كانت عيون راجنار تلمع كما لو كان ينتظر إجابة إيجابية .
وكان لابدَ أن يصبح تعبيري الذي ينظر إلى هذه العيون جادًا من تلقاء نفسه .
‘هل يعني الرفيقة التي أعرفها ؟’
إذا كان هذا صحيحًا ، فهذه ليست كلمة تنشأ بيننا .
أصبح تعبير راجنار داكنًا بشكل تدريجي عندما كنت في حالة تأمل و لم أجد إجابة لفترة طويلة .
“ألن توافقي ؟”
“أنا سعيدة للغاية لأنكَ عدتَ بهذه الطريقة .”
تمتمت بصوت خفيف ، و بلطف ربتت على شعر راجنار .
“لا أعرف لماذا ذكرت كلمة رفيقة ، ألن يكون هذا صعبًا ؟”
“لماذا ؟”
سأل راجنار كما لو أنه لا يفهم .
في تلكَ اللحظة أمال رأسه على يدي كما لو كانت لمستي جيدة على رأسه .
لذلك سرعان ما خفضت يدي وأجبت بعناية قدر الإمكان .
ربما أكون على خطأ ، لكن على الأقل الرفيق الذي أعرفه هو العشيق أو أكثر من ذلك ….
“هذا لأننا أصدقاء .”
بعد كلماتي ، لم يتحرك راجنار حتى و نظر لي بهدوء .
كان هناك نظرة داكنة على وجه راجنار الذي كان يعاني كما لو كان في حالة صدمة .
“لا أعرف لماذا تتحدث عن هذا الأمر ، لكننا أصدقاء . عادة ما يتم استخدام كلمة رفيقة في الزواج .”
عندما انهيت كلماتي عاد راجنار إلى رشده و أخرج بعض الكلمات .
“لم أفسر كثيرًا صحيح ؟ إذن ، هناك طريقة للتنين و البشر لتشكيل ختم الرفقة و العيش معًا …!”
لقد استمعت بهدوء لأنني قد شعرت أنه علىّ الاستماع للشرح الذي قيل بشكل متسرع .
“إنها طريقة ليعيش البشر و التنانين معًا لفترة طويلة . نظرًا لأنكِ سترتقين لمستوى عمر التنين ، فلا داعي للخوف من الموت !”
كانت القصة التي تحتوي على الهراء مفهومة على الرغم من السرعة .
عندما أومأت برأسي ظهرت ابتسامة على شفتىّ راجنار .
‘هل كان هذا لحمايتي بأى حال من الأحوال ؟’
في الواقع . لقد كانت مساعدة لا يستطيع تقديمها إلا راجنار .
“هل أخبركَ التنين الذي أنقذكَ بذلك أيضًا ؟”
أومأ راجنار برأسه بقوة .
“أخبرني أنه من الجيد أن تستمعي لقصتي و نشكل ختم الرفقة .”
“رفيقة….”
لهذا السبب لم يأتِ لرؤيتي حتى الآن .
‘لم يكن عليكَ ذلك .’
حقيقة أننا كنا منفصلين لمدة عشر سنوات فقط بسبب ذلك جعلني حزينة .
“لابدَ أنكَ تعلمتَ الكثير ، صحيح ؟”
“لقد تعلمت بجهل .”
ضغط راجنار على أسنانه و بدأ في التلخص من الحزن الذي كان يمسك به .
“ألقى بي في المكتبة و أغلق علىّ حتى قرأت جميع الكتب ، وبعد قراءة جميع الكتب قال لي أنه سوف يساعدني إن استطعت ضربه .”
“أمم …”
كلما تحدث راجنار أكثر ، كلما فكرت أن الرجل العجوز كان غريب الأطوار .
أومأت برأسي بهدوء لراجنار الذي كان يتحدث مثل الأطفال كما كنا منذ زمن .
بطريقة ما شعرت بالغيرة لأنني لاحظت أنه أصبح قريبًا من التنين ، لكنني قررت عدم اظهار الأمر .
“ليس هذا فقط ! لقد قال أنه سوف يجد طريقة لتشكيل ختم التنين ووضع المانا علىّ من تلقاء نفسه !”
“التنين ؟”
هذا ما رأيته في كتاب ما أثناء التحري عن التنانين .
قبل أن التنين بإمكانه تنويم فاقد الوعي مغناطسيسيًا عن طريق وضع طاقة سحرية في صوته .
“لقد فعل هذا حتى لا أخرج و أكشف عن هويتي .”
تأوه راجنار بغضب و سرعان ما أنزل عينيه و قابلت عيناه عيني .
“هل تقصد نارس ؟”
“…قد يبدوا هذا كعذر لكنني حقًا أردت أن أقول الحقيقة .”
تنهد راجنار وقال أنه من المرهق التفكير في هذا الوقت .
“لقد أضعف كلام چوزيف حواسي بكل ما له علاقة بهويتي .”
“إذن … هذا ما كانت عليه شخصيتك ؟”
“هذا … يمكنكِ التفكير في الأمر على أنه سن البلوغ .”
كانت خدود راجنار ملطخة باللون الأحمر لأنه كان يخجل من قول ذلك بنفسه .
أردت السخرية أكثر من مظهره المحرج لكنني لم أستطع البقاء هنا .
‘يجب أن يكون الجميع قلقًا .’
كانت الأولوية هي إعطاء إجابة واضحة والخروج من هذا المكان في أسرع وقت ممكن.
“أولًا فهمت ، دعنا نخرج من هنا و نتحدث عن التفاصيل لاحقًا .”
“هل ستكونين رفيقتي ؟”
انتشرت ابتسامة لامعة على وجه راجنار .
“هذا ليس مهمًا الآن .”
“لا . إنه مهم .”
أجاب راجنار بحزم .
بدى أنه سيكون صعبًا الخروج من هنا بدون الإجابة عن سؤال الرفيقة .
‘الآن هذا ليس مهمًا .’
عندما نظرت لأعلى أمسكَ راجنار بيدي بقوة أكبر .
نظرت للأسفل مرة أخرى و نظرت إلى راجنار الذي كان لايزال يبتسم ابتسامة مشرقة.
لقد كبرت ، لكنكَ لازلت طفلاً . ألم يعلمكَ والدكَ الروحي أنه عليكَ مراعاة الزمان و المكان ؟
ماذا فعلت دون دراسة شيء كهذا لمدة عشر سنوات ؟
لقد مرت عشر سنوات .
سألت راجنار مرة أخرى بدون أن أجيب .
“هل يمكنكَ أن تخبرني بالظبط ماذا يعني كلمة رفيقة ؟”
ولأنني كنت خائفة من الكلمات ، أمسكَ راجنار يديّ معًا وقال :
“إذا وضعنا ختم الرفقة على قلوب بعضنا البعض فسوف يستمر الإنسان في العيش بنفس قدر عمر التنين .”
على الرغم من ارتجاف يديه كان تعبيره جادًا للغاية .
“يمكننا أن نعيش معًا لبقية حياتنا بالطريقة التي أردناها عندما كنا صغارًا. وبهذه الطريقة ، لا داعي للخوف من الموت …”
بالتأكيد ، كان هناك وقت تمنيت فيه حياة يومية هادئة كطفلة .
لم أقل شيئًا لفترة ثم فتحت فمي.
***
اعتاد الجميع على دعوة ماريا هيرونيس بهذه الطريقة .
‘الزهرة التي أزهرت في حب جميل .’
اعتادت ماريا أن تكون محبوبة ، واعتادت أن تعطي الحب.
لذلك كانت تلاحظ العداء تجاهها أكثر من أى وقت آخر .
ومع ذلك لم تهتم ماريا كثيرًا .
‘ولكن إن كنت لطيفة سيفتح لي قلبه يومًا ما .’
ربما قام شخص ما بنعت ماريا بالغبية بيبب أفكارها البسيطة و الإيجابية ، لكن كان هذا صحيحًا نوعًا ما بالنسبة لماريا .
عندما كانت تظهر ماريا المودة تتضاعف و تعود لها .
لم يكن هناك أحد في العالم يكره ماريا ، وحتى في النهاية سوف يختفي من يكرهها بصمت .
نشأت ماريا مع الكثير من الحب لدرجة أنها تسائلت عما إن كان هذا ما يهتم به الحاكم .
لذلك ، حتى عندما قابلت نارس للمرة الأولى لقد كان من السهل لها معرفة أنه لا يحبها .
‘شخص مثير للإهتمام .’
ظهر شخص مثل القدر في موقف صعب لماريا و ألحق الأءى عن غير قصد في قطاع الطرق كما لو كان لا يستطيع المساعدة .
لم يكن يهتم بمساعدة ماريا لكنه قد فعلها في النهاية .
اعتقدت أنه شخص غريب الأطوار و موقفه كان غريبًا .
قال كاستور و أنه قد سئم من تعبير نارس الصريح الذي كان بدون ابتسامة طوال الرحلة ، لكن ماريا لم تعتقد ذلك .
عندما رأت نارس شعرت و كأنه مألوف بشكل غريب .
‘أعتقد أنه متوتر .’
قال أنه ذاهب لمقابلة صديق ، لكن لماذا كل هذا التوتر ؟
بدلاً من مقابلة صديق ، لقد كان يُشبه العريس الجديد الذي سوف يتقدم لعروسه بعد أن حدد ما سوف يقوله بحزم .
بدأت في إيلاء المزيد من الاهتمام للمظهر الغريب التي ظلت تراه .
ومع ذلك ، بغض النظر عن مدى صعوبة تحدث ماريا معه أو معاملته بطريقة ودية ، فإن موقف نارس لم يتغير .
على عكس الأشخاص اللذين قابلتهم ، لقد كان ينظر لماريا بنظرة فاترة .
لقد كان الأمر جديدًا و مذهلاً .
تساءلت ما الذي سوف يجعل نارس يضحك .
وفي الأكاديمية عندما وصلت أخيرًا ، تمكنت أخيرًا من مقابلة شخص نارس الثمين الذي كان مهتمًا به .
‘إسمي دافني بينديكتو .’
انعكس شعر دافني الأبيض في الشمس و تألق كما لو كان نجمة .
كادت ماريا تصرخ بدون أن تدرك ذلك في اللحظة التي وجدت فيها عينًا ذهبية لامعة و كأنها كانت تمسك بالشمس ، وتقف بوضعية مستقيمة و تشعر منها بالوقار على الرغم من جسدها النحيل جدًا .
‘جميلة .’
كانت دافني جميلة وودودة و لطيفة أكثر من أى شخص آخر بالنسبة لماريا التي رأتها للمرة الأولى .
‘أريد أن أكون قريبة منها !’
كانت ترغب في الاقتراب من دافني ، و أرادت الاقتراب من نارس .
لذلك ابتسمت بشكل مشرق من أى وقت مضى و قدمت لها نارس .
كان الأمر عديم الفائدة .
رأت ماريا لأول مرة تعابير نارس المختلفة في ذلك اليوم .
على الرغم من أن نارس كان صريحًا وعبر عن الأمر بصراحة ، إلا أن دافني قامت بمعاملته وكأنه شخص غريب .
بطريقة ما ، اعتقدت أنها قد شعرت بالحزن و شدة جرحه .
***
كانت ماريا منزعجة عندما بدأ نارس يهتم بدافني .
‘تبعني كمرافق و لكن عينه و تركيزه كله منصب على دافني سونبي-نيم….’
كان من الواضح أنه أكثر قلقًا .
حتى لو كانت تحدق به باهتمام ، فإن نارس لم يلمح ماريا بنظرة واحدة ، في النهاية اتبعت ماريا نارس و نظرت هي الأخرى نحو دافني .
ثم بدون أن تدرك كادت تبصق الفواق .
‘يجب أن تكون غاضبة .’
أغمضت ماريا عينها بإحكام بسبب تعبير دافني البارد .
كان الإنطباع الأول جميلاً ولطيفًا ، لكنها تعرف الآن أنها كانت شخصًا مخيفًا عندما تغضب .
لذا ، عندما اعتذرت عن أخطاء كاستور ظنت أن دافني ستكون غاضبة جدًا و تفعل شيء حيال هذا .
لكن دافني لم تفعل .
لقد كان موقفها مثاليًا و أشارت بشكل صحيح إلى أن أخطاء كاستور ليس عليها الإعتذار بدلاً منه .
ومع ذلك شعرت بالغرابة .
كانت دافني تريح ماريا ، لكنها أشارت فقط إلى الحقائق و لم تشعر بأى تكلف تجاه ماريا .
‘مثل …’
لكن أفكار ماريا لم تستمر حتى النهاية لسوء الحظ .
فجأة بدأت الأرض تهتز بعنف .
عندما رأت ماريا الأرض تنشق تحت قدميها ، شعرت بالخوف من موتها لأول مرة .
‘ماذا لو مت هنا هكذا ؟ ماذا لو لم أتمكن من العثور على كاستور و مت ….’
ولأنها كانت خائفة و غير قادرة على فعل أى شيء ، فجأة أخرجت يد أحدهم ماريا من الفوضى .
“نارس …!”
“أنتِ تعترضين الطريق ، لذا أبقي في الخلف .”
(مالآخر أنقذها عشان كانت واقفة قدامه و مش عارف يساعد دافني)
قال نارس هذه الكلمات و غادر المكان بسرعة .
‘مرة أخرى ، أنقذني نارس .’
كان المكان الذي كانت تقف فيه ماريا قد انهار بالفعل .
لو لم يساعدها نارس لكانت قد سقطت هناك .
مع تلاشي الخوف من الموت بدأ صدرها ينفجر بطريقة مختلفة .
‘ربما أنا واقعة في حب نارس ؟’
(مش وقتك يابنت الكلاب)
تذكرت ماريا الإحساس الذي جعل قلبها برفرف ووضعت يدها على حافة صدرها الأيسر .
أعتقدت أن هذا ما يقوله أصدقائها عن الإعجاب . مازالت تقلق بشأن هذا الشخص و تريد فعل الأشياء الجيدة لتراه يبتسم .
لقد كان اجتماعًا قصيرًا و لقد كانت المحادثة من جانب واحد ، ولقد كانت المحادثة قريبة من مضايقة ماريا ، لذا فإن هذا الحب الغير متبادل لا يمكن إلا أن يكون محرجًا .
ومع ذلك كانت مقتنعة .
ضحكت ماريا بسبب الشعور بالسعادة و شعرت بحبوب اللقاح التي تطفو في الهواء على الرغم من أنها كانت زنزانة مغلقة .
لكن تلكَ الابتسامة لم تدم طويلاً .
–يتبع …
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "108"