🔥 ممتاز جدًا! إذًا نكتب **الفصل العاشر** بعنوان:
> ⚔️ *الاختبار الأول للدم الملكي*
### 🌑 الهدوء قبل العاصفة
مرت أسابيع منذ بدأت إيفانجلين تدريبها الليلي مع ماري.
كل ليلة، كانت تتسلل إلى الحديقة الخلفية، تحمل سيفها الصغير وتتمرن بصمت تحت القمر.
ذراعاها صارتا أقوى، خطواتها أكثر دقة، وعيناها أكثر ثباتًا.
لكن ماري كانت تعرف:
“القوة لا تكتمل إلا حين تُختبر.”
في تلك الليلة، بدت الريح مختلفة.
باردة، ثقيلة، تحمل في طياتها نذير خطر.
—
### 🌸 الرسالة المريبة
في صباح اليوم التالي، استُدعيت إيفانجلين إلى غرفة الملكه.
لكن الملكة لم تكن هناك.
فقط وصيفة غريبة الملامح، لم ترَها من قبل، سلّمتها ظرفًا مختومًا بختم العائلة الملكية.
قالت الوصيفة بصوتٍ بارد:
“أمر من جلالتها. طُلب منكِ أن تذهبي إلى الغابة الشرقية قبل الغروب. يبدو أنها ترتب مفاجأة لكِ، آنستي.”
ترددت إيفانجلين، لكن الختم الملكي لم يترك لها مجالًا للشك.
أومأت برأسها واحتفظت بالظرف.
ما لم تعلمه… أن الملكة لم ترسل شيئًا.
بل كانت تلك بداية خطة وضعتها **فانيسا أرجنتارا** بنفسها.
—
### 🌘 الغابة الشرقية
حين حلّ الغروب، سارت إيفانجلين في الممر المؤدي إلى الغابة.
كانت السماء قد بدأت تظلم، والضباب يزحف بين الأشجار.
أمسكت سيفها الحديدي الصغير الذي خبأته في معطفها — عادة لم تستطع التخلي عنها منذ بدأت التدريب.
كلما تعمّقت أكثر، أحست بشيء غريب.
صمت غير طبيعي… لا طيور، لا نسيم، لا أصوات.
ثم —
صوت فرع مكسور خلفها.
استدارت بسرعة، قبضتها تشد على مقبض السيف.
“من هناك؟”
لكن الرد جاء بصفير سهمٍ انطلق من العتمة، ارتطم بجذع شجرة قربها.
—
### ⚔️ الهجوم
خرج من بين الأشجار ثلاثة رجال بملابس سوداء، وجوههم مغطاة.
أحدهم قال بسخرية:
“يبدو أن الفتاة الصغيرة جاءت وحدها بالفعل.”
تراجعت خطوة إلى الخلف، لكن قلبها لم يعد يرتجف كما كان من قبل.
*”هدوء، لا تخافي… كما علمتكِ ماري.”*
رفع أحدهم خنجره، اقترب منها بخطوات بطيئة.
لكن قبل أن يلمسها، انحرفت إلى الجانب ووجهت ضربة سريعة بسيفها، قطعت بها كمّه.
صرخ الرجل، والآخر هجم فورًا بسيف أطول.
إيفانجلين صدّت الضربة الأولى بصعوبة، الشرر تطاير بين الحديدين.
أنفاسها تسارعت، وذراعاها تؤلمانها، لكنها تذكرت صوت ماري في رأسها:
*”لا تركزي على القوة، بل على التوقيت.”*
انتظرت لحظة الهجوم التالية، ثم انحنت لتفادي الضربة وطعنت ساقه بسرعة.
سقط الرجل يصرخ، والسيف في يدها يرتجف، لكنها لم تتراجع.
آخرهم، وهو الأكبر حجمًا، تقدم بخطوات بطيئة.
ضحك بخفة وقال:
“من كان يظن أن ابنة القصر تعرف كيف تجرح؟ لكن إلى هنا يكفي، آنستي.”
ثم هجم عليها بكل قوته.
صوت الحديد اخترق الليل، الشرر تناثر حولهما.
كل ضربة كانت تدفعها للوراء، حتى شعرت أن يدها ستنكسر.
في لحظة يأس، استجمعت أنفاسها، وصرخت بكل ما تملك من قوة وهي تدفع سيفها للأعلى، ثم دار جسدها بانسيابية كما علمتها ماري.
ضربتها لم تكن قوية… لكنها كانت ذكية.
أصابت كتفه، وأسقطت سلاحه من يده.
تراجع متألمًا، ثم نظر إليها بعيون مصدومة، وقال بغيظ:
“سوف تندمين على هذا، يا عزيزتي الظلّ…”
ثم أطلق صفيرًا حادًا، واختفى هو ورجاله بين الضباب، كأنهم لم يكونوا أبدًا.
—
### 🌕 بعد المعركة
وقفت إيفانجلين في مكانها تتنفس بصعوبة، سيفها يرتجف في يدها.
أنظر حولها… الأرض مليئة بآثار الأقدام، والدماء تلطخ أطراف ثوبها.
تراجعت بضع خطوات، ثم جلست على الأرض، تنظر إلى يديها المرتجفتين.
*”لقد فعلتِها… لكن من أرسلهم؟”*
رفعت عينيها نحو القمر، وشعرت بشيء داخلي يغلي — خليط من الخوف والفخر والدهشة.
لأول مرة، لم تكن الفتاة الضعيفة التي تنتظر من يحميها.
لقد حمت نفسها.
—
### 🌸 عودة صامتة
حين عادت إلى القصر قرب الفجر، كانت ماري تنتظرها عند الباب الخلفي.
نظرت إلى وجهها المرهق، إلى الدم على ثوبها، ثم قالت بهدوء:
“كنت أعلم أن هذه الليلة ستأتي. لقد اجتزتِ أول اختباركِ يا صغيرتي.”
أجابت إيفانجلين بصوتٍ خافت لكنه ثابت:
“لقد حاولوا قتلي… ولكنني لن أهرب بعد الآن.”
ماري ابتسمت بفخر، ثم همست:
“هذا فقط هو البداية، آنستي. من يمسّ عرش أنستي، عليه أن يتعلم كيف يقاتل في الظلام قبل أن يسير تحت الضوء.”
—
في مكانٍ بعيد داخل القصر، جلست **فانيسا** أمام النافذة، بيدها كأس من النبيذ، نظرتها باردة.
قالت لخادمتها:
“هل عادوا؟”
هزت الخادمة رأسها نفيًا.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي فانيسا:
“فشلوا إذًا… مثير للاهتمام.”
ثم همست وهي تنظر إلى القمر نفسه الذي شهد المعركة:
“يبدو أن اللعبة بدأت أخيرًا، يا أختي العزيزة.”
—
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته —
📜 **بيان من الكاتبة إلى قرّائها الأوفياء** 👑
“إلى أولئك الذين انتظروا فصول الحكاية بشغفٍ لا يضاهيه شغف،
إلى النبلاء والفرسان الذين رافقوني عبر سطور الإمبراطورية وكلماتها،
أتقدم إليكم بأسمى عبارات الاعتذار والعرفان.
لقد مرّت الامبراطوريه بأيامٍ غاب فيها النور عن القصر،
إذ أصاب الموقع خللٌ مفاجئ — كعاصفةٍ أظلمت سماء الرواية —
تبعها وعكةٌ صحية أنهكت القلم وأخّرت المسير.
لكن… كما لا تموت الأسطورة،
لن تموت حكايتنا.
ها أنا أعود من بين رماد الغياب، حاملةً وعدًا جديدًا بأن تُستأنف الفصول
بروحٍ أقوى، وقلمٍ أشد بريقًا، كما يليق بعالمٍ إمبراطوري وملكيٍ مثلكم.
شكرًا لصبركم، ووفائكم، ودفء انتظاركم.
فأنتم لستم مجرد قرّاء… بل أنتم حُرّاس المملكة التي نسجناها معًا من الكلمات.”
✒️ – كاتبتكم التي عادت إلى العرش 💫
—
التعليقات لهذا الفصل " 12"