“دافني!”

هززت رأسي للصوت المألوف .

بمجرد فتح الباب ، شعرت بالارتياح لرؤية راجنار و سايمون .

كان لدى سايمون الكثير من الأشياء في يده ، ولكن من رد فعل بيرتولد منذ فترة ، بدا أن سايمون قد أخذ الأدلة أولاً.

ابتسم بيرتولد على الرغم من الاقتحام المفاجئ لضيف غير مدعو.

وقبل أن يركض راجنار نحوي ، رفعني مثل الكيس .

“لماذا أخي الصغير الحبيب يطاردني؟”

“ضع دافني جانبا.”

“لماذا؟”

“ضعها أرضًا .”

في الأجواء المتوترة ، تحولت نظرة بيرتولد إلى سايمون .

“هل أنت متأكد من حصولك على المستندات أولاً؟ أنتَ ابن شريكي ، لذا لابدَ بأنكَ كنت تفكر في نفس الشيء .”

حسب كلمات بيرتولد ، شدد سايمون قبضته على يده حتى لا يفقد المستندات.

“هاه . هل أنتَ خائف من فقدانها ؟ لا يهمني ما ذهب بالفعل للشريك الاول ، لقد انتهى الأمر.”

“…هل حقًا لديكَ شراكة مع أبي ؟”

“لقد أبرمت معه عقدًا لزيادة مُهلة الإمبراطور القصيرة . لقتل أولئك الذين يعارضون صعوده إلى العرش ، والتعامل مع المضايقات ، وفي المقابل يتسامح مع أفعالي ربما ؟”

على الرغم من أنني لم أرغب في تصديق ذلك ، فقد كان حقيقة واقعة.

أغمق وجه سايمون أكثر بعد خروج هذه الكلمات الوقحة من فم بيرتولد .

وضحك بيرتولد وهو يشاهده بسعادة .

“في البداية ، لم أعد بحاجة إلى مساعدة شريكي بعد الآن. لأن النهاية قد حانت أخيرًا. لذا سواء او لا . لا يهمني .”

عبس سايمون من كلماته المجهولة.

استفدت من هذا الالتباس وحركت يدي ممسكة بالزجاج بشكل أسرع لقطع الحبل.

بينما كان قلبي يحترق من الإحباط ، ركض بيرتولد فجأة للنافذة .

“دافني!”

لصرخة راجنار و سايمون ، استند بيرتولد على النافذة و تحدث .

“إن كنت تريدها اتبعني .”

بهذه الكلمات قفز من الشجرة كما لو لم يكن قد دخل من قبل .

***

ركض راجنار وسايمزن إلى النافذة دون تردد بينما قفز بيرتولد .

كان راجنار على وشك القفز إلى أسفل ، لكنه رأى سايمون يحدق في الجانب الذي هرب منه بيرتولد وكان مرتبكًا.

كانت عيناه مليئة بالارتباك.

على الرغم من وجود ذلك ، سيكون من الصعب قبول خطايا والده بشكل كامل .

وحتى لو قبلها ، بدا أنه يتفهم الالتباس حول القرار الذي يجب اتخاذه في الوضع الحالي.

قد يكون الصديق ضعيف الذهن يعاني بين ما يجب عليه القيام به وما يريد القيام به.

فتح راجنار فمه ليريح صديقه العزيز من الذنب .

“سايمون ، من الآن فصاعدا ، كل واحد منا يجب أن يفعل ما يخصه .”

“……..”

“سأذهب لإنقاذ دافني وقتل بيرتولد ، و أنتَ خذ الأدلة و أقبض على الجاني الحقيقي الذي سينهي هذه القضية. بما أنه ليس لدينا وقت ، فلنفعل ذلك بكفاءة. سأعهد بهذه المهمة و اترك المهمة الأخرى لي .”

بعد كلمات راجنار ، عض سايمون شفتيه .

لكن هذا كان للحظة قم أومأ برأسه بقسوة .

“اثق بك .”

“لا تقلق . سوف أنقذها و أعود بأمان .”

“يجب أن يعود كلاكما بسلام. لا تتأذى.”

قام سايمون وراجنار بالاتصال بالعين وأومأوا برأسهم.

تحرك الجسد في نفس الوقت .

ركض سايمون المكان الذي كان يوجد فيه الفرسان الإمبراطوريون ، وركض راجنار نحو الاتجاه الذي فر منه بيرتولد .

***

“علمت بأنك ستتبعني.”

كان صوت بيرتولد مليئًا بالبهجة.

كنت غاضبة من ردة الفعل التي كانت مليئة بالإثارة وكأن هذا الموقف كان بالفعل مسرحية.

“لماذا بحق خالق الجحيم تفعل هذا؟”

لم يُجب بيرتولد على سؤالي .

حملني بهدوء و داس على الشجرة .

‘قليلاً ، أكثر قليلاً .’

اضطررت لقطع الحبل ، لكن الزجاج المكسور لم يكن حادًا كما اعتقدت ، لذا كانت سرعة قطع الحبل بطيئة.

“دافني!”

يمكن سماع صوت راجنار ، الذي كان يطارد خلفه عن كثب ، في مكان قريب.

‘آهغ.’

على الأقل لم أرغب في أن أكون مصدر إزعاج ، لكنني كنت أعيق الطريق فقط ، ولم أكن مفيدة .

“اتركني !”

إن سقطت من على الشجرة سوف اتعرض لإصابة بالغة ، لكن على الأقل فكرة الهروب كانت جيدة .

لكن كما لو ان بيرتولد قرر تجاهلي ، لم يطلق قوته من ذراعه التي كانت تمسك بي.

وبذراعه الحرة ، بدأ يبحث في بين يديه .

وفي تلك اللحظة انقطع الحبل .

“دافني!”

في تلك اللحظة ، كان على وشك أن أمد يدي للإمساك براجنار .

أخرج بيرتولد شيء ما و رشه على راجنار .

تدفقت مجموعة من البودرة المشبوهة من جيبه .

كان للمسحوق الأسود لون أزرق غريب ، لكن راجنار توقف في مفاجأة.

“راجنار!”

صرخت باسمه على عجل ، ولكن سواء كان مندهشا من الهجوم المفاجئ أو ما إذا كان قد أصيب في مكان ما ، كان راجنار ساكنا لفترة طويلة.

فجأة رأيته يختفي عن نظري و أنا في حيرة من أمري .

‘ماهذا؟’

ضحك بيرتولد بصوت عالٍ كما لو أنه فعل شيئًا رائعًا.

كان من الواضح أنه كان مريبًا ، لكن كان من المحبط عدم تمكني من معرفة ما كان عليه الأمر .

لا ، كان الأمر الأكثر إحباطًا أن يتم الإمساك بي بهذه الطريقة وألا أكون قادرة على المساعدة .

“إلى أين تذهب؟”

“حسنًا. هل هناك أي مكان تريدين الذهاب له ؟”

“هل ستلعب لعبة الغمضية الآن ؟”

أجاب بيرتولد على سؤالي دون تجاهله .

“يبدوا بأنكِ الشخص الغالي لأخي ، لذلك إذا كان ذلك ممكنًا ، سأجعله يموت في المكان الذي يريده .”

كان صوته هادئًا ومهتمًا ، لكن المحتوى لم يكن كذلك.

“يبدو أن كل شركائي قد انهارو على أي حال . سيكون الأمر ممتعًا فقط إذا انهار.”

“هل أنتَ سعيد بمصائب الآخرين؟”

“لماذا تسألين على ما هو واضح ؟ أعتقد بأنني سأصاب بالجنون لأن الأمر ممتع .”

كان صوت بيرتولد اللطيف حقيقيًا حتى لأولئك الذين لم يعرفوه جيدًا.

وقد أصبت بالقشعريرة لرؤيته بهذا الشكل .

سرعان ما أصبح راجنار غير مرئي من الهجوم الذي كان منذ فترة .

‘من الأفضل الهروب عندما ينزل من الشجرة على الأقل .’

إن تركني هنا ستكون لديّ جروح خطيرة .

عند السقوط من مكان مرتفع بدون راجنار ، ساد الخوف لدرجة أن جسدي كله تيبس .

لم أرغب في خلق مخاطرة من خلال اتخاذ قرار غير معقول.

“لا ، من هذا؟”

أثناء قيامي بفرز أفكاري ، ارتفعت نبرة صوت بيرتولد أعلى قليلاً من ذي قبل.

سمعت صوته ، نظرت حولي ورأيت الدوق هيرونيس يتجول في الحديقة.

عندما وجده بيرتولد ، غير فجأة الاتجاه الذي كان يركض فيه وركض في الاتجاه الآخر.

أخيرًا نزل بيرتولد من على الشجرة.

بمجرد أن لامست قدمي الأرض ، كنت سعيدة جدًا لأنني أردت الخروج من هناك ، لكن كان من الأسرع بالنسبة له أن يضعني على الأرض بقسوة.

“آهغ!”

عبست و رفعت رأسي لرؤية محيطي .

“هنا ….”

كانت حديقة كانت موجودة هناك منذ فترة.

لا أعرف ما الذي فعله عندما قام بخطفي ، لكن ماريا و كاستور كانوا نائمين كما لو كان مغم عليهم باستثناء يونيس .

“فلور!”

حاولت أن أصرخ باسمها بدهشة ، لكنها جفلت قليلاً ، لكنها لم تنهض.

وكذلك فعلت ماريا وكاستور.

تركني بيرتولد جالسة و سار باتجاه يونيس .

كان كل من فلور و كاستور و ماريا في حالة نوم حتى بعدما صرخت .

بكت يونيس كثيرًا لدرجة أن المنطقة المحيطة بعينها قد تغير لونها في لحظة .

حاولت يونيس التحدث لبيرتولد دون أن تسمح الدموع من عينيها .

“ماذا فعلت لأطفالي !”

“حسنًا؟ أليس هذا ما تريدينه ؟”

“كل ما أردته هو موتها ، ولا أريد أن يتأذى أطفالي! لم أكن أرغب في أن تسير علاقتي مع أطفالي على هذا النحو!”

على الرغم من الصرخة البائسة واليائسة ، لم يرمش بيرتولد حتى .

إنه فقط يخفي فرحته ويتحدث بتعبير حزين على وجهه.

“يكن هناك فقرة تنص على أنه لا يجب أن أمس أطفالك .”

“بيرتولد !”

“على أي حال ، المصير محدد ، وإذا أخذ شخص ما المصير هذا بدلاً من الشخص الآخر سيكون كل شيء بخير صحيح ؟ يجب أن يتحمل أطفالكِ مصيركِ .”

“ماذا؟”

“كنت سأقتلكِ ، لكن كلاهما اعترضا الطريق لذا هذا ما سيحدث .”

عند ذلك ، توقفت يونيس.

كما لو أن الوقت قد توقف ، بدت و كأنها لا تتنفس .

“أنا آسفة . و لكن ماذا أفعل ؟ ألا يجب أن أكون بخير على أي حال ؟”

“هل اختبأتِ خلفهما. إذا أمعنا التفكير في الأمر ، فيبدو أنهما كانا دروعًا .”

كلمات بيرتولد لم تكن موجهة ليونيس .

ظهرت شخصية جديدة في هذا المكان بصوت حفيف العشب.

“ماذا تقصد أيضًا؟”

عند سماع صوت الغضب ، اتجهت كل الأنظار إلى هذا الاتجاه.

وصل الدوق هيرونيس ، الذي رأيناه منذ فترة ، وابتسم كما لو كان غاضبًا.

“هاه .”

“عزيزي ….”

نادت يونيس الدوق بصوت يبكي ، لكن تعابيره أصبحت أكثر برودة.

“هل تقولين بأنكِ قد استخدمتِ حتى أطفالكِ من أجل حياتك الخاصة ؟”

“ماذا تقصد؟ إنه ليس كذلك ، انا ….”

“على أي حال ، هذا المكان مزيف بالنسبة لك ، لذلك لا يهم ما يحدث للأطفال المولودين بألم في المعدة أو لزوجك الحبيب.”

“بيرتولد يكذب ! لماذا قد اؤذي أطفالي !”

رد بيرتولد .

“لا ؟ لقد كنتِ مختبئة خلف أطفالكِ عندما هاجمتكِ .”

“لا!”

صرخت يونيس بسرعة ، لكن تعبير الدوق لم يظهر أي علامة على الانفتاح.

قبل أن أعرف ذلك ، قمت بفك الحبل حول كاحلي ، وزحفت بهدوء نحو فلور.

‘لحسن الحظ ، هي تتنفس بشكل صحيح .’

بدت وكأنها نائمة .

حتى عندما تنفست الصعداء ، كان الوضع يقترب تدريجياً من الكارثة.

“إلى أي مدى تخططين للإكمال ؟ كيف يمكنني بحق خالق الجحيم الوثوق بكِ مرة أخرى ؟”

“لماذا لا تصدقين ؟ لقد قلت لا ! لم أفعل هذا!”

كان الاثنان يتشاجران ويرفعان صوتهما.

كان عكس الزوجين اللذين كانا يحبان بعضهما البعض بشكل جميل في يوم من الأيام.

ضحكت على المظهر القبيح الذي جعل عيني تتجهم بمجرد النظر إليهما.

حتى لو لم أذهب أبعد من ذلك ، كان الزوجان يسيران على طريق الخراب .

-ترجمة إسراء