئ ، ولكن سرعان ما أصبح أفضل … لم أكن أعرف ما إن كان هذا بسبب أن السرير كان ناعماً أم لأن أكسيليوس كان يُمسك بيدي .
ومع ذلكَ ، ضرب الرعد و البرق فجأة .
لقد اندهشتُ من صوت الدمدمة و صُدمتُ وشددتُ على يده .
في أحسن الأحوال بالكاد كنتُ قادرة على إمساك ابهامه فقط .
“هل يجب أن تبقى بجانبي حتى أنام ؟”
“بالطبع . ولكن قبل هذا ….”
أخرج أكسيليوس صندوقاً صغيراً .
كان صندوق هدايا مع شريط يتدلى منه .
“إنها هدية للإحتفال بزيارتكِ لمنزلي .”
“…هل يُمكنني أخ آخذها ؟”
“لقد إشتريتها لأعطيها لدافني ، إن لم تقبليها فقد أصبح حزيناً و أبكي .”
“ماهذا .”
قام أكسيليوس بالتمثيل أنه يبكي بتعبير مضحك .
عندما ضحكتُ ، إبتسم كما لو كان راضياً .
“إذاً ، سأفتحها .”
قمتُ بسحب خيط الشريط بشكل تدريجي ، وفك ورق التغليف ، وفي اللحظة التي فتحتُ فيها التغليف الذي كان يغلف الصندوق فتحت فمي بدون أن أدرك .
“….آچاشي ، هذه ….”
داخل الصندوق ، كان هناكَ دبوس شعر فاخر للغاية .
“إنها فراشة .”
لقد صُنع الدبوس على شكل فراشة بشكل جميل للغاية ولقد كان مزيناً بأحجار كريمة ملونة .
“ما رأيكِ ؟”
“…. هل تعتقد أنه سيكون مناسباً لي ؟”
اومأ أكسيليوس على سؤال بدون تردد .
لقد نظرتُ إليه و مررتُ بجانبه مرة واحدة فقط في المرة الأخيرة .
«فاكرين العربة ؟ لما كانت دافني راجعة مالمعبد … كانت بتبص للعربة و كانت بتلمع ، طلعت عربة بتبيع حجات و دا كان بينهم و أكسيليوس خد باله انها بتبصله .»
‘متى رآه ؟’
أنا سعيدة جداً أنه يعتني بالأشياء الغير متوقعة .
“أنا سعيدة جداً .”
“…حقاً ؟”
“نعم !”
عانقتُ دبوس الفراشة بين ذراعىّ بفرح شديد .
توقف أكسيليوس للحظة ثم بدأ في ذرف الدموع .
“أچاشي ؟”
فجأة انفجرت الدموع فأمسكتُ بإصبعه .
“أچاشي ، هل أنتَ بخير ؟”
“فقط ، لابأس ، فقط ، فقط . لقد كانت تلكَ المرة الأولى التى أرى فيها دافني تبتسم بشدة عندما تكون معي لذا فعلت هذا بدون أن أدرك .”
أضاف بعض الكلمات الخجولة ، ابتسمتُ مرة أخرى و سألت .
“هل يُمكنني العودة إلى المنزل غداً ؟”
“بالتأكيد .”
إكتسح أكسيليوس عيناه بقوة بيده .
ثم قام بإرجاع شعره برفق .
عندما اكتسح شعره المجعد جبهته إبتسم و إبتسمتُ أنا ايضاً .
“الآن ، حان وقت النوم للفتاة الصغيرة .”
“وستبقى بجانبي .”
“بالطبع ، وسأغني ايضاً تهويدة .”
خلف هذه الضحكة جاءت أغنية جيدة .
يتناغم صوت أكسيليوس المنخفض مع التهويدة بشكل غير متوقع ، و يده كانت دافئة جداً .
إنها ليلة مظلمة و مخيفة و ممطرة .
ولقد كان مكاناً غريباً .
لكنني كنت سعيدة بالإنتقال إلى عالم الأحلام أخيراً .
***
حل الصباح .
بدا أن المطر الذي كان يتساقط من السماء كما لو أن هناكَ ثقباً فيها كما لو كان كذباً .
“إن الطقس جيد .”
لقد كانت السماء صافية بدون سحابة واحدة ، وكانت الشمس مشرقة بدفء .
“آنستي ، سأقوم بترتيب شعركِ .”
“وضعي هذا رجاءاً .”
عندما أخرجتُ الدبوس الذي تلقيته بالأمس أخذته الخادمة بعناية .
“الدبوس جميل ، و يبدو جيداً على الآنسة .”
“حقاً ؟”
“أنا شخص نزيه لذا لا أعرف كيف أكذب .”
لقد كانت كلمات جيدة بما يكفي لإضاءة البهجة على اليوم .
“أنه لأمرٌ محزن أنني لن أستطيع رؤية هذه الآنسة الجميلة بعد الآن .”
“حتى لو كان محزناً ….”
لا أستطيع المساعدة .
أدرتُ عيني قليلاً ، لكن الخادمة أحضرت شيئاً بإبتسامة كما لو كانت حزينة .
“أنه بسكويت ، لقد صنعها الشيف خصيصاً لكِ و طلب مني تقديمها .”
“هل هذه هدية ؟”
“هل أعجبتكِ ؟”
إنها المرة الأولى التي اتلقى فيها هدية من شخص لستُ قريبة منه لذا لا أعرف ماذا أفعل .
رمشتُ عيني و فتحت فمي على عجل ، معتقدة أنه لا ينبغي أن يكون الأمر بهذه الطريقة .
“آه ، شكراً .”
“شكراً لكِ ، أرجوكِ عودي للعب مرة أخرى في المرة القادمة .”
عيون الخادمة الواضحة لم تكن كذبة .
بطريقة ما شعرتُ بالحرج ولم أستطع الرد بشكل صحيح ، لذلكَ ابتسمت و احنيتُ رأسي .
بعد فترة ظهرَ أكسيليوس ، ولقد كان الاختباء بيز ذراعيه في حالة الخجل مكافأة .
“سنكون هناكَ قريباً .”
كما قال أكسيليوس ، ركضت العربة بسرعة نحو وجهتها .
بعد أن اختزنا الطريق المبلل من المطر وبعدها طريق مملوء بالطين رأيتُ منزلاً مألوفاً في نهاية المسار الذي كان مليئاً بالأشجار .
لا أعرف كيف كانو يعرفون أنني عدتُ ، لقد كان جميعهم أمام الباب .
“أمي !”
بمجرد أن فتحت العربة رأيتُ أمي و مددت يدي بفرح .
“أوه ، كوني حذرة …!”
فوجئ أكسيليوس برؤيتي أقفز كما لو كنتُ على وشكِ السقوط و حاول الإمساك بي على عجل .
كان من الأسرع أن تحتضنني أمي كما لو كان عذا طبيعياً .
عانقتني أمي و قبلتني بلطف على جبهتي .
“عزيزتي ، كيف كان حالكِ ؟”
دغدغني صوتها اللطيف و ضحكت .
“نعم ، لقد كنتُ بخير .”
اقترب لينوكي مني بسبب اجابتي .
“ألم يكن الأمر مخيفاً عندما هطل المطر ؟”
“غنى اچاشي لي تهويدة و بقى بجانبي حتى نمت .”
لقد قلتُ الحقيقة فقط للتو ولكن الجميع بدى متفاجئاً .
“أنتَ غير متوقع بشكل مدهش .”
“كيف لم تربي طفلاً من قبل وتعرف تهويدة حتى ؟”
ساعد ريكاردو لينوكس بكلمات جادة .
“هذا لأن لدىّ ابن أخ .”
نظرَ أكسيليوس إلى الإثنان بتعبيرات سخيفة .
سرعان ما ضحك الثلاثة في نفس الوقت .
“على أى حال .”
أخرجت أمي كلمات من فمها .
ومع ذلكَ ، فإن الإبتسامة التي كانت حول فمها لا تبدو منزعجة .
لم اتمكن من رؤية راجنار .
“ماذا عن رارا ؟”
“أنا هنا .”
سمعتُ صوت مألوف من الأسفل ، وعندما أحنيتُ رأسي تمكنتُ من العثور على راحنار .
“رارا ، هل نمتَ جيداً ؟”
“لا ، لم استطع النوم .”
“لماذا ؟”
لقد كان صوت راجنار حزيناً .
تساءلتُ عما حدث لذا طلبتُ من والدتي أن تنزلني .
“ماذا حدث ؟ لماذا لم تنم ؟”
“لأنني كنتُ قلقاً بشأن دافني . ربما تعودين للمنزل و أنتِ خائفة لذا …”
كان ريكاردو يراقب راجنار و هو يبتعد و ربت على رأسه بلطف .
“لقد بقى مستيقظاً طوال الليل يراقب الدائرة السحرية ظناً منه أنكِ ستأتين . لقد كان عنيداً .”
“لا تفعل ذلك !”
لم يتوقف ريكاردو رغم أن راجنار أمسكَ به كما لو كان منزعجاً .
عندما رتبتُ شعر راجنار نظرتُ إليه و هو مايزال يمتلكُ عيون قاتمة .
“لماذا كنتَ قلقاً للغاية وأنا كنتُ على مقربة منك ؟”
“لكن …”
“لكن ؟”
تردد راجنار و قال بصوت خفيف و كأنه يهمهم .
“ماذا لو أحببتِ المنزل لدرجة أنكِ لن ترغبي في العودة ؟”
“…..”
“اريد الاستمرار في العيش مع دافني في المستقبل ايضاً .”
م/دا طلب زواج برئ دا حضرتك
احنى راجنار رأسه .
وبينما كنتُ اتبع نظرته إلى الأسفل رأيتُ يده مشدودة و ترتجف ، خرجت مني ضحكة بطريقة ما .
“لا يُمكن أن يكون الأمر على هذا النحو .”
أمسكتُ يده .
“صحيح أن المنزل كبير للغاية وواسع وممتع لأن الجميع طيبون .”
“…..”
“لكنه ليس منزلاً لي .”
“حقاً ؟”
كانت عيناه المكتئبتان لطيفة واومأتُ برأسي .
“شكراً لله .”
بعد تنهيدة كبيرة و لقد بدى مرتاحاً جداً انطلقت ضحكة عالية من الخلف .
ادار راجنار رأسه و اغلق ريكاردو فمه على عجل .
ولكن ، كما لو أنه لم يستطع تحمل الأمر خرجت منه ضحكة عالية ، وركض ريكاردو داخل المنزل هرباً من راجنار .
“قف هناك !”
بدأ راجنار في مطاردة ريكاردو بوجه خجل .
عندما اختفى كلاهما انفجرت أمي و أكسيليوس بالضحك في نفس الوقت .
عبثتُ بشعري و أنا انظر إلى الداخل .
“لطيف .”
“أشعر و كأن لدىّ ابناً صغيراً .”
عانقني لينوكس تحت الاجواء الدافئة بين الإثنين .
“تقفين بمفردكِ الآن ؟”
“نعم ، و لكنني كدتُ اسقط لأنني كنتُ متعبة منذ فترة .”
“حقاً ؟”
رد لينوكي وعيناه مفتوحة بشدة كما لو أنه لم يكن يعرف .
ظل ينظر إلى ساقي و بدى متوتراً .
اومأتُ برأسي كأنني لم أكن أدرك وعانقت رقبته بشكل مريح .
عانقني و ربت على شعري بلطف .
“لم أرَ هذا الدبوس من قبل ؟”
«قصده دبوس شعرها اللي خدته هدية .»
يتبع …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "43"