“لورد، أنت ستموت؟”
“نعم.”
“لا!”
صرخت بصوت عالٍ دون أن أفكر.
كان منقذي، الشخص الذي أخرجني من عائلتي وأنقذ حياتي.
“الآن أصبحت في القارب نفسه، وأحد القليلين في العالم الذين هم بصفّي. لقد أصبحت أملك شخصًا يحزن عليّ.”
ابتسم كايل، رافعًا طرف شفتيه قليلًا.
في الحقيقة، أشعر وكأن معدتي تشتعل!.
“إذن، أدرك أنك لم تقل أهم شيء بعد.”
“أوه، وما الذي يزال متبقيًا؟”
“لهذا السبب أريد أن أتزوجكِ.”
في لحظة كنت قلقة من أن يخرج من فمه شيء صادم آخر.
“شعرت وكأن القلب الذي لا يوجد في صدري كان ينبض عندما رأيتك، إنري.”
“كح! عفواً.؟”
بدأت أسعل مرة أخرى.
“ليس وهمًا. ليس لمرةٍ واحدة، بل كثيرًا من المرات.”
أعاد الكوب إلى يدي بطريقة معتادة وواصل الحديث.
“لدي شعور بأن لكِ علاقة ما بلعنتي.”
“إذًا؟”
“من الآن فصاعدًا، يجب أن نجد السبب.”
رمشت في دهشة.
في البداية، كان قد قدم عرض الزواج بالعقد لتجنب الدوق الأكبر.
ولكن الأمر كان أكثر تعقيدًا مما تخيلت.
“ماذا كان سيحدث لو تزوجت الدوق الأكبر فقط؟”
“همم…”
لا، ليس هذا الوقت لطرح هذا السؤال.
فيما كان الرجل يفكر في إجابته، طرحت موضوعًا أهم.
“هل ينبض قلبك كلما رأيتني؟”
“لا، أحيانًا فقط.”
“في أي ظروف حدث ذلك؟ عندما ضحكت؟ عندما شربنا معًا؟”
في العادة، كان سؤالًا غريبًا، ولكن تحديد اللحظة التي حدث فيها ذلك كان أمرًا مهمًا.
سألته بطريقة تحقيقية، فسكت كايل لحظة قبل أن يتحدث.
“هل تتذكرين الحفل في منزل مارليتا؟.”
آه، إنه أول مأدبة حضرتها بعد أن تجسدت.
“في ذلك الوقت، رأيتكِ من بعيد. وقلبي… شعرت بدغدغة فيه.”
سألته ووجهي يحمل هدوءًا متصنعًا.
“إذًا، هل تتذكر لون الفستان الذي كنت أرتديه؟”
“فستان أرجواني من الساتان بالكشاكش ، كان يلائمكِ جدًا.”
بما أنني نادرًا ما أذهب للمآدب، كنت أتذكر ما ارتديت.
أما كايل، فكان يحضر الرقصات ويتعامل مع الناس كثيرًا. كانت إجابته الدقيقة مفاجئة لي.
“وماذا أيضًا؟ متى مرة أخرى؟.”
توقفت لطلب مزيد من التفاصيل.
الرجل الذي كان دائمًا مسترخيًا تجنب نظري، وأخذ يفرك طرف فمه.
طرفا أذنيه كانا محمرين قليلًا.
شعرت بإحراج لسبب ما، فسريعًا ما سعلت لتغيير الموضوع.
“كحم، حسنًا. لا أحتاج إلى معرفته الآن! أخبرني لاحقًا، إذًا.”
بدا أن كايل فهم نيتي، فهز رأسه بخجل وقال.
“بما أنكِ أجبت، فهل يمكنني أن أسألكِ شيئًا آخر؟”
“نعم، تفضل!”
“أريد أن أعرف لماذا تحاولين تجنب الزواج من الدوق الأكبر.”
لقد أحرجني عدة مرات اليوم.
“ألم ننتهِ من هذا الحديث؟”
“لا يمكنني المساعدة، إذا كنتِ لا تريدين الحديث عنه، ولكنني فضولي جدًا لدرجة أنني لا أستطيع النوم.”
لماذا هو مهتم بهذا الشكل؟.
شعرت بالإحراج، فترددت قليلًا قبل أن أسأل.
“لماذا تريد أن تعرف ذلك؟ هل تعرف سمو الدوق الأكبر؟”
“نعم، أيًا يكن ، نحن لسنا غرباء.”
كانت إجابته غير متوقعة تمامًا.
أدرت عينَيّ وبدأت في طرح الأسئلة التي كنتُ أتساءل عنها.
“هل هو شخص جيد؟ أليس هو العريس الذي تطمح إليه النساء بأكملهن؟ ثروة وشهرة، وجه وجسد مثالي. لا أعتقد أن هناك شيئًا ينقصه.”
كان الشرير المحبوب في القصة الأصلية، لذا كان من الطبيعي أن يكون كذلك.
‘ لماذا تمدح رجلًا آخر بهذا الشكل؟. ‘
“ماذا لو اقتنعت وقلت إنني سأقبل الزواج من سمو الدوق الأكبر الآن؟”
اكتفى الرجل بالابتسام دون أن يرد.
ثم أطلق تنهيدة تحت وطأة ضغط لم يُعبَّر عنه بالكلمات.
“يجب أن يكون لديّ على الأقل سر واحد أيضًا.”
“يا للخسارة ، حسنًا.”
ظننت أنه سيكون أكثر إصرارًا، لكنه استسلم بسهولة بشكل مفاجئ.
“ألن تطرح أي أسئلة أخرى؟”
“لا ، لأنني لا أريد أن أسبب لكِ المتاعب.”
عند هذه الكلمات، بدأتُ أفكر مجددًا في اعترافه السابق. عندما يراني، يبدأ قلبه بالخفقان وكأنه لم يكن موجودًا من قبل. تمامًا مثل قصة رومانسية.
“أنهي طعامكِ، إنري. شكرًا لكِ على الاستماع إلى قصتي.”
قال كايل بهدوء.
بعد تلك الكلمات، ساد الصمت في غرفة الطعام لفترة من الوقت.
❈❈❈
“ينبض قلبك عندما تراني؟”
لماذا؟.
لا أنكر أن وجهي جميل، لكن…
كان وجهه ساحرًا جدًا لدرجة أنه لا يمكنني القول إنني انجذبت إليه لمجرد مظهره فقط.
“على أي حال، علينا أن نجد طريقة لكسر اللعنة في أسرع وقت ممكن.”
قال إنه سيكون كافيًا أن يبقيني في المنزل ويراني كثيرًا في الوقت الحالي. لكن ماذا لو ساءت اللعنة فجأة؟.
لم تكن لدي نية للانتظار بلا مبالاة.
“إذا كانت هناك لعنة، فلا بد أن هناك طريقة لإبطالها.”
عادة، يتم حل الأمور كهذه بالسحر.
وبينما كنت أتحسر على فقداني للسحر، تذكرت مشهدًا من القصة الأصلية.
<<أا آسفة لأنني تركتك خلفي، فيرمونت.>>
أنريكا وينترسور فكرت في صديقها ورفيقها للمرة الأخيرة.
<< في حياتي القادمة، سأصبح ساحرة أقوى ولن أنفصل عنك أبدًا.>>
كانت هذه وصية أنريكا قبل أن تموت على يد الدوق الأكبر.
لكن ما الفائدة من كل هذا؟.
كنت على وشك أن أهز رأسي بينما أفكر في ذلك، لكنني توقفت.
“تركه خلفها؟”
اختيار الكلمات يبدو غريبًا بعض الشيء.
وبالإضافة إلى ذلك، ألم تكن قوى أنريكا السحرية ورفيقها قد اختفت بالفعل في ذلك الوقت؟.
أعدت النظر في تفاصيل القصة التي تم ذكرها عدة مرات في العمل الأصلي.
“لا يمكن للرفيق أن يعود إلى عالم الشياطين إلا إذا أنهى صاحبه العقد. والاستثناء الوحيد هو عندما يموت المالك.”
“هذا يعني…”
حتى لو اختفت القوة السحرية لصاحب الرفيق، طالما أن العقد لم يُلغَ، فإن ذلك يعني أن الرفيق قد لا يزال موجودًا في العالم البشري!.
علاوة على ذلك، لا بد أن الشيطان يعرف كيف يواجه اللعنة.
مخمورة بهذا الاستنتاج الذي توصلت إليه، قفزتُ من السرير.
“بمجرد شروق الشمس، عليّ أن آخذ العربة وأذهب إلى مقر الدوق مجددًا.”
هكذا، أمضيت الليل وأنا أفكر في الرفاق واللعنات.
وبمجرد أن بزغ الفجر، توجهت إلى مكتب كايل، حيث قال إنه يبقى عادةً.
ولكن ما واجهته هناك لم يكن كايل، بل رجل غريب.
“تشرفت بلقائكِ ، يا آنسة.”
قال شاب يرتدي نظارات.
“كح كح! اسمي ميلوا، مساعد الكونت.”
“آه، سررت بلقائك. أليس كايل هنا؟”
كان يبدو طيب القلب، ومن مجرد النظر إليه، لا يمكنك القول إنه يكذب.
“كحم! الكونت خرج مبكرًا بسبب العمل.”
“واو، لديك سعال سيئ.”
كان الطقس باردًا هذه الأيام، لذا اعتقدت أنه مصاب بنزلة برد شديدة أو ما شابه.
هززت كتفي وقلت، ؛
“إذًا، لا يوجد ما يمكن فعله. هل يمكنك تجهيز عربة لي؟”
“لماذا تريدين عربة؟”
“لديّ أمر مهم في مقر الدوق. عندما أفكر في الأمر، هناك الكثير من الأشياء التي تركتها وراءي.”
بدأ لون وجه ميلوا يتحول إلى الأزرق تدريجيًا.
“أوه، لا!”
“نعم؟”
“إذا رحلتي فجأة بينما لا يكون الكونت موجودًا، فسأكون في عداد الأموات.”
أيًّا كان ما قاله له كايل، فقد بدا الرجل يائساً جدًا.
“هذا أمر لا بد لي من إحضاره اليوم! سأعود قريبًا.”
لكنني كنت يائسة بنفس القدر. عندما واجهته بحزم، بدا مترددًا، لكنه سرعان ما تحدث بقرار ثابت.
“إذًا، سأرافقكِ.”
“ماذا؟ مهما كنت مشغولًا؟.”
“حاليًا… كح! لا يوجد شيء ذات أهمية في مقر الكونت اكثر من سلامة الآنسة.”
إنه لا يزال يسعل هكذا… ألن ينهار فجأة؟.
نظرت إليه بريبة وقلت ؛
“إذًا، سأصطحب إحدى خادماتي معي.”
عدل ميلوا نظارته وأومأ برأسه.
“لماذا لا تأتين بعد الإفطار؟ سأجهز العربة خلال ساعة.”
وهكذا، بدأت رحلتنا الغريبة نحن الثلاثة.
❈❈❈
< rrr , rrr >
آه، مهما تحملت إزعاج العربة، لا يمكنني أن تعتاد عليه أبدًا.
كان ميلوا يجلس أمامي، وسارة بجانبي، بينما تظاهرت أنني أنظر عبر النافذة، مسترجعة أحداث القصة الأصلية مرة أخرى.
في العمل الأصلي، وُصف فيرمونت في ذكريات أنريكا بهذه الطريقة:
<<مظهر خارق للجمال، وكأنه ليس بشريًا. شعر فضي طويل ولامع، وبقع جميلة تزين وجنتيه الشاحبتين. عينان حادتان تمنحانه هالة لا يمكن الاقتراب منها.>>
‘ لو كان شخص بمثل هذا المظهر مختبئًا في مقر الدوق، لكان قد لفت الأنظار فورًا. ‘
لا أعلم إن كنت أضيع وقتي سدى.
شعرت بالقلق، فسألت سارة:
“سارة، هل سبق لكِ أن رأيتِ شخصًا بمثل هذه المواصفات في مقر الدوق؟ شعره فضي وطويل، ويبدو جميلًا للغاية…”
بينما كانت سارة تُطرِّز منديلاً، أجابت بخبث:
“هل هو العاشق الذي تركتِه خلفكِ؟.”
“كح!”
سعل المساعد الضعيف مرة أخرى.
“أنا أمزح فقط. لو كان هناك شخص بمثل هذه المواصفات في مقر الدوق، لكان الجميع قد عرفوا عنه.”
كان ذلك مطابقًا لما كنت أفكر فيه. فهل تحقق شعوري المسبق السيئ؟.
بعد بضع ساعات، وصلت إلى مقر الدوق ولم أتمكن حتى من العثور على أثر لرفيق انريكا. والأسوأ من ذلك، كان عليّ أن أتوخى الحذر حتى لا أقابل مارثا أو والدي. ربما كنت مخطئة منذ البداية. كل ما أملك هو بضع سطور من القصة الأصلية.
“سارة، آسفة. أنا أتعبكِ بسببي.”
“لا بأس.”
“سألقي نظرة أخرى هناك. إن لم أجد شيئًا، فلنعد.”
درت حول قصر الدوق، الذي كان بحجم قرية صغيرة، عدة مرات.
كنت أجر قدمي بتثاقل، تبدو الكآبة واضحة على ملامحي. كنت أسير في طريق بعيد يؤدي إلى المغسلة والإسطبلات، حينها سمعت صوتًا يأتي من بعيد.
“أليس هذا غريبًا؟ رأيت أشياءً تطفو من حوله!”
ماذا قلتَ للتو؟.
“هيه، اقتلوه فحسب. وحش شرير كهذا يجب أن يُمحى من الوجود.”
شعرت بانقباض في صدري. وحش شرير؟ لا يمكن…
اندفعت مسرعة، ناسيةً أن أخفي نفسي. وعندما وصلت، انكشف أمامي مشهد صادم.
“أوه، مقزز. انظروا إليه وهو يتلوى.”
كان هناك قط صغير بحجم كف اليد، يُركل بحذاء الخدم الصغار.
___________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
التعليقات لهذا الفصل " 8"