لحسن الحظ، سقطت على الأرض حيث كانت هناك كومة من العشب الناعم وأنقذت حياتي.
وبسبب أن المنطقة كانت منحدرة، كان جسدي يتدحرج باستمرار إلى الأسفل.
يجب أن يتوقف هذا أولًا…
“أشعر بالدوار…!!”
صرخت وأنا أتحسس بجنون كل شيء يمكنني الإمساك به.
ومن بين ذلك، شعرت بغصن شجرة قوي يُمسك في راحتي.
كان طوق النجاة الذي وجدته أخيرًا.
تمسكت بالغصن بكل ما أملك من قوة.
للحظة، اعتقدت أن ذراعي ستنكسر، لكن لحسن الحظ تمكنت من إيقاف التدحرج.
بعد أن احاول التقاط أنفاسي، هززت رأسي وأخذت نفسًا عميقًا.
“يا إلهي، لقد كدت أموت حقًا… هاا….”
“إنري! هل أنت بخير.؟!!”
صدى صوت كايل باحثًا عني من بعيد.
“اصمدي قليلًا فقط! سأأتي الآن….”
عمّا يطلب مني أن أتمسك؟.
الغريب أنه فقط بعد سماعي لتلك الكلمات عدت إلى وعيي لأتفقد ما حولي.
أول ما لاحظته هو أن قدميّ تشعران بالفراغ.
كنت معلقة فوق جرف، ممسكة بغصن شجرة رفيع.
“هذا جنون…!”
الفرق بين أن تعرف بالضبط الوضع الذي أنت فيه وبين أن لا تعرفه كان كبيرًا جدًا.
شعور بالعجز والخوف صعد إلى حلقي.
أغمضت عيني بإحكام ونظرت للأسفل مرة أخرى.
‘يا للراحة.’
بدا أن هناك شلالًا قريبًا، وكنت أرى الماء يتصاعد بدلًا من الأرض.
ومع ذلك، من النظرة الأولى، كان التيار قويًا جدًا، والأهم من ذلك…
تذكرت للتو مشكلتي الكبيرة:
أنا لا أجيد السباحة.
أي حظ هو هذا؟.
بكيت وأغمضت عيني مرة أخرى.
كانت أغصان الشجرة تصدر أصواتًا متزعزعة بشكل خطير.
ظننت أنني قد أنجو بحياتي إذا تجنبت الدوق الأكبر.
بدلًا من أن يقتلني، سأنتهي بالغرق.
أصدرت الأغصان صريرًا مرة أخرى.
‘أتمنى لو غبت عن الوعي.’
يُشعر المكان هناك بالبرودة والألم إذا سقطت.
ذرفت الدموع وفكرت في كلماتي الأخيرة.
الآن لم يكن الغصن فقط بل حتى يدي التي تمسك به وصلت إلى حدها.
“وداعًا، أيها العالم…!”
أخيرًا، مع صوت تكسير، انكسر الغصن الذي كان يدعم الوزن.
شهقت وفتحت عيني على وسعهما من الصدمة عندما بدأ جسدي بالسقوط للخلف.
في ذلك الوقت، ظهر أمام عيني مشهد يشبه الهلوسة.
كان وجه كايل مرئيًا على حافة الجرف.
رأيته يقفز من على حصانه ويلقي بدرعه.
كايل، الذي رآني أسقط، ألقى بنفسه دون تردد.
رأيته يمد ذراعيه لحمايتي.
سرعان ما شعرت بأحدهم يحتضنني في الهواء.
‘هذا غير معقول…’
لكن الإحساس باللمس كان واضحًا جدًا لدرجة أنني لم أستطع اعتباره حلمًا.
جسد بارد بلا قلب، ونظرة يائسة على العكس.
حاولت عمدًا التفكير بخفة أمام الخوف من الموت.
وعندما احتضنتني تلك الأحضان المستقرة على نحو غير متوقع، شعرت أنني سأبكي.
سرعان ما فقدت وعيي، تمامًا كما تمنيت قبل لحظات.
❈❈❈
“إنري.”
هناك شخص واحد فقط يناديني بهذا الاسم.
“إنري، افتحي عينيك، أرجوكي…”
الصوت الذي اخترق أذني كان صادقًا لدرجة جعلتني أشعر بشيء رطب.
كنت أرغب في فتح عيني على الفور، لكن جسدي كان يشعر بثقل وكأن حجرًا وُضع عليه.
مع زفرة عميقة، شعرت به يضع أذنه على صدري.
رأيت ظلًا داكنًا يتحرك فوق جفوني المغلقة.
“اصمدي قليلًا. يمكنكِ أن تغضبي بقدر ما تشائين لاحقًا….”
آه، آه، آه. للحظة.
استعدت وعيي، لكن يجب أن أقول أنني مستيقظة…!
كان الرجل يقترب مني ليُجري التنفس الاصطناعي.
أولًا، عاد الإحساس إلى يدي.
لوحت بذراعي خلفه وبالكاد تمكنت من فتح جفوني.
“…”
تقابلت أعيننا في الهواء.
ظننت أن المسافة ستقصر قريبًا عندما رأيت أن عيني مفتوحتين.
ومع ذلك، حافظ كايل على مسافة قريبة بشكل يقطع الأنفاس.
كانت عيناه الزرقاوان تتماوجان كالأمواج.
فجأة، عانقني كايل بقوة لدرجة شعرت أن جسدي سيتحطم.
كان الشعور بالاحتضان بين ذراعيه الواسعتين مستقرًا، وكانت عيناه لطيفتين. شعرت بألم وكأنني أصبت بكدمات من السقوط السابق.
“آه”
تأوهت بهدوء، فتراجع وكأنه تفاجأ.
“أ-أنا آسف. هل هناك إصابات أخرى…”
“كلا.”
كانت المياه تتساقط من شعر كايل والملابس الملتصقة بجسده.
كان جسدي أيضًا مبللًا.
“يا إلهي، أنا حقًا على قيد الحياة.”
ذلك الشعور ذكرني مرة أخرى بأن ما حدث للتو كان حقيقيًا.
“كم من الوقت كنت هكذا؟”
“حوالي ساعة.”
“بالنسبة لما حدث عندما قفز كايل سابقًا… لم أرَ شيئًا خاطأً ، أليس كذلك؟”
أومأ الرجل برأسه.
“لماذا فعلت شيئًا بهذه الدرجة من التهور؟”
“إنه خطأي ومسؤوليتي بالكامل أنكِ في خطر اليوم.”
قال كايل وهو يفرك رأسه وكأنه يشعر بالألم.
فجأة أدركت أن هناك دمًا أحمرًا على ملابسه.
“يا إلهي، الدم….”
“ليس دمي.”
كان صوته يحمل شيئًا من الخجل.
“عندما كنتِ معلقة على الجرف… اقتربت المجموعة. أنا آسف لأنني لم أتمكن من القدوم بشكل أسرع.”
“لا. في النهاية، أنقذتني. لو لم تكن أنت، لكنت ميتة.”
الآن بعدما فكرت في الأمر، لم أتمكن حتى من قول شكراً. وبينما كنت أبحث عن الكلمات المناسبة، واصل كايل شرحه.
“عندما تحققت من الوجه تحت القناع، اتضح بأنه كان أحد خدم الأمير الأول.”
“نعم؟ لماذا يستهدفك الأمير؟”
“لأنني أحد القوى التي تدعم الأمير الثاني، وليس هو.”
إذا كان الأمير الثاني… إنه البطل الذكر من القصة الأصلية الذي يجن بجنون بسبب الرومانسية مع البطلة صوفيا.
كايل يدعمه؟.
تفاجأت قليلًا ورفعت حاجبي.
“كانت هناك بعض التحركات منذ الخريف الماضي، لكن لم أتخيل أبدًا أن الأمور ستصل إلى هذا الحد.”
لكن من الغريب أيضًا أن يكون مع الأمير الأول الذي يرسل قتلة لدعم أخيه مباشرة…
فهمت بسرعة وأومأت.
ثم شعرت أنني نسيت شيئًا مهمًا.
“يا إلهي، الوحش!”
ثم ظهر على وجه كايل تعبير محرج قليلًا.
“هل كان هناك ضحايا بالفعل؟ هل يجب أن نذهب بسرعة ونخبرهم بالامر الآن؟”
“أعتقد أن ذلك سيكون مستحيلًا.”
رفعت رأسي ونظرت حولي عندما رأيت عيني كايل تطلبان مني النظر حولي. لسبب ما، كان للمكان جو غريب، على عكس الغابة التي دخلتها في البداية.
“بسبب التيار القوي، لم يكن لدي خيار سوى أن أنجرف بعيدًا جدًا. هذا ليس مكان مأدبة الصيد.”
عندما أدركت أنني سقطت في مكان غير معروف، شعرت بقشعريرة تسري في مؤخرة عنقي.
“هل يمكننا العودة؟”
هذه المرة، بدا كايل محرجًا قليلًا من تلك الكلمات.
“هل اعتقدتِ أنكِ ستعيشين هنا لبقية حياتكِ؟”
“لا، أيا كان. اعتمادًا على الوضع…”
عندما أجبت بتردد، خف الجو الهادئ قليلًا.
“إذن هل نفعل ذلك؟ لا يبدو أنه عرض سيئ.”
“هل هذا وقت المزاح؟”
“يستغرق الأمر يومًا للعودة ببطء.”
قال كايل وهو يضحك بخفة.
“سأتعامل مع الوحوش بطريقة ما في الطريق. لقد سمعت الوصف العام والحجم، لذا إذا وجدتها قبل مرور وقت طويل، لن تكون هناك مشكلة.”
“هل هذا ممكن؟”
“إذا حدث أي شيء، هناك فرسان من قصر الكونت هناك.”
فكرت في سرعة هايدن وعضلات ذراع ساشا.
ثم شعرت ببعض الراحة أكثر من قبل.
“إذن هل نغادر قبل غروب الشمس؟”
“هل يمكنكِ المشي؟”
سأل كايل بقلق.
وقفت ومددت جسدي وكأنني أمارس الجمباز كالمعتاد.
“آه، آه.”
انبعث من فمي صرخة ضعيفة، مثل تلك التي تصدر من رجل مسن.
كان جسدي يؤلمني وكأن عضلاتي ستنكسر، وكان بطني ممتلئًا بالماء وشعرت بانتفاخ شديد.
كايل، الذي بدا وكأنه فهم حالتي من النظرة الأولى، مرة أخرى ظهر عليه تعبير ثقيل على وجهه.
“لا بأس، لا تفعلي ذلك. سأحملكِ.”
“نعم؟”
“حتى لو كان غير مريح، أرجوكِ اصبري.”
“المشكلة ليست هنا!”
كنت أرفع ذراعي كما لو أنني ألوح بيدي رفضًا. بينما كنت أنظر خلف كايل، لمحت ضوءًا غريبًا في رؤيتي.
‘ما هذا؟’
قبل أن أتمكن حتى من تحريك شفتي، سحب كايل السيف من غمده.
“اختبئي خلفي.”
“لماذا، لماذا؟”
بمجرد أن تمكنت من السؤال، سمعت صوت أوراق تتحرك في العشب.
المشهد الذي ظهر قريبًا كان صادمًا أكثر من أي شيء رأيته في حياتي.
كان هناك مخلوق كبير وغريب يبلغ طوله ضعف طولي.
كان له مظهر مرعب، مثل مزيج من السمك والتنين. كانت القشور السوداء تبرز من جسده، وكان اللعاب يتساقط من فمه المفتوح.
“شكرًا لك على توفير عناء البحث عنك.”
تمتم كايل وأرسلني إلى الخلف.
شعرت أنني أريد إيقافه لأنه قال إنه سيتعامل معه وحده.
لم يكن هناك طريقة للبقاء معزولة بهذا الشكل. كنت أتحرك للخلف مع التفكير في الإمساك بكاحلي أم لا.
بدا مظهر الوحش المنعكس في عيني غريبًا قليلًا. كان يمشي بغير ثبات وكأنه لا يستطيع تحديد اتجاهه، والأهم من ذلك كله، حتى بعد رؤيتنا، لم يظهر أي علامة على الاقتراب ومهاجمتنا.
كان من الغريب أن يظهر الوحش هذا القدر الكبير من العداء تجاه الناس العاديين.
يبدو أن كايل كان يفكر في الشيء نفسه، حيث كانت عيناه تمسحان الوحش بهدوء.
“…”
في اللحظة التي هدأ فيها التوتر الشديد في الهواء. حدث شيء خلفي لم أنتبه له لأنني كنت مشتتة بالوحش أمامي.
فجأة ظهر شيء خلفي وأمسكني من مؤخرة عنقي.
“اككك…!”
___________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
التعليقات لهذا الفصل " 32"