كان المكان داخل دار المزاد في فوضى، حيث كان النبلاء يهربون وهم يصرخون، والحراس يحاولون مساعدتهم وتهدئتهم.
كان ثلثا المسرح قد تآكل باللون الأسود وملأ الدخان الحارق المكان.
فحصت المشهد بعينيَّ وتبعت سارة نحو الممر الذي خرجت منه.
“بسبب الحادث، قد لا يُعقد المزاد لفترة. إذا كان الأمر كذلك، فإن عملنا سيتعطل أيضًا.”
لكن حتى لو عدت، لم أكن أملك الثقة لمجرد مراقبة ذلك المشهد.
في تلك اللحظة، قفز شخص ما من الممر المظلم وأمسك بمعصمي.
“آاااه!”
صرخت بشكل عفوي، فتم تفعيل سحر ضوء دقيق.
“إنريكا،هذا أنا.”
“…فيرمونت؟ لماذا أنت هنا؟”
لم يكن متنكرًا كحارس أمن بل كان على طبيعته بشعره الفضي المتدفق.
“لقد أسقطت الجدار في النهاية وجذبت المعلم إلى مكان آخر. أنا متأكد أن سارة ذهبت إلى هناك أيضًا.”
تمتم فيرمونت بسرعة وقادني في اتجاه آخر.
“مالذي فعلته بالضبط؟ كنا قد قررنا أن نستكشف فقط اليوم.”
“آسفة. لم أستطع الوقوف مكتوفة اليدين وأشاهد طفلاً في الثالثة عشرة يموت على المسرح.”
أجبت بشيء من الكآبة بسبب شعور المسؤولية عن جعل الوضع معقدًا بهذا الشكل.
“ماذا تريدين أن تفعلين بالضبط؟ هل تحاولين إنقاذ الجميع في هذا العالم؟”
بعد أن سمع ماقلت، قال بنبرة ساخرة بعض الشيء.
غضبت لدرجة أنني انتزعت معصمي من يد فيرمونت وصرخت.
“أنا أنانية بصراحة. ليس لدي الرغبة أو الطاقة لمنع كل المآسي في العالم بتضحية حياتي.”
“…”
“لكن على الأقل، إذا كانت مأساة تحدث أمامي مباشرة، وحتى وإن كانت بفعل الشخص الذي مرر هذا الدم الذي يجري في جسدي، يجب عليّ أن أوقفها!”
في الصمت الذي جثم علينا، بدأنا نمشي بسرعة مرة أخرى.
“لم أرَ شخصًا غريبًا مثلك أبدًا. ، حتى أنكِ استعرتي قوة متعاقدك لإنقاذ خطيبك.”
قال فيرمونت وهو يفكر منفردًا لبعض الوقت، ثم فتح فمه ببطء.
“والآن تحاولين إنقاذ أشخاص لا تعرفينهم حتى؟ هذا جنون.”
إذا كان هذا ما يعتقده متعاقدي، فلم أستطع منع نفسي من أن أشعر ببعض خيبة الأمل.
تأملني بعينين عميقتين ثم تنهد على الفور.
“على أية حال. أجد إنه من الغريب أن تسلكي هذا الطريق السخيف…”
“…”
“أريد أن أستمر في متابعتكِ، وينتِرسوار.”
“تشجعي، نحن قريبون.”
أضاف فيرمونت في النهاية.
الدعم غير المتوقع جعل قلبي يرتعش ثم يهدأ. وعندما رفعت عينيَّ لإجراء اتصال عيني مناسب معه، لمحت فجأة شيئًا غريبًا.
“لماذا أنت هكذا؟”
أمسكت بمعصم فيرمونت وقلت بدهشة.
سحب ذراعيه إلى الوراء واحتج كما لو أنه لا يريد إظهار ذلك، لكنني تجاهلته ولففت كمّه أكثر.
تغيرت ذراعا فيرمونت إلى شكلهما الحقيقي، وكانتا مليئتين بالجروح التي كانت تبدو وكأنها قد قُطعت بواسطة سكين.
بينما كنت على وشك أن أسأله بسرعة عما حدث، شعرت بإحساس غريب من عدم الارتياح.
كانت الجروح نظيفة ويبدو أنه تم إحداثها عن عمد، على الرغم من أنها كانت ناتجة عن معركة.
علاوة على ذلك، كانت هناك العديد من الجروح.
بعضها بدا وكأنه قد مر عليه وقت طويل، وبعضها بدا وكأنه تم إصابته حديثًا.
بعد أن توصلت إلى تخمين لا يُصدق، تجمدت وسألته:
“… هل فعلت ذلك حقًا؟”
كنت أعرف تعبير وجه فيرمونت في كل مرة أقول شيئًا غريبًا. والآن كان وجهه بعيدًا تمامًا عن ذلك التعبير.
“لماذا؟”
كان حاجباه مقطبين في شكل محرج ومعقد، وكأن شخصًا ما قد تورط في شيء.
رؤية تردده في التحدث إلي، جاء تخمين إلى رأسي. الجروح التي تبدو قد مر عليها شهرين أو ثلاثة. تبدو قديمة.
كان ذلك في الفترة التي كنت فيها قد تحدثت معه لأول مرة.
“الآن لن تضطري لدفع ثمن دمك عندما تناديني.”
في ذلك الوقت، قال فيرمونت إنه قد وجد طريقة أخرى بالتأكيد.
“كان يجب أن تخبرني بذلك في وقتٍ أقرب! ما هي تلك الطريقة؟”
“إنها سر.”
ثم تجاهل تمامًا طلبي للحصول على شرح مفصل.
لم يكن هناك سوى استنتاج واحد يمكنني التفكير فيه في رأسي.
بدلاً من دمي، قطع نفسه واستخدم دمه الخاص في تعويذة الاستدعاء.
“…”
لكن هناك ثغرات في ذلك الاستدلال أيضًا. أولاً، تقنية الاستدعاء لا تحتاج إلى ذلك القدر من الدم.
ثانيًا، لا يوجد سبب لهذا القط الغاضب ليظهر لي معروفًا.
“تشه، حتى لو حاولت أن أكون وسيماً…”
في ذلك الوقت، بدأت أتذكر الكلمات الغريبة والأفعال التي كان يستخدمها في الآونة الأخيرة.
“أنا سعيد جدًا بكونك متعاقدي، فيرمونت، وأعتقد أنك كذلك.”
حدقت في فيرمونت بعينين غريبتين وغير متوقعتين.
“الاستدعاء يتطلب الدم بشكل لا مفر منه.”
إنه ليس سحرًا تم تصميمه ليُستخدم من قبل المتعاقدين في المقام الأول، لذلك يُطلب مني دفع العشرات من المرات أكثر.
في النهاية، لم يستطع مقاومة شعوره بالاستفهام، فبدأ بالاعتراف من تلقاء نفسه.
“يمكنك فقط ترك الأمر لي كما فعلتِ حتى الآن! إنها مجرد دفعة واحدة.”
شعرت بالدهشة، والمفاجأة، والندم.
نسيت كم كنت أمشي بسرعة وبدأت أصرخ في وجهه.
زاد ألمي في قلبي مع ذكرى استدعائه لي قائلاً إنه لم يعد يحتاج إلى أن يأخذ دمي بعد الآن.
أحيانًا كنا نستخدمه لتمضية الوقت، واستخدمناه أيضًا للتواصل في وقتٍ سابق.
لم أكن لأفعل ذلك لو كنت قد لمحت به من قبل،
“لماذا يحدث هذا؟”
لا، مستحيل.
كان يبدو أن تخميني سيكون صحيحًا مرة أخرى.
“أعتقد أنني فهمت.”
واصلت الحديث، شعرت بالدوار مما حدث فجأة.
“أنت تحبني… لذالك توفر القليل من طاقتي السحرية التي سأضطر لاستخدامها بكثرة في المستقبل…”
كانت هناك فترة صمت طويلة في الهواء لفترة من الوقت.
ما كسره كانت ضحك فيرمونت العالية، الذي لم أسمع مثلها من قبل.
“بُههاها!! ، ما هذا الآن!”
هو، الذي كان دائمًا يحاول الحفاظ على مظهر مهيب، بدأ يضحك ضحكًا عاليًا.
كنت بلا كلام، وانخفض رأسي في خجلٍ شديد.
“لا يعقل أن يحب المتعاقد سيده. هل تعتقدين حقًا أنه يوجد شيء مثل الحب الذي يتجاوز الأنواع؟”
هز فيرمونت رأسه مع الابتسامة التي كانت ما تزال على وجهه.
“لم أرَ أبدًا، أبدًا، علاقة غير مناسبة كهذه تنتهي بشكل جيد.”
“أوه، فهمت! لقد… كنت أمزح فقط.”
كان ذاك مجرد عذر لم ينطلي عليه.
فيرمونت، الذي بدا وكأنه يمازحني بشكل أكثر حماسًا، أصبح بلا كلام بطريقة ما.
“…”
تذكرت الآن أنه ليس الوقت المناسب للتصرف هكذا.
يجب علينا أن نجد سارة بسرعة ونساعدها فيما تفعله مع معلمها.
لا، بالتأكيد ليس لأنني شعرت بالإحراج.
‘هل بسبب ما حدث مع كايل أصبحت حساسًا جدًا؟’
هرولت قدمي المتعبتين ووجهي المشتعل بالحرارة وأنا أفكر في الأمر.
❈❈❈
بعد أن قالت إنريكا ما كان يجب أن تقوله، واصلت السير بسرعة إلى الأمام.
توقف فيرمونت فجأة، وكان يبدو مرتبكًا جدًا لسبب ما.
“لم أرَ شيئًا جيدًا…”
تذبذبت عيناه الصفراء الساطعة كما لو أنه أدرك شيئًا لم يكن قادرًا على تحمله.
ساحرة فقدت سحرها بسبب سبب سخيف كفقدان الذاكرة.
لم تكن لتفعل أي شيء بدون مساعدته، وأهدافها مع المساعدة لا تعدو كونها تافهة.
في الواقع، كانت تمتلك شغفًا أكبر من أي ساحرة قد قابلها من قبل.
امرأة صغيرة الجسد ما زالت تسير أمامه.
‘ هل أحبها؟ ‘
على أي حال، هذا غير ممكن.
لا يوجد طريقة يمكنه أن يختار فيها الذهاب إلى حافة الهاوية بسبب شخص واحد فقط.
كان لا يزال هناك ارتباك في عينيه، لكنه سرعان ما هز رأسه.
ثم بدأ في ملاحقة إنريكا التي كانت أمامه بخطوات سريعة.
❈❈❈
لم يكن لديّ نية لإضاعة الوقت في المنتصف.
كنت لا أزال مصدومة من حقيقة أن فيرمونت قد أصاب جسده عمدًا بجروح من أجل مصلحتي.
قال إنه كان من أجل توفير الطاقة السحرية، لكن لابد أنه كان جزءًا صغيرًا من تفكيره حولي، أنا التي أصبحت قريبة منه مؤخرًا.
“أوه.”
بينما كنت غارقة في أفكاري للحظة، شعرت بموجة من القوة السحرية القوية أمامي.
كان شعورًا كما لو أن ما يحدث قد حدث بغض النظر عن أي شيء.
قبل أن أدرك، كان فيرمونت قد تبعني ورفع ذراعه ليعترض طريقي.
وبمجرد أن فعلنا ذلك، تحطم الزجاج المجاور لنا.
“سارة!”
صرخت بشكل انعكاسي وركضت خارجًا.
‘أوه، إنها معركة بين السحرة.’
كانت سارة ومعلمها يمسكان بعصيهما على مسافة حوالي ثلاثين خطوة.
لحسن الحظ، بدا وكأنهما قد التقيا للتو في المخزن الفارغ حيث كان فيرمونت قد جلبهما بعدما هدم الجدار.
عندما اقتربت، شعرت بطاقة سيئة هزت ساقي.
كنت أستطيع أن أفهم لماذا كان السحرة والسحرة الحربيين يتنمرون على بعضهم البعض ويظنون أن الآخر هو عدوهم اللدود.
كان هناك شعور غريزي بالرفض يبدو أنه يرفرف من أعماق عروقي.
‘لكن لا يمكنني الاستسلام هكذا.’
أغمضت عيني بإحكام، ثم فتحتهما وأعطيت سارة درعًا واقيًا قويًا.
شعرت بأنها تندفع قليلاً إلى الوراء، لكنها استعادت قوتها بسرعة وهاجمت.
المعلم، الذي لم يكن يتوقع ظهورنا، بدا في لحظة من الدهشة.
وكان من المفترض أن يكون الأمر أكثر مفاجأة لأن تحديد الشخص الذي يرتدي القناع كان صعبًا للغاية.
استغلت سارة تلك الفرصة وألقت تعويذة لعن قوية.
“فينينوم مورتيز (سم الموت).”
كانت سحرًا سامًا يمكن أن يقتل الخصم بضربة واحدة.
__________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧
التعليقات لهذا الفصل " 66"