أصبحت الغرفة من الداخل مُظلمة كما لو أنها كانت مُغطاة بالغيوم الداكنة .
الطقس في الخارج مُشمس جداً .
هذا لأن إكسيليوس كان يجلس في الزاوية وكان إكتئابه واسع النطاق ولا يُمكن التعبير عنه بالكلمات .
“إبنة كلوي … إبنة مخفية …”
بعد أن إنتهت كلمات والدتي ، كان إكسيليوس لايزال هناك .
كانت والدتي تتكئ على النافذة و تنظر إاى إكسيليوس بتعبير غير مريح .
كنا ننظر إليهما بدون إخفاء أعيننا الفضولية .
يعرف الآخرون أنني الإبنة البيولوچية لوالدتي ، كذلكَ تم تسجيلي .
لقد كانت تلكَ المعلومة شائعة لإكسيليوس ايضاً .
“…لهذا السبب توقفتِ عن مقابلتي ، لديكِ شخص جديد …”
“لدىَّ أطفال لذا توقف عن قول الكلمات عديمة الفائدة .”
أصبحت نظرة أمي دامية .
سرعان ما أغلقَ إكسيليوس فمه ، ربما لأنه كان على وشكِ إغلاف فمه .
بالنظر إلى جميع المواقف من البداية إلى الآن ، إستطعت أن أعرف لمحة عن من يكون هذا الشخص .
‘أنه شخص يحب والدتي .’
بالتفكير في الأمر ، لم تكن والدتي متزوجة .
‘لما لا؟’
إذا لم يكن والد لينوكس أو والد ريكاردو ، ماذا عن إكسيليوس ؟
إذا كان يعتقد أنني إبنته فلابدَ أنهما كانا زوجين لكنها غير متزوجة .
نظرتُ إلى والدتي ، وسرعان ما وجهت نظرتها نحوي .
إحتوت نظرتها على الكثير من الأسف ، لذلكَ كنتُ مرتبكة بعض الشيئ .
“عزيزتي ، هل كان الأمر مُفجائاً ؟”
“…بدلاً من المفاجأة …”
بدلاً من المفاجأة ، ما الذي يُناسب أكثر ؟
لقد كان تهديداً ، لكنه ليس مُخيفاً .
فكرتُ في الأمر لفترة ، ثم فتحتُ فمي .
“لقد كان حزيناً .”
نعم هذا صحيح .
إن الأمر مؤلم أن ترَ شخص يبكي في عذاب و كأن العالم قد إنهار .
‘لقد فوجئ بمعرفة أنني إبنته التي يتم تربيتها في الخفاء …’
مهما كان السبب ، كان من المثير للإعجاب رؤيته يبكي بدون أن يُسيطر على هذا الجسد الكبير .
“لهذا السبب أريد أن أريحه .”
مع الكلمات المُضافة ، وصلتني نظرة إكسيليوس .
لقد كان يبكي بشدة لدرجة أن عينه أصبحت حمراء اللون ، مثل الزهور الحمراء .
“…هل إسمكِ دافني ؟”
نظرَ لي إكسيليوس بنظرة غريبة .
اومأتُ برأسي إلى تلكَ الكلمات ، و إقتربَ مني بإبتسامة .
ثم جلسَ على ركبته و أصبحت عينه على نفس مستوى عيني .
“أنه جميل .”
“وجهي ؟”
“وجهكِ جميل لكن قلبكِ جميل ايضاً ؟”
اممم ، بماذا يجبُ أن اُجيب ؟
رمشتُ عيني و نظرتُ في عيون إكسيليوس .
كان اللون الذهبي الساطع ، كما لو ضوء الشمس يذوب في السماء ، مألوفاً للغاية .
شعرتُ بالغرابة عندما رأيتُ اللون مُشابهاً لعيني عندما أنظر في المرآة .
وبدا هذا هو نفسه مع إكسيليوس .
“…لن تخبريني من هو الأب ؟”
نظرَ إكسيليوس في عيني بعناية و سألني بجدية .
“بالتأكيد .”
عندما قمتُ بالرد على سؤال الحازم تنهد .
“عين ذهبية …”
سأل صوت إكسيليوس الذي بدى مشوشاً .
“لماذا عيني ؟”
عند سؤالي إبتسم إكسيليوس بإشراق .
“لقد فعلتُ ذلكَ لأنها جميلة جداً . لقد كنتُ أريد أن أعرف من أعطاكِ هذا اللون الجميل .”
الصوت الذي حاول رفعه لم يكن موثوقاً به ، لكنني اومأتُ رأسي .
نظرت أمي إلينا و تنهدت وهي تهز رأسها .
“وشكراً لإهتمامكَ . لقد اسأتَ الفهم و فاجأت دافني .”
بدأ الصوت الودود الذي لم ينسجم مع عينها الشرسة في تهدئتي .
“أريد أن أعتذر لأنني فاجأتُ دافني .”
“لابأس . لقد كنتُ أعرف من أنتَ .”
“هل كنتِ تعرفين من أنا ؟ هل أخبرتكِ كلوي ؟”
كيفَ تحول تفكيره إلى أمي فجأة؟
حسناً هذا سيكسر توقعاته …
“لا.”
“إذاً ، من …”
أدار إكسيليوس رأسه إلى الوراء قبل أن يتمكن من إكمال الكلام .
ما وصلَ إلى نهاية نظرته كان لينوكس ، الذي كان يتجنب بصعوبة نظرته .
“لقد قال أن هناكَ تم يبكي يأتي من الساعة . عندما رأيتكَ تبكي علمتُ أنكَ العم الباكي .”
تشدد إكسيليوس بسبب إجابتي .
قال لينزكس في عجلة من أمره .
“دافني ، أعتقدُ ان العم الباكي سيُجري محادثة مهمة مع والدتي ، فهل نخرج لبعض الوقت ؟”
مما زاد الطيز بلة أن ان لينوكس قد قال لقبه مرة أخرى .
اومأتُ برأسي و قلت «أشعر بالأسف تجاهه بعدة نواحٍ .»
***
خرج الجميع ، وبقت كلوي و إكسيليوس فقط في الغرفة .
طوت كلوي ذراعها و إقتربت من إكسيليوس الذي كان غارقاً في التفكير .
توقف إكسيليوس عن التفكير و نظرَ إلى هذه الرائحة المألوفة .
إنها لا تستخدم العطور ، لكن لماذا تتمتع كلوي برائحة لطيفة دائماً ؟
إبتسمَ إكسيليوس بحزن .
عندما كان في العشرينات من عمره ، وقع في حبها من أول نظرة … منذ هذا الوقت وهو يطاردها .
كانت هناكَ لحظات تم فيها رفضي بطريقة واضحة أنها لا تريد أن تخسر صديق جيد ، لكنني لم أندم على ذلكَ ابداً .
‘أشعر بالخجل ، لكنني متأكدة أنه سـيُسيئ الفهم .’
سعلَ إكسيليوس عبثاً ، متذكراً الليلة التي كان يريح فيها كلوي قبل مغادرته إلى الحدود ولأنه كان حزيناً .
«مشعارفة ايه دا بس لازم اكتب الجزء دا عشان تفهمو»
كيفَ ينسى اليوم الذي إجتمع فيه قلبيهما أخيراً .
كانت ليلة واحدة فقط ، لكنه اساء الفهم بأن دافني هي إبنته .
“إنها جميلة.’
“إنها طفلة جيدة .”
أغلقَ إكسيليوس عينه و تذكر المرة الأولى التي دخل فيها إلى هذا المكان .
أراد فقط أن يُفاجئها قليلاً ، لذا فكر في زيارتها بشكل مختلف عن المعتاد .
ولكن بمجرد أن فتح الباب ، تفاجئ بالطفلين الصغرين .
بدت الطفلة الجالسة على الكرسي المتحرك لطيفة و ضعيفة و كأنها ستُكسر في أة لحظة إن لمسها أى أحد .
أول شيئ لاحظه كان الشعر الأبيض .
في البداية ، كانت كلوي الوحيدة التي عُرف أن لديها شعر أبيض ، لذلكَ أراد أن يعرف ما الذي يحدث .
وبدأ يُفكر في رأسه أن ذلكَ غير ممكن .
‘يا إلهي ، بسبب تلكَ الليلة …؟’
بمجرد أن نظرَ إلى تلكَ الطفلة بعيون متوترة ، إنفجرت العواطف كما لو كان ينهار .
كانت عيونها الذهبية اللامعة تُشبه خاصته .
العيون الذهبية كانت تتلألأ كما لو أنها تحتوي على الشمس ، لم تكن موجودة لدى أى شخص .
اللون الرمزي للعائلة الإمبراطورية ، واللون الذي يرمز للدم النبيل .
يُقال أن هذا اللون أحياناً يكون موجوداً لدى عامة الناس ، لكنه كان نادراً جداً .
إنه لون ثمين للغاية .
بشعر أبيض تُشبه كلوي و عيون ذهبية تُشبه إكسيليوس نفسه .
لم يتمكن من مقابلتها منذ حوالي خمس او ست سنوات لكن في هذه الأثناء …؟ مرت هذه الأفكار في رأسه و في النهاية لم يستطع تحمل الأمر .
وبكى بشكل محرج مثل الطفل أمام الطفلة .
ربما كان ذلكَ بسبب مظهر الطفلة الذي كان مؤسفاً للغاية قبل أن يكون غير واضح بسبب الدموع .
‘كم كان هذا صعباً على كلوي .’
على الرغم من أنه لم يكن كذلكَ ، لقد عاشت بالفعل أوقات عصيبة لأنها إمرأة جاءت من القمة .
شعر بالضيق عندما فكر في صعوبة إنجاب الطفلة .
كان من الصعب التعامل مع مشاعره التي جاءت مع حقيقة أنه لم يستطع أن يقضي معها الوقت في هذا الوقت العصيب .
لقد كان آسفاً جداً لطفلته لدرجة أنه لم يستطع السيطرة على الدموع التي كانت تتدفق .
سيكون الأمر صعب لأنه ليس لديكِ أب ، صحيح ؟
لماذا هي على كرسي متحرك ؟
هل تتألم بشكل طبيعي ؟
‘لماذا لم أعرف بوجود تلكَ الطفلة الجميلة كل هذا الوقت ؟’
الحياة التي تم التخلي عنها لفترة طويلة في أماكن أخرى لتنظيف الأبراج المُحصنة التي حدثت بالقرب من الحدود لقد عادت الآن ولكن مع الإستياء .
لكن دعوني أفعل ما بوسعي . من الآن فصاعداً يحبُ أن أكون قوياً كـأب للطفلة .
التعليقات لهذا الفصل "33"