لو كان الأمرُ كذلكَ ، لكنتُ شعرتُ بالحرج عندما أعلم بوجود الكرسي المتحرك لاحقاً .
‘على أى حال …. لماذا لم يخرجوه حتى الآن ؟’
أن أمي و لينوكس و ريكاردو لم يخبروني بهذا .
عندما كنتُ أرتجف لوحدي بسبب الشعور بالخيانة الذي لم أكن مدركة له ، سمعتُ صوت ضحكة من الجانب .
وبينما كنتُ أزيل عيني من على الكرسي المتحرك ، إلتقت عيني بعين وينستون الضاحك .
“اوه ، أنا آسف . هل كان يتم حملكِ ؟”
على كل حال ، يبدو أن المساعد فعلَ ذلك .
لا أعرف ، هل ربما فام بقراءة وجهي ؟ لكنني اومأتُ برأسي بسبب إجابته الصحيحة .
“نظراً لأنكِ صغيرة للغاية و هشة ، أعتقدُ أنهم أرادو الإعتزاز بكِ .”
اومأتُ برأسي بسبب كلمات وينستون .
“ولكن ، التحرك بحرية بمفردكِ مهم . وهذه الحرية سيُفرها لكِ وينستون هذا.”
قال وينستون مشيراً لنفسه بإيماءة مبالغ فيه .
عندما أجبتُ بـنعم دون أن أرفض ، إتجه إلىَّ .
”حسناً إذاً ، إعذريني من فضلكِ آنستي.”
ثم عانقني بخفة .
‘يبدو نحيفاً جداً .’
ضحكَ و تصلب .
“أنا لستُ قوياً بما فيه الكفاية لكنكِ خفيقة جداً . إن ظللتِ بهذه الخفة فقد تتمكنين من الإستمرار قي تناول الكاكاو و الحلوى .”
“اهغ.”
عندما تخيلتُ تناولي للكاكاو في كل وجبة ، خرجَ صوت يدل على القرف من فمي .
أجلسني وينستون على الكرسي المتحرك ، ضاحكاً على سوء فهم ريكاردو الذي يجبُ أن أتحدث معه .
“إذا قمتِ بتدوير عجلة الكرسي المتحرك بنفسك فستتحرك ، لكنها ستتحرك بقوة و سرعة كبيرة .. لكن إن قمتِ بتحريك الأزرار جيداً فسيتحرك بسهولة.”
الزر الأخضر للأمام و الزر الأحمر للتوقف و الزر الأصفر للخلف .
و إذا أردتُ تغيير الإتجاه يُمكنني الضغط على للزر البنفسچي ، وقد لمستُ الأزرار .. إن الشرح سهل الفهم .
حاولتُ الضغط عليها الواحد تلو الآخر و التحقق من أنه يتحرك بشكل صحيح ، ثم حاولتُ الخروج بمفردي .
“بالطبع ، يُمكن للآنسة تحريكه الآن .. لكن لا يُمكنني أن أعطيكِ عناء الضغط على الأزرار .”
قُلتَ أنكَ ستمنحني الحرية في وقت سابق .
“هل تسمحين لي بمساعدتكِ من فضلكِ ؟”
لقد كان يعبث معي ببعض الكلمات التي تمتملئ بالهراء .
بسبب نظرتي هزّ كتفيه .
“مهمتي اليوم هي خدمة الآنسة الشابة بدون إزعاج.”
“إذا ذهبتُ إلى الغابة بدلاً من ذلك ، فأنا أريد التدرب على إستخدام الكرسي المتحرك.”
“إذا كانت آنستي تريد ذلك.”
بعد الوصول إلى الإتفاق المطلوب ، غادرنا الغرفة .
تحول صوت دحرجة العجلات بشكل تدريجي إلى صوت الدهس على العشب .
الشكل الخارجي الذي ظهرَ لي كان لديه القليل من اللون الأزرق ، ربما كان ذلكَ بسبب سحر ريكاردو .
الشمس مشرقة في السماء ، حديقة ليست باردة حتى في الشتاء و أشجار و أزهار ملونة .
لذلكَ كان الأمر منعشاً .
أخذتُ نفساً عميقاً ، ثم أخرجتُ الزفير و عانقتُ الهواء في الخارج بعد فترة طويلة .
يبدو أنه لا يوجد شيئ لا يُمكن القيام به في هذا المكان حيثُ لا يجرؤ الشتاء البارد على الدخول .
“أنهُ ليس بعيداً عنه هنا لكنه ليس قريباً جداً .”
تحركَ الكرسي المتحرك قرابة العشر دقائق تقريباً .
سرعان ما أصبحَ الطقس الذي كان دافئاً ، بارداً ..و شعرتُ بالقشعريرة .
“قد يكون الجو بارداً قليلاً .”
عندما غُطيتُ بالبطانية التي قام وينستون بإعطائي إياها أصبح الجو دافئاً ، كما لو كان قد أعدها مُسبقاً .
عندما إعتدتُ على دفء البطانية شعرتُ بالنعاس ، رأيتُ سجناً صغيراً بدا ديقاً لا يمكن لشخص بالغ أن يدخله .
“اوه ، مازال لم يأكل .”
أمام الباب الحديدي ، تم وضع وعاء يحتوي على شطيرة بدون أى أثر لـلمسها .
“أين هو ؟”
“حسناً ، آه هناك . لم أستطع رؤيته لأنه كان جالساً في زاوية السجن .”
عندما نظرتُ مباشرةً إلى المكان الذي كان يشير إليه وينستون ، ظهرَ شخصٌ ما في مكان أسود فقط .
كان شعره و ملابسه وحتى السجن كان أسود ، لذا لم أستطع رؤيته بشكل جيد حتى قام برفع رأسه .
في ذلكَ الوقت ، رن صوت هدير في مكان هادئ .
لقد أكلتُ منذُ فترة ليست بطويلة ، ولا أعتقد أن وينستون يتضور جوعاً .
“أنه جائع جداً و لكنه لا يلمس الطعام أبداً ، أعتقدُ أنه تم تدريبه بشكل جيد.”
“تدريب؟”
“يجب أن يكون قد تم تدريبه إن كان قد تعرض لغسيل دماغ «تنويم» . دون قيد أو شرط ، فقط سيطيع أوامر المالك.”
ماجاء بشكل طبيعي كان صوتاً قاسياً .
“لهذا السبب هو لم يلمس الطعام حتى لو تم تحرييه من التنويم المغناطيسي .”
أنتَ جائع بهذا الشكل ولا يُمكنكَ لمس الطعام على الرغم من أن الطعام موجود أمامكَ .
تذكرتُ ما عشته في الميتم في الماضي .
على الرغم من وفرة الطعام ، لقد كان من الصعب الحصول عليه بالنسبة لي .
لقد كنتُ أرغب في تناوله ، لكن في اللحظة التي أتناول فيها الطعام .. لقد كان هناكَ ضربة تنتظرني ، لذلكَ قد إعتدتُ على الجوع بشكل طبيعي .
لسببٍ ما ، أردتُ أن أراه يضع الطعام في فمه .
“نعم ، هل يُمكنني الإقتراب و أعطيه الطعام بنفسي ؟”
“لا ، إن الأمر خطير.”
“لكن ، لابدَ أنه جائع . من الممكن أنه كان خائفاً لأنه وجدَ أن من وضعَ له الطعام كان شخصاً بالغاً .”
قال وينستون أنني لا يُمكنني ذلكَ ، لكنه دلى كتفيه كما لو كان لا يُمكنه المساعدة بسبب إلحاحي المستمر له .
“إذاً ، لا يجبُ عليكِ وضع يدكِ داخل القضبان الحديدية ، عليكِ فقط المراقبة من الخارج.”
“حسناً ، فهمت.”
دفع وينستون الكرسي المتحرك إلى الأمام شيئاً فـشيئاً .
رن صوت دحرجة العجلات مع القليل من صوت سحق العشب .
رفع بطل الرواية الذكر رأسه و تقابلت عينانا عندما سمعَ الصوت .
عاد الجزء الذي باللون الأسود من عينه إلى اللون الأبيض ، لكن عينه التي تُشبه الزواحف مازالت باقية .
لحسن الحظ ، عندما نظرَ إلى عيني بدى أفضل قليلاً من الأمس .
ولكن ، أليسَ في حالة قسوى من التأهب ؟
لقد كان وينستون حذراً لأنه كان يظهر عداءاً شديداً يُمكنني الشعور به .
في هذا الموقف المتوتر ، فكرتُ فيما يجبُ أن أفعله .
‘من الواضح أنني إن أعطيتُ له الطعام هكذا فقط فلن يأكله ، و لكن إن رميتُ له الطعام….’
إنه ليس حيواناً و يتم إلقاء له الطاعم لكي يتناوله…
قد يشعر بالسوء .
لنفكر في الأمر بشكل معاكس . إن كنتُ أنا … فماذا أفعل لتناول الطعام في هذه الحالة ؟
أنا جائعة و هناكَ عدوٌ أمامي ، لكن هذا العدو قام بإعطائي الطعام .
‘لا أعتقدُ أنني سآكله .’
لا أعتقد أنني سآكله ، لكن الطفل المُدرب جيداً سيأكله .
على الأقل كنتُ سأفكر في تناوله إن لم يكن عدواً .
‘آه ، هذا هو .’
يُقال أنكَ لا تستطيع رفض شخص مبتسم .
إن الأمر لا يبدأ باللطف ، فقط الإقتراب بشكل تدريجي .
‘لقد مررتُ بهذه التجربة .’
تذكرتُ الطريقة التي كانت تحاول فيها عائلتي الإقتراب مني ، أخذتُ البطانية و نزلتُ على الأرض بعناية.
“آنستي !”
“إنتظر لحظة.”
رفعتُ يدي بسبب ثوت وينستون القلق و أوقفته .
أصبحت الآن في نفس مستوى عين الطفل و أصبحَ يُحدق فىّ .
لا يُمكنني أن أفعلها على الفور، لكن لا يُمكنني أن أكون عدائية معه .
كل ما علىّ فعلهُ هو التفكير في هذه المشاعر و التصرف على الفور .
متكئة على ساقي اليسرى ، إقتربتُ ببطء إلى القضبان الحديدية .
بسبب حركتي ، أخيراً وجهَ الصبي نظرته نحوي .
في اللحظة التي إلتقت فيها عيني مع عينه الأرچوانية ، فك الصبي عقد يديه .
من باب الإهتمام ، رفعتُ وعاء الشطائر الذي بجواري .
“لماذا لم تأكل هذا؟”
“……”
“ألستَ جائعاً ؟ أنه جيد .”
“……”
“إذا كنتَ جائعاً فلن تتمكن من التحرك أو الهروب .”
بسبب كلماتي ، جفلَ و حركَ عيناه .
لمست نظرته الشطيرة . في هذا الوقت ، كنتُ أرغب في أن يكون مهتماً ، لذلكَ وضعتُ طبق الشطائر داخل القفص .
“الآن ، إذا قمتُ بذلكَ ، فستتمكن من تناوله بسهولة لأنه في الداخل .”
“……”
“أريدكَ فقط أن تستمتع به ، أنه لأمرٌ محزن أن تكون جائعاً .”
جفلَ جسد الصبي و بدأ يتحرك قليلاً .
نظرتُ إلى تلكَ العيون كما لو كان يُفكر في هل يتحرك أم لا ، وضعتُ الماء بجواره و أوصيته بالأمر .
“إذا تعرضتَ للإختناق ، يُمكنكَ شُرب الماء .”
عندما أنهيتُ كلماتي ، إندفع الصبي بشدة و بدأ يأكل الشطيرة .
جاء وينستون بجواري و نظرَ إلىَّ .
“آنستي ، لقد قلتِ أنكِ لن تضعي يدكِ داخل القضبان الحديدية .”
“لكنني لم أستطع المساعدة.”
وهو يأكل الآن .
بسبب نظرتي ، تنهد كما لو أنه لا يستطيع المساعدة .
ثم عانقني ووضعني على الكرسي المتحرك .
“إن الأرض باردو توقفي عن الجلوس عليها ، علينا العودة .”
“سنعود بالفعل ؟”
“لقد فعلت الآنسة شيئاً خطيراً بوضع يدها داخل القضبان الحديدية ، لذا يجبُ أن نعود … لقد وعدتي صحيح ؟”
ثم عندما قال أنه كان سيكون أمراً كبيراً إن حدثَ حادثٌ من هذا ، فعبستُ.
‘لقد أطعمته على أى حال .’
لا أريد أن أكون كاذبة .
فجأة أصبح الفتى الذي أكل كل الشطيرة و شربَ الماء يُحدق بي .
أنه لأمرٌ جيد أن عداءه قد قل ، بخلاف تلكَ النظرة من قبل .. صحيح ؟
كان وينستون قاسياً ، لذا لم يكن لدىَّ خيار سوى الإيماءة .
“إذاً ، إنتظر دقيقة قبل العودة.”
قبلَ قلب الكرسي المتحرك ، سلمتُ البطانية إلى وينستون .
“إن بقى هنا طوال الوقت فـسيصاب بالبرد ، إن هذه البطانية دافئة .”
“…الآنسة حقاً …”
بسبب كلامي ، هزّ وينستون رأسه كما لو كان قد هُزم .
على الرغم من ذلكَ ، فإن تعبيره لم يكن سيئاً .
شعرتُ بالرضا عندما رأيته يضع البطانية في القضبان الحديدية .
“لأن الجو بارد ، لا تنسى أن تُغطي نفسكَ .”
“……..”
“في المرة القادمة التي آتِ فيها ، سوف أحضر شيئاً لذيذاً ، أعني ….”
ماذا يجبُ أن أقول عادة في هذه الحالة ؟
فكرتُ في الأمر وأضفتُ بعض الكلمات .
“لا تُصاب بالبرد ، و لا تفتعل المشاكل حتى آتِ إليكَ ، و في المرة القادمة ستخبرني بإسمكَ ، حسناً ؟”
“…….”
“سأخبرك بإسمي في المرة القادمة التي آتِ فيها لذا أخبرني بإسمكَ .”
“…..”
“حسناً ، وداعاً . أراكَ غداً .”
كأنني لا يجب أن أكون هنا بعد الآن ، توجه الكرسي المتحرك بسرعة إلى المنزل .
و مع ذلكَ ، كان من المؤسف الدخول إلى المنزل الآن ، لذلكَ قررتُ البقاء مزيداً من الوقت في الحديقة الدافئة .
علقت نظرة ما فينا و نحنُ نبتعد .
بالنظر إلى الوراء ، لقد كان بطل الرواية الذكر يُحدق فينا .
لم أستطع معرفة فيما كان يُفكر .
يتبع ….
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "22"