كما لو كان الأمر غير متوقع ، سرعان ما عبرَ عن شعوره بالإشمئزاز بشكل غريب .
لقد كان هناكَ الكثير من الشتائم ايضاً .
“لا أريده أن يُشارك في أعمال الكبار .”
تنهد أكسيليوس بعمق وهو يُفكر في إبن أخيه الذي لم يره منذُ عمله في المعبد .
يجب أن يكون لديه الكثير من الضغط ، ولكنه كان يظن أنه أصبح أكثر حساسية بسبب عقدته من لون عينه .
“لا أستطيع رؤية الكبار يتلاعبون بالأطفال فقط لأنهم مجانين بالسلطة .”
“إذاً ، لما لا تعطيه تحذيراً بسيطاً ؟”
“……”
لم يتوقف أكسيليوس و أجاب وكأن الأمر لا شيئ .
“بمجرد عودتهم إلى العاصمة سوف يُمارسون المزيد من الضغط عليهم .”
“أخفض صوتكَ رجاء .”
“أنه منزلي ولا أستطيع التحدث كما أريد حتى .”
تألق شيئ بين الملابس و الأحذية اللطيفة .
“آه ، لقد نسيتُ ذلكَ .”
إن كان الأمر يتعلق بالهدية ، فـيُستحسن إعطائها ما تريده .
بالطبع ما يتبقى سوف يتم تحميله في العربة .
عندما إختار الهدية جاء آجاتي فجأة بـسؤال غير متوقع .
“بالمناسبة ، هل أنتَ متأكد حقاً أن الآنسة ليست إبنتك ؟”
توقف اليد التي كانت تتحرك بسعادة .
“أن قالت كلوي هذا فالأمر كذلك . إن نظرتَ لها عن قرب فهي لا تُشبهني .”
“لكنها حقاً تُشبهك .”
“آجاتي ، كلوي ليست كاذبة . إن كانت هذه الفتاة هي حقاً طفلتي فـسوف تخبرني .”
اومأت آجاتي برأسه موافقاً على ما قاله .
“ستوجه لكَ إصبعها قائلة «لا تتهرب من المسؤولية .»”
“هذا صحيح .”
تحركت يده التي توقفت مرة أخرى .
“لقد كنا معاً لفترة قصيرة ، إنها طفلة لطيفة و جميلة . لدرجة أنكَ تعتقد حقاً أنها إبنتي .”
“…هل أنتَ بخير ؟”
“حسناً ، إنه جيد . إن الأمر ممتع إلى حد ما . اتسائل ما إن كانت هذه هي مشاعر الأبوة .”
إرتسمت إبتسامة لطيفة وطبيعية على وجهه قائلاً أنه من الممتع رؤية أطفال صغار لطفاء .
“لذا دعنا نعاملها بدون نقص ليوم واحد.”
“بالطبع .”
“لنختر هدية الآن .”
إذا سمح الوقت ، سيكون من الجيد القاء نظرة عليها .
كان أكسيليوس يرتدي ملابس غير رسمية و خرج من الغرفة بخطوات بهيجة .
ولقد كان يحمل صندوقاً صغيراً مقارنة بالصندوق الكبير الموجود على الأرض .
***
“
من جيل إلى جيل ، ورثت العائلة الملكية العيون الذهبية . أبي و جدي و الدوق الأكبر .”
انفجرت الكلمات من فم الأمير ، ربما كان ذلكَ بسبب هدوء المكان .
هل كان هذا بسبب أنه في الغالب ما يتحكم في مشاعره ؟
على الرغم من أنه كان غاضباً … إلا أن تعبيره كان هادئاً ، ولقد كان الجو بارداً نوعاً ما .
“لكنني الوحيد المفقود . من بين العائلة الملكية كنتُ أنا الوحيد الذي لم يكن لديه العيون الذهبية . الجميع يقول أمامي أن الأمر على ما يُرام و لكنهم يشكون في وجودي من خلف ظهري !”
لقد إحتوى هذا الغضب البارد على الكثير من الإستياء و لقد كان من الصعب التعبير عنه .
“لماذا ، لماذا لا أمتلك واحدة ؟ أنا … لا أفهم سبب عدم وجودها .”
هل كان ذلكَ بسبب إهتمامه بما يقوله الآخرين ؟
احتوت هذه الصرخات الهادئة على كمٍ من الإستياء لا يُناسب من في عمره .
“كل من يتحدث من خلفي يروي نفس القصة ! اللون الذهبي هو رمز العائلة الإمبراطورية ، ويجب أن يستمر ! ولقد تمت الإشارة إلى الأمر عمداً بإستمرار !”
يجب أن يكون حزيناً .
سيكون هذا غير عادل .
لا يوجد خطأ سوى ولادته بتلكَ الطريقة .
على الرغم من أنه لم يُولد هكذا لأنه كان يريد ذلك .
كان من المثير للإمشئزاز أخذ مخاوفه على محمل الجد لدرجة الأنين .
‘ربما لأننا لا نتشارك نفس القصة .’
لماذا يجب أن نعاني كثيراً من الأشخاص اللذين حولنا حتى لو لم نكن على خطأ ؟
‘أنا و الأمير مازلنا أطفالاً .’
لم يكن ذنبنا ، لكن الوزن الذي كان يجب أن نحمله كان ثقيلاً للغاية .
ربما بعدما إبتعدت عن القصة الأصلية و تغير محيطي قليلاً ، لقد كان الإله قادراً على التعرف علىّ .
‘أشعر بالمرض .’
لقد كان ولي العهد يبكي قبل أن يُدرك ذلك .
لقد كان من الصعب جداً اخراج الكلمات التي كانت مدفونة بعمق .
“أنا ، أنا…”
حمقاء .
لم اتمكن من شفاء جراحي بشكل صحيح ، فكيف سأتمكن من شفاء جراء الغير .
“…لماذا يجب عليها أن تكون ذهبية ؟”
لذا ، فإن الكلمات التي خرجت من فمي لم تكن ذات صلة .
واكن بدون الإلتفات إلى هذا الأمر … استمر هذا الفم المثقوب في نطق بعض الكلمات التي لا يجرؤ أحد على قولها .
“فقط لأنك ليس لديكَ عيون ذهبية ، هذا يعني أنكَ لستَ الأمير المتوج ؟”
“…لا .”
“إذاً ، ألم يوافق والداكَ عليك كـطفل لهم ؟”
“لا ! أبي و أمي يُحباني و يهتماني بي !”
وما المشكلة إذاً ؟
لم أستطع تحمل الكلمات التي خرجت .
“لقد اعترف والداكَ بكَ ، ومنصبكَ كأمير لم يتغير .. ما المشكلة إذاً ؟”
“…ماذا؟”
“انا لا أفهم .”
“الأمر لا يتغير أن جلالتكَ هو الأمير المتوج على أى حال . لماذا يجبُ عليكَ الإنغماس في كلام من هم حولك ؟”
“لأنني لم أولد بالعيون الذهبية .”
“لم يكن الأمر و كأنك أردت أن تُولد هكذا .”
برزت تنهيدة خفيفة من فمه .
“أنه ليس خطأ جلالتك .”
“……..”
لم تكن هناكَ كلمات خرجت مرة أخرى .
يُمكنه القول أنني فتاة سيئة ، الكلمات التي خرجت من فمي لقد كان صريحة .
“حسناً ، لن يتغير الوضع إن اهتزت مكانة ولي العهد دون اعتراف والديه .”
“….ماذا تريدين أن تقولي ؟”
“ماذا لو لم يعترفو بكَ ؟ لن يتغير الوضع .”
نعم ، انه نفس الشيئ .
إن الأمر مخيف ، أنا أخاف من عيون الناس .
لم أفعل شيئ خاطئ .
اعتقدتُ أن هذا كان تعزية لولي العهد ، لكن يالسخرية … شعرتُ انني ارمي ابتسامة مريرة على نفسي .
“اليس الأمر اسوأ حالاً من سب و مضايقة شخص بريئ ؟”
ارتجف صوت الأمير الذي كان قد هدأ .
“…أنتِ لا تهتمين إن لم يكن لدىّ عيون ذهبية ؟”
“أنا لا أهتم .”
“لماذا ؟”
ربما سيعتمد تعبير هذا الطفل على إجابتي .
“سواء كانت عيون ذهبية أو فضية ، فأنت ستـصبح الملك . سـتصبح الأفضل على أى حال ، لذا ما أهمية ذلك ؟”
إذا كنتَ تعمل جيداً و تهتم بالناس فلا بأس .
أغلقت فمي بسبب الجو المحيط .
سرعان ما انفجرت عيناه بالبكاء فجأة .
“… لم يخبرني أحد من قبل أنه لا بأس بلون عيني . في الواقع ، لقد كان كل من أمي و أبي يشعران بالأسف على لون عيني .”
سقطت قطرات الدموع من عينيه .
“أردتُ أن أسمع شيئاً كهذا ، لا يجبُ أن تكون ذهبية .”
سقطت الدموع على قبضته المشدودة .
“ولا اصدق أنه يتم تهدئتي من طفلة مثلك .”
في أحسن الأحوال ، يبدو أنه أكبر مني بعامين .
‘أنا لستُ في وضع يسمح لي بتهدئة نفسي .’
هل هذا لأنها كانت تُمطر في الخارج و الجو أصبح غائماً ؟
تذكرتُ عندما كان العالم كله رمادي بالنسبة لي .
أمي التي ماتت موتاً بائساً كشريرة ، وأنا إبنة المرأة الشريرة . عندما كانت السعادة التي لا يُمكن منحها لي أمراً طبيعياً .
عندما إعتبرتُ أن كره الجميع لي أمراً مسلماً به .
كان هذا قبل بضعة أشهر فقط
بدأتُ أدرك ان هذا ليس صحيحاً وأنني أكون سعيدة عندما أكون محبوبة .
اليوم الذي تتبارد لذهني فيه الذكريات السيئة يكون يوماً مليئاً بالخوف .
إبتسم الأمير بشكل أكثر راحة مما كان عليه عندما أتى اول مرة ، لكنه كان حزيناً .
تلكَ الأيام الكابوسية لاتزال حية .
ربما من الصعب النسيان مع مرور الوقت .
ومع ذلكَ ، أنا ممتنة لأنني لم أمت و سأعيش بسعادة مع عائلتي و راجنار .
‘ولكن لماذا أنا قلقة للغاية ؟’
الآن ، بعد تحريف القصة … أعتقد أنه يُمكنني العيش بسعادة .
سيكون المستقبل سعيداً ، ولكن إلى متى سأظل خائفة تماماً من الماضي الغير سعيد ؟
“أريد شكركِ على قول ذلكَ . و …”
“و؟”
“أعتذر عن الوقاحة التي فعلتها عندما التقيتُ بكِ في. المرة الأولى .”
سرعان ما كان هناكَ صوت سعال محرج .
نظرتُ إليه بوجه خالي من التعبيرات .
‘…لم يعتذر لي أى شخص اساء بي من قبل .’
بالطبع لم يكن لدى الأطفال في الميتم أى نوع من أنواع الأسف .
لم أكن أعرف أن الإعتذار سيأتي من الأمير الذي أمامي .
‘..هذا أول اعتذار لي .’
لا يُمكنني نسيان الماضي .
لكنني شعرتُ أنني استطيع تحويل الماضي إلى ذكريات جميلة .
‘إذا أخفيتُ الذكريات السيئة بأخرى جيدة الواحدة تلو الأخرى …’
على الرغم من أنه كان اعتذاراً طبيعياً … لقد كان مريحاً نوعاً ما .
“ألن تقبليه ؟”
لماذا تنظر إلىّ بهذه الطريقة و أنتَ أمير ؟
عندما رأيتُ الأمير ينظر إلى عيني بقلق اختفت مشاعري الكئيبة و إبتسمت إبتسامة خفيفة .
“لم أكن أعرف أنني سأحصل على اعتذار .”
“هذا ما علمني اياه والدي . من المهم الإعتراف بالخطأ عند ارتكابه .”
“هذا تعليم رائع .”
يُقال أن الشخص الذي كان الأخ الأصغر لآكسيليوس هو جلالة الإمبراطور .
“حسناً ، ربما قد يكون الأمر متأخراً على ذلك ، لكن إسمحي لي أن أقدم نفسي لكِ . إسمي سايمون روبليو كليمنس امير هذه الإمبراطورية .”
كان من اللطيف رؤيته يتحدث بطريقة مهذبة .
فكرت في كيفية تقديم نفسي لبعض الوقت لكنني قد قلت الأمر بشكل مريح لأنه ليس مخفياً على أى حال .
“أنا دافني بينديكتو ، أنا خليفة عائلة بينديكتو .”
“إذا كنتِ خليفة بينديكتو .. هل أنتِ إبنة رئيسة التجار ؟”
“نعم.”
نشأ الشك في تعبير سايمون .
بالنظر إلى هذا التعبير ، أعتقد أنني أعرف ما يفكر فيه .
“أنا لستُ إبنة الدوق الأكبر .”
“فهمت ، لقد قلت فهمت .”
لقد كان شعوراً بأنني سأتخطى ذلك .
أنها الحقيقة .
لا أستطيع ان أكون صريحة معه ولكن ربما سيكون أكسيليوس هو الشخص الوحيد في طريقه .
‘يجب أن أقول لا .’
عند التفكير في الأمر ، عبث سايمون و سعل عندما تسائلتُ لماذا لا تأتي الخادمة .
عندما نظرتُ إليه كما لو كان لديه ما يقوله إستمر في السعال و غطى فمه بقبضته .
“إن كان لديك ما تقوله فقط أخبرني .”
“ليس الكثير .”
“ماذا إذاً ؟”
تردد وفتح فمه أخيراً .
“دافني ، أريد أن أعطيكِ فرصة لمقابلتي كأول صديق لكِ .”
هل يطلب مني أن نكون اصدقاء ؟
ما الذي يقوله في مثل هذا الموقف ؟
“أنا آسفة ، لا يُمكنني .”
صرخ سايمون بدهشة عندما اعتقد أنني سأسمح به بهذا بالتأكيد .
“ماذا ؟ لماذا ؟”
يتبع …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "41"