—

المكتبة كانت عالمها الخاص.

رفوف عالية تلامس السقف، ممرات غارقة في الغبار، وهدوء يبتلع كل أصوات القصر.

إيفانجلين كانت تعرف زواياها أكثر مما تعرف غرف القصر نفسه، لكن ذلك اليوم… شيء ما شدّها إلى جناح لم تطأه من قبل.

توقفت أمام خزانة خشبية قديمة مقفلة بسلسلة صدئة.

اقتربت، مدّت يدها بخفة على القفل، وفجأة… انفتحت السلسلة من تلقاء نفسها، كأنها استجابت لها.

شهقت بخفوت، ثم سحبت الباب الثقيل.

داخلها، لم يكن هناك سوى كتاب واحد.

—

### 📜 المخطوطة القديمة

الغلاف من جلد داكن، محفور عليه رمز دائري غريب يشبه عينًا تتوهج.

حين لمسته، شعرت ببرودة تسري في أصابعها، وكأن الكتاب حيّ.

فتحت الصفحة الأولى، فوجدت كلمات باهتة كادت تختفي من قِدمها.

لكن أمام عينيها… بدأت الكلمات تضيء ببطء، كأنها تُقرأ لها وحدها:

*”حين تتلوّن عيون الوريث بالدم والذهب، تنهض المملكة من جديد…”*

ارتجفت يدها، حدقت أكثر.

الصفحة التالية ظهرت عليها رسمة: فتاة تشبهها إلى حدٍّ مخيف، بعينين ذهبيتين حمراوين، تحمل سيفًا يقطر دمًا، وحولها شعلة تلتهم التاج الملكي.

—

فجأة، شعرت بحرارة شديدة خلف عينيها.

صرخت بخفوت، وأسندت يدها على الطاولة.

حين رفعت رأسها نحو المرآة المشققة بجوارها، شهقت:

لون عينيها لم يعد كما تعرفه.

لم تكن رمادية بنفسجية بعد الآن، بل صارت تتوهج بخليط غريب من الأحمر والذهبي، تمامًا كما في المخطوطة.

“لا… هذا مستحيل…!”

أغلقت عينيها بقوة، وعندما فتحتهما مجددًا، عاد اللون الطبيعي.

لكن قلبها ظل يرتجف.

—

### 👑 الشاهد الصامت

ما لم تدركه إيفانجلين، هو أن المكتبة لم تكن خالية تمامًا.

من وراء أحد الأعمدة، كان **الإمبراطور كايروس دالن** قد دخل بصمت، بحثًا عن لحظة هدوء.

عيناه الزرقاوان تابعتا كل ما حدث:

* الكتاب الذي استجاب لها.

* الكلمات التي أضاءت وحدها.

* لون عينيها الذي تغيّر للحظة.

شدّ قبضته بخفة، وابتسم ببرود كعادته.

*”إذن… الوريثة التي تتحدث عنها الأسطورة ليست مجرد خرافة. إنها تقف أمامي الآن… لكنها لا تعرف.”*

ثم استدار وغادر بهدوء، تاركًا إياها تتنفس بارتباك، تظن أن ما جرى لم يكن سوى وهم أو لعنة غامضة.

—