مرحباً يا قراء ، حبيت انوه اني اخطأت بفصول الرواية ، يُفترض أن الفصل 95 هو نهاية الجزء الأول من الرواية بس أنا كتبت النهاية بدون توضيح.
الترتيب بعدها بيكون في ثلاثة فصول جانبية للجزء الأول ثم يبدأ الجزء الثاني ب22 فصل وبعدها نهاية القصة الرئيسية للرواية+ ثم 5 فصول جانبية وبعدها تكتمل الرواية.
أعتذر مجدداً عن الخطأ حالياً نزلت الثلاثة فصول الجانبية للجزء الأول مع ثلاثة فصول من الجزء الثاني.
قرائة ممتعة🩷✨
__________________________________________
قبل أن يُقدّم قلبه ويُعيد الزمن إلى الوراء، كانت طفولة رافائيل كرونهارت مظلمة حتى قبل أن تُلقى عليه اللعنة.
لقد كاد أن يموت اليوم أيضًا.
فكّر رافائيل، الفتى ذي الاثني عشر عامًا، بلا مبالاة. كان يتساءل عن سبب مرور هذا الشهر على هذا النحو، لكن الطعام كان مسمومًا.
ما إن لاحظ شيئًا غريبًا، حتى وضع يده على عنقه وتقيأ ما أكله.
ورغم القشعريرة والحمى التي اجتاحت جسده، ربما بسبب السمّ الذي لم يتمكن من إخراجه بالكامل، تظاهر بأنه بخير وحضر مأدبة العشاء.
فذلك هو السبيل الوحيد للبقاء حيًّا في قصر الدوق الأكبر…
كان والده، الدوق الأكبر كرونهارت، رجلاً له ثلاث زوجات وخمس عشيقات.
وكانت والدته، من بينهن، خادمة سابقة، وأضعف النساء مكانةً ونفوذًا.
أُرسل إليها شاي من قِبل الزوجة الثانية أثناء حملها، فتدهورت صحتها بسرعة.
وبعد أن وضعت رافائيل، أغمضت عينيها إلى الأبد، فوجد نفسه مطروحًا في ساحة معركة صامتة، بلا سلاح ولا درع.
كان الدوق الأكبر رجلاً متخاذلًا رغم كثرة أبنائه.
كان يتغاضى بلا مبالاة عمّا ترتكبه النساء من مؤامرات في سعيهن لجعل أبنائهن ورثةً له.
وكان هناك اعتقاد غير مؤسَّس بأن الطفل الذي ينجو من تلك المحن وحده هو من يستحق وراثة لقب الدوق الأكبر.
ربما كان ذلك مجرد تبرير للتهرّب من المسؤولية…
وبالطبع، لم يشعر رافائيل بأي تعاطف مع ذلك الاعتقاد.
لم تكن له أمّ تحميه، وكان لا يزال صغيرًا جدًّا.
لكن الأطفال الآخرين لم يفكّروا بتلك الطريقة، بل كانوا متلهفين لتقليص عدد المنافسين واحدًا تلو الآخر.
حتى الآن، لا يمكن تفسير نجاته سوى بحدسه الفطري الذي يشبه الوحوش، وحظه العاثر.
وبسبب عجزه عن النوم العميق، ظهرت الهالات السوداء تحت عينيه بطبيعة الحال.
وبينما كان يحذر من كل وجبة يتناولها، أصبح جسده هزيلاً للغاية، ومع قلة خروجه إلى الخارج، ازداد شحوب بشرته يومًا بعد يوم.
لقد سئم رافائيل من هذا الروتين، ولم يعد يظن أنه قادر على تحمّله أكثر من ذلك.
‘ لعلّي أفضّل أن أخرج إلى الشارع على أن أبقى في هذا المكان المجنون أكثر…’
حتى إن اضطر إلى أداء أعمال وضيعة كل يوم، أو بات جائعًا، أو نام على أرض صلبة، فسيكون ذلك أفضل من تحمل هذا الخطر اليومي.
على أي حال، لم يكن في قلبه أي تعلق بالدوق الأكبر منذ البداية.
ومع مرور الوقت وتعافي جسده من التسمم، قرر رافائيل تنفيذ فكرة طالما راودته.
أخبرهم بأنه سيتوجّه إلى المدينة لإنجاز أمرٍ ما، ثم استأجر حصانًا من الإسطبل.
امتطى حصانه خالي الوفاض، من دون أن يحمل معه شيئًا.
كان شعوره في تلك اللحظة لا يوصف، مزيج من الارتياح والانعتاق.
❈❈❈
في البداية، فكّر في القيام ببعض الأعمال البسيطة، كتوزيع الصحف أو العمل في مطعم.
الذهاب إلى مكان يوفر له الطعام والمأوى، وتعلُّم حرفة ما، ثم البدء بادخار بعض المال، ولو كان قليلاً.
دعني أدّخر هذا المال وأحيا حياة هادئة.
كان هذا هو مخطط رافائيل.
لكن الآن، وقد أصبح في الهواء الطلق، بدأ يشعر برغبة في استكشاف العالم أولاً.
كان أحد أهدافه أن يشعر بمذاق الحرية الذي افتقده طويلًا.
خلال النهار، كان يركب كثيرًا، ينزل إلى القرية ليرى الشوارع المزدحمة، ثم يتوغّل أكثر في الغابات الواقعة على الأطراف.
ربما كان ذلك لأنه نجا من محاولة الاغتيال قبل أيام، وربما لأنه أخيرًا، تحرّر من قيد الدوق الأكبر.
هدّأ رافائيل أعصابه المتوترة دائمًا، وخفّف من حذره لأول مرة في حياته.
ولذلك، لم يخطر بباله مطلقًا أن أحدًا من عائلة الدوق الأكبر قد يطارده.
كان رافائيل، وقد دخل أعماق الغابة، يتنفس بعمق فوق سرج حصانه.
كان الهواء العليل المنعش، ورائحة الأعشاب، يتسللان إلى رئتيه.
شعر بالحرية، وفي الوقت نفسه بالتيه والضياع.
فهو في النهاية، فتى لم يعش سوى اثنتي عشرة سنة.
ولم يدرك تمامًا حقيقة وضعه إلا حينما وصل إلى هذه الغابة الهادئة الخالية من البشر.
حتى عندما دفن وجهه في كفيه وتنهد، لم ينتبه إلى أن أحدًا كان يقترب منه ببطء من الخلف.
“آه!”
حدث ذلك في تلك اللحظة تمامًا.
أُحكم حبل يستخدم في صيد الحيوانات حول عنق رافائيل.
لقد كان قاتلًا مأجورًا أُرسل من قِبل أحدهم. شعر بصدمة قوية جعلت رأسه يرتد إلى الخلف، ثم بإحساس خانق حول عنقه.
وما إن سقط رافائيل عن السرج، حتى انطلق الحصان الذي كان يمتطيه هاربًا. اجتاحت جسده آلام حادة كأنما تمزّق من الداخل.
غريزيًا، أمسك رافائيل بغصن قريب منه، يقاوم الاختناق.
بدأ يركل الأرض برجليه محاولًا النجاة، متشبثًا بالحياة.
“أنقذ… آهه… أنقذوني!”
صرخ رافائيل بكل ما أوتي من قوة، مستغلًا اللحظة التي خفّ فيها الحبل قليلًا.
كان يتساءل في داخله عمّا إذا كان صوته سيصل إلى أحد في هذه الغابة النائية.
“أ-أنقذوني… آهه… أنقذوني!”
ثم سمع ضحكة قاتله، صاحب الحبل الملفوف حول عنقه.
كانت ضحكة شريرة إلى درجة جعلته يصرخ من الخوف بصوت أعلى.
بدأ وجهه يحمَرّ، وتشوّه نُطقه، لكنه واصل الصراخ جاهدًا رغم فقدانه المتدرج للوعي بسبب نقص الأكسجين.
وفي اللحظة التي بدأت رؤيته تَغشى والظلام يزحف إلى وعيه، سمع معجزة…
كان ذلك صوت عجلات عربة تسير على الطريق…
“ماذا تفعل هناك؟!”
صرخ السائق بصوت عالٍ. لمح رافائيل شخصًا من خلال رؤيته المشوشة.
‘ ما ذلك…؟ إنه شعار الدوق. لماذا هو موجود في الشمال؟’
حتى القاتل الذي كان يخنقه، بدا أنه لاحظ الأمر، فنقر بلسانه بانزعاج وتردد قليلًا بيده، وكأنه نادم، ثم فكّ الحبل وفرّ هاربًا.
“كح، كح! هاه… كح!”
كان كلما سعل، يشعر بألم حاد في صدره، وكأن أضلاعه قد تحطّمت عندما سقط عن الحصان.
“يا إلهي، يافتى، هل أنت بخير؟”
نزلت امرأة من العربة وركضت نحوه، تسأله بقلق بالغ. من مظهرها، بدت كأنها دوقة.
‘ لقد كان الخطر حقيقيًّا هذه المرة…’
فكر رافائيل وهو يتحسس عنقه الذي كان قبل لحظات موشكًا على أن يُكسر.
وفي تلك اللحظة، أدرك الحقيقة المُرّة: أنه لن يستطيع أبدًا الهرب من هذا الميلاد الملعون.
فالدوقات الكبار لم يكونوا من النوع الذي يتركه وشأنه لمجرد أنه فرّ منهم.
بل سيحاولون القضاء عليه وهو لا يزال في مهده، خوفًا من أن يعود يومًا ما ويشكل تهديدًا لمكانتهم.
“من فعل هذا بحق؟ هل تعرّضت للسرقة؟”
بينما كان رافائيل غارقًا في إدراك هذه الحقيقة المؤلمة، سمع صوت المرأة بجانبه.
ورغم أنه كان ممتنًا لها لأنها أنقذت حياته، إلا أن طريقة أسئلتها الجاهلة بكل شيء أثارت ضيقه.
ربما… كان يحتاج فقط إلى متنفسٍ ليفرغ فيه كل غضبه المكبوت.
“نعم، فقط تابعي طريقك.”
قال رافائيل بصوت خشن، يخفي أضلاعه المصابة، بفعل عادته الراسخة في عدم إظهار الضعف.
لكن دوقة وينترسوار لم تُبدِ أي انزعاج من نبرته، وظلّت تنظر إليه من مكانها ذاته.
“اصعد إلى العربة. سأوصلك بنفسي. الغابة ستُظلم قريبًا، وسيصبح الأمر خطرًا.”
رفع رافائيل رأسه، وألقى نظرة حوله على المكان الخالي. حينها أدرك أن الحصان الذي أحضره من قصر الدوق الأكبر قد فرّ.
لم يكن هناك سبيل للخروج من الغابة، لكن لسبب ما، لم يشأ أن يقبل يد العون التي مدّتها له الدوقة. فقد شعر كأنها تشفق عليه.
“هاه؟ انهض بسرعة…”
“آه!”
وضعت الدوقة يدها بحنان على موضع الإصابة ثم تألم فورًا، رغم أنها لم تكن تقصد ذلك.
ارتبكت الدوقة، وتراجعت يداها في الهواء بخفة بسبب تأوّه رافائيل.
“أنت مصاب بشدة… أنا آسفة جدًّا.”
كان يعلم ذلك، وكان يرغب في أن يقول لها أن ترحل، لكن نبرتها اللطيفة جعلت من الصعب عليه أن يلفظ أي كلمات جارحة.
منذ متى اهتمّ بي أحد بهذا الشكل؟.
وبالنظر إلى محاولات الاغتيال السابقة، فهذه ليست إصابة عميقة مقارنة بها.
بينما كان رافائيل مترددًا، رفعت الدوقة ذراعها برفق.
وسرعان ما انبعث من أطراف أصابعها نور أبيض دافئ. اتسعت عينا رافائيل، إذ كانت هذه أول مرة يرى فيها سحرًا.
ومع انغمار جسده بذلك الضوء، شعر بالألم يتلاشى تدريجيًّا. نظر إلى الدوقة بعينين حذرتين.
“لستُ معالجة محترفة. لا أستطيع شفاء جروحك. يمكنني فقط تخفيف الألم مؤقتًا.”
وبينما كانت تعالجه، شحب وجهها بشكل ملحوظ.
تجمّدت قطرات من العرق البارد على جبهتها، وسعلت سعالًا جافًا.
كان من الواضح لأيّ أحد أنها تبذل جهدًا يفوق طاقتها، وأن هذا السحر ليس من اختصاصها.
حاول رافائيل أن ينهض، غير مستوعب تمامًا ما يحدث، لكن الدوقة أوقفته.
“تمهّل، فقط قليلًا بعد… نعم، هكذا.”
ثم اختفى الضوء الذي كان يغمر جسده، وتبخّر معه الألم.
“هل ترغب في الصعود إلى العربة الآن؟”
وحين رأى وجهها الشاحب وهي تعالجه، لم يستطع أن يردّها بنفس البرود الذي خاطبها به في البداية.
نهض رافائيل بتردد، وتبع الدوقة، متظاهرًا بأنه لا يستطيع الرفض.
لماذا تقدمين معروفًا لأحد مثلي؟ وأنتِ بالكاد تبدين بصحة جيدة؟.
وبعد أن قطعا بضع عشرات من الخطوات، وصلا إلى عربة قريبة. فتح السائق الباب، لكنه نظر إلى رافائيل من أعلى إلى أسفل بعين حذرة، كما لو كان يتفحص صبيًّا غريبًا.
وكانت هذه ردة فعل طبيعية، اعتاد عليها رافائيل منذ زمن.
وما إن فُتح الباب، حتى سُمع صوتٌ صاخب من داخل العربة.
“أمي! ما الذي حدث؟ ماذا كنتِ تفعلين في الخارج، هاه؟ لماذا طلبتِ مني البقاء بالداخل؟ قلت لكِ إنني أشعر بالملل!”
وما إن خطا رافائيل إلى داخل العربة، حتى التقت عيناه بفتاة صغيرة ذات شعر وردي.
اتسعت عينا الطفلة عندما رأته لأول مرة، ثم ابتسمت له ابتسامة مشرقة دون أن تُخفي وجهها أو تتردد.
‘ ما هذا الكائن بحجم حبّة الفول؟. ‘
كان ذلك أول ما خطر في بال رافائيل حين رأى إنريكا وينترسوار.
__________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐••
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
التعليقات لهذا الفصل " 96"