كانت الحديقة التي وصلتُ إليها أجمل مما كنتُ اتوقع .
كانت الحديقة جميبة و تتألق بألوان زاهية كثيرة كانت تكفي لملء الفراغ بداخلي .
زرتُ الحديقة لإرضاء قلبي ، و تناولتُ الغداء الذي قدمه إلىَّ وينستون .. ولم أشرب الكاكاو .
“ماذا تريدين أن تفعلي الآن ؟”
“الدراسة.”
“إذاً ، هل علينا الذهاب إلى غرفتكِ ؟”
“نعم . لا ، أريد الذهاب إلى مكتب أمي .”
توقفت خطوات وينستون عند هذا الحد .
بالطبع ، بسبب الحادث من الأمس لقد كنتُ أخشى الذهاب .
‘على الرغم من أنني مترددة قليلاً .’
هذا لا يعني أنني لا أستطيع الذهاب إلى المكتب .
‘أكثر من أى شيئ آخر ، أريد أن أكون أول من يُقابل الجميع عندما يعودون .’
أنه محرج قليلاً ، لكنني أريد أن أقول لهم «مرحباً بعودتكم».
“ألستِ خائفة ؟”
“أنه مكتب أمي …”
على الرغم من أن الكلمة الأخيرة كانت خافتة بعض الشيئ ، و لكن وينستون قام بطبيعة الحال بتوجيه الكرسي المتحرك إلى السلالم للصعود إلى الطابق الثاني .
“ولكن كيفَ أصلُ إلى الطابق الثاني ؟”
عندما سألتهُ و أنا مشيرة إلى الكرسي المتحرك ، رفعَ الكرسي المتحرك و قائلاً «لا توجد مشكلة.»
“وينستون؟”
ماذا حدث ؟؟
مهما كنتُ خفيفة ، لا أصدق أنه يرفع كرسياً متحركاً و أنا جالسة عليه !
إنتقلت عيناى المحرجتان من مكان إلى آخر .
سمعتُ صوته يقول «لا تقلقي أنا أحمل الكرسي المتحرك بقوة ولستُ خائفاً من شيئ.»
“لقد أصبحت عضلاتي قوية قليلاً . حتى لو كانت حالتي سيئة سأضحي بحياتي من أجل الآنسة ، لذلكَ لل تقلقي كثيراً .”
“إذاً ، هل سيتألم وينستون؟”
“هذا لن يحدث على أى حال …”
ضحِكَ من وراء ظهري .
لحسن الحظ ، لقد كان الأمر صحيحاً أنه كان واثقاً من قوته ، و لقد إقتربنا من الوصول إلى نهاية الدَرج .
ليس من الغريب أنني عندما دخلتُ إلى مكتب والدتي لم أجد الجثة .
“حسناً ، هذا هو مكاني .”
مكتب صغير بجوار المكتب الكبير .
أزلتُ الكرسي الذي أمامه و إستبدلتُ الكرسي بالكرسي المتحرك و فتحت الكتاب الذي كان على مكتبي .
عندما كنتُ أدرس مع وينستون لفترة طويلة أصبحت الساعة تتألق و تتألق .
‘أليس قاتلاً أو دخيلاً مرة أخرى ؟’
تذكرتُ الوقت الذي ظهرَ فيه بطل الرواية الذكر بذا جفلت و إرتجفتُ و نظرتُ إلى الأعلى .
“ما قد تكوني قلقة بشأنه لن يحدث مرة أخرى أبداً .”
“لماذا أقلق ؟”
“لقد إتخذنا جميعاً إجراءات قوية حتى لا نعرضكِ للخطر مرة أخرى .”
بهذه الكلمات ، نظرَ إلىّ وينستون و طلبَ مني النظر بإتجاه الساعة .
نقرتُ القلم الذي أحمله و رفعتهُ رأسي ببطء لأنني كنتُ مصممة .
عندما إختفى الضوء ظهرَ لينوكس و ريكاردو أمامي .
ضَحِكوا و حاولو الترحيب بي بإبتسامة ، لكنهم تشددو على الفور .
“لينوكس؟ ريكاردو؟”
كان من الغريب أن يكون وجههما متيبساً و نظرتُ إليهما و سمعتُ ضحكة خافتة من الخلف .
‘ماذا يحدث ؟’
برؤية أن وينستون يضحك ، يبدو أنه ليس موقفاً سيئاً .
لم يمضِ الكثير من الوقت حتى نظرتُ حولي ولاحظتُ أنهم ينظرون نحو الكرسي المتحرك .
“اوه ، هذا صحيح ! هل كان الكرسي المتحرك جاهزاً منذُ البداية ؟”
تبادر إلى ذهني صورتي الغبية و المُحرجة حتى الآن ، و برزَ صوتي في تلكَ اللحظة .
في تلكَ اللحظة بدأ الإثنان في إرخاء أجسادهما المتيبسة و نظرا إلى بعضهما البعض .
وكان لينوكس هو من فتحَ فمه أولاً .
“لا . لقد قال ريكاردو أن الكرسي لم يكن جاهزاً ، لكن من أينَ أتى ؟”
“من الواضح أن هيونج هو من قال ان الكرسي لم يكن جاهزاً ، لكن لماذا هو هنا الآن ؟”
“أنتما تتحدثان بشكل مختلف الآن .”
ألقى لينوكس باللوم على ريكاردو و ألقى ريكاردو باللوم على لينوكس ، ثم أغلقا فمهما بتعبير حزين عندما تحدثتُ .
“كلاكما خدعني !”
بمجرد ان تحدثتُ هز الإثنان رأسهما على عجل .
“لا ! ما الذي تقصدينه بالخداع !”
“هذا صحيح . بالتأكيد لا ، دافني ! إن السبب … في الواقع … أمي !”
إرتفعت عيناي بسبب البريق .
في اللحظة التي أراد فيها لينوكس إلقاء اللوم على والدتي ، ومضت الساعة و عادت والدتي .
بدت أمي متعبة قليلاً ، لكنها إستقبلتي بإبتسامة حول فمها .
لكن في اللحظة التي رأتني فيها ، إهتزت عينها كما لو كان هناكَ زلزال .
“هل كان يومكِ جيـ…داً ؟”
معه ، كانت كلمات أمي غير واضحة .
أظهرت هذه العيون الحمراء على الفور الإحراج .
لقد أخبرتني أن تعبيرات الوجه مهمة .
شاهدتها تغير تعبيراتها من البداية حتى النهاية ، ولاحظتُ أن تعبيراتها غريبة .
بالطبع ، إبتسمت أمي كما لو كانت مُحرجَة و قالت لـلينوكس و ريكاردو .
“يا إلهي ! لماذا لم تخبروني أن الكرسي المتحرك كان جاهزاً يا أطفال ؟”
حتى أمي ألقت باللوم عليهما .
عند هذه الكلمات ، نظرَ كلاهما لي بإحراج .
بدت تعبيراتهما الغير عادلة مختلفة تماماً عن تعبيرات والدتهما الجريئة .
حدقتُ في الثلاثة وتنهدت .
عندما تنهدتُ إنفجر وينستون من الضحك .
“بواهاهاها . هل تعلمون أنكم تتحدثون بشكل مختلف تماماً ؟”
“إن الجميع يعلم و قامو بخداعي .”
أنا لا أعرف ذلكَ حتى و مازالو يحملونني .
أخرجتُ تنهيدة مرة أخرى .
جفل ثلاثتهم و تبادلو النظرات و ضحكو بصعوبة .
“فقط لأنني إعتقدت أنكِ ستكونين أكثر إستقراراً إن حملتكِ….”
“كنتُ أخشى أن تكون دافني تشعر بالبرد .”
“لقد فعلتُ ذلكَ لأنني أردتُ أن أحمل طفلتي .”
الثلاثة توقفو عن الكلام و الآن يختلقون الأعذار .
ريكاردو و لينوكس و أعذار والدتي ، ضحكتُ كما لو أنني لا أستطيع المساعدة .
“ماهذا.”
حتى الأعذار التي قدموها كانت تقلقني بشدة حتى النهاية .
إن كان قلبي دافئاً بهذا الشكل ، فلن أغضبَ بعد الآن .
لسببٍ ما ، كان لدىّ شعور أن الضحكة من الممكن أن تخرج بشكل طبيعي .
ليست الضحكة التي تدربتُ عليها أمام المرآة يوماً ما ، و لكن نوع الضحكة الذي من الممكن أن يخرج بشكل طبيعي بدون أن أرتجف .
لذلكَ ضَحِكتُ بخفة بسبب المشاعر التي أشعر بها الآن .
أحني عيني و أرفع عيني بلطف حتى أتمكن من إعادة الضحكات التي قدموها لي .
“لقد عُدتم.”
تراجع لينوكس بسبب ضحكتي .
تمتم ريكاردو قائلاً أنه رأى الأمر بشكل خاطئ و فركَ عينيه .
نظرت أمي إلىَّ و عيناها مفتوحتان على مصرعيهما و إبتسمت لي بعد ذلكَ .
و أجابت .
“نعم ، لقد عُدت .”
أتت أمى إلىَّ و فتحت ذراعيها .
حتى يوم أمس ، أنا من كنتُ أطلب العناق ، لكن أتت أمي إلىّ اليوم وهي من تطلب هذا .
و أنا أحبُ ذراعىّ أمي ايضاً .
علقتُ نفسي بإحكام في ذراع والدتي .
أنا محرجة قليلاً ، لكنني لا أريد أن أكون كذلك .
أنا أحب ذلكأنا أحبها.«الجملة ليها كذا معنى»
عندما إنحنيتُ على ذراع أمي شعرتُ و كأنني مرتاحة .
“لقد عدتُ يا دافني .”
“و أنا ايضاً ، وأنا ايضاً ! لقد عدتُ .”
بعد فترة وجيزة ، إمتلأ المكتب بضحكات الجميع .
بالطبع لقد كان يشمل ضحكتي .
***
“لا.”
لقد قدم وينستون تقريراً عما كان عليه الأمر يوم أمس .
و مع الإفطار في البداية قالت أمي بحزم أنني لا يجبُ علىّ زيارة الصبي في المرة القادمة .
“لكن الحو بارد وهو وحيد هناك …..”
“لكنكِ لا يُمكنكِ . ما مدى خطورة الطفل الذي نشأن كـقاتل .”
عندما كانت قلقة علىَّ إعتقدتُ أنه لن يُسمح لي حتى لو إستمريت حتى النهاية .
كان موقف والدتي أصرم مما كنتُ أعتقد .
‘أولاً علىّ التقرب منه و أن أكون ودودة معه …’
سمعتُ أنه تخطى الوجبات مرة أخرى …
إن لم أذهب ، لا أعتقد أنه سيتناول الطعام .
نظرتُ إلى الفطور الساخن أمامي و رفعتُ رأسي .
كانت أمي تحدق في وجهي بتعبير حازم .
لقد تحدثتُ بكل قوة و بقلب راسخ .
“ثم اريد إستخدام أمنيتي ، الأمنية الثانية !”
“دافني .”
حاول لينوكس منعي لكن ريكاردو أوقفه لأكمل كلامي .
“كأمنية ثانية ، أريد قضاء الوقت معه . من الواضح أنه سيموت جوعاً بدوني ، ويُمكن أن يكون خائفاً هناك.”
تنهدت أمي كما لو أن كلماتي بدت بريئة فقط .
“الأشياء الخطيرة لا تتغير حتى لو تم التخلص من التنويم «أو غسيل المخ»”
بصوت قلق اومأ لينوكس و ريكاردو كما لو كانا متعاطفين .
“عزيزتي ، أمي تأمل بألا تتأذي مرة أخرى . العلامات الموجودة على رقبتكِ لم تختفِ بعد .”
“لم يكن هو من فعل هذا . ولقد وعدته أنني سأذهب لزيارته مرة أخرى .”
تحولت عين أمي إلى المنديل اللطيف الذي كان يغطي رقبتي .
تحت المنديل اللطيف الوردي ، لقد كانت الكدمات التي خلفها الرجل من خنقي الليلة الماضية باقية ، لذا لقد كانت قلقة بما فيه الكفاية .
أتفهم قلق عائلتي ، لكنني أستطيع تعديل هذا الرأى بالرغم من ذلك .
“أريد أن أكون صديقة له .”
“صديقة . صديقة لقاتل …”
“لن أذهب حتى داخل الزنزانة ، و لن أفتحها . و إذا كنتِ قلقة ،سأذهب دائماً مع شخصٍ ما .”
كلما إستمرت كلماتي كلما إستمعت إليها أمي بهدوء .
بدلاً من ذلك لقد حاولت إقناعي ، و لينوكس بجانبها لا يريد أن يسمح بذلك .
“إن لم يتغير و يستمر في كونه تهديداً لنا ، سأستسلم .”
“هل هذا لأنكِ تشعرين بالأسف نحوه؟”
“قليلاً .”
في نهاية كلامي ، رفعت أمي الراية البيضاء «دليل على أنها إستسلمت.»
“إنها رغبتك ، لذا عليكِ فعل ما تريدين . لكن عليكِ الحفاظ على ما قلتيه .”
“نعم!”
عبس لينوكس بسبب إذن والدتي و إجابتي.
“أمي ، لكن مهما كانت ….”
“وريكاردو ستبقى معها اليوم.”
“نعم…؟”
لقد كان اليوم هو دور أمي .
نظرَ ريكاردو إلى أمي و لينوكس و أنا و اومأ برأسه .
“سأذهب لأتحقق مما إن كان مريضاً و سآتي .”
كان يحاول معرفة ما إن كان سحر غسيل الدماغ يعمل .
على أى حال ، أخبرتُ ريكاردو بإثارة بما أن أمنيتي الثانية قد تحققت .
“ريكاردو ، دعنا نذهب بسرعة !”
“إنتظري يجب أن أنهي الإفطار .”
“آه!”
أصبحت يدي أسرع اليوم وأنا أتناول الحساء .
ربما يرجع ذلكَ لكون الحساء لذيذاً اليوم بشكل إستثنائي بسبب مزاجي .
يتبع ….
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "23"